تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الجنة يا الله تُشغلنيِ ــ وصف الجنه

الجنة يا الله تُشغلنيِ ــ وصف الجنه 2024.

غرام


الجنة :

وهو الاسم العام المتناول لتلك الدار ، وما اشتملت عليه من أنواع النعيم
واللذة والبهجة ، والسرور وقرة الأعين. وأصل اشتقاق هذه اللفظة من الستر
والتغطية ، ومنه الجنين لاستتاره في البطن ، والجان لاستتاره عن العيون ،
والمجن لستره ووقايته الوجه ، والمجنون لاستتار عقله وتواريه عنه . ومنه
سمي البستان جنة لأنه يستر داخله بالأشجار ويغطيه. ومنه قوله تعالى {
اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله } أي يستترون بها من إنكار المؤمنين
عليهم

دار السلام:

وقد سماها بهذا الاسم في قوله { لهم دار السلام عند ربهم } ، وقوله { والله
يدعو إلى دار السلام } وهي أحق بهذا الاسم ، فإنها دار السلامة من كل بلية
وآفة ومكروه، وهي دار الله ، واسمه سبحانه السلام الذي سلمها وسلم أهلها {
وتحيتهم فيها سلام }

دار الخلد:

وسميت بذلك لأن أهلها لا يظعنون عنها أبدا كما قال تعالى { عطاء غير
مجذوذ } ، وقوله { إن هذا لرزقنا ماله من نفاد } وقوله { أكلها دائم وظلها }
وقوله { وما هم منها بمخرجين} وقوله تعالى { خالدين فيها أبدا }

دار المقامة:

قال تعالى حكاية عن أهلها { وقالوا الحمدلله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا
لغفور شكور ، الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا
فيها لغوب } . قال مقاتل : أنزلنا دار الخلود، أقاموا فيها أبدا، لا يموتون
ولا يتحولون منها أبدا

جنة المأوى:

قال تعالى { عندها جنة المأوى } ، والمأوى : مفعل من أوى يأوي ، إذا انضم
إلى المكان وصار إليه واستقر به . وقال عطاء عن ابن عباس : هي الجنة
التي يأوي إليها جبريل والملائكة . وقال مقاتل والكلبي: هي جنة تأوي إليها
أرواح الشهداء وقال كعب : جنة المأوى : جنة فيها طير خضر ترتعي فيها أرواح
الشهداء ويقول ابن القيم : والصحيح أنه اسم من أسماء الجنة كما قال تعالى { وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ، فإن الجنة هي المأوى }

جنات عدن:

فقيل هو اسم جنة من جملة الجنان، ويقول ابن القيم : والصحيح أنه اسم لجملة
الجنان ، ولكها جنات عدن، قال تعالى { جنات عدن التي وعد الرحمن عباده
بالغيب } ، وقال تعالى { ومساكن طيبة في جنات عدن } ، والاشتقاق يدل على أن
جميعها جنات عدن فإنه من الإقامة والدوام ، يقال : عدن بالمكان إذا أقام به
، وعدنت البلد إذا توطنته

دار الحيوان:

قال تعالى { وإن الدار الآخرة لهي الحيوان }
والمراد الجنة عند أهل التفسير ، قالوا وإن الآخرة يعني الجنة لهي الحيوان: لهي دار الحياة التي لا موت فيها

الفردوس:

قال تعالى : { أولئك هم الوارثون ، الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون } ،
وقال تعالى { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا
} ، وأصل الفردوس : البستان ، قال كعب هو البستان الذي فيه الأعناب ، وقال
الضحاك هي الجنة الملتفة بالأشجار ، وهو اسم يطلق على جميع الجنة وأفضلها وأعلاها

جنات النعيم:

قال تعالى { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم } ، وهو اسم
يطلق ايضا على جميع الجنات ، لما تضمنته من الأنواع التي يتنعم بها من
المأكول والمشروب والملبوس والصور والرائحة الطيبة والمنظر البهيج والمساكن
الواسعة

