هذه رواية مميزة بنوعها لأنها تحمل شخصيات واقعية , و لكن الأحداث مب كلها واقعية و البعض منها من نسج الخيال …
هدفي من خلالها أني ألمس حس الناس بأمور بتجري و أحنا مب مهتمين فيها
ملاحظة : اللهجة لي كتبت فيها شوي ملخبطة , لأني مغربية الجنسية و الصراحة هذا مزيج اللهجات لي أعرفها هههه المهم أنها مفهومة
هذا أول بارت ان شاء الله و المساء بنزل البارت الجاي
اليوم زفيت حبيبتي , و كانت مثل الملاك الطاهر و يلفها البياض الساطع , زفيتها و هي سبقتني , و على أنغام حور العين غادرتني …
آآآه و ينادوني زوج الشهيدة بإذن الله …
دخلت للبيت لي صار لي أكثر من شهر , ما شفته , كل شيئ فيه ساكن , حتى الورود ذبلت , تألمت و بلعت ريقي , طبيعي تذبل , رحلت من كانت ترويها …
مشيت بخطوات متثاقلة , أدور في الغرف ودي ألقاها مثل العادة بشوشة الوجه , توزع ابتساماتها الرقيقة , حبيبتي وحشتيني كثيييييييييييييير ..
و النفس ضاق عندما دخلت لغرفة النوم , صحيح هي مو واسعة حيل و لكن و لامرة اهتميت لمساحتها لأنها كانت تملأها صاحبة أوسع قلب و خاطر ,,, حبيبتي ما اقوى على الفراق , الله يصبرني يا غالية ..
جلست على طرف السرير كأني خايف أنه ينطق و يصارخ فيني و يقول : وينها الحبيبة لي كانت تعطرني و تغير شراشيفي …
كل زاوية في هذا البيت المتواضع يا حبيبتي تنطق بأسمك , و شنو و شنو أقدر أقولها …
قمت و ذابحني التعب , الصراحة ما أقدر أجلس هنا لازم أروح , أحس نفسي أختنق ,, ألتفت أبي أخرج اذا بعيوني تتعلق , بمذكرة وردية عليها نقوش ملونة , كانت هذه لا تفارق الحبيبة , و مع احترامي لخصوصياتها ما كنت أقدر أمسها ,, بس هي كانت وعدتني اذا خلصت أوراقها , تقرأ لي كل ما فيها …
أقتربت من المذكرة بتردد , ما أدري أذا يحق لي أمسها , ألتفت كأني أبحث عن طيفك و أشوفه يقول لي , أقراها يا محمد ما عليك هي نفحات من روحي , تركتها عشان تواسيك و تعودك غيابي ..
أخذتها بسرعة , ما أقدر الجو صار يخنقني , خرجت من الغرفة و أنا أجري طفيت الأنوار , و أنا أفتح الباب الرئيسي , حسيت أني بترك الحبيبة وراي في البيت , لأني أحسست و أنا داخل , أنني بلاقيها فيه , و فعلا كأن روحها كانت تسرح فيه ..
و لم يمتعني الله بك يا قرة عيني , إلا عامين , و كأنهم الدهر , الحمد الله يا ربي أنها سبقتني و غادرت هذه الدنيا الوسخة , صحيح أن الحياة صعبة بدونها و لكن أنا موقن أنها في أمان عندك , و أسالك فقط أنك تلحقني بها , و أن تحسن خاتمتي لكي ألقاها في الجنة ..
رن محمولي و كان المتصل توفيق : السلام عليكم محمد
: وعليكم السلام يا توفيق كيفك ؟؟
توفيق : أنا بخير و أنت يا المحظوظ
: ههه الحمد الله الحمد الله على كل حال أنا راضي بقضاء الله يا أخي
توفيق : أهنيك على صبرك يا محمد و نعم الرجل , و الله أصطفاك قبل أن يختارها هي , لأنه يدري أنك بتصبر
محمد بغصة : تمنتها يا أخوي تمنتها و طول الوقت كانت تحاكيني عنها , الغالية كانت تسعى للشهادة , و صدقت و صدقها الله يا أخي , صحيح الفراق صعب على الأرواح , بس في داخلي راضي يا أخي ولله راضي , لأنو في الأخير هذا لازم يكون حافز لي عشان أكمل في الطريق , و أصبر و أثبت و ألحقها ..
