مرررررررحبا
صباح / مساء الخير
كييييفكم ؟؟ ان شا الله بخير
اليوم .. و مثل ما وعدتكم في قصتي الثالثة ( خدعني زماني ) .. اني انزل لكم قصة من تأليفي في كل أسبوع
و اليوم جايبتلكم آخر قصة ألفتها بعنوان ( براءة حلم )
أترككم مع القصة …
براءة حلم
الحياة رحلة قصيرة نتزود من خلالها بدروس و عبر لتنير لنا دروب الوصول إلى الجنة .. نعيشها بمتناقضاتها .. الحلاوة و المرارة .. الخير و الشر .. الحق و الباطل .. الإنجاز و الإخفاق ..
فلكل إنسان هدف و طموح قد يحققه و يصل بسفينته إلى بر الأمان , و قد لا تأتي الرياح بما تشتهي السفن ..
فلكل إنسان هدف و طموح قد يحققه و يصل بسفينته إلى بر الأمان , و قد لا تأتي الرياح بما تشتهي السفن ..
صعقت غدير حينما سمعت من يكرم المتفوقين ينطق اسمها بحروفه الزاخرة على شفتيه اليابستين .. لم تصدق أذنيها حينما كرر مناداتها لتتسلم الجائزة التي لطالما حلمت بأن تحصل عليها..
صعدت بخطوات رزينة تعبر عن شخصيتها الهادئة .. سلمت على الشيخ الذي كرمها و تسلمت الجائزة و شهادة التقدير , و قد كانت سعادتها لا توصف بإنجازها الذي تعبت كثيراً من أجل تحقيقه ..
و فجأة …..
أثناء نزولها من منصة التكريم إذا بها تتعثر و تسقط فيصدم رأسها بحافة إحدى الدرجات فيغمى عليها للأبد ..
و إذ بحمامتين بيضاوين تمسكانها و تصعدان بها إلى السماء الصافية لتلاقي أهلها ينتظرونها و لكنها لم تستطع الوصول إليهم ..
استيقظت غدير من حلمها الجميل الذي يتكرر معها كل نهار .. و يعطيها القوة التي تحتاجها لكي تبدأ يومها بنشاط و همة عالية لتحقيق ذلك الحلم ..
غدير فتاة في الحادية عشرة من عمرها .. طفلة يتيمة تعيش بين أحضان أسرة عطوفة أنعم الله عليها بالمال الكثير و الخير الوفير .. عاشت طفولة قاسية حينما فقدت والديها .. لكن الله عوضها بأهل رائعين يقومون على رعايتها و الاعتناء بها ..
هذه الفتاة الصغيرة تحلم بأن تحصل على جائزة حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز , و قد أخبرت معلمتها المسؤولة عن المسابقات بأنها تريد الاشتراك في هذه المسابقة بهدف الفوز بالمركز الأول ..
عادت بها ذاكرتها الصغيرة البريئة أربع سنوات إلى الوراء حينما كان أهلها على قيد الحياة ..
(( غدير : أمي .. أمي .. لماذا تعلقين هذه الورقة الجميلة على جدار غرفتك ؟
أم فارس : هذه الورقة هي شهادة نالها أخوك فارس حينما كان في الصف الخامس , و أنا و والدك فخوران جداً بحصوله عليها لذا علقناها هنا .
غدير : نعم .. أذكر أنه صعد على مسرح يشبه مسرح الدمى أمام جمع غفير من الناس , و ناوله رجل عجوز يلبس شيئاً كالعباءة السوداء التي ترتدينها – هذه الورقة الجميلة و حجراً شفافاً له شكل مميز , و لكن لماذا أخذها فارس يا ترى ؟
أم فارس : لأنه كان متميزاً في مدرسته و يحصل على أعلى الدرجات في كل المواد , و أنا أريدك يا غدورتي الصغيرة أن تكوني متفوقة في مدرستك تماماً كأخيك الكبير .
غدير : بالتأكيد يا أمي , و لكن يجب أن تعديني بأن تكوني مع الجمع الغفير أنت و أبي و فارس حينما آخذ تلك الورقة الجميلة من ذلك الرجل العجوز .
أم فارس : بالطبع يا عزيزتي سأكون هناك لتشجيعك – إن أحيانا الله – .
غدير : و لماذا تقولين ( إن أحيانا الله ) ؟ هل ستموتين ؟
أم فارس : يا حبيبتي إن عمرنا بيد الله فيأخذنا من هذه الدنيا إلى مكان جميل عال جداً في السماء لا نحزن فيه أبداً , و كل ذلك بمشيئته – سبحانه – .
