Night Breeze
"القلب المعتم"
"الفصل الاول"
" بيشا؟؟ ألا تظنين بأننا ابتعدنا كثيراً!" قالت جيزيل برعب….
لكن بيشا كانت تنظر اليها نظرات ماكرة..وهي تبتسم بسخرية…وترفرف بأجنحتها القوية حولها باستخفاف…
" انها ليلتك الاولى…سمو الاميرة….ولابد من اختبار جميع قدراتك!!!" وهي تضحك ضحكة رنانة…خرقت سكون الليل……
" هيا سمو الاميرة!! لقد انتظرتي هذا اليوم طويلاً!! …(وهي تنظر الى رفيقاتها وتغمزهن بعينها)..وكذلك نحن!!" قالت صوفيا….
" لا اظن بأنني أفهمكن هذا اليوم!!! الى أين تأخذنني؟؟؟نحن نحلق منذ ساعة على الاقل….!!" تساءلت جيزيل بحيرة…..
" لقد اقتربنا كثيراً سمو الاميرة….فلا تحزني!!" قالت مانويلا بصوت كالفحيح….
لم تعرف جيزيل ماذا قصدت مانويلا وبقية وصيفاتها بأنهن اقتربن! اقتربن من ماذا؟؟؟ولماذا يرفضن البوح لها بوجهتهن؟؟؟؟
حسناً هي تثق بهن ثقة عمياء…لأن والدها….أو السيد…هو من أوكلهن بخدمتها ومرافقتها في ليلتها الاولى خارج القلعة….فهي قد بلغت الثامنة عشرة الآن…..وآن أوان استلامها لزمام الامور..واراحة والدها قليلاً…..
وهذا كان يحيرها!! فبينما الجميع في نفس العمر…ولا يبدو بأنهم يتقدمون في السن….كانت هي تكبر وتنمو…
من طفلة صغيرة….وحتى اصبحت فتاة رائعة الجمال….لكن لماذا هي بالذات؟؟؟ لم تفهم يوماً…ولم تجرؤ حتى عن السؤال عن ذلك!!
لطالما حدثها والدها عن المسؤوليات المتوقعة منها…وبأن هناك عبئاً كبيراً بانتظارها…..وبأنه يعتمد عليها في كل شيء…لذا..عليها ان تكون قوية….وشجاعة…..بل بلا رحمة!!! حتى تستطيع العيش…وقيادة شعبها نحو الافضل…
عرفت أن هناك مخلوقات عديدة خارج حدود المملكة….بعيداً في الغابة…..حيث تعتقد أنها ذاهبة الآن برفقة وصيفاتها!!! مخلوقات…مستعدة لتمزيق اوصالها ما ان تراها!! مخلوقات تكرهها وتكره شعبها وتنتظر الانقضاض على المملكة..في ادنى لحظة ضعف او انهيار…!
هي تعرف كل هذا….وتعرف كذلك..بأنها كانت تلمح الخيبة تعلو وجه والدها..في كل مرة يتحدثان فيها!! كانت تعرف انها ضعيفة….مهزوزة….خائفة…وحيدة!!!
كانت تعلم بأن والدها يريدها ان تتبع خطاه….والا بادت مملكتهم!! كما كانت تعرف بأنه…لن يعتمد عليها أبداً…في ذلك…..لطالما نهرها…..وثار جنونه عليها…..حينما يلمح نظرة الضعف او الخوف تعلو وجهها!
هي مازالت تذكر جيداً….حينما…طلب منها في احدى المرات..الخروج ومطاردة فريسة….لتتغذى عليها!! ما زالت تذكر ملامح وجهه التعيسة..اليائسة….حينما عادت خالية…منهكة..باكية…وكل ما قالته:" لم أستطع!"
تتذكر جيداً….بأن والدها قام بصفعها ذلك اليوم…مما جعلها تطير حتى اخر الغرفة…لترتطم بالجدار اخيراً..وتقع مغشياً عليها!!!
لقد كانت الوحيدة التي يغشى عليها…..ولطالما تساءلت عن السبب…..!! ربما بسبب ضعفها وهزالها….فهي لا تتغذى كثيراً!
