شاطيء البحر قرب المكان الذي اقيم فيه .
فأنا الجأ الى ذلك الشاطيء على مسافة خمسة
كيلومتر او ستة من منزلي , كلما ضاقت بي الدنيا .
كانت تبني قلعة من الرمال عندما طالعتي بعينين لهما زرقة البحر .
وبادرتني : " مرحباً "
فأجبت بايماءة .
ذلك لأن مزاجي حينئذ لم يسمح لي بمحادثة طفلة صغيرة .
" اني اشيد بناء . "
وقلت غير مبالية : " استطيع ان ارى ذلك ماهو ؟ "
اه .. لستُ ادري انا احبُ ملمس الرمال وراقتني الفكرة ,
فخلعتُ حذائي واحط بقربنا طائر بحري من فصيلة (زمــار الرمل) ..
فهتفت الفتاة : " هذا مُفرح . "
– " مــــاذا ؟؟؟ "
– " هذا مفرح , تقول امي ان (زمــار الرمل) يجلب الفرح "
ومضى الطائر البحري نحوالشاطيء فغمغمتُ في نفسي
وداعاِ ايُها الفرح .واستدرت كي اعود ادراجي .
كنتُ مُكتئبة , وبدت حياتي بلا معنى .
وسمعتُ صوتا صغير ورائي : " ما اسمُك ؟؟ "
اه من تلك الفتاة انها لم تستسلم .
– " روث . انا روث بيترسون "
– " وانا ويندي . وعمري 6 سنوات "
– " مرحبا يا ويندي . "
وكرت ضحكتها المتقطعة : انتِ مُسلية
وعلى رغم همومي ضحكتُ انا ايضاً.
ومضيت , تتبعني ضحكتُها الموسيقية :
تعالي ثانية يا سيدة بيترسون .
سنمضي يوما سعيدا اخر.
لكن الايــام والاســابيع اللاحقة شغلها اُناس اخرون .
مجموعة من الكشافة المشاكسين ,
مجالس اولياء الطلبة , وام مريضة .
وذات صباحا مُشمس , بعدما انتهيت من غسيل الصحون ,
قُلت في نفسي : انا في حاجة الى طائر زمار .
وتناولتُ معطفي وخرجت وهناك كان بلسم الشاطيء في انتظاري .
واسترسل النسيم باردا يبعث القشعريرة ,
لكني مضيتُ في خطي سريعة , احاول استعادة صفائي الذي افتقدته .
كنتُ نسيت الطفلة فأجفلتُ حين طالعتني مرة اخرى .
– مرحباً , سيدة بيترسون هلا شاركتني اللعب ؟؟؟
– "واي لعبة تقترحين ؟
" لم يخل صوتِي من نبرة انزعاج
– " لستُ ادري . اختاري انتِ . "
– فسألتها في تهكم : " مارأيك في لعبة الاحجية ؟؟؟ "
– وكرت ضحكتها الرنانة من جديد : " لستُ اعرف تلك اللعبة "
– " اذا دعينا نتمشى . "
ورحت اتأمل تقاطيع وجهها الناعمة , وسألتها اين تسكن .
" هُناك " . واشارت الى صف من الشاليهات الصيفية .
وتملكتني الدهشة : كيف تعيشي هُنا في الشتاء ؟
واين مدرستُك ؟
– " لم اعد اذهب اليها . تقول امي اننا في اجــازة !! . "
ورحنا نجوب الشاطيء , و الفتاة تثرثر بلغة الأطفال ,
لكني عقلي كان منشغلا بأمور اخرى .
وعندما غادرتُ المكان لم تنسي وينــدي ان تقول انه كــان يوماً سعيداً .
وكُنت احس براحة نفسية لم اعتدها . فابتسمتُ لها موافقة.
بعد ثلاثة اسابيع عُدت الى ملاذي الوحيد في حال يقارب الذعر .
ولم اجد ميلا حتى الى تحية ويندي .
ولمحتُ امرأة في شرفة الشاليه ظننتها امها .
وانتابتي رغبة قوية في ان اطلب منها منع طفلتها من الخروج .
