قصة قصيرة
تأليف : إبراهيم الزبيدي
عقارب الساعة تتحرك ببطء شديد …
توشك إيقاف عجلة الزمن لإعادة صياغة مستقبل
الأحداث …
الصمت يلف المكان …
سكون مقيت يحبس الأنفاس …
يقطع خيطه صدى القطرات المنسكبة من تلك الحنفية القديمة التي لا زالت صامدة في وجه
غجرية الزمن وقوانين الإحلال …
بهدوء … لبست زهرة عبائتها السوداء وأنتعلت حذائها البني المهتريء …
نظرت إلى الساعة الأثرية الموجودة بوسط الدار …
إنها الواحدة ظهراً …
جالت ببصرها إلى كل زاوية وركن في المنزل …
تتلمس كل شيء …
تتنفس هوائه … تشتم رائحته …
كأنها ترغب أن تشبع عينيها وجميع حواسها منه …
وتودعه الوداع الأخير …
عرجت على طفليها النائمين في حجرتهما …
رمقتهما طويلاً … شلال من الدمع قد أنساب على خديها …
نزلت إليهما …
ضمتها برفق …
قبلتهما …
أجهشت ببكاء صامت أوقف تواصله نظرها إلى تلك الصورة المعلقة أعلى الحجرة …
مسحت زهره بأطراف ثوبها ما تبقى بعينيها من دموع …
وضعت ورقة بطرف سرير الطفلين …
غطتهما بلطف …
خرجت من الحجرة تسحب قدميها سحبا إلى باحة الدار …
الأنفاس تعلو وتخفت …
حالة الترقب والإضطراب تزداد …
شريط الذكريات يمر سريعاً بإلتفاتة أخيرة …
تغلق الباب …
وكأنها بإغلاقه تعلن نهاية فصول مسرحية متكررة المشاهد متغيرت الأبطال …
********
بعد زمن قليل …
يفتح باب الدار …
تدخل امرأة طاعنة في السن …
تتهادى بخطوات متثاقلة … أضناها بؤس الحياة ومرارة السنين …
تضرب بعصاها أرض الدار …
لتقول أنني حضرت …
إنني هنا …
لا أزال موجودة رغم كل شيء …
تدخل غرفة الطفلين وكأنها تكتب فصول نهاية قصة درامية محزنة …
تتفقد الطفلين …
تتحسس المكان بعصاها …
تقترب من الطفلين أكثر …
تلامس غطائهما لتعيدة برفق …
وفي أثناء ذلك …
تقع يدها على تلك الورقة التي تركتها زهرة …
ترفعها …
تتأملها بصمت …
تتفحصها يمنة ويسرة …
هي لا تجيد القراءة …
فجأة !!!
وفي مكان غير بعيد …
صوت الزغاريد قد أرتفع …
التكبيرات تخرق جدار الفضاء …
تنصت العجوز بسمع ثقيل …
صوت جهاز راديو غير بعيد …
خبر عاجل …
عملية إستشهادية جديدة في أحدى ثكنات العدو …
الشهيدة زهرة المرسي تنفذ العملية التي تسفر عن خسائر كبيرة
في صفوف العدو الصهيوني …
سنوافيكم بالتفاصيل فيما بعد …
تشخص الجدة ببصرها إلى أعلى الحجرة حيث تقبع تلك الصورة لذلك الشاب …
تتمتم بحروف مبعثرة وبصوت خافت …
تسقط دمعتان من تلك العينين الغائرتين اللتين عبث بهما الزمن وأبلاهما البكاء المرير …
ترفع يدها إلى السماء طويلاً …
تعود إلى الطفلين لتضع الورقة بينهما وقد بللتها بدموعها …
نسمات طيبة ورائحة زكية تعم المكان …
*******
وفي الورقة قد كتب …
أنا ذاهبه حيث أجد زوجي وأبي
رجائي أطفالي وعمتي
ووصيتي تحرير وطني
( زهرة )
.
لآحول ولآقوة آلآ بآلله
عملية إستشهادية |
هي آقرب للآنتحآريه من آلآستشهآد
قآل تعآلى ( ولا تلقوا بايديكم الى التهلكه )
لآ أؤيد مثل هذي آلعمليآت 🙂
آلله يفرج كربتهم وينصرهم بآذن آلله
يسلم ديآتك على آلنقل آلمييز
منور آلقسم ^،^
.
.
لآحول ولآقوة الا بالله
الله ينصرهم يارب
عوآفي
وبانتظار جديدك
’,
بســـم الله
الله يفرج كربتهم و يقبل شهيدهم
عوآفي ع النقل
,’
كل الود