تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » اسباب رقة القلب؟

اسباب رقة القلب؟ 2024.

  • بواسطة
أعظم

الأسباب التي يرق بها قلب العبد لربه تلاوة القرآن ، فلا يلين

القلب بشيء مثل كلام الله. هذا الكتاب الذي لا تنتهي عجائبه ، ولا

تنقضي غرائبه ، إذا وضعه العبد فتأمله وتدبره وكان من المتعظين

بكلام الله عزوجل..

رق قلبه لله : { كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ

أُوْلُوا الأَلْبَابِ}

فمن أعظم نعم الله على العبد – مما يعين على رقة قلبه وخشوعه لله .كثرة

تلاوة القرآن ، التلاوة مع التدبر والتأثر : { وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ

فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ} فأرق الناس قلباً من إذا قرأ آيات الكتاب هزت فؤاده

، وأخشعت قلبه ، وشرحت صدره ، يتلو آيات الله-جل وعلا- فتخرجه من ضيق

الدنيا إلى سعة الآخرة ، تخرجه إلى الوعد فيطير فرحاً بوعد الله- –

واستبشاراً برحمته ، وتأخذه إلى الوعيد فكأن زفير جهنم بين أذنيه ،

فينكسر لله قلبه ويخشع لله فؤاده ، أسعد الناس في هذه الدنيا من جعل

الله– القرآن ربيع قلبه ، ونور صدره ، وجلاء حزنه ، وذهاب همه وغمه

، ولذلك تجد أهل القرآن أرق الناس قلوباً ؛ لأن الله كسر قلوبهم

بمواعظه : { قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ} القسوة

مرض ، والله يشهد أن شفاءها في كتابه ، فلا يرق قلب العبد لله بشيء مثل

كتاب الله ، ولذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام لعبدالله بن مسعود :

(( اتلُ علي القرآن )) قال : " – يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل؟

" قال :

(( إني أحب أن اسمعه من غيري )) قال : فقرأت عليه سورة النساء حتى

بلغت قول الله : { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ

شَهِيداً * يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوْا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمْ الأَرْضُ وَلاَ

يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً} فقال لي : (( حسبك )) فنظرت فإذا عيناه تذرفان

عليه الصلاة والسلام .

فكان أكمل الناس خشوعاً لكتاب الله ، وكان يقرأ في صلاة الظهر وحتى

يسمع لتلاوته كغلي المرجل من بكائه ورقته-عليه الصلاة والسلام- لكتاب

الله-جل وعلا- ،

وكان السلف الصالح من الصحابة-رضوان الله عليهم- كانوا يخشعون لكتاب

الله ، فكان الواحد منهم أرق قلباً وأخشع فؤاداً وأشرح صدراً بكلام الله-جل

وعلا- ، ولربما يكون في سَوْرة الغضب فإذا ذكر بالآية من كتاب الله

انكسر قلبه ، ولربما تكون الدنيا بين يديه فإذا تلا شيئاً من كتاب

الله أنفقها لوجه الله-جل وعلا- ، فالذي يريد السعادة التامة الكاملة

برقة قلبه وصلاح حاله فليضع كتاب الله أمامه إماماً له في كل خير وبر .

ومن أعظم الأسباب التي ترقق القلب : الدعاء ، أن يسأل الله قلباً خشعاً

وأن يستعيذ بالله من قسوة القلب ، وأن يسأل الله أن يصرف عنه الفتن

والمحن التي تقسي القلوب .

مما يعين على رقة القلب : بر الوالدين ، فمن بر والديه وأحسن

إليهما وأدخل السرور عليهما شرح الله صدره ونور قلبه وجعل قلبه رقيقاً

، فيكون من أهل الجنة الذين ترق قلوبهم بكل خير ، وتنشرح صدورهم

بكل طاعة وبر ، من هو السعيد ؟! الذي بر والديه ، فبر أُماً لم ينس

حقها وفضلها ، وبر أباً كريماً لم ينس حقه وفضله ، فتجده كلما خرج من

عند أبيه وأمه رفعت له الأكف من وراء ظهره بصالح الدعوات ، فتتغشى

عليه الرحمات ، فتجده أرق الناس قلباً وأصلحهم حالاً ، والعكس بالعكس

، فمن أعظم الأسباب التي تقسي القلوب : عقوق الوالدين-نسأل الله

السلامة والعافية- .

