هل زرتم الأقصى ؟
هل تشرفتم بالوصول إلى ذلك المكان العظيم
أنا والحمد لله منّ الله عليّ بزيارته——-
إلى من منّ الله عليهم بزيارتهم شاركوني ,هل أحسستم بما أحسست
والى من يمن الله عليهم بهذه النعمة إليكم هذه الكلمات الصادقة
ذهبت إلى القدس لزيارة أختي وكم كنت أتلهف للوصول , كان قلبي يسبقني ودقاته تزداد اكثر واكثر كلما اقتربت المسافة بيننا—-
وعدّت المسافة بيننا والحمد لله
وأخذت أختي في الأحضان والأشواق والحنين تملئني
وبعد ان ارتحنا من عناء السفر وتناولنا غذائنا ومباشرة طلبت الذهاب إلى ذلك الحبيب, البعيد القريب , الذي يهذي في فكري دائما
ذهبنا ومشينا إليه عبر تلك الشوارع القديمة التي يسكنها عبق الماضي والذكريات وشموخ العز والأمل والحلم السعيد في مستقبل زاهر
دخلنا ومشينا في ذلك الممر الطويل الذي يوصل الى قبة الصخرة
وقفت صامتة وعيناي لا ترى غيرها ورهبه في قلبي لا اقدر ان اصفها
وهناك نبضات متزايدة في القلب ,والعين لا تريد ان ترمش خوفا من ان تضّيع مقدار رمشة, وهي مغمضة فلا تراها
وراودني احساس جميل اريد ان اضمها الى صدري , كان هذا الاحساس يراودني مليا ولا يريد ان يذهب
انظر وانظر ونفسي والله العظيم اضمه
ودخلت الصخرة وصليت ما كتب الله لي من ركعات وذهبت للحرم واخذت أنظر اليه والله لا يمكن ان توصف او يكتب ذلك الاحساس ولا يمكن ان يتحول ذلك الاحساس الى كلمات على الورق
بقيت عدّة ايام في زيارة اختي كنت لا احب ان افارق المكان ولكن لا مفر——–
كان ولدي في السادسة من العمر تقريبا وكنا في بيتنا وقد علقت صورة كبيرة للصخرة المشرفة
كان ابني هذا يطيل النظر الى الصورة
وحين كنت أساله ماذا ترى ؟
او لماذا تنظر الى الصورة ؟
دائما يكون الجواب واحد لا يغيره اني ارى دموعها
والله يا اخوان لقد كان في بعض الايام ينادي علي وصرخ علي ماما تعالي ماما تعالي وعندما احضر يقول لي: شوفي دموع الاقصى —-انتي شايفتيها
اقول :لا
يقول : والله انا شايفها ها هي ,شوفيها
فيحرق قلبي وتسيل دموعي على خدي
واقول: ماذا تقول لك؟
فيقول : تناديني تعال حررني
وما لبث ان وضع صورته في حافة البرواز
ولما سألته عن السبب قال:قلت لها إني سأحررها ووضعت صورتي كي تحميها
هذا ما تذكرته وانا اجلس تحت قبة السلسلة تلك القبة التي تقع بجانب قبة الصخرة وتشبهها وحين سالت عنها قيل لي ,إما انها كانت كمجسم صغير للقبة , او انها بنيت بجانب القبه لعمل توازن على الارض
وصحوت من فكري على قرع طبول , اخدت انظر يمنه وميسره علي ارى شيئا ولكن دون جدوى
كان قرع الطبول يزداد اكثر واكثر
وصوتها كصوت الطبول المنتصرة في مسلسلات التاريخ فإخذت انظر الى الصخرة واسمع ذلك الصوت الذي اسر قلبي وما زلت كذلك حتى سالت دموعي على وجهي منهمرة
حيث تخيلت الانتصار وكاني رايت جيوشا منتصرة قادمة
فبكيت وبكيت—انها صوت طبول الانتصار اني اسمعها وما هي الا لحظات وستاتي تلك الجحافل فاتحة راكعه ساجدة في فنائك ايها الحرم وايتها الصخرة
ولكن سرعان ما عرفت بان هذه الطبول هي طبول كشافة القدس , حيث كان هناك احتفال ما, لا ادري ما هو وهذه اصواتهم يقرعون الطبول
فبكيت هذه المرة ولكن من الحسرة والالم
فلسطينية انا ولم أزره
فلسطينية انا ومحرومة منه
فلسطينية انا بالاسم فقط
هكذا انا
هكذا معظم فلسطينين جيلنا
هكذا معظم فلسطيني الشتات
هم بالاسم فقط فلسطينين
ولكن
للأسف لا يعرفون عن فلسطين الا الاسم
وبعض من الصور وذكريات اباء
فلسطينية انا
وكم أتمنى أن أطأ بقدمي حدود ارض فلسطين
أتتصورون ما يعنيه أن
تُمنع زوجة رئيس فلسطين من زيارة الاقصى مع ضيفتها زوجة رئيس الشيشان
عن أي سلام نحن نبحث
وأي وهم نحن نصدق
وأي سراب نحن نلاحق
قفوا مع أنفسكم وقفة حق يا زعماؤنا قبل شعوبنا
وخذوا العبرة والدرس منهم
ممن يسكن فلسطين وعرف خبث بني صهيون
لا سلام هم عنه يبحثون
بل استعباد لنا واهانة عزة وكرامة نحن بها متفاخرون
أستيقظوا من ثبات كاد يلتهم كل فلسطين
فحدودهم المرسومة بين الخطين الازرقين في راية بني صهيون تعني
ان مطامعهم من النيل الى الفرات
وحتى في بواطنهم الداكنة الى خيبر قرب مدينة رسولنا الكريم
فقط أصحوا وأستيقظوا وأنظروا الى ساعد طفل من أطفال الحجارة
وأنتم ستعرفون كيف تكون أبسط امور الاستعداد التي امرنا بها قرأننا الكريم
( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم )
غاليتي
زهر الحنون
رائعة انت
راقية في مشاعرك
بارك الله فيك وبك
ودي ومودتي
( ولا تهنوا ولا تحزنوا و أنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين )
صد ق الله العظيم
اجدتي بهذا الطرح الباذخ والثري
طاب فكرك وسلمت الانامل
ننتظر ابداعك القادم
تحاياي
وجزاك الله كل خير
لك الشكر الجزيل على المرور بمشاركتي وجزاك الله كل خير