المقام الأمين:

قال تعلى { إن المتقين في مقام أمين } ، والأمين : الآمن من كل سوء وآفة
ومكروه ، وهو الذي جمع صفات الأمن كلها ، فهو آمن من الزوال والخراب ،
وأنواع النقص ، وأهله آمنون فيه من الخروج والنقص والنكد ، وقوله تعالى {
يدعون فيها بكل فاكهة آمنين } ، فجمع لهم بذلك بين أمن المكان وأمن الطعام
فلا يخافون انقطاع الفاكهة ولا سوء عاقبتها ومضرتها ، وأمن الخروج منها فلا
يخافون ذلك ، وأمن الموت فلا يخافون فيها موتا

مقعد صدق ، وقدم صدق:

قال تعالى { إن المتقين في جنات ونهر ، في مقعد صدق } ، فسمى الجنة مقعد صدق لحصول كل ما يراد من المقعد الحسن فيها

وذكر ابن القيم في كتابه بستان الواعظين : روي عن وهب بن منبه عن ابن عباس
قال : لما خلق الله تبارك وتعالى الجنات يوم خلقها وفضل بعضها على بعض فهي

جنة عدن: وهي قصبة الجنة
وهي مشرفة على الجنان كلها وهي دار الرحمن تبارك وتعالى، ليس كمثله شيء
ولا يشبه شيء ولباب جنات عدن مصراعان من زمرد وزبرجد من نور كما بين المشرق
والمغرب

غرام


قال الله تعالى : { وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً
حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا
سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ } [الزمر:73]

و قآل النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « فِي الْجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ فِيهَا
بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّانَ لا يَدْخُلُهُ إِلا الصَّائِمُونَ » رواه البخاري 3257 ومسلم 1152

فللجنة ثمانية أبواب ثبت ذلك في نصوص شرعية، منها ما رواه البخاري ومسلم

عن عبادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"مَنْ قَالَ: أَشْهَدُ أَنّ لاَ إِلَهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنّ مُحَمّدا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ،
وَأَنّ عِيسَىَ عَبْدُ اللّهِ وَابْنُ أَمَتِهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ
،
وَأَنّ الْجَنّةَ حَقّ، وَأَنّ النّارَ حَقّ، أَدْخَلَهُ الله مِنْ أَيّ أَبْوَابِ الْجَنّةِ الثّمَانِيَةِ شَاءَ".

ولهذه الأبواب أسماء ثبتت بنصوص شرعية، مثل: الصلاة والجهاد والصدقة والريان والأيمن وباب الكاظمين الغيظ،
ومنها ما اختاره بعض العلماء لإشارات وإيماءات في النصوص مثل: باب التوبة أو الذكر أو العلم أو الراضين أو الحج.

ودليل الأربعة الأولى ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أي أبواب الجنة يا عبد الله هذا خير،
فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة،
ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان،
ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة.

ودليل الخامس ما رواه البخاري ومسلم أيضاً عن أبي هريرة في حديث شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وفيه:
فيقال: يا محمد أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من باب الأيمن من أبواب الجنة،
وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب.

ودليل السادس ما رواه الإمام أحمد عن الحسن مرسلاً: إن لله باباً في الجنة لا يدخله إلا من عفا عن مظلمة. كما ذكر الحافظ في الفتح.
واختلف شراح الحديث في أسماء البقية بعد أن اتفقوا على تسمية الأربعة الأولى.

قال النووي : قال القاضي: وقد جاء ذكر بقية أبواب الجنة في حديث آخر في باب التوبة وباب الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس
وباب الراضين فهذه سبعة أبواب جاءت في الأحاديث،
وجاء في حديث السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب أنهم يدخلون من الباب الأيمن، فلعله الباب الثامن .

