في ظلام الليل، وسكون الصحراء .. كانت عينه ساهرة تحرس جيشًا في سبيل الله.. نظر إلى السماء.. إلى النجوم والقمر.. ما أجمل هذا الكون!
اشتاقت روحه إلى خالقه.. وقف يناجي ربَّه.. يُصَلِّي.. يقرأ القرآن.. يستمتع.. يبكي.. تمنَّى لحظتها ألَّا ينقضي الزمن.. شعر بلسعة خفيفة في كتفه، ولزوجة تُغَطِّي بدنه!
وضع يده برفق على كتفه، وهو مسترسل في قراءة القرآن.. وجد سهمًا حادًّا قد اخترق جسده! مزَّق جلده.. لحمه.. أعصابه! تفجَّر الدم يُغَطِّي الجسد والمكان.. نزع السهم.. وأكمل الصلاة! أكمل قراءة القرآن..
ما أجمل هذه الآيات! ما أروع هذه الرسالة! ما أرقَّ هذه المعاني!
جاءه سهم ثانٍ.. ازداد الجسد تمزُّقًا.. والدم تفجُّرًا.. نزع السهم.. وأكمل الصلاة! أكمل القرآن..
سهم ثالث يخترق! خاف على الجيش الذي يحرسه.. نزع السهم الثالث..
ركع مضطرًّا.. رفع.. سجد سجدة أولى.. ثم ثانية.. تشهَّد.. سلَّم تسليمة أولى.. وثانية!
وبعدها أيقظ صاحبه! قُمْ.. هناك عدوٌّ !
إنه عباد بن بشر رض الله عنه
خاطرة إيمانية .. د. راغب السرجاني
وبارك الله فيك
وجعلها في موازين حسناتك
وأثابك الله الجنة أن شاء الله
دمت في حفظ الله