غدير : إذاً حينما يأخذك إلى ذلك المكان فخذيني معك أيضاً .
ضحكت أم فارس على براءة تفكير ابنتها الصغيرة ذات السبع سنوات , و تمنت حقاً أن يأتي اليوم الذي تفخر فيه بإنجازات غدير التي اتضح نبوغها منذ صغرها )) .
عادت غدير بتفكيرها إلى أرض الواقع و أخذت تحدث نفسها قائلة :
لقد وعدتني يا أمي بأن تكوني معي .. لكنك ذهبت إلى ذلك المكان الجميل دون أخذي معك .. إنك الآن في السماء كما أخبرتني بذلك في الماضي , و لا بد أنك ترينني .. سأبذل كل جهدي لتفخري بي حتى و أنت بعيدة عن نظري .
قطعت سلسلة أفكارها الطاهرة دخول خالتها الطيبة التي كانت جارتها فيما سبق – إلى غرفتها ..
صمود : هيا يا عزيزتي غدير , فطورك جاهز .
غدير : حاضر يا خالتي , سأبدل ثيابي و أنزل لغرفة الطعام .
تابعت غدير بعينيها خالتها صمود و هي تغلق الباب بحب كبير .. إن صمود الآن هي عزاؤها الوحيد بعد وفاة أهلها .. فقد احتضنتها و ربتها و لم تشعرها يوماً بأنها عبء عليها , بل و عاملتها كبقية أولادها ..
تذكرت غدير الأحداث قبل وفاة أهلها …..
(( قبل أربع سنوات حينما كانت تلعب في بيت جارتهم صمود , و قد كان أهلها في طريقهم إلى المستشفى لأن فارساً كان مصاباً بحمىً شديدة , و في أثناء طريق عودتهم للمنزل و إذ بالأب لا ينتبه للشاحنة التي أمامه إلا و يصطدم بها لتصعد ثلاثة أرواح مؤمنة بالله إلى الجنة بعيداً عن متاعب الدنيا و أحزانها ..
كان وقع هذا الخبر كالصاعقة على الطفلة غدير .. لا سيما أنها في سن واعية تدرك معنى الموت تماماً .. جلست تبكي ساعات دون أن تستطيع صمود إسكاتها .. تفطر قلب صمود حزناً على اليتيمة المسكينة , و قد كان حزنها أشد على صديقتها الراحلة أم فارس التي كانت لها نعم الأخت و الجارة و الصديقة .. أحست صمود بأن هموم الأرض كلها تكدست كالجبال و ثبتت على كتفيها , لكنها كانت كاسمها تماماً .. رمزاً للإيمان بقضاء الله و قدره .. صامدة ثابتة كالجبال التي لا تهتز مهما عصفت بها ريح .. فرضيت بما قدره الله .. و حاولت احتضان ابنة صديقتها أم فارس و كأنها ابنتها .. لم تقصر عليها طيلة فترة الأربعة سنوات التي تلت حادث أهل غدير .. و لا بد أن الله سيجازيها على اعتنائها بهذه الطفلة اليتيمة .. فقد قال رسولنا – عليه الصلاة و السلام – : ( أنا و كافل اليتيم كهاتين , و أشار بإصبعيه السبابة و الوسطى ) و هي تستحق جزاء كافل اليتيم على ما فعلته مع غدير )) .
عادت غدير مرة أخرى إلى أرض الواقع لتتناول فطورها و تستعد للمدرسة بهمة و نشاط عاليتين و هي تحاول تذكر أن والدتها في السماء تراها و تنتظر أن تسعد بابنتها حينما تصل لهدفها..
وصلت غدير لمدرستها , و أخبرتها معلمتها بشروط المسابقة كاملة .. في البداية استصعبت غدير الشروط , لكن لا بد أن تعمل جاهدة لتشعر بأن أمها سعيدة , و ستفعل أي شيء لتحقيق حلمها و حلم والدتها ..
لاحظت المعلمات شرود غدير الدائم و سفرها إلى عالم آخر بعيدٍ جداً عن عالم المدرسة .. كانت جميع المعلمات تشيد بذكاء غدير و نبوغها و تفوقها على قريناتها في كل المجالات , إلا أنهن كن يلاحظن عليها أنها دائمة الشرود .. لم يكنَ يلمنها لأنه من الصعب أن تفقد و الديك و أنت صغير لم تنعم بالعيش معهما مدة كافية , و لذلك فقد كن يعذرنها .
