تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » خطبة المسلم والعمل الاجتماعى

خطبة المسلم والعمل الاجتماعى 2024.

  • بواسطة
خطبة المسلم والعمل الاجتماعى

غرام

فكرة الخطبة :

تتمحور فكرة هذه الخطبة وتدو عناصرها حول ضرورة ان يكون المسلم شخص اجتماعى فعال فى مجتمع مشارك فى نهضة ونمو وتكافل هذا المجتمع ونركز على نقطة هامة وهى أن العمل الاجتماعى والخيرى ليس التصدق ببضع جنيهات او بملابس او بعض الطعام لسد حاجة فقير أو محتاج , بل أن المسلم مطالب أن يشارك فى العمل الاجتماعى والخيرى بذاتة ونفسة وفكرة , وليس بالصدقات فقط وما نسعى الية من خلال هذه الخطبة تصحيح بعض المفاهيم حول العمل الاجتماعى وتأصيل شرعى لهذا العمل ثم محاولة النزول بالناس لساحة المجتمع معنا ليشاركونا فى كل شىء ابتداءاً من تنظيف الشارع والانضمام لعضوية الجمعيات الخيرية مروراً بالمشاركة فى اعداد صلاة العيد والفاعليات ” وليس التبرع فحسب ” وصولاً لمسلم مجتمعى فاعل ومبادر ومتحرك

مدخل للحديث :

أبشر ، فوالله لا يخزيك الله أبدا ؛ إنك لتصل الرحم ، وتصدق الحديث ، وتحمل الكل ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق “.غرام
بهذه الكلمات العظيمة تثبت أم المؤمنين خديجة قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حدثها بشأن المَلك الذي نزل عليه بغار حراء
والناظر فى هذه الصفات التى وصفت بها السيدة خديجة النبى والتى كان متصفاً بها قبل نزول الوحى لتدلل ان النبى كان اجتماعيا ويسعى فى قضاء حوائج الناس ومن ذلك ان اهل قريش كان يتركون عنده الامانات حتى انه عندما هم بالهجرة ترك الامانات لعلى بن ابى طالب ليردها لاصحابها

الايات القرآنية :

قال تعالى : {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب} المائدة.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) ، بمثل هذه الأدلة الشرعية وجهت الشريعة الإسلامية السمحاء إلى أهمية التكافل الاجتماعي بين المسلمين وضرورة تأسيس مؤسسات اجتماعية تخدم المجتمع الإسلامي بشكل خاص والمجتمع الإنساني بشكل عام كل ذلك من اجل تكامل الإنسانية نحو الأفضل ومحاربة الأنانية وحب الذات وتنمية حب المجتمع لدى الفرد من خلال التعاون والمشاركة في تقديم الخدمات الاجتماعية لمجتمعه فبذلك يكون المجتمع بالعمل الاجتماعي مجتمعا مدنيا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى
فقد أفرد الإسلام اهتمامًا خاصًّا بالعمل الاجتماعي الذي يعود بالخير على الناس، ورفع من شأن كل عمل فيه تحقيق لمصالح العباد وقضاء لحوائجهم، وتفريج لكرباتهم وتهوين لمصائبهم، والشواهد على ذلك لا يتسع المقام لحصرها، ففي القرآن الكريم تجد مثلاً الحث على المسارعة في فعل الخيرات، والتعاون على البر والتقوى، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإنفاق على الفقراء والمحتاجين، وصلة الأرحام، وبر الوالدين والدفع بالتي هي أحسن وكظم الغيظ والعفو عن الناس، كما تجد آيات أخرى تنهى عن البغي والظلم والقتل وأكل أموال الناس بالباطل، والاعتداء، وغمط حقوق النساء واليتامى والضعفاء، وإشاعة الفاحشة في الذين آمنوا وغيرها.
وكل هذه الأوامر والمنهيات القرآنية هي في حقيقتها أعمال اجتماعية لا يقتصر تأثيرها على فاعلها بل يتعداه لمنفعة الغير، وهذا يدلل على طبيعة الرسالة التي جاء بها الإسلام وهي إقامة القسط بين الناس، وإنشاء مجتمع قائم على العدل والتكافل والتراحم.

