تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الإحسان لفضيلة الشيخ محمد المحيسني

الإحسان لفضيلة الشيخ محمد المحيسني 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإحسان .. لفضيلة الشيخ/ محمد المحيسني

غرام

قال تعالى: ((إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ))[النحل:90]…

الإحسان.. قيمة من قيم الإسلام العظيمة، ومبدأ من مبادئه السامية، وهو من أرقى القيم التي تعارف عليها البشر، مؤمنهم وكافرهم..

أما المحسنون فهم أرفع الناس مقاماً، وأعلاهم شأناً، وأثقلهم ميزاناً، وأرسخهم في المكرمات بنياناً..

فما هو الإحسان؟

الإحسان ضد الإساءة، والحسن ضد القبح، وتحسين الشيء هو إتقانه وإكماله وتجميله، والإحسان يعني أيضاً: مقابلة الخير بأفضل منه، ومقابلة الشر بضده…

وسواء كان العمل شعيرة تعبدية، أو معاملة دنيوية، أو أي نشاط من أنشطة الحياة، فإن إتقانه والإتيان به على أكمل وجه هو الإحسان… فهو قيمة فوق مرتبة العدل، وقد أمر الله به مقترناً بجوامع الخير كله…

ومن مشتقات الإحسان، الحسن، وهو حالة حسية أو معنوية جميلة، تدعو إلى قبول الشيء، وتخلق رغبة فيه لدى النفس، ويكون في القول أو الفعل أو الذات أو المعاني…

ذكره الله في القرآن ما يزيد على مائة وتسعين مرة، وكل معانيه تدور حول معنى الإتقان والجمال والإجادة، لدرجة تفوق العدل…

فمن ذلك: أن المحسن يكون في معية الله، محبوباً لديه، تحوطه عنايته، وتكلؤه رعايته، لا يخاف ولا يحزن، قال تعالى: ((إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ))[النحل:128]..

وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم معنى الإحسان بألفاظ جامعة مانعة، على اعتبار أن كل ما يؤديه الإنسان في حياته ومحيطه عبادة لله رب العالمين، فبعد أن عرف الإسلام والإيمان، وهو يتحاور مع جبريل عليه السلام،

كما في حديث عمر رضي الله عنه، قال عليه الصلاة والسلام: «الإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه؛ فإن لم تكن تراه، فإنه يراك»..

الراوي:عمر بن الخطاب المحدث:الألباني – المصدر:صحيح الترمذي- الصفحة أو الرقم:2610
خلاصة حكم المحدث:صحيح

فالمحسن بهذا المعنى هو الذي يراقب الله، ويخلص في عمله، ويتقن في صنعته، ويبذل المعروف في سائر تعاملاته، فإذا عبد العبد ربه في الدنيا على وجه الحضور والمراقبة، حتى لكأنه ينظر إليه،

مستحضراً عظمته ورقابته التي تحيط حتى بوساوس نفسه، تولدت لديه مشاعر من الخشية والهيبة والتعظيم لربه، تدفعه إلى النصح في العبادة والعمل والتعامل، وبذل غاية الجهد في تحسينها وإكمالها وإتمامها،

على الوجه الذي يحقق مرضاة الله تعالى..

إن القرآن الكريم بأسلوبه المعجز، وبيانه البليغ، يجعل من الإحسان منهجاً كاملاً، وأسلوباً تربوياً له شأن عظيم، فقد جاء مرة بل مرات قريناً للإسلام، قال تعالى: ((وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ))[لقمان:22]..

وجاء مقترناً بالإيمان، قال تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا))[الكهف:30]، وجاء مقترناً بالتقوى في معرض الحديث عن الاستمتاع بطيبات الحياة من مأكل ومشرب وملبس،

قال تعالى: ((لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ))[المائدة:93].

وتتحقق لدى العبد فضيلة الإحسان عندما يكون في حاله من التسليم الكامل لله فيما أمر، والامتثال له فيما شرع، وأداء ما افترضه سبحانه على وجه الكمال والإتقان قدر الاستطاعة،

مع الحرص الشديد على عدم حدوث الخلل والنقصان، وترك ما نهى عنه والابتعاد عن ذلك ظاهراً وباطناً..

ويرتقي مفهوم الإحسان إلى مرتبة أعلى، حينما يحرص العبد على أداء المستحبات، ويداوم عليها من قول أو فعل، حتى ولو كان فوق درجة الواجب،

قال تعالى: ((إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ))[الذاريات:15-18].

تلك أخي المسلم! بعض ملامح الإحسان بينتها الآيات، فهم يتطلعون دوماً إلى أعلى الدرجات، وأسمى المقامات، وأجمل الحالات…

وهم على الدوام من يسارع إلى بذل الخير والبر والمعروف، في حال الشدة والرخاء، وفي المنشط والمكره، يعفون عمن ظلمهم، ويعطون من حرمهم، ويتجاوزون عمن يسيء إليهم، وهم يكظمون الغيظ،

فقلوبهم نظيفة سليمة صافية، يملأها الحب، وتغمرها الرحمة، وتظللها الشفقة، تهفو دوماً إلى كل ما يحقق الخير لعباد الله،

قال تعالى: ((الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ))[آل عمران:134]…

ونحن كمسلمين.. مطالبون أن نحقق هذه القيمة القرآنية، ونجعلها واقعاً عملياً معاشاً في حياتنا، التزاماً بأمر الله، وطلباً لرضاه، وحرصاً على نيل الحظوة لديه..

أخي المسلم! أين نحن من كل ذلك!! هلا راجع كل منا نفسه، وهلا سألنا الله الهداية إلى ذلك الخير العظيم، اللهم اجعلنا في عداد عبادك المحسنين، يا رب العالمين…

لمشاهدة المقال اضغط هنا

وفقكم الله

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
انتقاء قيم
بارك الله فيك ونفع بك
ووفقك الله لما يحب ويرضى
اللهم اجعلنا في عداد عبادك المحسنين

الله يجزاك الخير

والله يجعلها في موازين حسناتك

ويسلمووو عالطرح

غرام

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
طرح طيب
جزاك الله خير ونفع بك

غرام

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
طرح طيب
وفقك الله لما يرضى و يحب
جزاك الله خيرا على الموضوع

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

طرح موفق

نفع الله بك

غرام

جزاك الله كل خير

جزاك الله كل خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.