من أهم صفات غدير التأمل فيما حولها و التفكير بعمق شدييييد .. كانت تحاول دائماً البحث عن سبب وجود كل شيء و الحكمة من خلقه .. كانت بفطرتها السليمة تحب ربها و تحب التفكر فيما أبدعه و صوره في هذه الحياة .. كانت حقاً إنسانة مرهفة الإحساس .. تشعر بأن كل ما حولها جميل برغم قسوة ماضيها , و هذه الصفات أهلتها لكي تحظى بلقب ( المبدعة ) بين معلماتها و صديقاتها .
صعدت بخطوات رزينة تعبر عن شخصيتها الهادئة .. سلمت على الشيخ الذي كرمها و تسلمت الجائزة و شهادة التقدير , و قد كانت سعادتها لا توصف بإنجازها الذي تعبت كثيراً من أجل تحقيقه ..
و فجأة …..
أثناء نزولها من منصة التكريم إذا بها تتعثر و تسقط فيصدم رأسها بحافة إحدى الدرجات فيغمى عليها للأبد ..
و إذ بحمامتين بيضاوين تمسكانها و تصعدان بها إلى السماء الصافية لتلاقي أهلها ينتظرونها و لكنها لم تستطع الوصول إليهم ..
استيقظت غدير من حلمها الجميل الذي يتكرر معها كل نهار .. و يعطيها القوة التي تحتاجها لكي تبدأ يومها بنشاط و همة عالية لتحقيق ذلك الحلم ..
غدير فتاة في الحادية عشرة من عمرها .. طفلة يتيمة تعيش بين أحضان أسرة عطوفة أنعم الله عليها بالمال الكثير و الخير الوفير .. عاشت طفولة قاسية حينما فقدت والديها .. لكن الله عوضها بأهل رائعين يقومون على رعايتها و الاعتناء بها ..
هذه الفتاة الصغيرة تحلم بأن تحصل على جائزة حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز , و قد أخبرت معلمتها المسؤولة عن المسابقات بأنها تريد الاشتراك في هذه المسابقة بهدف الفوز بالمركز الأول ..
عادت بها ذاكرتها الصغيرة البريئة أربع سنوات إلى الوراء حينما كان أهلها على قيد الحياة ..
(( غدير : أمي .. أمي .. لماذا تعلقين هذه الورقة الجميلة على جدار غرفتك ؟
أم فارس : هذه الورقة هي شهادة نالها أخوك فارس حينما كان في الصف الخامس , و أنا و والدك فخوران جداً بحصوله عليها لذا علقناها هنا .
غدير : نعم .. أذكر أنه صعد على مسرح يشبه مسرح الدمى أمام جمع غفير من الناس , و ناوله رجل عجوز يلبس شيئاً كالعباءة السوداء التي ترتدينها – هذه الورقة الجميلة و حجراً شفافاً له شكل مميز , و لكن لماذا أخذها فارس يا ترى ؟
أم فارس : لأنه كان متميزاً في مدرسته و يحصل على أعلى الدرجات في كل المواد , و أنا أريدك يا غدورتي الصغيرة أن تكوني متفوقة في مدرستك تماماً كأخيك الكبير .
غدير : بالتأكيد يا أمي , و لكن يجب أن تعديني بأن تكوني مع الجمع الغفير أنت و أبي و فارس حينما آخذ تلك الورقة الجميلة من ذلك الرجل العجوز .
أم فارس : بالطبع يا عزيزتي سأكون هناك لتشجيعك – إن أحيانا الله – .
غدير : و لماذا تقولين ( إن أحيانا الله ) ؟ هل ستموتين ؟
أم فارس : يا حبيبتي إن عمرنا بيد الله فيأخذنا من هذه الدنيا إلى مكان جميل عال جداً في السماء لا نحزن فيه أبداً , و كل ذلك بمشيئته – سبحانه – .
غدير : إذاً حينما يأخذك إلى ذلك المكان فخذيني معك أيضاً .
ضحكت أم فارس على براءة تفكير ابنتها الصغيرة ذات السبع سنوات , و تمنت حقاً أن يأتي اليوم الذي تفخر فيه بإنجازات غدير التي اتضح نبوغها منذ صغرها )) .
عادت غدير بتفكيرها إلى أرض الواقع و أخذت تحدث نفسها قائلة :
لقد وعدتني يا أمي بأن تكوني معي .. لكنك ذهبت إلى ذلك المكان الجميل دون أخذي معك .. إنك الآن في السماء كما أخبرتني بذلك في الماضي , و لا بد أنك ترينني .. سأبذل كل جهدي لتفخري بي حتى و أنت بعيدة عن نظري .