وقال ابن حجر : وقع في الحديث ذكر أربعة أبواب من أبواب الجنة … وبقي من الأركان الحج فله باب بلا شك،
وأما الثلاثة الأخرى فمنها" باب الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس… ومنها:
باب الأيمن وهو باب المتوكلين الذي يدخل منه من لا حساب عليه ولاعذاب. وأما الثالث: فلعله باب الذكر،
فإن عند الترمذي ما يومئ إليه، ويحتمل أن يكون باب العلم

غرام

قال تعالى : (( مثل الجنّة الّتي وعد المتقون فيها أنهار مّن مّاء غير آسن وأنهار من لّبن لّم يتغيّر طعمه
وأنهار مّن خمر لّذّة لّلشّاربين وأنهار مّن عسل مّصفّى ولهم فيها من كلّ الثّمرات ومغفرة مّن رّبّهم
كمن هو خالد في النّار وسقوا ماء حميما فقطّع أمعاءهم))

و قال تعالى : (( وبشّر الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات أنّ لهم جنّات تجري من تحتها الأنهار
كلّما رزقوا منها من ثمرة رّزقا قالوا هذا الّذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها ولهم فيها أزواج مّطهّرة
وهم فيها خالدون ))

فأنهار الجنة أربعة نهر من العسل المصفى لا شمع فيه و نهر من الماء الجاري الذي هو ألذ بكثير من ماء الدنيا
ستقول لكن هل لماء الجنة طعم خاص ؟! نعم فهو ليس كماء الدنيا دون طعم !
و نهر من لبن لا يفسده لا صيف و لا شتاء بل تشعر و أنت تغترفه من النهر و كأنك تحلبه من ضرع لا ينضب و لا
يتغير طعم ما فيه مهما طال الزمن عليه…و أما النهر الأخير فهو نهر الخمر الذي هو ألذ من خمر الدنيا
و لا يفتك بالجسد كفتك الخمر الدنيوي و لا يسكر و لا يذهب بالعقل .. قال تعالى : (( لا يصدعون عنها و لا ينزفون ))
و قال تعالى : (( لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون))

أنهار الجنة الأربعة الرئيسية: نهر اللبن – نهر العسل – نهر الخمر – نهر الماء

للجنة أنهار وعيون تنبع كلها من الأنهار الأربعة الخارجة من الفردوس
الأعلى وقد ورد ذكر أسماء بعضها فى القرآن الكريم والأحاديث الشريفة منها

نهر الكوثر –

وهو نهر أعطى لرسول الله صلى الله عليه وسلم فى الجنة ويشرب منه المسلمون
فى الموقف يوم القيامة شربة لا يظمأون من بعدها أبدا بحمد الله وقد سميت احدى
سور القرآن باسمه ووصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن حافتاه من قباب
اللؤلؤ المجوف وترابه المسك وحصباؤه اللؤلؤ وماؤه أشد بياضا من الثلج وأحلى
من السكر وآنيته من الذهب والفضه

– نهر البيدخ
وهو نهر يغمس فيه الشهداء فيخرجون منه كالقمر ليلة البدر
وقد ذهب عنهم ما وجدوه من أذى الدنيا

– نهر بارق
وهو نـهرعلى بـاب الجــنة يجـلس عنـده الشـهداء فيأتـيهم رزقـهم من
الجـنة بكرة وعشيا

– عين تسنيم
وهى أشرف شراب أهل الجنة وهو من الرحيق المختوم ويشربه
المقربون صرفا ويمزج بالمسك لأهل اليمين

– عين سلسبيل
وهى شراب أهل اليمين ويمزج لهم بالزنجبيل

– عين مزاجها الكافور
وهى شراب الأبرار

وجميعها أشٌربة لا تسكر ولا تصدع ولا تذهب العقل بل تملأ شاربيها سرورا
ونشوة لا يعرفها أهل الدنيا يطوف عليهم بها ولدان مخلدون كأنهم لؤلؤا
منثورا بكؤوس من ذهب وقوارير من فضه

غرام

آنية طعام أهل الجنة ، التي يأكلون ويشربون بها من الذهب والفضة،
قال تعالى: { يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب } [الزخرف: 71] ،
أي وأكواب من ذهب ، وقال : { ويطاف عليهم بئانية من فضة وأكواب كانت قواريرا *
قواريرا من فضة قدروها تقديرا } [الإنسان: 15-16]،
أي اجتمع فيها صفاء القوارير وبياض الفضة.

وقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي موسى الأشعري قال:
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – :
" إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة ..
وجنتان من فضة ، آنيتهما وما فيهما،
وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما ".

ومن الآنية التي يشربون بها الأكواب والأباريق والكؤوس { يطوف عليهم ولدان مخلدون *
بأكواب وأباريق وكأس من معين } [الواقعة : 17]،

والكوب : ما لا أذن له ولا عروة ولا خرطوم ،
والأباريق : ذوات الآذان والعرا ، والكأس القدح الذي فيه الشراب.

غرام


قال تعالى: { إن للمتقين مفازا ، حدائق وأعنابا }
وقال تعالى: { فيهما فاكهة ونخل ورمان }
وقال تعالى : { وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين ،في سدر مخضود ، وطلح منضود ، وظل ممدود ، وماء مسكوب ، وفاكهة كثيرة }

وهذا الذي ذكره القرآن من أشجار الجنان شيء قليل مما تحويه تلك الجنان،
فلذلك قال الحق سبحانه: { فيهما من كل فاكهة زوجان } ،
ولكثرتها فإن أهلها يدعون منها بما يريدون ويتخيرون ما يشتهون { يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب } وقال سبحانه { وفاكهة مما يتخيرون }
وقال: { إن المتقين في ظلال وعيون ، وفواكه مما يشتهون} ،
وبالجملة فإن في الجنة من الثمار والنعيم كل ما تشتهيه النفوس وتلذه العيون

وقد قال ابن كثير كلاما لطيفا دلل فيه على عظم ثمار الجنة ، إذا استنتج أن الله نبه بالقليل عن الكثير، والهين على العظيم
عندما ذكر السدر والطلح، قال :
[وإذا كان السدر الذي في الدنيا لا يثمر إلا ثمرة ضعيفة وهو النبق، وشوكه كثير، والطلح الذيلا يراد منه في الدنيا إلا الظل،
يكونان في الجنة في غاية من كثرة الثمار وحسنها،
حتى أن الثمرة الواحدو منها تتفتق عن سبعين
نوعا من الطعوم والألوان، التي يشبه بعضها بعضا ،
فما ظنك بثمار الأشجار التي تكون في الدنيا حسنة الثمار كالتفاح والنخل
والعنب وغير ذلك ؟ وما ظنك بأنواع الرياحين والأزاهير ؟ وبالجملة فإن فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب
بشر ، نسأل الله منها من فضله

وأشجار الجنة دائمة العطاء ، فهي ليست كأشجار الدنيا تعطي في وقت وفصل دون فصل بل هي دائمة الإثمار والظلال،

قال تعالى { مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار أكلها دائم وظلها } ،
وقال { وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة }،
أي دائمة مستمرة وهي مع دوامها لا يمنع عنها أهل الجنة. ومن لطائف ما يجده أهل الجنة عندما تأتيهم
ثمارها أنهم يجدونها تتشابه في المظهر، ولكنها تختلف في المخبر ( كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا
من قبل وأتوا به متشابها)

وصف بعض شجر الجنة

الشجرة التي يسيرالراكب في ظلها مائة عام

هذه شجرة هائلة لا يقدر قدرها إلا الذي خلقها، وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم عظم هذه الشجرة بأن أخبر أن
الراكب لفرس من الخيل التي تعد للسباق يحتاج إلى مائة عام حتى يقطعها إذا سار بأقصى ما يمكنه ، ففي الصحيحين
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: ( إن في الجنة لشجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع مائة عام وما يقطعها) ،
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن في الجنة لشجرة يسير الراكب
في ظلها مائة سنة، واقرؤوا إن شئتم (وظل ممدود )