مما يعين على رقة القلب : زيارة الأرحام وصلتهم ، فيتفقد الأعمام

والعمات والأخوال والخالات ، ولو كانوا بعيدين يسافر إليهم يُعرِّف

ابناءه كيف يصلون الرحم ، فيدخل على العم والعمة وعلى الخال

والخالة يدخل عليهم باراً رضياً واصلاً لرحمه ، متقياً لربه فيصله الله

بصلته ، فهو الرحمن خلق الرحم واشتق لها اسماً من اسمه ، فمن وصلها

وصله ، ومن قطعها قطعه ، فإذا وصل رحمه وصله الله فكان أرق الناس

قلباً ، وقل أن تجد قاطعاً للرحم رقيق القلب-نسأل الله السلامة

والعافية- .

كذلك – أيضاً – مما يعين على رقة القلب : حب العلماء والصالحين ،

والدعاء لهم بخير أحياءهم وأمواتهم ، فيحبهم ويحب مجالسهم ويحب

سماع كلامهم ؛ لأنهم هم أهل الله وأهل ولايته وطاعته الذين يأمرون

بأمره ، وينهون عن نهيه وزجره ، فضلهم الله على عباده ، فجعلهم أمناء

على وحيه – خاصة أئمة السلف ودواوين العلم من الصحابة والتابعين

وتابعيهم بإحسان ، لا يذكرون إلا بكل خير ، يترحم عليهم ويذكر

مآثرهم ويشيد بفضلهم ، وأما الأحياء يزورهم ويدعو لهم ويسأل الله لهم

الخير كما يحبه لنفسه ؛ لأنه يعلم مايكون للأمة من النفع والخير .

كذلك – أيضاً – مما يعين على رقة القلب : الإحسان إلى المسكين : { فَلاَ

اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي

مَسْغَبَةٍ * يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ * ثُمَّ كَانَ مِنْ الَّذِينَ

آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ} انظر كيف ؟ بعد ما جاءت

الآيات قال : { ثُمَّ كَانَ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا

بِالْمَرْحَمَةِ}

فالرقيق هو الذي يوصي بالمرحمة ؛ لكن متى ؟ لما : اقتحم ما العقبة

والعقبة شيء صعب ما يستطيع أن يصل إليه الإنسان إلا : { فَكُّ رَقَبَةٍ}

وهذا من أعظم من فك الرقاب وعتق الأماء والأرقاء لما فيه من عظيم

إدخال السرور عليهم ، { أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيماً ذَا

مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ}.

تصور أرملة من أرامل المسلمين تراها وهي وافقة على مزبلة أو وافقة

تستطعم لأولادها تجمع فتقف عليها وتعطيها ما تيسر من المال وهي تكدح

لأولددها وفلذة كبدها قد يكونوا أيتاماً ، فإذا جئت وأعطيتها ذلك

المال ، كم يدخل على قلبك من السرور والرحمة !

والله قل أن تجد من الأمور التي يوصي بها العلماء ، ومجربة عند

الصالحين والأخيار ، من أعجب ما تكون في حسن العاقبة للعبد :

الإحسان للنساء الضعفة ، فإنك تجد الأرملة من أرامل المسلمين في

حالة من الضيق والكرب في دين أو حاجة ، فتقف عليها وتقضي حاجتها ،

ما تبرح قدمك من المكان الذي أنت فيه ، بل بعض الأحيان قبل أن

تغادر إلا وجدت من رقة القلب وخشوع القلب ما الله به عليم ! والناس

على درجات ،

وكم من عبدٍ أسعده الله بدعاء أرملة في ظلمة ليل أو ضياء نهار !

قال عليه الصلاة والسلام : (( الساعي على الأرملة واليتيم كالقائم

الذي لا يفتر ، والصائم الذي لا يفطر )) .

نسأل الله العظيم ، رب العرش الكريم ، أن يرزقنا رقة القلب وصلاحه .

وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الحمَـْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَميْنَ.

وصلَّى اللَّهُ وسلَّم وبارك على عبده ونبيّه محمد وعلى آله وصحبه

أجمعيــــــــــن .

جزاك الله
ورزقنا الرقه في القلوب

جزاك الله خيرا اخت نسرين على هذا الموضوع القيم
جعله الله في ميزان حسناتك ورزقنا واياكم رقة القلوب وطيبة النفوس
تحياتي



اللهم نور و رقق قلوبنا بالقرأن
جزاك الله خيراختي
::
::
::

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.