قطعت سلسلة أفكارها الطاهرة دخول خالتها الطيبة التي كانت جارتها فيما سبق – إلى غرفتها ..
صمود : هيا يا عزيزتي غدير , فطورك جاهز .
غدير : حاضر يا خالتي , سأبدل ثيابي و أنزل لغرفة الطعام .
تابعت غدير بعينيها خالتها صمود و هي تغلق الباب بحب كبير .. إن صمود الآن هي عزاؤها الوحيد بعد وفاة أهلها .. فقد احتضنتها و ربتها و لم تشعرها يوماً بأنها عبء عليها , بل و عاملتها كبقية أولادها ..
تذكرت غدير الأحداث قبل وفاة أهلها …..
(( قبل أربع سنوات حينما كانت تلعب في بيت جارتهم صمود , و قد كان أهلها في طريقهم إلى المستشفى لأن فارساً كان مصاباً بحمىً شديدة , و في أثناء طريق عودتهم للمنزل و إذ بالأب لا ينتبه للشاحنة التي أمامه إلا و يصطدم بها لتصعد ثلاثة أرواح مؤمنة بالله إلى الجنة بعيداً عن متاعب الدنيا و أحزانها ..
كان وقع هذا الخبر كالصاعقة على الطفلة غدير .. لا سيما أنها في سن واعية تدرك معنى الموت تماماً .. جلست تبكي ساعات دون أن تستطيع صمود إسكاتها .. تفطر قلب صمود حزناً على اليتيمة المسكينة , و قد كان حزنها أشد على صديقتها الراحلة أم فارس التي كانت لها نعم الأخت و الجارة و الصديقة .. أحست صمود بأن هموم الأرض كلها تكدست كالجبال و ثبتت على كتفيها , لكنها كانت كاسمها تماماً .. رمزاً للإيمان بقضاء الله و قدره .. صامدة ثابتة كالجبال التي لا تهتز مهما عصفت بها ريح .. فرضيت بما قدره الله .. و حاولت احتضان ابنة صديقتها أم فارس و كأنها ابنتها .. لم تقصر عليها طيلة فترة الأربعة سنوات التي تلت حادث أهل غدير .. و لا بد أن الله سيجازيها على اعتنائها بهذه الطفلة اليتيمة .. فقد قال رسولنا – عليه الصلاة و السلام – : ( أنا و كافل اليتيم كهاتين , و أشار بإصبعيه السبابة و الوسطى ) و هي تستحق جزاء كافل اليتيم على ما فعلته مع غدير )) .
عادت غدير مرة أخرى إلى أرض الواقع لتتناول فطورها و تستعد للمدرسة بهمة و نشاط عاليتين و هي تحاول تذكر أن والدتها في السماء تراها و تنتظر أن تسعد بابنتها حينما تصل لهدفها..
وصلت غدير لمدرستها , و أخبرتها معلمتها بشروط المسابقة كاملة .. في البداية استصعبت غدير الشروط , لكن لا بد أن تعمل جاهدة لتشعر بأن أمها سعيدة , و ستفعل أي شيء لتحقيق حلمها و حلم والدتها ..
لاحظت المعلمات شرود غدير الدائم و سفرها إلى عالم آخر بعيدٍ جداً عن عالم المدرسة .. كانت جميع المعلمات تشيد بذكاء غدير و نبوغها و تفوقها على قريناتها في كل المجالات , إلا أنهن كن يلاحظن عليها أنها دائمة الشرود .. لم يكنَ يلمنها لأنه من الصعب أن تفقد و الديك و أنت صغير لم تنعم بالعيش معهما مدة كافية , و لذلك فقد كن يعذرنها .
من أهم صفات غدير التأمل فيما حولها و التفكير بعمق شدييييد .. كانت تحاول دائماً البحث عن سبب وجود كل شيء و الحكمة من خلقه .. كانت بفطرتها السليمة تحب ربها و تحب التفكر فيما أبدعه و صوره في هذه الحياة .. كانت حقاً إنسانة مرهفة الإحساس .. تشعر بأن كل ما حولها جميل برغم قسوة ماضيها , و هذه الصفات أهلتها لكي تحظى بلقب ( المبدعة ) بين معلماتها و صديقاتها .
