تتسمر منال في عالم النسيان المزدحم بالتعساء حياة لا لزوم لها , بعد أن لاكتها سنون العمر القفار والخالية من سوى الظلم والحرمان ! ثم قذفَتها على رصيف الأربعين وقد ذبلت أزهار الأمل وذهب ريحها !
عاشت في المدينة الموغلة بشدة في العنصرية والإقصاء , والمتبخترة بغرور أبي جهل وعنجهية أبي لهب , مسلوبة الإرادة , محرومة _حتى_ من أبسط حقوق البشر الخاصة , وحرية الإنسان الحقيقية ليست فيما سوى خاصته !
لم تكن تعرف شخصاً يدعى "اختيار" ولا من تدعى "حرية" ! إلا في صغائر صغائر الأمور , كأن تقرر _مثلاً_ هل تضع الوسادة تحت خدها الأيمن إيذاناً بالإستسلام للنوم ؟ أم تحضنها بحثاً عن الحنان والأمان والعدل الذي لم تحققه لها قوانين القبيلة الصارمة وعادات المجتمع البالية .
وسط ركام الهموم والأحزان , كانت منال تبحث جاهدة عن المفتاح المفقود لبوابة الأحلام البسيطة _الإعتيادية_ , تلك الأحلام اللتي تشترك معظم _أو كل_ حفيدات حواء في التفكير بها , بوابة الحياة والعالم الجديد الذي ستكون فيه هي الملكة , وهي المملكة !
وحتى مجرد الأحلام لم تكن تختارها بحُرّية , فقانون القبيلة "المقدس" كان يقض مضجعها , بعد أن جعل إبن العَم هو الرابح الأكبر والوحيد في سوق العشيرة "الكساد" والخاسر , فأسكنها النصيب المحتوم بواد غير ذي زرع , ولا أفئدة تهوِي إليها سِوَى ابن عمها الأكبر ذو الشارب الأطول !
كان الزواج حلماً جميلاً , كان نوراً يتسلل إلى سويداء النفس من بعيد فيحيي بصيص أمل يكاد أن يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة القانون البغيض , المتربص ! لكنه جاء _وللأسف_ كالقشة اللتي قصمت ظهر البعير , فانقلب حلمها خاسئاً وهو حسير !
فـ إبن عمها الذي تزوجته كان متخلفاً مغلوباً على عقله , وكلما دنا الفجر من اليوم الجديد وكانت تتسمر الجدران الأربعة في وحشة الزمان والمكان , عاد المعتوه السكّير إلى المنزل بعينان حمراوتان , يترنح به الجسد الضخم الخالي من الحس والشعور !! فتسأل _هي_ حظها الأغبر : بالله عليك ياحظي أهذا الذي جئتني به إنسان ؟!!
ولأنه لم يكن إنساناً بالمعنى الذي يعرفه العاقلون , _الذين يرون بأن الإنسان ثالوث مركب من روحانيات ورغبات وعقلانيات يجب أن تُشبع ولابد من أن تراعى_ فقد قررت وضع حد لمآسي العمر اللتي تترا دون توقف !
ذهبَتْ إلى أخيها الأقرب _الأصغر_ تجر "خيبات" حظها وأوجاع قلب لم تسأم الأيام تجريحه .
توسلَت إليه وطلبت منه تخليصها من قبضة المتوحش المجنون .
ناشدته بالله ثم برابط الدم , بالرحم والدين بـ"العيش والملح" أن يمد يد العون والرحمة , وأنْ يُعِدّ مااستطاع من قوة للنيل من هكذا زواج "حيواني" لا حظ ّ للروح والقلب فيه ولا نصيب .
وقعت كلماتها بقلب الأخ الذي كان يشبهها كثيراً , وكان وَقْعُها شديداً .
فاجتمع ببقية الإخوة _اجتماعاً طارئاً_ لبحث سبيل لتخليصها من قبضة الظلم وتغلّب الرجل .
وفي الإجتماع حَكَت معاناتها وهمومها المكبوتة , ولكنْ بلغةٍ حادة وجادة _على غير عادتها_ هذه المرة !
تم الإجماع بعد التصويت على أن "أبغض الحلال إلى الله" هو الحل الناجح ! … فكان ..
فـ لم تمض فترة طويلة بعد ذلك , حتى وصلتها ورقة الخلاص من المحكمة تُثبت "عتق رقبتها" .
وجاءت بقية الأخوات يهنئنها بحرارة , و"الف مبروك على الطلاق" !!
نعم هي تهنئة ! حتى وإن بدت _لمن لايعرف_ على أنها "الشماتة" بعينها !
وأما عريس "الغفلة" المُجرم , فقد قرر الإنتقام من اللتي "طلـّقـَتـْهُ بالثلاث" دون رحمة !
فكان يشهر سلاحة وعيناه الحمراوتان في وجه كل من تسول له نفسه المشؤومة طرق باب "منال" طالباً للقرب , وكأن ابنة عمه تلك أصبحت مِلْكية خاصه يجب استعادتها ذات يوم !
واليوم على شاطئ الأربعين اليائس , مازالت تفترش بساط الأمل رغم البؤس الذي يلوح في الأفق !
بقلمي
,, .
عاشت في المدينة الموغلة بشدة في العنصرية والإقصاء , والمتبخترة بغرور أبي جهل وعنجهية أبي لهب , مسلوبة الإرادة , محرومة _حتى_ من أبسط حقوق البشر الخاصة , وحرية الإنسان الحقيقية ليست فيما سوى خاصته !