الأحاديث النبوية التي تؤكد هذه الحقيقة:
1- الحديث الوافي الكافي الذي يبرز بصورة جلية أهمية العمل الاجتماعي في الإسلام، وأدعو إلى تأمل كل جملة فيه وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم:
“أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دَينًا، أو تطرد عنه جوعًا، ولئن أمشي مع أخ لي في حاجة أحبّ إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهرًا- في مسجد المدينة – ومن كفّ غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يثبتها له ثبّت الله قدمه يوم تزول الأقدام”.
وهذا الحديث يقرر حقيقة مهمة وهي أن القرب من الله يمر عبر إعانة الناس ومنفعتهم، وهذا ما يضفي على الإسلام تميزه فهو ليس كالعقائد المنحرفة التي زعمت أن الدين علاقة خاصة بين الإنسان وخالقه، وأنه يجب أن يظل محصورًا بين جدران أربع، وألا يتدخل في شئون الحياة، ففي الإسلام لا معنى للعبادة بدون العمل الاجتماعي، بل إن العبادة إن لم تقترن بحسن الخلق والمعاملة مع الناس فإنها تجلب الوزر لا الأجر، وهو المعنى الذي يتضح في هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن امرأة تصوم النهار وتقوم الليل لكنها تؤذي جيرانها، فقال عليه الصلاة والسلام: “هي في النار”.
بل إن الشعائر التعبدية المحضة في الإسلام لا تخلو من أبعاد اجتماعية، وإذا تأملنا أركان الإسلام الخمسة نجد أن لكل منها آثاره الاجتماعية، فالصلاة مثلاً تجدد شحن المسلم بطاقة روحية تعينه على مواصلة دوره الاجتماعي، وتهون عليه العقبات التي يواجهها في حياته، والصوم يزكي النفس، ويجعلها أكثر إحساسًا بالفقراء والمساكين، أما الزكاة فأثرها الاجتماعي لا يحتاج إلى برهان فهي التي تحقق التكافل وتنشئ مجتمعًا متراحمًا متحابًّا لا يبغض فقراؤه أغنياءه ولا يحسدونهم، والحج فيه اجتماع للمسلمين وتحقيق للمساواة بينهم لا فضل لغني على فقير ولا لأسود على أبيض كلهم بلباس واحد وفي صعيد واحد يدعون ربًّا واحدًا.
وهكذا يستبين أمامنا أن الإسلام في جملته هو رسالة إصلاحية تهدف إلى إسعاد الناس في الدنيا والآخرة، وليس الانزواء بعيدًا عنهم في المساجد والصوامع.
2- روى أبو هريرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم:
«كل سلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس: يعدل بين الاثنين صدقة، ويعين الرجل في دابته فيحمله أو يرفع عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة يمشيها إلى الصلاة صدقة، ويميط الأذى عن الطريق صدقة» متفق علية
3- وقال النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : ( السَّاعِي علَى الأَرْمَلَةِ وَالمِسْكِينِ كَالمُجاهِدِ في سبيلِ اللَّه ) وأَحْسُبهُ قال : ( وَكَالْقائِمِ الَّذي لا يَفْتُرُ ، وَكَالصَّائِمِ لا يُفْطِرِ )متفقٌ عليه .
هذا هو حال من فقدت أنيسها ورفيق عمرها، لتغدو (أرملة) بعد أن كانت زوجة،و(أم اليتامى) بعد أن كانت (أم الأولاد). فمن لها فمن الناس من يقدم لها العون لله يبتغي بهذا العمل وجه الله تبارك وتعالى
4- قال صلى الله عليه وسلم (من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسّر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)
وعلى المسلم ان يساهم في تعليم الأميين حتى يقرأوا، وفي علاج المرضى حتى يصحوا، وفي تقوية المتعثرين حتى ينهضوا، وفي مساعدة المتبطلين حتى يعملوا، وفي معاونة المحتاجين حتى يكتفوا، وفي توعية المتخلفين حتى يتطوروا، وفي تذكير العصاة حتى يتوبوا، والأخذ بيد المنحرفين حتى يستقيموا، وكشف المنافقين حتى يختبئوا، ومطاردة المرتشين حتى يرتدعوا، وإنصاف المظلومين حتى ينتعشوا»