توفيق : جمعك الله بها يا محمد في الفردوس مع الصديقين و الأنبياء و الشهداء أجمعين
محمد و هو مبتسم : أمين يا رب هذه أقصى أمانينا
ينشرح صدري عندما يتصلون علي و يباركون لي إرتقاء الغالية الى الجنة ,,, دائما كنت أحس أنها من الأرواح النقية النادرة , لي ما يمكن تخالط البشر و مكانها الجنة أن شاء الله
قرب يوم العرض راح يجتمعون كل أصدقائنا من الجمعية , و العائلة , لكي نستحضر نسمات عن حياة حبيبتي , يا رب أرزقني الصبر , ودي أوصل صوتي للجميع أن زوجتي ذكرى خالدة في أرواحنا و ينبوع من التحفيز , عشان نكمل الطريق ..
أخذت مذكرتها و أيدي ترتجف , حسيت أني راح أفتح و ألاقي وجهها يبستم لي , فتحتها و استنشقت نسميها و رائحتها لي ما كانت تفارق حسي ..
لقيت أول ورقة كاتبة عليها ::
أنا أسمي جوري , أبوي يدلعني بالجورية و لما كنت صغيرة أمي تقول لي أن رائحتي تشبه الورد , سوف أخط فيك يا دفتر كل ما سيحدث في حياة جوري , من محن و منح , و أفراح و أحزان , أحذرك من الحين أني بصدع رأسك بفلسفتي و لكن منو يصبر علي غيرك يا دفتر ..
كل المعاني التي أحملها بداخلي تشتكي الضيق و تشهى أن تخط على صفاحتك بأريحية …
أسأل الله أن لا يطيحك في إيد بشر , حتى ترتقي روحي إليه عز و جل ..
لحظة يا دفتر ما عدت أتحمل الكتابة , عيوني صارت تتسكر لازم أنام أنا تعبانة كثير …
إن شاء الله بكرى أعرفك على نفسي أكثر .. دمت بود يا دفتر , صديقتك جوري
طويت الدفتر , و ضميته لصدري , حبيبتي الجورية كانت تحمله دائما معها … الحمد الله أن الله يسر لي أني ألقاه , فهو يعني لي الكثير و ما ودي يمر يوم إلا و أنا قاري فيه سطورها ..
فرشت سجادتي , و تذكرت سجدات السحر لي كنت تشاركيني فيها , ووقوفك وراي و آهاتك المبحوحة لي كانت تقطع علي خشوعي لكي أتذكر أن أميرتي ورائي تصلي , تذكرت كيف كنت لما أدخل للبيت أوقف عند الباب و أغمض عيني و أنا أسمع صوتك الملاكي يرتل القرآن … يا رب صبرك يا رب و أجمعني بها في أعلى جنانك ….
و بعد صلاة الفجر , جلست على سلالم الحديقة , أستنشق نسائم الفجر النقية , يا الله , تذكرت أني حملت مذكرة جوريتي , فتحتها بلهفة , أحس أنها على موعد معي كل يوم خلال تلك الصفحات …
سلام عليكم دفتر , أنا اليوم حيل فرحانة الحمد الله و بفضله عز و جل أني أنقبلت في معهد الصحافة , و إن شاء الله الأسبوع الجاي راح بلش الدوام ..
ودي أقولك يا دفتر أنه حلم حياتي أني أصبح صحافية متمكنة , ودي مقالاتي تكون كلها دعوية إسلامية , تنتشر في العالم بأكمله , و دي أسافر لجنوب أفريقيا , أدرس حالات المرأة الأفريقية ودي يا دفتر أن الله عز وجل يستخدمني في طريق الدعوة أحسن استخدام , ودي أستفرغ كل طاقتي في خدمته عز و جل , ودي يا دفتر و ودي , اسأل الله أن يوفقني يارب و أنا من يومي بعت له حياتي كلها و ملذات الحياة الدنيا, لكي أفوز بالثمن الموعود " الجنة " يا دفتر الجنة ..
الجنة موطن أمانينا , و أفراحنا السرمدية , راح نلتقي فيها الأرواح لي شهد وجودها التاريخ , ودي أحضن أمي عائشة , و أبكي على كتف أمي خديجة , و أطيل النظر في وجه حبيبي المصطفى العدنان , و أجالسه ساعات طوال , احكيله شلون كابدت الحياة عشان أصير الحين وياه , كل ما يشغلني في دنياي هي الجنة …
غلقت الدفتر و دموعي في عيوني, حتى نيتك يا جوري كانت طاهرة و صافية مثل قلبك , هذا ما أثارني لك في أول يوم ..
آآآآآه سندت رأسي على السلم و سافرت بمخيلتي الى ذاك اليوم لي شفتك فيه أول مرة , التقت أنظارنا صدفة وصرفناها بسرعة , لأنو ما يصح لي أنظر لك , سحرتيني ب عيونك و ملامحك الطفولية … كانت الأسئلة تدور ف خاطري , مين هذه البنت ؟؟ أول مرة أشوفها في المقر ..
