عندما يأخذك خيالك بيعداً
للهروب من الواقع المر
تجد نفسك في مهب الريح
غارق في أحزانك
فيتدفق نزف جراحك
فيزداد ألمك .
هكذا كانت ومن هنا بدأت
أغلقت كل الأبواب أمامي
ودب اليأس في قلبي
الا من رحمة الله
ومع هذا قررت الرحيل والمغامرة الى بحيرتي الزرقاء
في لحظات تكالبت علي الظروف
وحاصرتني الهموم
ملأت الدنيا من حولي
حتى توقف تفكيري
وتسلل اليأس الى نفسي
وشعرت بغربة الروح
وتقطعت بي كل السبل
وحارت الأقدام
وتبعرث الأحلام
وجفت الأقلام
ولم يعد بمقدوري التعبير عما يجول بخاطري
أشعر أن ما أنا فيه
أكبر مني ومن أحتمالي
ومن قلمي
ترويت تأملت بحثت عن مخرج لما أنا فيه
بل أخذت أبحث عن مكاناً أشعر فيه بالأمان
ألملم جروحي بعيداً عن كل الناس
حتى عن أقرب الناس الى قلبي
لأستعيد قواي وأعود للحياة من جديد
أين ذلك المكان ..؟
سرحت تخيلت حلقت بعيداً مع خيالي المجنون
فتخيلت أن هناك بحيرة زرقاء
جميلة بلا حدود
جوها نقي وهادئ
فقررت الرحيل لها بحثاً عن نفسي
:
:
يتبع
رغم معرفتي بالمخاطر التي تنتظرني
ولكنها ليست أصعب مما أنا فيه
ورغم اني لا أجيد فن السباحة
ومع هذا قررت الرحيل
وعدم التراجع . والمضيئ قدماً
نحو أحلامي التي لم تبارح مخيلتي ولو للحظة
ركبت قاربي وغادرت شاطئ الأمان
للبحث عن الأمان في اللا أمان
وبدأت التجديف وأبتعدت رويداً رويدا
وأخذت أتأمل في المجهول
أنظر بعيداً وقريبا يميناً ويساراً
أنظر للأعلى كل الأماكن تكسوها زرقة
تسحر الحين وتأخذ اللب
هدووووووووووووء
لاصوت سوا هدير الأمواج
لم يساورني شك أو ريب او خوف
في الوصول الى بحيرتي الزرقاء
مازلت أتأملها
ومتى يكون موعد وصولي لها
نسيت نفسي وسرحت ولم أترك للواقع مجال
لا أنظر خلفي أبداً
لأني غادرت مكاناً لا أود العودة له
أحلق بنظري عالياً
لانني تعودت البحث عن أحلامي في القمة
وعندما أقرر العودة
أود أن أعود وأنا أحسن مما أنا فيه
أستطيع أن أبتسم
وأقوم بدوري كما يجب
كما أحب وكما يحب أن يراني من أحببت ومن يحبني
:
:يتبع
ماذا يجب على أن افعل عند وصولي
الى بحيرتي الزرقاء
وماذا يميزها .؟
وهل بها كل متطلباتي ..؟
تخيلت كل شي
تخيلت غرفتي بها وكيف هي
تخيلتها من زجاج
بداخلها مكتبي وسريري
لا أرى من خلالها الا ذلك السحاب الذي يحجب الشمس
وتلك الأزهار والأشجار والنخيل من حولي
وتلك الأمواج والزرقة الساحرة
التي تحيط بالمكان من كل الإتجاهات
وتلك العصافير التي يملأ الدنيا فرحاً من حولي
إن أردت سماعها علي فتح باب غرفتي الزجاجي
لأتونس بها
وأن أردت الهدووء علي أقفال ذلك الباب
كل هذا وأنا مازلت في قاربي
سارحاً منبهراً بخيالي وأحلامي
غرفتي ومكتبي ومكاني !
واتسأل
كم من الوقت يكفي للوصول لبحيرتي..؟
وهل يكفيني مابقي من العمر فيها ..؟
وهل سأشتاق في يوماً ما وأعود أدراجي ..؟
ومن سيسأل عني في غيابي ..؟
ومن أكثرهم شوقاً لي …؟
كثيرون هم أحبتي
قد لا يدركون معاناتي من أجلهم !
ولكنني أحبهم بكل ما فيهم ..!
وأعرف حبهم لي !