ورواه مسلم عن أبي هريرة وسهل بن سعد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن في الجنة لشجرة يسير الراكب
في ظلها مائة عام لا يقطعها )

سدرة المنتهى

وهذه الشجرة ذكرها الحق في محكم التنزيل وأخبر الحق أن رسولنا محمدا صلى الله عليه وسلم رأى جبريل على صورته التي
خلقه الله عليها عندها ، وأن هذه الشجرة عند جنة المأوى، كما أعلمنا أنه غشيها ما غشيها مما لا يعلمه إلا الله عندما رآها
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى:
( ولقد رآه نزلة أخرى ، عند سدرة المنتهى ، عندها جنة المأوى ، إذا يغشى
السدرة ما يغشى، ما زاغ البصر وما طغى)،
وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بشيء مما رآه : ( ثم رفعت لي سدرة
المنتهى، فإذا نبقها مثل قلال هجر ، وإذا ورقها مثل آذان الفيلة ،
قال: ( أي جبريل) هذه سدرة المنتهى، وإذا باربعة أنهار ،
نهران باطنان ، ونهران ظاهران ،
قلت: ما هذان يا جبريل؟ قال: أما الباطنان فنهران في الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات)
رواه البخاري ومسلم

وفي الصحيحين أيضا: ( ثم انطلق بي حتى انتهى إلى سدرة المنتهى، ونبقها مثل قلال هجر، وورقها مثل آذان الفيلة،
تكاد الورقة تغطي هذه الأمة، فغشيها ألوان لا أدري ما هي، ثم أدخلت الجنة،
فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك)

شجرة طوبى

وهذه شجرة عظيمة تصنع ثياب أهل الجنة ، ففي مسند أحمد وتفسير ابن جرير وصحيح ابن حبان عن أبي سعيد الخدري
رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
( طوبى شجرة في الجنة مسيرة مائة عام،
ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها)

وقد دل على أن ثياب أهل الجنة تشقق عنها ثمار الجنة الحديث الذي يرويه أحمد في مسنده عن عبدالله بن عمرو
قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أخبرنا عن ثياب أهل الجنة خلقا تخلق، أم نسجا تنسج ؟
فضحك بعض القوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( مم تضحكون، من جاهل سأل عالم؟ ثم أكب
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : اين السائل؟ قال: هو ذا أنا يا رسول الله، قال: لا ، بل تشقق عنها ثمر الجنة ،
ثلاث مرات )

سيد ريحان أهل الجنة

قال تعالى: ( فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم)
وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن سيد ريحان أهل الجنة الحناء،ففي معجم الطبراني الكبير بإسناد صحيح على شرط
الشيخين عن عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( سيد ريحان الجنة الحناء)

سيقان أشجار الجنة من ذهب

ومن عجيب ما أخبر به به الرسول صلى الله عليه وسلم
أن سيقان أشجار الجنة من الذهب ففي سنن الترمذي وصحيح ابن حبان
وسنن البيهقي بإسناد صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
( ما في الجنة شجرةإلا وساقها من ذهب)

كيف يكثر المؤمن حظه من اشجار الجنة

طلب خليل الرحمن ابو الأنبياء إبراهيم عليه السلام من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء أن يبلغ أمته
السلام وأن يخبرهم بالطريقة التي يستطيعون بها تكثير حظهم من أشجار الجنة،
فقد روى الترمذي بإسناد حسن عن ابن مسعود قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقيت إبراهيم ليلة أسري بي،
فقال: يا محمد أقرئ أمتك أن الجنة أرض طيبة التربة عذبة
الماء وأنها قيعان وأن غراسها سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله
بل و أزيد من هذا أن فيها ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر.

