الاستاذ وطلبته 2024.

يحكى أنه كان هناك استاذ رياضيات معروف عنه بحسن الطباع ورجاحة العقل و والحكمة والمعرفه بأمور ومقتضيات الحياة.. كان طلبته يحبونه جداً ويحترمونه أشد الاحترام.. وفي نهاية آخر سنه من الخدمه في مجال التدريس قرر ان يعمل حفلة " لتقاعده ويدعوا اليها جميع طلبته الذين بقوا على تواصل معه…. وفي يوم الحفلة قدموا جميعاً فرحين برؤية استاذهم المحبوب مباركين له انقضاء 35 سنه من التدريس فرحين بمناسبة تقاعده.. ولكنه اراد اختبارهم ليعلم ان كان افادهم بشيء في الحياة كما يقولون ام لا؟؟ فماذا فعل.. أحضر أنواع لا تعد من الفناجين فمنها الجميل ومنها المذهب ومنها الفاخر ومنها الكبير ومنها البسيط وأخرى صغيره.. مختلفة " عن بعضها وطلب منهم ان يختار كل واحد فنجانا خاص به ويسكب فيه القهوه.. وسيقيمهم بعد ذلك… فبدأ جميعهم باختيار الاكواب الفاخره صاحبة النقوش الجميله والالوان البراقه تاركين الاكواب البسيطه والصغيره وبعد ان سكبوا جميعهم القهوه فيما اختاروا من فناجين جلسوا كي ينتظروا ماذا سيقول استاذهم.. نظر الاستاذ الى جميع الاكواب بيد طلبته وضحك عالياً فاستغربوا وتساألوا عن سبب ضحكه.. فأجابهم.. يبدوا انني لم أفيدكم بشيء في الحياة.. فكما ارى لقد أضعت 35 سنه من غير فائده.. فسألوه لماذا؟ فأجابهم ان القهوة التي سكبتموها والتي ستشربوها في الاخير هي ذات القهوه فلماذا اخترتم الفناجين المزغرفه والتي لن تظيف على قهوتكم طعما ولن تنفعكم بشيء.. فلو تخيلتم ان القهوه هي حياتكم وان الفناجين هي وضائفكم المرموقه وأموالكم وشكركاتكم لعلمتم ان هذه الامور لن تزيد شيئا على الحياة سوى مظهرٌ براق فالحياة هي الحياة نفسها إذن لماذا استهوتكم المظاهر واخترتم اغلى الاكواب مع العلم ان القهوة هي واحده؟؟