تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » ثمن الحريه !

ثمن الحريه ! 2024.

(( ثمن الحرية ))

قصة قصيرة

تأليف : إبراهيم الزبيدي

غرام

عقارب الساعة تتحرك ببطء شديد …

توشك إيقاف عجلة الزمن لإعادة صياغة مستقبل

الأحداث …

الصمت يلف المكان …

سكون مقيت يحبس الأنفاس …

يقطع خيطه صدى القطرات المنسكبة من تلك الحنفية القديمة التي لا زالت صامدة في وجه

غجرية الزمن وقوانين الإحلال …

بهدوء … لبست زهرة عبائتها السوداء وأنتعلت حذائها البني المهتريء …

نظرت إلى الساعة الأثرية الموجودة بوسط الدار …

إنها الواحدة ظهراً …

جالت ببصرها إلى كل زاوية وركن في المنزل …

تتلمس كل شيء …

تتنفس هوائه … تشتم رائحته …

كأنها ترغب أن تشبع عينيها وجميع حواسها منه …

وتودعه الوداع الأخير …

عرجت على طفليها النائمين في حجرتهما …

رمقتهما طويلاً … شلال من الدمع قد أنساب على خديها …

نزلت إليهما …

ضمتها برفق …

قبلتهما …

أجهشت ببكاء صامت أوقف تواصله نظرها إلى تلك الصورة المعلقة أعلى الحجرة …

مسحت زهره بأطراف ثوبها ما تبقى بعينيها من دموع …

وضعت ورقة بطرف سرير الطفلين …

غطتهما بلطف …

خرجت من الحجرة تسحب قدميها سحبا إلى باحة الدار …

الأنفاس تعلو وتخفت …

حالة الترقب والإضطراب تزداد …

شريط الذكريات يمر سريعاً بإلتفاتة أخيرة …

تغلق الباب …

وكأنها بإغلاقه تعلن نهاية فصول مسرحية متكررة المشاهد متغيرت الأبطال …

********

بعد زمن قليل …

يفتح باب الدار …

تدخل امرأة طاعنة في السن …

تتهادى بخطوات متثاقلة … أضناها بؤس الحياة ومرارة السنين …

تضرب بعصاها أرض الدار …

لتقول أنني حضرت …

إنني هنا …

لا أزال موجودة رغم كل شيء …

تدخل غرفة الطفلين وكأنها تكتب فصول نهاية قصة درامية محزنة …

تتفقد الطفلين …

تتحسس المكان بعصاها …

تقترب من الطفلين أكثر …

تلامس غطائهما لتعيدة برفق …

وفي أثناء ذلك …

تقع يدها على تلك الورقة التي تركتها زهرة …

ترفعها …

تتأملها بصمت …

تتفحصها يمنة ويسرة …

هي لا تجيد القراءة …

فجأة !!!

وفي مكان غير بعيد …

صوت الزغاريد قد أرتفع …

التكبيرات تخرق جدار الفضاء …

تنصت العجوز بسمع ثقيل …

صوت جهاز راديو غير بعيد …

خبر عاجل …

عملية إستشهادية جديدة في أحدى ثكنات العدو …

الشهيدة زهرة المرسي تنفذ العملية التي تسفر عن خسائر كبيرة

في صفوف العدو الصهيوني …

سنوافيكم بالتفاصيل فيما بعد …

تشخص الجدة ببصرها إلى أعلى الحجرة حيث تقبع تلك الصورة لذلك الشاب …

تتمتم بحروف مبعثرة وبصوت خافت …

تسقط دمعتان من تلك العينين الغائرتين اللتين عبث بهما الزمن وأبلاهما البكاء المرير …

ترفع يدها إلى السماء طويلاً …

تعود إلى الطفلين لتضع الورقة بينهما وقد بللتها بدموعها …

نسمات طيبة ورائحة زكية تعم المكان …

*******

وفي الورقة قد كتب …

أنا ذاهبه حيث أجد زوجي وأبي

رجائي أطفالي وعمتي

ووصيتي تحرير وطني

( زهرة )

.
.

لآحول ولآقوة آلآ بآلله

اقتباس:
عملية إستشهادية

هي آقرب للآنتحآريه من آلآستشهآد
قآل تعآلى ( ولا تلقوا بايديكم الى التهلكه )
لآ أؤيد مثل هذي آلعمليآت 🙂

آلله يفرج كربتهم وينصرهم بآذن آلله
يسلم ديآتك على آلنقل آلمييز
منور آلقسم ^،^

.
.

,’

لآحول ولآقوة الا بالله
الله ينصرهم يارب

عوآفي
وبانتظار جديدك

’,

,’

بســـم الله

الله يفرج كربتهم و يقبل شهيدهم

عوآفي ع النقل

,’

شكر لكـ ويارك الله فيك لكـ

كل الود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.