وبالرغم من غضب والدها وحنقه منها…الا أن قلبه كان يرق احياناً….فيرسل من يحضر لها الفريسة…..ويعمل الى تغذيتها….لكن…بدون أن ترى الضحية!!!
" كم هذا مثير للشفقة!!" قالت من بين تلك الذكريات…..
" هل قلتي شيئاً أيتها الاميرة؟" تساءلت صوفيا……
صحت من ارتباكها….:" لا..أبداً! هل وصلنا الآن؟"
قالت وهي تبتسم ابتسامة مريعة…:" أوه…لقد وصلنا اخيراً!" تمتمت بيشا….
كن الاربع يحلقن في عتمة الليل….الا من قمر الليل الفضي……كن قد وصلن غابات شاسعة….لا حدود لها….
" ان القمر مكتمل!!" علقت صوفيا…بخبث…
نظرت جيزيل الى بيشا برعب:" ولكن؟؟؟أليست هذه هي الارض المحرمة؟؟!"
تحلقت الوصيفات حول جيزيل….وقد تعالت اصوات ضحكاتهن المخيفة….وظهرت انيابهن….واحمرت أعينهن…..
صاحت ايمانويلا:" هي بالضبط عزيزتي……..وهي محطتنا الاخيرة!!"
ولم تكد تكمل جملتها…..حتى انقضضن عليها…حتى غمدت صوفيا وتداً في قلبها من الخلف….فصرخت جيزيل من الالم والرعب……وتناثرت دماؤها في كل مكان…….
" آه….لا!!!" وهي تسقط باتجاه الارض……وتسمع اصوات ضحكاتهن المرعبة…..وهن يرددن…" أه…نعم!!"
"ليس هذا فقط جيزابيلا…..بل سيكون لديكي زائرين قريباً أيضاً!!!" قالت بيشا وهي تضحك بجنون…..
" سترين ما كنتي تختبئين منه طوال حياتك..أيتها البائسة!!!وسيكون هذا اخر ما ترينه!!!" علقت مانويلا بغيظ….
ثم طرن بعيداً….واصوات ضحكاتهن لا تفارق سمعها….كانت جيزيل تحاول الطيران…لكنها اتطمت اخيراً بالارض….
وهي لا تكاد تستطيع التنفس……وهي تتلمس مكان الوتد…وقد اتسعت عيناها رعباً….., ومما زاد خوفها..هو ذلك الزئير المنبعث من الغابة……
" أه يا الهي!! أه يا الهي!!" وهي تحاول التحامل على نفسها لترفع رأسها…..لكنها ما كادت تفعل ذلك…حتى برز أمامها وحش كبير…بأنياب ومخالب فظيعة……وقد كان الشعر يغطي كل جسمه…..
صرخت من الرعب:" أوه يالهي!!!" وهي تشيح بوجهها عنه…..فهي ميتة على كل الاحوال…وهذا الوحش لن يتركها كما تحلم ابداً……انه الوحش الذي حدثها والدها عنه دوماً….انه عدوها وعدو شعبها اللدود!!! انه…المستذئب!!!!
أعطونا الردود….اذا عجبتكم بنكمل…^^
البارت جدا رائع
بانتظار البارت القادم
طوليه اكثر
يعطيك العافيةة + في الانتظار
كمليها
♥♥تحياتي♥♥
شدني في البـدآية أسم الـروآية (( القلب المعتم )) . . فدخلت لأرى أبداع منسوج من يدٍ طاهرة قد خطت بها
ولقد لفتني أيضاً عند دخولي السرد والأسماء المختارة من آجل أبطال الـروآية . .
أما اللغة كانت سليمة جداً . . وإختيارك لها العربية الفصى كانت أجمل إختيار . . لأنها أجمل وأسهل لغة بالنسبة للعـرب الجـدد وأنا كذلك . .