مواقف من حياة الصحابة وفهمهم لسنة النبى صلى الله عليه وسلم :

روى ان عبد الله بن عباس رضى الله عنه كان معتكفًا في مسجد الرسول (، فأتاه رجل على وجهه علامات الحزن والأسى، فسأله عن سبب حزنه؛ فقال له: يا ابن عم رسول الله، لفلان علي حق ولاء، وحرمة صاحب هذا القبر (أي قبر الرسول صلى الله عليه وسلم ما أقدر عليه؛ فقال له: أفلا أكلمه فيك؟ فقال الرجل: إن أحببت؛ فقام ابن عباس، فلبس نعله، ثم خرج من المسجد، فقال له الرجل: أنسيت ما كنت فيه؟‍! (أي أنك معتكف ولا يصح لك الخروج من المسجد).
فرد عليه قائلاً: لا، ولكن سمعت صاحب هذا القبر ( والعهد به قريب -فدمعت عيناه- وهو يقول: (من مشى في حاجة أخيه، وبلغ فيها كان خيرًا له من اعتكاف عشر سنين، ومن اعتكف يومًا ابتغاء وجه الله تعالى، جعل الله بينه وبين النار ثلاث خنادق أبعد مما بين الخافقين (المشرق والمغرب)) [الطبراني والبيهقي والحاكم].
” كل عمل يمسح به الإنسان دمعة محزون أو يخفف به كربة مكروب، أو يضمد به جراح منكوب، أو يسد به رمق محروم، أو يشد به أزر مظلوم، أو يقيل به عثرة مغلوب، أو يقضي به دين غارم مثقل، أو يأخذ بيد فقير متعفف ذي عيال، أو يهدي حائراً، أو يعلم جاهلاً، أو يؤوي غريباً، أو يدفع شراً عن مخلوق، أو أذى عن طريق، أو يسوق نفعاً إلى كل ذي كبد رطبة.. فهو عبادة وقربة إلى الله إذا صحّت النية “
فليس من الدين أن نقابل الأزمات الطاحنة التي نعيشها من فقر وبطالة وفساد وظلم بالانسحاب من المجتمع والاعتكاف في الزوايا، لأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم.
وليس من الفقه في شيء أن ينفق الغني أمواله في الحج والعمرة كل عام، أو في زخرفة المساجد إلى حد الإسراف والترف، ويترك المجتمع غارقًا فى أزماته، لكن مقتضى الفقه في الدين أن ينفق هذه الأموال في الأوجه الأكثر نفعًا للمجتمع، فيساعد فقيرًا أو يقضي دينًا أو يفرج كربًا، أو يزوج شابًا أو ينشئ مستشفى أو مدرسة أو جامعةً، ولسان حاله كحال عبد الله بن المبارك إذ قال: (هذا أفضل من حجنا هذا العام)

ربنا اجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك وارنا مناسكنا وتب علينا انك انت التواب الرحيم

منتظر ردكم واتمنى ان يكون هذا الموضوع فية افادة للاخوة المسلمين

جزآإكـَ آلله آإلف خير يآإرب

غرام

خطبة رائعة وجميلة
المسلم والعمل الاجتماعى

..عوآفي..

الله يجزيك خير
ودي
.:.:.:.

جزاك الله كل الخير

موضووووع راااائع

.

جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك . . .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.