ولحقتني ويندي . فخاطبتُها مؤنبة اريد ان اكون وحدي اليوم ,
اذا كُنت لا تمانعين .
وبدت الصغير شاحبة ولاهثة . وسألتني ببرائة : لمــــاذا ؟
وانفجرت في نوبة من الأنفعال : لأن امي ماتت !!!
وسرعان ما عضُضتُ شفتي ندما : ربـــاه كيف اقول ذلك لطفلة ؟.
وردت ويندي بهدوء : اووه . اذا فهو يوم سيء .
– اجل , وكــذلك امس وقبل امس و ………. اه , اذهبي بعيداً .
– اكان ذلك مؤلما ؟.
وكُدت اثور غضبا منها ومن نفسي فقلت : ماذا تعنين ؟
عندما ماتت . بالطبع كان مؤلما .
كنت قاسية مع الصغيرة ومنغلقة على نفسي واسرعتُ مبتعدة .
بعد شهر او نحوه عدت الى الشاطيء لم تكُن ويندي الصغيرة هناك .
وكنت اشعر بالندم والخجل من معاملتي لها واعترف بأني افتقدتها .
وقصدت كوخ اسرتها بعد جولتي وطرقت الباب ,
ففتحت لي امرأة شقراء على وجهها مسحة حزن .
فابدرتها مرحبا . انا روث بترسون لقد افتقدتُ صغيرتكِ
اليوم وتسألت اين تراها تكون .
آه… اجل … السيدة بيترسون . تفضلي بالدخول .
حدثتني ويندي كثيرا عنكِ , اخشى ان اكون سمحتُ لها بأزعاجك
اذا بدر عنها اي سلوك سيء فأرجوا ان تقبلي اعتذاري .
– ابداً فهي تجلبُ لي الفرح .
كنت اعني ما اقول . وتابعت : اين هي ؟.
وينــدي مــاتت في الأسبـوع الماضي .
وكانت مصابــة بسرطان الــدم الم تخبـرك ؟.
وجمدت الكلمات على لساني وتلمستُ طريقي الى احد المقاعد
وتابعت السيدة : كانت ويندي تحب هذا الشاطيء وعندما طلبت المجيء
لم نستطع رفض طلبها . بدت افضل كثيرا هنا ,
وتمتعت بما سمته اياما سعيدة .
لكن صحتها تدهورت بسرعة في الاسابيع الاخيرة ….
وهنا تلعثمت ……. لقد تركت لك شياء مـا … ليتني اجده .
هلا تنظرين لحظة ؟
و اومأت ببلاهة وانا ابحث عن كلمة عزاء اقولها لهذة الأم الشابة .
وناولتني مغلفا وسخا كُتب عليه اسم السيدة بيترسون .
وفتحت المغلف ووجدت داخلة رسما بألوان الشمع الزاهية ,
شاطيء اصفر , وبحر ازرق , وطائر بني
وفي اسفل الصورة كُتب بعناية :
( طـائر زمــار ) لجلب الفــرح لصديقتي .
واغرورقت عيناي بالدموع .
وفاض الحب في قلب نسي .
او كاد ينسى كيف يحب.
واخذت ام ويندي بين ذراعي وانا اردد :
ليرحمها الله ؟ وبكينا معاً .
ذلك الرسم الصغير يزين اليوم جدار مكتبتي .
((ستُ كلمات . واحد عن كل سنة من عمرها ,
كلمني عن الرضا والشجاعة والحب المعطاء .
تلك هديتي من طفلة عيناها من زرقة البحار
و شعرها بلون الرمال علمتني نعمة الحب .
————————
حقيقية و بقلم الكاتبة (ماري البرت )
وعلى فكرة هذة القصة استحقت جائزة عالمية
في معرض الادب العالمي في فرانكفورت – المانيا
يسلموا كثيرآآآآآآآآآآآآت على الطرررح الحلوو منك
وديــ …. ميشـــو*_*
والله الله بالتقيييم بليييز..
يعطيك العافيه
ننتظر جديدك
تحياتوو …
ويعطيك الف عافيه
انار وجودكم متصفحي..
وتستحق الجائزة
يسلموو على النقل
تحياتي