عملت غدير بجهد واضح في المدرسة في الأيام التي كانت تسبق موعد المسابقة , فقد كانت هي رئيسة صفها ( الخامس ) , و كانت تقوم بأنشطة متعددة في المدرسة كالإذاعات و الإشراف على اللوائح المدرسية , كما أنها مشاركة بمسابقات للقرآن الكريم و الخط العربي , و قد حصلت في السنوات الماضية على الكثير من الشهادات التقدير و من بينها شهادة حصلت عليها لتأليفها مقالاً عن أهلها الراحلين .
اقترب موعد المسابقة و قد بذلت غدير أقصى جهدها في تنفيذ شروط المسابقة , فأرفقت كل أعمالها إلى الجهة المعنية بالمسابقة .
و في الفترة التي كانت تفصل غدير عن موعد إعلان أسماء الفائزين بالمسابقة كانت تشعر بتوتر كبير , و قد زاد شرودها في الآونة الأخيرة , كما أنها أصبحت منعزلة جداً برغم اجتماعيتها و شعبيتها الكبيرة بين طالبات فصلها .
مرت الأيام .. و غدير تتحرق شوقاً لموعد إعلان النتائج .
و أخييييراً جاء اليوم الذي انتظرته غدير طويلاً .. كان من عادة المدرسة أن تعلن أسماء من فازوا بأية مسابقات في الطابور الصباحي و ذلك قبل فترة من تكريم الفائزين من قبل الجهة المعنية بالمسابقة , و اليوم هو الذي أعلنت فيه أسماء الفائزين بجائزة حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز , فإن كانت غدير من الفائزات فسيعلن اسمها في إذاعة الطابور الصباحي , و إن لم يعلن فلن تكون من الفائزات بها .
وقفت غدير بتوتر شديد في الطابور .. بدأت الإذاعة الصباحية , ثم أمسكت مشرفة قسم الطالبات بالميكروفون و قالت :
كما عودتنا طالبات المدرسة أن يرفعن اسم مدرستهن عالياً فلدينا اليوم مجموعة من الطالبات الفائزات بمسابقات عدة .
و بدأت المشرفة بسرد أسماء عدد من الطالبات و لكنها لم تذكر اسم غدير التي كانت في حالة حزن شديدة ..
أخيراً قالت المشرفة : و هكذا أكون قد انتهيت من ذكر أسماء مبدعات مدرستنا و اللواتي نتشرف بتدريسهن ….إلخ …
لم تستمع غدير لبقية كلام المشرفة سهام بعد أن علمت بأنها لم تكن من الفائزات .. أصيبت بخيبة أمل كبيرة جداً .. كانت تتوقع أن تحصل على الجائزة التي لطالما عملت جاهدة من أجلها .. لكنها الآن تحطمت تماماً بعد الذي حصل ..
و بينما هي غارقة في بحر أحزانها و إذ بصديقتها إيمان تقول لها : غدير .. المشرفة تنادي باسمك .. غدير ! غدير ! هل تسمعينني ؟
غدير ( بيأس ) : لا بد أنك تمزحين , و لمَ تنادي باسمي ؟ أنا لم أخالف أي قانون من قوانين المدرسة !
إيمان : أقصد أنها تناديك لأنك فزت بمسابقة حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز بالمركز الأول.. أهنئك على تفوقك يا صديقتي , مبارك لك .
غدير ( بدهشة ) : مستحييييل .. أنا ؟ فزت بالمسابقة ؟ لكن المشرفة انتهت من ذكر الأسماء , فكيف لي أن أكون فائزة فيها ؟
إيمان : لقد نسيت ذكر اسمك و ها هي تعيده مرة أخرى , هيا .. اذهبي إليها .
خطت غدير خطوات ثابتة نحو المشرفة و هي لا تكاد تصدق ما حصل للتو .. كانت سعادتها لا توصف .. شعرت بأنها تريد أن تحلق مع الطيور من شدة فرحتها .. سلمت على المشرفة التي أثنت عليها و أخبرتها بأنها ستصحبها غداً لكي تكرم عند الجهة المعنية بالمسابقة .
غدير .. الفتاة المبدعة المتميزة .. مرهفة الإحساس .. صادقة المشاعر .. مخلصة العمل .. حصدت نتيجة تعبها و جهدها الكبيرين .. بالفعل كانت طفلة يشهد الجميع بأدبها و خلقها و ذكائها و دهائها .. و قد كانت بالفعل مستحقة للفوز بتلك الجائزة .
عادت غدير لمنزلها بفرحة غامرة , و أخبرت خالتها صمود بإنجازها العظيم ..
