الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى أله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
قال الإمام ابن القيم -رحمه الله تعلى- في معرِض كلامه عن الهداية:
فمن هُدي في هذه الدار إلى صراط الله المستقيم، الذي أرسل به رسله، وأنزل به كتبه، هُدي هناك إلى الصراط المستقيم، الموصل إلى جنته ودار ثوابه. وعلى قدر ثبوت قدم العبد على هذا الصراط الذي نصبه الله لعباده في هذه الدار، يكون ثبوت قدمه على الصراط المنصوب على متن جهنم. وعلى قدر سيره على هذا الصراط يكون سيره على ذاك الصراط. فمنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالطراف، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كشد الركاب، ومنهم من يسعى سعيا، ومنهم من يمشي مشيا، ومنهم من يحبو حبواً، ومنهم المخدوش المسلّم، ومنهم المكردس في النار. فلينظر العبد سيره على ذلك الصراط من سيره على هذا، حذو القذّة بالقذّة، جزاءً وفاقاً : (هل تجزون إلا ما كنتم تعملون) .
ولينظر الشبهات والشهوات التي تعوقه عن سيره على هذا الصراط المستقيم. فإنها الكلاليب التي بجنبتي ذاك الصراط، تخطفه وتعوقه عن المرور عليه. فإن كثرت هنا وقويت، فكذلك هي هناك : (وما ربك بظلام للعبيد)
المرجع : تهذيت مدارج السالكين (صفحة31-32)
والله ولي التوفيق، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
بانتظار جديدك
تحياتي
جزاك الله خير ونفع بك
ج ـــزآك الله خ ـــيييييـر .. وج ـــعله في ميـــزآن حسناتك ..
يــ ع ــطيك الـــ ع ــــآفيه …
×