غرام

غلمانُ أهل الجنة وخدمُهم :

قال تعالى: ( وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ) {الطور:24}
وَيَطُوفُ عَلَيهِمْ بِكُؤُوسِ الخَمْرِ هذِهِ غِلْمانٌ مُعَدُّونَ لِخدْمَتِهِمْ ، يَعْمَلُون بِأْمْرِهِمْ ، وَيَنْتَهُونَ بِنَهيِهِمْ ، وَهُمْ في حُسْنِهم وَبَهائِهم كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ نَاصِعُ الَبَيَاضِ لَمْ يَخْرُجْ مِنْ أصْدافِهِ ، وَلَم يَتَعَرَّضْ لِلنُّورِ وَلَفْحِ الشَّمْسِ وَالرِّيَاحِ .

وقال تعالى: ( وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وَلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَّنثُوراً ) {الإنسان:19}
وَيَطُوفُ عَلَى أَهْلِ الجَنَّةِ غِلْمَانٌ ( وِلْدَانٌ ) يَخْدِمُونَهُمْ ، وَهُمْ شَبَابٌ ، وُجُوهُهُمْ نَضِرَةٌ ، كَأَنَّهُمْ لِحُسْنِ أَلْوَانِهِمْ ، وَنَضْرَةِ وُجُوهِهِمْ ،
وَكَثْرَةِ انْتِشَارِهِمْ فِي قَضَاءِ الحَاجَاتِ ، اللًّؤْلُؤْ المَنْثُورُ ، وَهُمْ لاَ يَهْرَمُونَ وَلاَ يَشِيبُونَ ، وَلاَ تَتَبَدَّلُ أَحْوَالُهُمْ .
ومعنى(مخلدون):لا يهرمون ولا يتغيرون ولا يموتون. وقيل: مقرطون بالخلدة .وجمع قوم بين المعنيين فقالوا:
لا يتغيرون ولا يهرمون وفي آذانهم القراطة .وقد شبَّههم الله تعالى باللؤلؤ المنثور لما فيه من البياض وحسن الخلق.
وفى كونه منثوراً فائدتان:

الأولى: تدل على أنهم مبثوثون في خدمتهم وحوائجهم ,وغير معطلين .

الثانية: أن اللؤلؤ إذا كان منثوراً- لاسيما على بساطٍ من ذهب أو حرير – كان أحسن لمنظره من كونه مجموعاً في مكان ٍ واحد .
وللعلماء في هؤلاء الغلمان قولان:الأول: أنهم أولاد المسلمين الذين يموتون بلا حسنة ولا سيئة ٍ, فيكونون من خدم أهل الجنة.
ومنهم من قصر ذلك على أولاد المشركين.الثاني: أنهم مخلوقون في الجنة خدماً لأهلها , أنشأهم الله – عز وجل- كالحور العين,
وهذا القول هو الأشبه – والله أعلم – لأن من تمام نعمة الله تعالى وكرامته لأهل الجنة أن يجعل أولادهم مخدومين معهم, لا غلماناً لهم يخدمونهم.

وقال بعض أهل العلم : وصح في بعض الأخبار أن أطفال المشركين هم خدم أهل الجنة ، فلا مانع من الجمع بين القولين ، والله أعلم .