أعجبتني الـروآية يآ صديقتي . . كان السرد جمـيل جداً وأحسنتِ بهذا الأسلوب ولقد تفننتي بهِ وبعنف وتمرد
أما نـوع الـروآية لقد أذهلني أحب هذا النوع . . الخيـآلي الـرومانسي . . فيدل عن إنبثاقه من ذاكرة متسلطة وعبقرية
أمـآ جيزيل أتوقـع بأنها مصـآصة دماء أو من هـذا القبـيل فكـآن حالها يرثى له . . أنتظر الأحداث بشغف
أكلـي وسأكون بالقـرب دائماً دائماً . . وساكون متـآبعة لشغفكِ
()
. ..
كونوا دائماً بالقرب…..^^
القوانين / الإطلاع هام و الإلتزام ضروري
مضت برهة…قبل أن تدرك بأنها ما زالت على قيد الحياة…وبأن ذلك الوحش قد اختفى! فتحت عينيها وهي تتلفت من جديد نحوه….وكم فوجئت حين ظهر لها رجل ضخم الجثة…عاري الصدر…لا يستره سوا بنطال قصير….بينما طال شعره حتى وصل اكتافه……
كانت ما تزال تحدق به…..وهي ممسكة بالوتد بين اصابعها…ودماؤها تسيل بين يديها…….
نظر اليها نظرات غريبة….ثم اقترب منها..وركع الى جانبها….
قال بصوت ينم عن الاستغراب..وهو يتفحص جرحها…:" هذا غريب!"
قالت بصوت أقرب للأنين:" ماهو…الغريب؟"
نظر الى وجهها….ثم عبس فجأة…..وعاد نظره ليستقر على الوتد المغروس في قلبها…ولما اقتربت اصابعه لتمسك به….صرخت بذعر:" لا!!! سوف أموت!!!"
قال بجفاء:" كان يفترض بكي ذلك…منذ بعض الوقت!(وهو يومئ برأسه نحو الوتد)و لكنكي لم تفعلي…فلم يعد هناك ما تخشينه اذاً!"
نظرت اليه بقلق..حسن..كلامه منطقي! اذ كان من المفترض ان يقتلها هذا الوتد المغروس في قلبها….وبما انها لم تمت….فلن يضيرها ازالته…لكنه يؤلمها الى حد كبير؟؟؟
" لا تتحركي!" قال بلهجة لا تحتمل العصيان……
أومأت برأسها وأغمضت عينيها….على اي حال….لم يعد لديها ما تخسره!!!
أمسك الوتد الخشبي بأصابعه…. نظر الى وجهها المتألم الخائف…..ولم يؤلمه منظرها؟؟ومنذ متى كان في قلبه شفقة تجاه مصاصي الدماء؟؟؟؟….وما ان نزعه….حتى أطلقت صرخة متألمة دوت في ارجاء الغابة..فزعت منها الطيور على الاشجار..فحلقت مبتعدة أسراباً أسراب……..محدثاً شلالاً من الدماء……
" لا بأس…لقد نزعته…فاهدأي!!!" وهو يربت على كتفها…….
نظرت اليه….وصدرها يعلو ويهبط من الالم….والفزع….قالت بصوت مهزوز…خافت:" ألم…أمت بعد؟؟"
بدت ملامح الدهشة على وجهه…مما يراه..لكنه قال مطمئناً:" لا…لم تموتي بعد….بل يمكنني القول…بأنكي أفضل حالاً مما كنتي عليه قبل لحظة……"
" أحقاً؟" قالت غير مصدقة..وهي تتلمس جرحها…وياللعجب……كان الجرح قد بدأ بالالتئام…….حتى اختفى تماماً!
" لا أصدق هذا!" قال بحيرة شديدة….ثم مالبث أن نظر اليها بتوجس:" من أنتي؟؟"
نهضت عن الارض بتعب….لتصبح أمامه….ثم قالت بلطف:" أنا…الأمي…أقصد…اسمي هو جيزابيلا!"
أردف قائلاً:" جيزابيلا؟؟أنتي لستي….ابنة فريدريك أندورا؟؟؟"
ابتسمت بيأس وهي تقول:" وأنا التي ظننتك..لن تتعرف علي؟!!" ولما لم تسمع اي تعليق منه…رفعت رأسها لتنظر اليه…..
فوجدته ينظر اليها بكره وحقد….كبيرين!!
لكنه قال اخيراً:" ربما يجدر بكي العودة الى والدكي ايتها الاميرة…ولا تعودي الى هنا مرة أخرى!!"