ولن يقنعهم سوا عودتي
وحتى أجاباتي وأعذاري لهم قد لاتشفع لي غيابي
ولكن هيهات
لقد فات الأوان
:
:
يتبع
ومشاعرك رقيقة
اسعدني تواجدي هنا
وسأكون متابعة بصمت
تحياتي ووردتي
بسمة الامل
وكيف حدث ..!
فجأة وبدون مقدمات
أخذت الأمواج تتلاعب بي وبقاربي الصغير
ولم يعد مجدافي يقوم بدورة المطلوب
من قسوة الأمواج
فأغمضت عيني
شعرت بأنني سأصحو من أحلامي
التي حاولت التمسك بها
ولكن هيهات
عند الشعور بالخوف
يذوب كل شي
وتتلاشى الأحلام
!!!!
صحوت على قاربي تملأه المياه
ومجدافي يسبح بعيداً فوق قمم الأمواج
أراه بعيداً ولكن ..!
أخذت أنظر في كل الإتجاهات
متمسكاً بأطراف قاربي
أستعدت ذاكرتي
وأخذت أتذكر كل لحظة من عمري
واتأمل كل من أحب
حتى أحاسيسهم تبادرت لي في تلك اللحظة
أتذكر كل من عرفت في يوماً ما
وأشعر بالندم
ليس على الحب
بل لأنني تمنيت أنني لم أعرف أحداً منهم في يوماً من الأيام
لا أريد أن ينشغل أحداً بي
لا أحبذ إزعاج الآخرين مهما كانو يعنون لي
:
:
يتبع
أين أنا ..؟
وكم قطعت من الأميال سارحاً في أحلامي..؟
وفي أي الأتجاهات أسير ..؟
كل هذا لا شئ ..!
الأمواج جرفتني في كل الإتجاهات
لون واحد ومنظر واحد
جبال من الأمواج الزرقاء
خوف وهلع ملأ القلب الحالم
ماذا فعلت بنفسي ..؟
ومن السبب ..؟
أين بحيرتي ..؟
أين .. وأين ..؟
كل هذا لا شئ …!
قارب صغير وراكب يائس وأمواج عاتية ..!
كل شئ مجهول حتي النجاة ..!
أريد العودة الى شاطئ الأمان
الذي تركته بإختياري وإرادتي ..!
ولكن كيف السبيل ..؟
وكيف وصلت الى هذه المرحلة ..؟
وماذا كان علي أن افعل للبحث عن أحلامي ..؟
:
:
يتبع
نعم لم أكن مستعداً للرحيل
والبحث عن أحلامي وبمفردي ..!
فمن يريد الوصول التي تلك البحيرة
والى أحلامة
عليه أن يحدد الهدف
وماذا يحتاج
لابد من وسيلة تبرر الغاية
سأعود
سأعود مرة اخرى للمحاولة
ولكن بعد أن أصل سالماً الى بر الأمان
ومن ثم
أبدأ الأستعداد والرحيل الى بحيرتي من جديد
لأنني لن أتنازل عن غايتي
( ولن أكون بمفردي في محاولتي القادمة )
وسآخذ معي أيضاً
بوصلتي وساعتي
وقلمي وأوراقي
ومجداف آخر أحتياطي
وسترت نجاة
وكل إحتياجاتي
وعلى بناء غرفتي عند وصولي بنفسي
وكما أريد وكما أحب أن تكون
على ضفاف بحيرتي الزرقاء
ولكني لن أجعلها زجاجية
ستكون من لون الطبيعة وحسب الأمكانيات المتوفرة
وسأتسلح بإيماني
وقوة أرادتي
سأصل بإذن الله
سأصل
:
سأصل
:
هنا
:
:
النهاية
:
بقلميـــ
غيثان الكثيري
.
.
تابعت هذا النزف المنسكب عبر السطور ..
و راقني كثيرا ..
***
رائع جدا
***
كنت
هنا
أرتوي
***
القلم الظامئ
ابحرنا بنفس القارب حتى النهايه ..
كان الأبحار في كلماتك اجمل كجمال الكلمات نفسها ..
تقديري لقلمك المميز جداااا
من فيض الأنهار
ياتي الود من حروفك
المرصع بالانين والمتجمل بالشجن
وقد عزفتة ادق الأوتار حنانا
بانامل العبقرية في كسب المشاعر
لا حرمنا الله من وصال حرفك
ولا دوام وصالك