هذه المقدمة و إذا لقيت تشجيع إن شاء الله بكملها وسطكم ..
توقعاتكم
و جزاكم الله خيرا …
أشرقت شمس يوم جديد , و أن أبني يا جوري نمط عيش جديد من دونك , صعب شوي , بس مب مشكل أن الله معي و سيرزقني القوة و الإرادة , فأنت رحتي يا جوري و بقت وراك روحك المناضلة , لي ما ترضى أن يمس دينها بأي خدش , رحلتي يا جوري و خليتي بيننا أفكارك الحية , كنت دائما ترددين على مسامعي " طريق الله يا محمد طويلة و شاقة , لا بد نلقى فيها أشواك , بس مب لازم نزل أيدينا , سلعة الله غالية يا محمد سلعة الله الجنة " ..
اليوم جمعة الغضب توجهت لمقر الجمعية , أشوف الأحوال كيف ماشية .. اليوم راح ننظم مظاهرات حاشدة في كل البلاد , مستحيل يروح دم الشهداء هباء منثورا , مستحيل نرخص دمائهم , اليوم بننزل و نبين لهم أننا مب خايفين و أننا بنستمر و بنكافح , عشان تصير البلاد حرة بمسلميها , و الشرعية للحكم ..
لما دخلت للجمعية الكل كان ينظر لي نظرات حزن تحمل في طياتها سرور و بهجة , قدرت أفسرها بسهولة , كنت أبتسم لهم لكي أطمنهم أني ولله مبسوط , و غياب جوري صح حز في قلبي لكن مستحيل يخليني أرجع خطوة للوراء , بالعكس الدنيا زادت رخصت في عيني و ما عاد عندي شيئ أخسره بعد .. و رغبتي في الاستشهاد زادت لأن لي حورية تنتظرني في الجنة ..
دخلنا في اجتماع عاجل قبل صلاة الظهر , بنشيك فيه على كل المخططات , و نتأكد أن الكل مستعد ..
.. : أخواني أخواتي أنا أبي فقط منكم شي أخير أنكم تجددوا نيتكم , نازلين عشان إعلاء كلمة الله و دينه و شرعيته , نازلين عشان أحنا نموت و البلاد تعيش كريمة و شعبنا يعيش مرفوع الرأس , نازلين عشان ما نبين لهم انو نحنا خايفين من رصاصتهم الطائشة و الدماء لي سالت ما راح توقفنا , لأنو ببساطة هي دماء أغلى ناس عندنا , نازلين و طموحنا أخروي لا دنيوي , جددوا النية , و لا تنسوا أن تدعوا لجوري فهي الحين تنتظر دعواتنا ..
نطقت أسمها و قلبي شوي و ينفطر , كأنها بيننا تنظر لي كعادتها و أبتسامتها مزينة ملامحها البريئة … رحمك الله يا حبيبة الفؤاد ..
صلينا في مسجد البلدية , و بعد الصلاة تجمعت حشود جنود الله في أرضه و أنطلقنا نهتف , سلمية سلمية , كالمتوقع حاصرتنا قوات هائلة من الجيش , كأننا طالعين حرب , سبق الإخوة الأخوات و الأطفال حيث أنهن صاروا وسطنا نحميهم من كل جهة .. و حماية الله أعز و أقوى ..
