تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » أسئلة في السيرة 5

أسئلة في السيرة 5 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسئلة في السيرة

نِظامُ المُؤاخاةِ الذي وَضَعَهُ الرَّسُولُ-عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-

السؤال: مَا هُو نِظامُ المُؤاخاةِ الذي وَضَعَهُ الرَّسُولُ-عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-؟وما الحِكْمةُ في هذا النِّظامِ؟

الجَوَاب:

بسمِ اللهِ,والحمدُ للهِ,والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ–.

أختنا الفاضِلة:

أكرمكِ اللهُ,وباركَ فيكِ.

وبعدُ: الإخاءُ في اللهِ مِنْ أسمى الرَّوابطِ التي تجمعُ بينَ البشرِ لما تحمِلُهُ مِنْ معاني التَّجردِ والحُبِّ والإيثارِ.

وإليكِ -أختنا الكريمة-ما قالَهُ الشَّيخُ أحمدُ الشَّرَباصِيُّ في المؤاخاةِ بالتَّفصيلِ:

بعدَ أنْ هاجرَ الرسولُ-صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ-إلى مكةَ, آخَى بينَ المهاجرينَ والأنصارِ، فتآخَوا في اللهِ أخوينِ أخوينِ، وصارَ لهذا الإخاءِ حُكْمُ إخاءِ الدَّمِ والنَّسَبِ، بحيثُ لو ماتَ أحدُ الأخوينِ وَرِثَهُ الآخرُ، كما يرِثُ الشَّقيقُ الشَّقيقَ، وقد ذَكَرَ الإمامُ ابنُ القيم أنَّ هذه المؤاخاةَ كانتْ في دارِ أنسِ بنِ مالكٍ،وقَدْ ظلَّت تَبِعَاتُ هذهِ المؤاخاةِ ساريةً إلى حينِ غزوةِ بدرٍ،فلمَّا أنزلَ اللهُ ـ تبارك وتعالى ـ قولَهُ: (وأُولُوا الأَرْحَامِ بَعضُهمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ في كتابٍ اللهِ )0الأنفال: 75 0رَجَعَ الميراثُ إلى أساسِ القَرَابةِ النَّسَبيةِ، وكانَ مُستوى المهاجرينَ قد ارتفعَ واعتدلَ، وكان مِنْ نتائجِ هذه المُؤاخاةِ أنْ أحسنَ الأنصارُ استقبالَ المهاجرينَ الذين أُخرِجُوا مِنْ دِيارِهم وأموالِهم بغيرِ حَقٍّ إلا أنْ يقولُوا ربُّنا اللهُ، وكانَ فَرِيقٌ من الأنصارِ يَعرِضُونَ عَلَى إخوانِهم المهاجرينَ أنْ يُشَاطِرُوهم أموالهَم، ويُقاسِموهم ما يَملِكونَ، وفي الوقتِ نَفْسِهِ كانَ المهاجرونَ لا يتَّكِلون عَلَى هذا، بَلْ كانُوا يعملونَ في التِّجارةِ أو الزِّراعةِ أو غيرِهما،وكانُوا يُنافِسونَ إخوانَهم الأنصارَ في العَمَلِ والإنتاجِ والكَسْبِ، حَتَّى قِيلَ عَنْ بعضِهم أنه يُحِيلُ بالتِّجارةِ رمالَ الصَّحراءِ ذَهَباً.

وقد رَوى الإمامُ ابنُ جَريرٍ الطبريُّ في تفسيرِهِ هذا الحديثَ: قالَ رَسُولُ الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ ـ للأنصارِ: "إنَّ إخوانَكُم قَدْ تَركُوا الأموالَ والأولادَ, وخَرَجُوا إليكم". فقالُوا: أموالُنا بينهم قَطَائِعُ،فقالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ ـ:" أو غيرَ ذلكَ؟ قالُوا: وما ذلكَ يا رسولَ اللهِ؟ قالَ:" هُم قومٌ لا يَعرِفُونَ العَمَلَ (أي لا تتهيأُ لهم فرصتُهُ، ولم يتدرَّبوا عليهِ بعدُ) فتكفُوهم وتُقاسِموهم التَّمرَ". قالوا: نَعَمْ,يا رسول اللَّه.

وكانَ هناكَ فَرِيقٌ مِنَ المسلمينَ اشتدتْ بهم الحاجةُ والعَوَزُ،فخَصَّصَ الرَّسُولُ لهم مكانَ "الصُّفَّةِ"، وهُو مَكَانٌ مَسقُوفٌ بجانبٍ مِنَ المسجدِ النَّبويِّ،وأجرَى عليهم رِزْقَهم مِنْ مالِ المسلمينَ مِنَ المهاجرينَ والأنصارِ الذينَ آتاهُم اللهُ رِزْقًا حَسَناً وَاسِعاً.

