حين حلقت بنا الهجرة كنت كَـ عادتي أقيم حولي الفوضى ولا أقعدها ، الضلع الـ توسطته نتوءات أيامي لـم يرق لِـ قائدنا إعوجاجه ، دنى مني ومنه لِـ يُقومنا فَـ كسرنا ، إخترقَ ورعاياه بياض الأفق بِـ صفوف كَـ أنما يد الرب من قد رتبت مساراتها وكَـ أنما حظي العاثر قدَ قميص فرحتي بِـ إنتمائي لِـ سربهم من دُبر وهوى بيّ في صقيع الوحدة ، حتى أنه إستكثرَ عليّ أن أكون خيبة وحيدة تجرها أذيال كثرتهم .
أصرخ بها لِـ ضعفي ، لِـ غيابهم ولـا يصلهم صوتي .
lonely swan
من عطر الى عطر
صفحات جميله
رذاذ وعذوبه قطر
هكذا الوحده تغتالنا
كاننا قارب ببحر
سنكون سيدتي بالقرب
لك الياسمين وكل الشكر
مشرف عذب الكلام
مروان
رجل المطر
مذ أن دسَ البرد أنفه في ليلي وباب حجرتي يبكي غياب دفء أيديهم ، أصبح عسير الفتح ، أتركه مواربًا بعض الشيء وأُعد مسرحية التمرد ، أتسلل من فراشي ، ألتقط عُدة الكتابة " قلم الرصاص ودفتر صغير بِـ حجم فرحتي " ، أُشعل مصياح مكتبي لـا لِـ أجل الكتابة بل لِـ أستحضرَ ظلي ولِـ أن أمنح بعضه فرصة الهرب خارج أسوار عتمة حجرتي أو لِـ ترمي غواية التطفلِ بِـ أحدهم لِـ مكان خاوي على جماداته ، أحشرني في ركنٍ قصي بين خزانة وحائط بارد ، بِـ توجسٍ أرقب الوقت في إنتظار إشراقة ظلي ومتطفل عابر يمرني الليل ولـا أحد يأتي ، أركلُ إنتظاري ، مسرحيتي الحمقاء ، ألتفُ بِـ خيبتي وأغفو .
الحادية عشرة والنصف من الضجر أعود لِـ ركن الأمس متجردة من كل شيء ، ظلُ ذاك السمين يُعاود قطع أوجاعي ووصلها بِـ وجعٍ أكبر ، أسمعُ قرعَ نِعاله ، رائحته المنتنة تُزكم أنفاسي ، تُرسلُ عيناه الصغيرتين الغارقتين في رأس ضخم أصلع إشارات تصب الفزع في روحي من صندوق يحمله بِـ معيّة عملاقين وساذج قصير يجرجرانه خلفهم ، كَـ عصفورة بردانة أنتفض ، أشيائي بعيدة عنّي ، دثاري يرفل بِـ دفئه هُناك ، صوتي خلعته منذ شهر ولـم أُعاود أرتدائه ، أخي لن يسمع نبضي فَـ هو لم يعرفه يومًا وأنا لـم أمنحه فرصة لِـ ذلك ، أمي بعيدة ولن تُحس بِـ أنفاسي المتقطعة ، أستجمعُ قواي ، أعضُ على شفتي ، أُحس بِـ برودة قطرات حمراء قانية تختلطُ بها آخرى شفافة دافئة ، أغمض عينيّ وأستسلم ، تتلقفني أيديهم ، يغلقُ الصندوق فَـ تزداد عتمتي ، لِـ المجهول يمشون بيّ ، أستحضر ذكرى كُل من أحببت ، يزدادُ ثقلي، القزم الـ أوكلت له مؤخرة الصندوق يرمي بي وبها فَـ كأنه علمَ حجم قوته ، في وادٍ غير ذي بشر ينفونني ، أمام ناظري ثقب ألتمس منه بعض الحياة ، مرة يغفو هو ومرة أنا ومرات عدة تهجرنا الحياة .
أحلامي الصغيرة الـ خبئتها في الخزانة لـم أجدها ، أيكون الهروب قد إستدرجها ،فقط لو أنها إنتظرت قليلًا لِـ تهب شيئا من وهجها لِـ زجاجات رقيقة ما إبتعيت إلا لِـ أجلها ، أيكون أن يخفت ضوءها بعيدا عنّي ، من يصدق أن أحلامي قد تهرب يومًا من بين يدي ، حلمي الكبير الـ منحته وقتي ، إهتمامي ، نبضي ، بل كُل نبضي أصابته التخمتة إحتضرَ بِـ الأمس أمام عينيّ ،
حلمي الآن في إنتظار من يكنس رفاته |
قربكم تعويذة تصهرُ وحدتي
رجل الـ مطر
تحتفل أرضي كلّما تركتَ لها بعضا من نقاء قطراتكَ
فَـ مرحى لِـ هكذا حضور
ولكَ الفرح كُله
يلزمكَ ظل أبيض لـا شية فيه ، يراك ولـا تراه ، في كُل ليلة يلتصق بِـ غير جسدكَ ، يلزمك روح شفيفة ، إغتسلَ المطر بِـ نقائها وَ أذابتها قطراته ، يلزمكَ قلب أنغلق على بقاياهم وما عاد بِـ إمكانه أن يحب من جديد ، يلزمك ذاكرة فلاذية ، صلبة ، ماسواها قابل لِـ الطمس ، لِـ التعديل ، وهي تعيد لكَ في كُل لحظة تمثيل لحظات الوجع ، يلزمك أن تزيد من سنوات عمرك كثيرًا ، وقد يلزمكَ مرآة لـا تراك ، لِـ تأخذكَ الأفكار عاليًا صوب الكرامات وتتوهم بِـ أنك شيء لـم يُخلق كَـ مثله ، شيء لـا يجب أن يُرى ، يلزمك شارع يغرق بصمتكَ ، أن تحاول كُل ليلة قياس مسافات العتمة بين النجمات و عدْ خطوات النسيان في ذواكرهم ، يلزمك أمنية بِـ أن يطوف أي شيء بِـ فضاءات وحدتك ، قد تحلم أن تصافح بياض الملكين أوأن الحلم قد ينزل بكَ أسفل سافلين فَـ تتمنى أن تراقص الشيطان ذات حلم أسود ، صدقني يلزمك الكثير الكثير لِـ تتقن بعض من طقوس وحدتي .
أترك طيوري ترنو للمدى
وتتنقل بين أعمدة الصمت
ومشربيات الكلام
ولي عودة
لنص بالغ الخصوصية في أدواته
وجسور مفتوحة للدلالة
ستلفظ المدن ..
كل المدن .. الخطوات التي لا تعرفها ..
لعشتار ..
كل طقوسي …
سَـ أُظل طيورك بِـ روحي لِـ حين عودتكَ
طــريد
يُشرق المكان بحضورك دومًا
فَـ من القلب شكرًا .
وتغفو مدينتي على راحة يديكَ وتلتحف وعدكَ بِـ الأمان
رادو
لِـ روحكَ النديّة جنائن الياسمين