أطلقوا علينا بالأول قنابل غاز , وهذا ما زاد من غضب الناس و كملوا صراختهم و هتافتهم السلمية , كنت في الصف الأول مقبل على الجنود و ما يفصلني عليهم سوى أمتار قليلة , وودي لو رصاصة تطيش و تخترق صدري , أشوف الضوء لي شافوه الشهداء قبلي , كنت أصرخ بكل ما أحمله من قوة , و أنظر لهم نظرات كلها حقد و غضب , ودي أقطعهم بإيدي , كنت أشوف في أسلحتهم دم جوري ينسكب هذا ما كان يعذبني أكثر و يزيد غضبي , نطق نذل فيهم و قال لنا " تراجعوا أحسن لكم " , و صرخت فيه و كلي غضب " مقبلين غير مدبرين " ما كملت كلامي حتى أنهال الرصاص علينا مثل المطر , سقط توفيق و إبراهيم و مجموعة من الشباب مصابين , الكل جرى ناحيتنا , مما أدى الى تراجع أفراد الجيش , ما حسيت على حالي إلاّ و أنا بالمستشفى أركض و حامل على كتفي ثقل جثة توفيق لي كان ينزف حيل , ما كنت أحس بنبضه , كانت طاقتي هائلة , حتى أني ما حسيت أني حامله بروحي و أركض بكل ما أملك من قوة .. تذكرت يوم حملت الجوري و كنت أجري بها في المستشفيات و كانوا رافضين يستقبلونا بحجة أنهم ممنوعين يستقبلوا المتظاهرين …
جريت و أخيرا لقيت دكتور شديته من طرف وزرته و أنا أصرخ " أرجوك يا دكتور صديقي صار له ساعة و هو ينزف , أحس أن نبضه ينخفض ساعدني "
نظر لي الدكتور بنظرات أسف و راح يجري في ناحية ثانية , حملت توفيق و أنا أصرخ " يا نااااااس ساعدوني توفيق بينذبح "
حطيت توفيق على حمالة لقيتها بالصدفة مرمية على الأرض و طلبت من واحد من الإخوان يساعدني نحمله للدور الثاني لعلي ألقى فيه منو يسعفه , لما نظرت لوجهه كان يبتسم من وسط آلالامه, بكيت رغما عني و قلت له " أصبر يا توفيق أن شاء الله راح تعيش "
نظر لي و تكلم بنشوه كأنه يتلذذ طعم الألم , " محمد راح أسلملك على أختي جوري , بقولها أنك صامد و أنو حقوقنا راجعة "
زلزل كياني بكلماته القوية , و دموعي صارت سيلان , حملته بقوه أنا و الأخ و رحنا للدور الثاني , لقيت بنت لابسة وزرة بيضاء ترجيتها أنها تشوف توفيق لي كان في الخارج , تبعتني بخطوات سريعة , و لما قاست نبضه نظرت لي بحزم " الأخ بيروح منا " كانت تلتفت تدور لها شي , أخدت من الأرض قطعة قماش و ضغطت على الجرح , اتشدت ملامح توفيق , و صرخ صرخة خفيفة , طلبت مني أني أشد له السيروم المغذي و كانت تسعفه بكل ضمير , رفع توفيق سبابته و نطق الشهادة و كان يحمد الله و يكبر , لحظة سكنت حركته و نظر لي و هو مبتسم , حولت بسرعة ايديها إلى عنقه و عاينت النبض لي سكت فجأة و نظرت لي و هي شبه منهارة , " إن لله و أن إليه راجعون " سقطت على ركبتي و تحسست وجه توفيق و أغمضت عيونه , جلست أمام جثته و أنهالت دموعي على خدي , رحل توفيق , و هو حي , في روحي , رحل رفيق الدرب , قتلوه الخونة , أراقوا دمه بدمائهم الباردة , صرخت بصوت عالي " الله ينتقم منك و يحرق قلبكم يا رب "
مرت إجراءات الدفن و التغسيل بسرعة , كأن الله عجلها عشان ندفن توفيق عصر يوم الجمعة هذا اليوم العظيم عند رب العالمين …
رجعت للبيت تعبان حيل , صليت العشاء بالمسجد و أنا راجع كان ودي أني أقرا مذكرة حبيبتي الجوري , أشتقت لها حيل و كتباتها تحسسني أنها جنبي , تواسيني في كل ما يجري الحين ..
فتحت المذكرة , و قلبت صفحاتها بلهفة و أقرا كل ما فيها بتمعن , و أضحك تارة على أسلوبها الشقي , و أتعجب تارة على أفكارها الناضجة لي تفوق سنها و لي كانت تثيرني لها بجنون ..
" اليوم الصراحة عصبت بجد في المعهد , تصدق يا دفتر أن حجابي الشرعي مسبب لهم أزمة مرور في باحة المعهد ؟؟ أي ولله يا دفتر , مثل ما أقولك , لما أمر في بنات بينحاشو من الطريق كأني بأكلهم , صحيح فهمنا أني بصير البنت الوحيدة لي لابسة حجاب شرعي في المعهد , بس بجد ما ينفعش يعاملوني كذا ,, بس ولله أنا صابرة و محتسبة و القبضة على الجمر صارت أقوى ..