صمود : مبارك لك يا غدير .. ياااااه كم أنا سعيدة من أجلك .. لا بد أن نقيم حفلة في نهاية هذا الأسبوع تكريماً لك .
غدير : شكراً يا خالتي .. لا داعي لأن تتعبي نفسك بحفلة .. تكفيني سعادتك بما حققته و أنا أقدر لك وقفتك معي في أصعب أيامي .
صمود : لا يا غاليتي الصغيرة .. لا بد أن نفرح بك كما ينبغي .. و أنا متأكدة من أن والدتك سعيدة جداً بإنجازك هذا .
غدير : لا أدري ماذا أفعل لأرد لك جميل إحسانك علي .
مر هذا اليوم سريعاً , و قد كانت غدير تعد نفسها لتكريم الغد في مقر المسابقة لتتسلم جائزتها , و قد دعت خالتها صمود لتحضر حفل التكريم معها لتعوض مكان والدتها الراحلة .
و جاء اليوم الذي انتظرته بطلتنا الصغيرة بفاااارغ الصبر .. ذهبت إلى مقر حفل التكريم برفقة مشرفة مدرستها سهام و خالتها صمود .. دخلت للقاعة الضخمة .. جلست على الكرسي المخصص لها و هي تشعر بمشاعر مضطربة في داخلها .. مزيج من الفرح .. الخوف .. و الحزن لعدم وجود أهلها معها .
صعد الشيخ بهيبته لمنصة التكريم , و بدأ المكرم بذكر أسماء الفائزين إلى أن وصل للمرحلة الابتدائية و قال :
الفائزة بالمركز الأول بجائزة حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز للحلقة الأولى الطالبة : غدير محمد عبد الله من الصف الخامس بمدرسة الحكمة الخاصة .
و كما في حلمها الذي يتكرر معها في كل يوم تماماً …
صعدت بخطوات ثابتة مع تصفيق الجمهور الحار لها .. عبرت درجات منصة التكريم خطوة خطوة بهدوء و كأنها تريد أن تعيش تلك الدقائق الرائعة لحظة بلحظة .. وصلت إلى الشيخ الذي صافحها و سلمها شهادة التقدير و درع التميز و مكافأة مالية كبيرة .. طلبت غدير من المكرم أن تلقي كلمة شكر أمام الجمهور فوافق على ذلك و أعارها الميكروفون .. أمسكته بهدوء و قالت أمام جميع الحاضرين :
أود أن أوجه كلمة شكر لكل من ساعدني للوصول إلى هذه المنصة .. خالتي صمود .. أشكرك من كل قلبي فلولا حنانك و عطفك لما وصلت إلى هنا .. مشرفتي الفاضلة سهام .. أشكرك على منحي الفرصة لأحقق حلمي .. و أخيراً .. كنت أتمنى أن تكونوا معي هنا .. أبي .. أمي .. أخي.. و لكن مشيئة القدر كانت أن تتركوا هذه الحياة الدنيا قبلي ..
أوقفت حديث غدير دمعتان حارتان نزلتا على وجنتيها الموردتين رغماً عنها , و قد تعاطف الجمهور معها كثيراً ..
و فجأة …….
سقط الميكروفون من يد غدير .. و سقطت مغمىً عليها للأبد ..
تعالت شهقات الجمهور .. ركضت صمود بسرعة لها .. حركتها .. نادتها .. و لكن من غير أي جواب .. كانت غدير غير مبالية بمن حولها من الجموع الغفيرة .. كانت روحها مع ملكين يأخذانها إلى هناك .. حيث السماء الإلهية العادلة .. حيث لا أحزان أبداً .. حيث أهلها برفقتها.. أخيراً استطاعت الوصول إليهم .. اتجهت لأحضان والدتها .. قبلتها بشوق ..
غدير : لقد افتقدتك كثيراً يا أمي الغالية .. هل رأيتني و أنا أتسلم شهادة التقدير التي تسلمها أخي فارس ؟ هل أنتم سعداء الآن ؟
أم فارس : نعم أنا في أشد السعادة الآن .. و سعادتي الأكبر بوجودك معي هنا في أروع مكان إلى الأبـــــــــــد ..
اقترب موعد المسابقة و قد بذلت غدير أقصى جهدها في تنفيذ شروط المسابقة , فأرفقت كل أعمالها إلى الجهة المعنية بالمسابقة .
