يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله
يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون (البقرة 172)
الأكل: الانتفاع من جميع الوجوه
طيبات: جمع طيب وهو الحلال
ما رزقناكم: قال أبو حيان: فيه إسناد الرزق إلى ضمير المتكلم بنون العظمة؛ لما في الرزق من الامتنان والإحسان.[1]
واشكروا لله:قال ابن عاشور رحمه الله تعالى : والعدول عن الضمير إلى الاسم الظاهر لأن في الاسم الظاهر إشعاراً بالإلهية فكأنه يومي إلى ألا تشكر الأصنام؛ لأنها لم تخلق شيئاً مما على الأرض باعتراف المشركين أنفسهم فلا تستحق شكراً.أ.هـ الشكر لغة الظهور، يقال:دابة شكور، إذا ظهر عليها من السمن فوق ما تعطى من العلف، وحقيقته الثناء على إنسان بمعروف يوليكه. قال سهل بن عبد الله: الشكر الاجتهاد في بذل الطاعة مع الاجتناب للمعصية في السر والعلانية، وقال الجنيد: حقيقة الشكر العجز عن الشكر. وقال الشبلي: الشكر التواضع والمحافظة على الحسنات، وبذل الطاعات ومراقبة جبار الأرض والسماوات. وقال ذو النون المصري: الشكر لمن فوقك بالطاعة، ولنظيرك بالمكافأة، ولمن دونك بالإحسان والإفضال.[2]
والمعنى:اعترفوا بنعم الله عليكم واحمدوه عليها واصرفوها في مرضاته، وهل الشكر إلا تسخير الإنسان كل نعمة فيه في طاعة الله: فشكر العينين البكاء، وشكر الأذنين الإصغاء، وشكر اليدين العطاء، وشكر اللسان الثناء، وشكر الروح الخوف والرجاء، وشكر القلب التسليم والرضاء. قال موسى: يا رب كيف أشكرك؟ قال: تذكرني ولا تنساني، إنك إن ذكرتني شكرتني، وإن نسيتني كفرتني.[3] عن النبي e قال الله تعالى ((إني والجن والإنس في نبأ عظيم، أخلق ويعبد غيري، وأرزق ويشكر سواي….الحديث
إن كنتم إياه تعبدون: إن كنتم مطيعين لله منقادين لأمره ونهيه[4] أو إن صح أنكم تقرون أنه معطي النعم[5]
الأكل من الحلال سبب لتقبل الدعاء والعبادة كما أن الأكل من الحرام يمنع قبول الدعاء والعبادة، وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله {أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم) وقال (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم) ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك؟}[6]
من فوائد الآية
1. قوله تعالى كلوا أمر وهو واجب عند دفع الضرر، مندوب إليه مع الضيف، وإذا خلا عن العوارض كان مباحا
2. من لم يشكر الله لم يعبده وحده
3ـ في الآية دليل على وجوب الشكر؛ لقوله ((إن كنتم إياه تعبدون))[7]
4ـ من شكر الله فقد عبده وأتى بما أمر به
5ـ أكل الطيبات سبب للعمل الصالح وقبوله
6ـ الأمر بالشكر عقيب النعم؛ لأن الشكر يحفظ النعم الموجودة، ويجلب النعم المفقودة
7ـ الكفر بالله يزيل النعم الموجودة وينفر النعم المفقودة
———-
[1] البحر المحيط 1/659
[2] الجامع لأحكام القرآن 1/398
[3] في رحاب التفسير 1/303
[4][4] أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير 1/148
[5] مدارك التنزيل وحقائق التأويل 1/88
[6] رواه مسلم وأحمد
[7] التسهيل لعلوم التنزيل 1/99
فضيلة الشيخ د.عبد الحي يوسف
بارك الله فيك
مع خالص شكري وتقديري
جعلنا الله واياكم من الشاكرين
جزاك الله خيرونفع بك
افاده طيبه
بارك الله فيك ونفع بك
وجزاك الله اعالي الجنان
جعلنا الله واياكم من الشاكرين
جزاك الله خير الجزاء وجعله في موازين حسناتك
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
بارك الله فيك
وجزاك الله خير
جعله الله في موازين حسنااتك
ودي