يقول ابن القيم رحمه الله تعالى في «حادي الأرواح»
«فإن سألت عن أرضها وتربتها فهي المسك والزعفران
وإن سألت عن سقفها فهو عرش الرحمن
وإن سألت عن حصبائها فهو اللؤلؤ والجوهر
وإن سألت عن لبناتها فلبنة من فضة ولبنة من ذهب
وإن سألت عن أشجارها فما فيها شجرة إلا وساقها من ذهب وفضة لا من الحطب والخشب
وإن سألت عن ثمرها فأمثال القلال ألين من الزبد وأحلى من العسل
وإن سألت عن ورقها فأحسن ما يكون من رقائق الحلل
وإن سألت عن أنهارها فأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وأنهار من خمر لذةٍ للشاربين، وأنهار من عسل مصفى
وإن سألت عن طعامهم ففاكهة مما يتخيرون، ولحم طير مما يشتهون
وإن سألت عن آنيتهم فآنية الذهب والفضة في صفاء القوارير
وإن سألت عن خيامها وقبابها فالخيمة الواحدة من درة مجوفة طولها ستون ميلاً من تلك الخيام
وإن سألت عن ارتفاعها فانظر إلى الكوكب الطالع أو الغارب في الأفق الذي لا يكاد تناله الأبصار
وإن سألت عن لباس أهلها فهو الحرير والذهب
وإن سألت عن فرشها فبطائنها من إستبرق مفروشة في أعلى الرتب
وإن سألت عن وجوه أهلها وحسنهم فعلى صورة القمر
وإن سألت عن أسنانهم فأبناء ثلاث وثلاثين على صورة آدم أبي البشر
وإن سألت عن سماعهم فغناء أزواجهم من الحور العين وأعلى منه سماع صوت الملائكة والنبيين،
وأعلى منها خطاب رب العالمين
وإن سألت عن حيلهم وشارتهم فأساور من الذهب واللؤلؤ على الرؤوس ملابس التيجان
وإن سألت عن غلمانهم فولدان مخلدون كأنهم لؤلؤ مكنون
تمام المنة رؤية الله في الجنة

قال الله تعالى { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } القيامة
وقال تعالى { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } يونس

و«الحسنى» هي الجنة، والزيادة هي التمتع بالنظر إلى وجه الله عز وجل فيها، قال رسول الله
«إنكم سترون ربكم عز وجل كما ترون هذا القمر» رواه البخاري
وفي رواية لمسلم «لا تضامون في رؤيته»

وأخرج البخاري هذا الحديث بلفظ آخر وهو «إنكم سترون ربكم عيانًا»
وفي الصحيحين من حديث أبي سعيد أن رسول الله قال «إن الله عز وجل يقول لأهل الجنة يا أهل الجنة،
فيقولون لبيك وسعديك والخير في يديك، فيقول هل رضيتم ؟
فيقولون وما لنا لا نرضى يا ربنا وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدًا من خلقك ؟ فيقول ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟
فيقولون وأي شيء أفضل من ذلك ؟ فيقول أحل عليكم رضواني، فلا أسخط عليكم بعده أبدًا»

عن صهيب عن النبي قال «إذا دخل أهل الجنة الجنة قال يقول الله تبارك وتعالى تريدون شيئًا أزيدكم ؟
فيقولون ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار ؟ قال فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئًا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل» رواه مسلم

قال ابن القيم رحمه الله «وإن سألت عن يوم المزيد وزيادة العزيز الحميد ورؤية وجهه المنزه عن التمثيل والتشبيه
كما ترى الشمس في الظهيرة والقمر ليلة البدر، فذلك موجود في الصحاح والمسانيد من رواية جرير وصهيب وأبي هريرة وأبي موسى وأبي سعيد،
فيا لذة الأسماع بأطيب محاضرة، ويا قرة عيون الأبرار بالنظر إلى وجهه الكريم في الدار الآخرة، ويا ذلة الراجعين بالصفقة الخاسرة
{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ } القيامة ،

فحي على جنات عدن فإنها
منازلنا الأولى وفيها المخيم
ولكننا سبي العدو فهل ترى
نعود إلى أوطاننا ونسلم
فلله أبصار ترى الله جهرة
فلا الحزن يغشاها ولا هي تسأم
فيا نظرة أهدت إلى الوجه نضرة
أمن بعدها يسلو المحب المتيم
أحبتنا عطفًا علينا فإننا
بنا ظمأ والمورد العذب أنتم

السلآم عليكم ورحمة الله وبركآتة

الجنه اوصآفها كثيره ونعيمهآ وملآذتهآ لآتحصى
ماطرحته ليس سوى القليل لآ بل اقل من القليل

اللهم ارزقنا الجنة بغير حساب ولا عذآب ويجمعنآ بهآ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.