لم تكن تعرف شخصاً يدعى "اختيار" ولا من تدعى "حرية" ! إلا في صغائر صغائر الأمور , كأن تقرر _مثلاً_ هل تضع الوسادة تحت خدها الأيمن إيذاناً بالإستسلام للنوم ؟ أم تحضنها بحثاً عن الحنان والأمان والعدل الذي لم تحققه لها قوانين القبيلة الصارمة وعادات المجتمع البالية .
وسط ركام الهموم والأحزان , كانت منال تبحث جاهدة عن المفتاح المفقود لبوابة الأحلام البسيطة _الإعتيادية_ , تلك الأحلام اللتي تشترك معظم _أو كل_ حفيدات حواء في التفكير بها , بوابة الحياة والعالم الجديد الذي ستكون فيه هي الملكة , وهي المملكة !
وحتى مجرد الأحلام لم تكن تختارها بحُرّية , فقانون القبيلة "المقدس" كان يقض مضجعها , بعد أن جعل إبن العَم هو الرابح الأكبر والوحيد في سوق العشيرة "الكساد" والخاسر , فأسكنها النصيب المحتوم بواد غير ذي زرع , ولا أفئدة تهوِي إليها سِوَى ابن عمها الأكبر ذو الشارب الأطول !
كان الزواج حلماً جميلاً , كان نوراً يتسلل إلى سويداء النفس من بعيد فيحيي بصيص أمل يكاد أن يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة القانون البغيض , المتربص ! لكنه جاء _وللأسف_ كالقشة اللتي قصمت ظهر البعير , فانقلب حلمها خاسئاً وهو حسير !
فـ إبن عمها الذي تزوجته كان متخلفاً مغلوباً على عقله , وكلما دنا الفجر من اليوم الجديد وكانت تتسمر الجدران الأربعة في وحشة الزمان والمكان , عاد المعتوه السكّير إلى المنزل بعينان حمراوتان , يترنح به الجسد الضخم الخالي من الحس والشعور !! فتسأل _هي_ حظها الأغبر : بالله عليك ياحظي أهذا الذي جئتني به إنسان ؟!!
ولأنه لم يكن إنساناً بالمعنى الذي يعرفه العاقلون , _الذين يرون بأن الإنسان ثالوث مركب من روحانيات ورغبات وعقلانيات يجب أن تُشبع ولابد من أن تراعى_ فقد قررت وضع حد لمآسي العمر اللتي تترا دون توقف !
ذهبَتْ إلى أخيها الأقرب _الأصغر_ تجر "خيبات" حظها وأوجاع قلب لم تسأم الأيام تجريحه .
توسلَت إليه وطلبت منه تخليصها من قبضة المتوحش المجنون .
ناشدته بالله ثم برابط الدم , بالرحم والدين بـ"العيش والملح" أن يمد يد العون والرحمة , وأنْ يُعِدّ مااستطاع من قوة للنيل من هكذا زواج "حيواني" لا حظ ّ للروح والقلب فيه ولا نصيب .
وقعت كلماتها بقلب الأخ الذي كان يشبهها كثيراً , وكان وَقْعُها شديداً .
فاجتمع ببقية الإخوة _اجتماعاً طارئاً_ لبحث سبيل لتخليصها من قبضة الظلم وتغلّب الرجل .
وفي الإجتماع حَكَت معاناتها وهمومها المكبوتة , ولكنْ بلغةٍ حادة وجادة _على غير عادتها_ هذه المرة !
تم الإجماع بعد التصويت على أن "أبغض الحلال إلى الله" هو الحل الناجح ! … فكان ..
فـ لم تمض فترة طويلة بعد ذلك , حتى وصلتها ورقة الخلاص من المحكمة تُثبت "عتق رقبتها" .
وجاءت بقية الأخوات يهنئنها بحرارة , و"الف مبروك على الطلاق" !!
نعم هي تهنئة ! حتى وإن بدت _لمن لايعرف_ على أنها "الشماتة" بعينها !
وأما عريس "الغفلة" المُجرم , فقد قرر الإنتقام من اللتي "طلـّقـَتـْهُ بالثلاث" دون رحمة !
فكان يشهر سلاحة وعيناه الحمراوتان في وجه كل من تسول له نفسه المشؤومة طرق باب "منال" طالباً للقرب , وكأن ابنة عمه تلك أصبحت مِلْكية خاصه يجب استعادتها ذات يوم !
واليوم على شاطئ الأربعين اليائس , مازالت تفترش بساط الأمل رغم البؤس الذي يلوح في الأفق !
بقلمي
,, .
قصه مررره حللوه
حرام على ولد عمها ليش كيذا؟؟
ابسالك فيه تكملة ولا خلصت ؟؟
ومــ ودي ـــودتـــي
ميشــ*_*ـــو..
اي والله رووعه بجد حرااام
يعطيك الف عااافيه
يعطيك الف عااافيه
انتهت … والقصة حقيقية .. انتهت لأنني لم أعُد أعلم شيئاً عن بطل القصة !
أشكر لكم مروركم …
جسور
لا حول ولا قوة الا بالله
يعطيك الف عافية
على الكتابة المبدعة ,,
دمت بود..
يعطيك الف عافية
على الكتابة المبدعة ,,
دمت بود..
الحمد لله ما عندنا هذا القانون في العايلة اصلا احنى ما نزوج الاقارب الا في النادر الله يعين كل بنت دايم هي مظلومة وكأننا في الجاهلية نسو ان الرسول صلى الله عليه وسلم جاء وحرم كل هذي الاشياء
مشكورة اختي
اتحفتينا بروائع قلمك
حفظك الله ورعاك
ننتظر جديدك
شكرا لعبوركم
حميعاً
شكرا للتقييم
صراحه مااعرف كيف اعبر لك عن روعه القصه
من جد رووعه
بانتظار كتاباتك بشوق
دمت بخير