أتدرون ما المفلس ؟ قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع . فقال : إن المفلس من أمتي ، يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي قد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا . فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته . فإن فنيت حسناته ، قبل أن يقضى ما عليه ، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه . ثم طرح في النار
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 2581
خلاصة حكم المحدث: صحيح
هذا الحديث من أخبار وإعلام المصطفى -صلى الله عليه وسلم- لأمته، وبيان الأخطار التي تستقبل من لم يحفظ نفسه، ويحافظ على دينه، وكلها جرائم تزعزع الأمن، وتؤذي العباد، وتسبِّب شرورًا وأحقادًا، ثم يأتي يوم القيامة أكثر من الأعمال، لكن أعظم الإساءات، وتمادى في أنواع الغي لا يُؤمَن جانبه، ولا يُوثَق لوعده، ولا يُنْتظَر منه ردَّ الأموال.
فليفكِّر كلُّ من يتصف بصفة من هذه الصفات؛ ليتدارك نفسه باستحلال من أساء إليهم، والاعتذار إليهم، وإعلان التوبة عند الله -جلَّ وعلا-، ويكثر من الاستغفار لمن أساء إليهم والدعاء لهم.
وإذا انتقل الإنسان عن هذه الدنيا؛ انتهت الآمال، وسُدَّت طرق الاعتذار، فليبادر ما دام في الحياة، وليُقْبِل على الله -جلَّ وعلا- تائبًا، وليُقْبِل إلى إخوانه معتذرًا، لعل من أساء إليهم واعتذر إليهم رحموه، وأشفقوا عليه ، والمسلم حري أن يكون مشفقًا على إخوانه المسلمين ، يقول النبي-صلى الله عليه وسلم-:
(لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة ، حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء ، تنطحها ).
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الجامع – الصفحة أو الرقم: 5062
خلاصة حكم المحدث: صحيح
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو يخطب على المنبر ، فقال : أرأيت إن قاتلت في سبيل الله ، صابرا محتسبا ، مقبلا غير مدبر ، أيكفر الله عني سيئاتي ؟ قال : نعم . ثم سكت ساعة ، قال : أين السائل آنفا ؟ فقال الرجل : ها أنا ذا قال : ما قلت ؟ قال : أرأيت إن قتلت في سبيل الله صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر ، أيكفر الله عني سيئاتي ؟ قال : نعم ، إلا الدين ، سارني به جبريل آنفا
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني – المصدر: صحيح النسائي – الصفحة أو الرقم: 3155
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
، فالذي يأكل أموال الناس بالباطل حري أن لا يُعْفَى عنه إلَّا إذا كانت له أعمال صالحة جِسام، فأُخذ منها، وخُفِّف عن غريمه؛ لأنَّ ذلك الموقف لا فدية، وإنَّما هي أعمال.
فليتصور الإنسان في ذلك اليوم الذي يكون فيه في غاية الإشفاق من أهوال ذلك الموقف، فهو كان يؤمل بحسنات سلفت، وأعمال أداها يبتغي بها وجه الله، وإذا بالغرماء قد مدُّوا حبالهم، وتهيَّئوا لاستلاب أعماله الصالحة؛ بسبب سوء عمله، وعدم ورعه، وجرأته على الأموال والأعراض والدماء.
وليتصور الإنسان ذلك الموقف الهائل الذي يفرُّ كلُّ أحد من كل أحد، ولا يستطيع أحد أن ينفع أحد إنَّما هي أعمال موفاة، كما قال الله: (يا عبادي، إنَّما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفِّيكم إياها، فمن وجد خيرًا؛ فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك؛ فلا يلومنَّ إلَّا نفسه)، فليستعد كلُّ واحد، وليتفكر في علاقاته بالآخرين، وليرد الحقوق إلى أهلها؛ لعل شفقة تحصل، ولعل حبَّ إحسان ينفعه الله به، فإن كانت جنايات؛ فليمكِّن من جنى عليهم من أخذ حقوقهم؛ فإنَّ متاعب الدنيا وشقائها وآلامها لا تعدُّ شيئًا بالنسبة لمتاعب الآخرة وآلامها.
فعلى الإنسان أن يجتهد قبل أن يفوت الأوان؛ فإنَّ الإنسان إذا مات؛ قُفِل باب العمل إلَّا ما كان من ولد صالح يدعو له، أو صدقة جارية مستمرة، أو علم بذله هُدي به البشر، وإلَّا فقد انغلق الباب، والتوبة إذا غرغر الإنسان انغلق بابها، فالإنسان بإمكانه أن يتوب ويتراجع، ويرد الحقوق، ولا يَقُل: إنَّ لي كرامة، وأخشى أن تُعلم الإساءات، فأهون على الناس، بل عليه أن يهتم بمستقبله بالخروج من مآزق ذلك اليوم الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون إلَّا من أتى الله بقلب سليم، وليرجع إلى خالقه -جلَّ وعلا- معتذرًا تائبًا عازمًا على السير في طريق الصلاح إلى أن تبلغ الروح الحلقوم، فإذا حضر قابض الأرواح، وضاق النفس الصدر؛ لم ينفع إيمان ولا توبة، والموفَّق من يتدارك ذلك؛ فإنَّه لا أحد يدري متى توافيه المنية.
تفريغ درس من دروس الحرمين للشيخ: صالح اللحيدان -حفظه الله-
يعطيــك ربي ألــف ع ـــاافيه
/
صباحك ورد حبوبه
طرح جمييل ربي يجزيك كل خير
طـــرح رائع
يعطيــك ربي ألــف ع ـــاافيه
جزاك الله خير
جـــزآك الله خيرر
بارك الله فيك
ولا حرمك الله الأجر
بارك الله فيك
اللهم فقهنا في ديننا
واعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتكـ
جزااك الله خيرا