و في الفترة التي كانت تفصل غدير عن موعد إعلان أسماء الفائزين بالمسابقة كانت تشعر بتوتر كبير , و قد زاد شرودها في الآونة الأخيرة , كما أنها أصبحت منعزلة جداً برغم اجتماعيتها و شعبيتها الكبيرة بين طالبات فصلها .
مرت الأيام .. و غدير تتحرق شوقاً لموعد إعلان النتائج .
و أخييييراً جاء اليوم الذي انتظرته غدير طويلاً .. كان من عادة المدرسة أن تعلن أسماء من فازوا بأية مسابقات في الطابور الصباحي و ذلك قبل فترة من تكريم الفائزين من قبل الجهة المعنية بالمسابقة , و اليوم هو الذي أعلنت فيه أسماء الفائزين بجائزة حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز , فإن كانت غدير من الفائزات فسيعلن اسمها في إذاعة الطابور الصباحي , و إن لم يعلن فلن تكون من الفائزات بها .
وقفت غدير بتوتر شديد في الطابور .. بدأت الإذاعة الصباحية , ثم أمسكت مشرفة قسم الطالبات بالميكروفون و قالت :
كما عودتنا طالبات المدرسة أن يرفعن اسم مدرستهن عالياً فلدينا اليوم مجموعة من الطالبات الفائزات بمسابقات عدة .
و بدأت المشرفة بسرد أسماء عدد من الطالبات و لكنها لم تذكر اسم غدير التي كانت في حالة حزن شديدة ..
أخيراً قالت المشرفة : و هكذا أكون قد انتهيت من ذكر أسماء مبدعات مدرستنا و اللواتي نتشرف بتدريسهن ….إلخ …
لم تستمع غدير لبقية كلام المشرفة سهام بعد أن علمت بأنها لم تكن من الفائزات .. أصيبت بخيبة أمل كبيرة جداً .. كانت تتوقع أن تحصل على الجائزة التي لطالما عملت جاهدة من أجلها .. لكنها الآن تحطمت تماماً بعد الذي حصل ..
و بينما هي غارقة في بحر أحزانها و إذ بصديقتها إيمان تقول لها : غدير .. المشرفة تنادي باسمك .. غدير ! غدير ! هل تسمعينني ؟
غدير ( بيأس ) : لا بد أنك تمزحين , و لمَ تنادي باسمي ؟ أنا لم أخالف أي قانون من قوانين المدرسة !
إيمان : أقصد أنها تناديك لأنك فزت بمسابقة حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز بالمركز الأول.. أهنئك على تفوقك يا صديقتي , مبارك لك .
غدير ( بدهشة ) : مستحييييل .. أنا ؟ فزت بالمسابقة ؟ لكن المشرفة انتهت من ذكر الأسماء , فكيف لي أن أكون فائزة فيها ؟
إيمان : لقد نسيت ذكر اسمك و ها هي تعيده مرة أخرى , هيا .. اذهبي إليها .
خطت غدير خطوات ثابتة نحو المشرفة و هي لا تكاد تصدق ما حصل للتو .. كانت سعادتها لا توصف .. شعرت بأنها تريد أن تحلق مع الطيور من شدة فرحتها .. سلمت على المشرفة التي أثنت عليها و أخبرتها بأنها ستصحبها غداً لكي تكرم عند الجهة المعنية بالمسابقة .
غدير .. الفتاة المبدعة المتميزة .. مرهفة الإحساس .. صادقة المشاعر .. مخلصة العمل .. حصدت نتيجة تعبها و جهدها الكبيرين .. بالفعل كانت طفلة يشهد الجميع بأدبها و خلقها و ذكائها و دهائها .. و قد كانت بالفعل مستحقة للفوز بتلك الجائزة .
عادت غدير لمنزلها بفرحة غامرة , و أخبرت خالتها صمود بإنجازها العظيم ..
صمود : مبارك لك يا غدير .. ياااااه كم أنا سعيدة من أجلك .. لا بد أن نقيم حفلة في نهاية هذا الأسبوع تكريماً لك .
غدير : شكراً يا خالتي .. لا داعي لأن تتعبي نفسك بحفلة .. تكفيني سعادتك بما حققته و أنا أقدر لك وقفتك معي في أصعب أيامي .
صمود : لا يا غاليتي الصغيرة .. لا بد أن نفرح بك كما ينبغي .. و أنا متأكدة من أن والدتك سعيدة جداً بإنجازك هذا .
غدير : لا أدري ماذا أفعل لأرد لك جميل إحسانك علي .