وهو يلتفت ليذهب….
فسارعت تقول:" لا يمكنني ذلك!! "
التفت اليها متسائلاً:" ولم لا؟"
أطرقت صامتة تنظر الى الارض….ثم عادت لتقول:" أنا…لا استطيع العودة الى القلعة…لأنهم..سيحاولون قتلي مرة أخرى!!"
حسناً..لقد استحوذت على اهتمامه كما هو واضح…لأنه التفت بجسده واقترب منها…ليستوضح المزيد….
" من هم هؤلاء؟؟"
" وصيفاتي!! لقد…حاولن قتلي هذه الليلة….ولست أظن بأنهن لن يكررن المحاولة..ما ان يكتشفن بأنني مازلت على قيد الحياة!!!"
" ووالدكي؟؟"
" أنا واثقة بأن والدي لا يعرف شيئاً عنهن…..بل انني واثقة بأنه سيعاقبهن أشد العقاب على فعلتهن هذه…!"
ابتسم بسخرية:" ومادمتي واثقة…فلم لا تعودي وتخبرينه عما حدث؟؟"
ترددت لحظة ….لكنه أجاب عنها…وهو يروي ما يدور في عقلها تماماً…:" لأنكي تعلمين بأنه من خطط لذلك!!!"
صرخت قائلة:" لا….! هذا غير صحيح!! والدي يحبني…ولن يفعل بي هذا أبداً! فأنا ابنته!! ابنته الوحيدة!!!"
ضحك بدون مرح….ثم قال بجفاء:" والدكي لا يملك قلباً….انه مجوف من الداخل!!! فخلي عنكي هذه السخافات..!"
وعاد ليلتفت….
لكنها اوقفته من جديد…:" الى اين تذهب؟"
كان معطياً اياها ظهره..حينما توقف واجاب..:" لا يمكنك البقاء هنا طويلاً….هناك غيري كما تعلمين…وسيسرهم جداً…انهاء ما بدأته تلك الوصيفات العزيزات!!"
ان كان يحاول اثارة رعبها…بكلامه ذاك…فقد نجح تماماً….لأنها وجدت نفسها توقفه بصوت رقيق مستعطف
" أرجوك…لا تتركني هنا!"
توقف….:" اذهبي الى اي مكان! ولكن بعيداً عن هنا!!"
" أنا لا أعرف احداً خارج القلعة!!وليس لدي اي مكان لأذهب اليه!!"
التفت اليها بحنق وهو يقول بصوت اشبه للصراخ:" هذا مسل حقاً! ابنة أندورا…تخاف العتمة..ووحوش الليل!!"
ولما لم تنفي ذلك…وهي ما تزال تحدق فيه بعينين مستعطفتين….أردف غير مصدق مايراه أو يسمعه…
" أنتي حقاً…خائفة!!"
حاولت لملمة ضعفها وكرامتها المهدورة…:" أخبرتك..بأنني لا اعرف شيئاً خارج حدود القلعة!!فماذا تتوقع؟؟!"
نظر اليها ملياً…ثم قال:" وماذا تقترحين؟"
قالت بتردد:" أن…تسمح لي…بمرافقتك!"
ضحك ضحكة مبتهجة…هزت ارجاء الغابة…..ثم مالبث ان قال بسخرية
:" أظنك لم تتعرفي بعد على عدوك اللدود!! ألم يحذركي والدكي العزيز من الاقتراب مني؟!"
" بلى….أعرف كل هذا!!" قالت وهي تبتلع ريقها بصعوبة….
قال باستغراب:" ولكن؟"
حاولت قول ذلك بشجاعة:" ولكنك مختلف! فلو كنت تريد قتلي…لما كنت الآن أقف أمامك!!"
ارتفعت زاوية فمه قليلاً….لكنه عاد لقسوته وهو يقول
" ما تطلبينه مستحيل! أخبرتك أنني لا اعيش وحيداً! مما يجعل قلعة والدك بوصيفاتها القاتلات..أرحم مئة مرة…مما قد يحصل لك هنا!"
وهو يمضي في طريقه..تاركاً اياها في حيرتها وخوفها……