كَمَا نستطيعُ أنْ نقولَ إنَّ هذهِ المؤاخاةَ التي أجراها الرَّسُولُ بينَ أتباعِهِ كانتْ خُطْوةً رَائِعةً قَصَدَ بِها الرَّسُولُ إلى تحقيقِ الوحدةِ بينَ المهاجرينَ والأنصارِ، وإلى إزالةِ الشَّحْناءِ التي كانتْ موجُودةً بينَ الأوسِ والخَزْرجِ مِنْ أهلِ المدينةِ.

كَمَا نستطيعُ أنْ نقولَ: إنَّ هذهِ المؤاخاةَ كانتْ ـ أيضاًـ خُطوةً نحوَ تحقيقِ العَدَالةِ الاجتماعيةِ،والتقارُبِ بينَ أفرادِ الجَمَاعةِ المؤمنةِ،وإيجادِ نوعٍ مِنَ التعادلِ في الأحوالِ الاقتصاديةِ المتعلِّقةِ بمستوى المعيشةِ المُرتبطِ بأمورٍ,منها: العَمَلُ والتملكُ وأسلوبُ التَّوزيعِ.

والرَّسُولُ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ ـ لا يعملُ عَمَلاً يتعلَّقُ بالدَّعوةِ ومبادئِها إلا عنْ طريقِ الوحي؛لأنَّ الله ـ تبارك وتعالى ـ يقولُ في حقِّ نَبيِّه: (وما يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى0 إنْ هُوَ إلاَّ وَحْيٌ يُوحَي )0(النجم: 3 ـ 4). ولا يُشترَطُ أنَّ الوحيَ أتى النَّبيَّ نصَّاً قُرآنياً، فجبريلُ سفيرُ الرَّحمنِ كانَ يغدُو ويروحُ بينَ اللهِ ونبيِّهِ؛ ليُبلِّغَهُ أوامِرَهُ وأحكامَهُ،وهناكَ أمورٌ كثيرةٌ عبَّر عَنْها النَّبيُّ أو تصرَّفَ فيها بمُقتضى هذا الوحي،وفي بعضِ الأحيانِ يأتي القُرآنُ الكَرِيمُ ليُصوِّرَ ما حَدَثَ،وما كانَ للهِ فيهِ مِنْ إرادةٍ أو فَضْلٍ. وفي موقفِ المؤاخاةِ يقولُ القُرآنُ عنِ المهاجرينَ ومُعاونتِهم للأنصارِ وتقديرِهم لإخوانِهم: {الذينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إليهمْ، ولا يَجِدُونَ في صُدُورِهمْ حاجَةً مِمّا أُوتُوا، ويُؤْثِرُونَ على أنْفُسِهِمْ ولوْ كانَ بهمْ خَصَاصَةً ومَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ؛ والذينَ جاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقولونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لنَا ولإِخْوَانِنَا الذينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ، ولاَ تَجْعَلْ في قُلوبِنَا غِلاًّ للذِينَ آمَنُوا ربَّنَا إنَّكَ رءوفٌ رَحيمٌ }0( الحشر: 9 ـ10 ).

وسواءً أكان تصرُّفُ النَّبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ ـ بنصٍّ سابقٍ أو بوحْي مستورٍ، فإنَّ الذي نُؤمِنُ به أنَّ النَّبيَّ ـ صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عَلَيهِ ـ مَعْصُومٌ مِنَ الخَطَأِ في حَقِّ دعوتِهِ

وحَقِّ أُمَّتِهِ؛لأنَّهُ الأمينُ عَلَى وَحْي رَبِّهِ، المُبلِّغُ لرسالتِهِ،النَّاشِرُ لدعوتِهِ بينَ العالمينَ.

واللهُ ـ تبارك وتعالى ـ أعلمُ.

موقع نبي الاسلام عليه الصلاة والسلام

اطراح رائع شكرا لك

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
انتقاء مميز يا غاليه
بارك الله فيك وغفر لك
وجزاك الله اعالي الجنان

آلسلام عليكم ورحمه وبركآتةة
.
جزآك ربي آلجنه موضوع
رآئع
.
.
وسلسه جميله منكِ

غرام ** سوريآ لك آلله

جزااك الله خير .. ونفع بك وجعلك الله من صوام الشهر وقوامه ..

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

انتقاء موفق

نفع الله بك

غرام

جزاكم الله خير ورزقكم سعآدة الدآرين

شــآكره مرووركم

طالبه عفو ربي

يسلمو

موضوع حلو وانتي احلا

دمتي ولك باقة ورد

جزاك الله كل خير

غرام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.