مر هذا اليوم سريعاً , و قد كانت غدير تعد نفسها لتكريم الغد في مقر المسابقة لتتسلم جائزتها , و قد دعت خالتها صمود لتحضر حفل التكريم معها لتعوض مكان والدتها الراحلة .
و جاء اليوم الذي انتظرته بطلتنا الصغيرة بفاااارغ الصبر .. ذهبت إلى مقر حفل التكريم برفقة مشرفة مدرستها سهام و خالتها صمود .. دخلت للقاعة الضخمة .. جلست على الكرسي المخصص لها و هي تشعر بمشاعر مضطربة في داخلها .. مزيج من الفرح .. الخوف .. و الحزن لعدم وجود أهلها معها .
صعد الشيخ بهيبته لمنصة التكريم , و بدأ المكرم بذكر أسماء الفائزين إلى أن وصل للمرحلة الابتدائية و قال :
الفائزة بالمركز الأول بجائزة حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز للحلقة الأولى الطالبة : غدير محمد عبد الله من الصف الخامس بمدرسة الحكمة الخاصة .
و كما في حلمها الذي يتكرر معها في كل يوم تماماً …
صعدت بخطوات ثابتة مع تصفيق الجمهور الحار لها .. عبرت درجات منصة التكريم خطوة خطوة بهدوء و كأنها تريد أن تعيش تلك الدقائق الرائعة لحظة بلحظة .. وصلت إلى الشيخ الذي صافحها و سلمها شهادة التقدير و درع التميز و مكافأة مالية كبيرة .. طلبت غدير من المكرم أن تلقي كلمة شكر أمام الجمهور فوافق على ذلك و أعارها الميكروفون .. أمسكته بهدوء و قالت أمام جميع الحاضرين :
أود أن أوجه كلمة شكر لكل من ساعدني للوصول إلى هذه المنصة .. خالتي صمود .. أشكرك من كل قلبي فلولا حنانك و عطفك لما وصلت إلى هنا .. مشرفتي الفاضلة سهام .. أشكرك على منحي الفرصة لأحقق حلمي .. و أخيراً .. كنت أتمنى أن تكونوا معي هنا .. أبي .. أمي .. أخي.. و لكن مشيئة القدر كانت أن تتركوا هذه الحياة الدنيا قبلي ..
أوقفت حديث غدير دمعتان حارتان نزلتا على وجنتيها الموردتين رغماً عنها , و قد تعاطف الجمهور معها كثيراً ..
و فجأة …….
سقط الميكروفون من يد غدير .. و سقطت مغمىً عليها للأبد ..
تعالت شهقات الجمهور .. ركضت صمود بسرعة لها .. حركتها .. نادتها .. و لكن من غير أي جواب .. كانت غدير غير مبالية بمن حولها من الجموع الغفيرة .. كانت روحها مع ملكين يأخذانها إلى هناك .. حيث السماء الإلهية العادلة .. حيث لا أحزان أبداً .. حيث أهلها برفقتها.. أخيراً استطاعت الوصول إليهم .. اتجهت لأحضان والدتها .. قبلتها بشوق ..
غدير : لقد افتقدتك كثيراً يا أمي الغالية .. هل رأيتني و أنا أتسلم شهادة التقدير التي تسلمها أخي فارس ؟ هل أنتم سعداء الآن ؟
أم فارس : نعم أنا في أشد السعادة الآن .. و سعادتي الأكبر بوجودك معي هنا في أروع مكان إلى الأبـــــــــــد ..
النهاية
أتمنى القصة تعجبكم .. و لا تنسوني من التقييم و من الردود الحلوة
تحيتي
الأديبة المبدعة
عواافي اديبه ع القصه
الله يعافيك
شكرا لمرورك
يسلمووووووووووووووووووووووووووووو
الله يسلمك
ثااانكس لمرورك
,’
بســم الله
و صبـــاحك بـ المثل أديبتنــــا
يعطيك العــافية
قصة مؤثــرة
صياغتهـــا رائعـــة
موفقة إن شـــاء الله
بـ إنتظـــار جديــدك
,’
الله يعافيكي
أشكرك جداً على مرورك و قراءتك للقصة
الأديبة المبدعة
مشكووووورة على الطرح المبدع
قصة مؤثرة للغاية
سلمتى وسلمت اناملك
يعطيكى العافية
دمتى بكل الخير
مشكووووورة على الطرح المبدع
قصة مؤثرة للغاية
سلمتى وسلمت اناملك
يعطيكى العافية
دمتى بكل الخير