عندما كنت صغيراً ، علمني والدي قصة ، وهي حقيقية ، لتكون هذه القصة ، مدرسة من مدارس حياتي .
حدثني أن هناك امرأة حكيمة ، والنهل من علمها غنيمة ، كانت صاحبة نية طيبه ، وسريرة صافيه ، ومؤمنة بالله ، ومحبة للخير ، و تحمل في قلبها الخير حتى اشتهرت بأنها طبيبة ( وذلك من خيريتها ) .
كانت تعلق كيساً مغلقاً عند باب بيتها ، فيأتوا إليها جيرانها ، وأحبابها ومن حولها ، أو حتى من سمع عنها ولديه داء ، فيأتيها رجل ويشتكي من الم برأسه فتعطيه حفنة من الكيس كدواء للرأس، ويأتي رجل آخر ليشتكي من الم في بطنه لتأخذ حفنة من الكيس نفسه أيضاَ ليكون له علاجا ، وتأتي امرأة وتشتكي لها من داء ، وامرأة أخرى لديها طفل به علة ما ، لتعطي الجميع من هذا الكيس ويبرؤوا بإذن الله .
فأخذ ينظر في ذلك الأمر ابن لها كان صغيراً ، حتى كبر وتعجب من الأمر كله ، وأصر أن يعرف ما سر ذلك الكيس ، حتى كبرت المرأة الحكيمة وألح الابن في معرفة السر ، أخبرته بمحتوى ذلك الكيس ،
وهو ( ملح ) نعم الموجود في ذلك الكيس ملح ، فقال لها: ان الدواء ملح ، أي ان السر في الملح ، فردت عليه الحكيمة بأن الموجود في الكيس ملح وليس السر فيه ، فالسر :
موجود بالاعتقاد اليقيني بأن الأمر هذا يفعل هذا من الشخص هذا .
أي أن الأمر قد تعلق بالجزم النفسي الكامل ، وهذا هو السر .
نعم إذا سر الكيس يقودنا لمعنى السر الحقيقي لمفهوم الحياة ، ويدلنا على المنطوق الفعلي للسعادة ، ولتخطي جميع المعوقات ، بل الكيس سوف يحقق لك كل الآمال ، وبشكل أوضح هو الإيمان ، والظن ، والتفاؤل ، والعزيمة ، وهذا ما جاء به شرعنا ونحن نكاد نضيعه .
نعم يا له من كيس عجيب ، ويا له من سر غريب ، ويا لها من قصة
ما زلت اعجز عن إخراج فوائدها وأسرار الحياة فيها .
مشكوووووووور
يعطيك العافيه
يعطيكـ العااافيهـ
مشكورررة
الله يعطيك العافيه
يسلموو ع الطرح