تصدق أن الأستاذ اليوم خاطبني بأسلوب وقح حيل تمنيت لو أني كفخته بجزمتي , قالي و هو مفتخر ‘ يا جوري أنتي كيف بتكفين و تحترفين الصحافة و انت أصلا مقيدة نفسك بهذاك ‘ ( يقصد حجابي ) نظرت له نظرات نارية قدر أنه يفسرها بسرعة و قلت له و كلي ثقة الحمد الله ‘ حجابي تاج رأسي و لا يمكن في يوم يكون عائق لتقدمي في دراستي و هو أن شاء الله لي راح يساعدني عشان أبرز شخصيتي في هذا الميدان قليل ما نشوف فتيات متحجبات و متفوقات في ميدان الصحافة , و كل ما تكن له نية أنه يخدم الله عز وجل بدراسته هذي , صدقني يا استاذ و هذا تحدي , أنه بينجح و يتألق , هذا وعد الله و من أوفى بعهده من الله ؟؟ أنا إن شاء الله لازم أصدق النية , وربي عليه البقية .. و بكرى بتشوفوا كلكم الجوري إن شاء الله بتكون صحفية متميزة ‘ هههه الغريب في الامر يا دفتر أنه ولله حسيته بينفجر ما رد علي و كمل الدرس , أحسن عشان يبطل كل مرة يستهزئ بحجابي , و حتى تفوقي ما يمدحه , أصلا ما يهمني مدحه , بس الله يعيني على هذا المعهد شكلي راح أنجن قبل أن أتخرج ..
اليوم رحت لأول مرة للجمعية لي ذكرتها لك قبل , جمعية التنمية البشرية , عندهم مشروع عمل للشباب الصراحة حلوة الأجواء هناك و لي عجبني أكثر هي الضوابط الشرعية لي تفصل الشباب عن البنات , ولله مب متساهلين في هذا الأمر و هذا الشي لي ريحني حيل , لأنه في الجمعيات الأخرى و لله الاختلاط عندهم عادي ,, و هذا بيضيع عملهم عند الله عز و جل أستغفر الله بس ..
دفتر بقولك حاجة و أسال الله أن لا ترسخ في بالي , و أن يصرفها عني , و يملأ قلبي بإخلاصه , و أنا اليوم داخلة للجمعية أول مرة بصدفة شفت أخ في طريقي , كنت بسمع عنه قبل أنه إنسان نشيط في مجال الدعوة في مدينتنا الصغيرة و الكل كان يعجبه أسلوبه في المحاضرات و اللقاءات لي كان يسويها , الصراحة يا دفتر هذا الشاب متفقه حيل في الدين وودي أنا في يوم أصير مثله , بس شنو أسوي أنا في أول الطريق و إن شاء الله إذا ربي وفقني بكمل للأخر ..
" توقفت للحظة , هكذا كانت تشوفني جوري قبل ما تعرفني , و أنا من يوم عرفتها خذيت عنها نظرة خاطئة للشهور بس الحمد الله , أن ربي غير هذيك النظرة بسرعة , و أستسلمت لخفقات قلبي لي كانت تصرخ هي هي لي سكنت الفؤاد "
أنتقلت للصفحة الأخرى و كلي شوق ألاقي أسمي مدون فيها ودي أعرف , كيف كانت تفكر فيني جوري قبل أخخ بس يا جوري لو بس من أول نظرة شفتك , خطبتك و صرتي زوجتي و ما ضيعت شهور و أيام و أنا أبادلك البرود "
‘ سلام عليكم دفتر , شلونك ؟؟ أنا الحمد الله سامحني ما زرتك ها اليومين بس ولله إنشغالي بالدراسة و بعمل الجمعية بعدني عنك , بس جيت و بحكيلك كل الأحداث لي مرت هذول الأيام ..
تدري يا دفتر أنو هذاك الأستاذ لي قلتلك عليه , صار يضايقني أكثر و أكثر ما أدري ليه يبغي يضيق علي , فهمنا أنو ما يروق له حجابي , بس ليش حاطني برأسه , الله يستر بس شنو يقدر يسوي , بس ثقتي في الله كبيرة هو فوق كل البشر و قادر أنه يوقفه عند حده ..
و الأمس يا دفتر حصل شي غريب في المعهد , كنت جالسة مثل عادتي وحدي في المكتبة أراجع فجلست جنبي أحلام , أحلام يا دفتر هي أغنى بنت في المعهد , أيوة و أنت تدري كيف بتكون هذيك الطبقة إلا من رحم الله , الصراحة أستغربت حيل لما جلست جنبي , كانت تنظر لي بتمعن , رفعت نظري لها و فجأة ضحكت لي , ما أدري أحسها غريبة بس بادلتها الإبتسامة . قالتلي " سلام عليكم أنتي جوري صح .؟ " رديت عليها بالإيجاب " قالتلي " أنا أحلام سمعت عنك كثير في صراعاتك مع الأستاذ يمن "
أنا بأسف " أيوة ما أدري ليش يعاندني ههه " قالتلي بحزم " ما عليك منه يبغى يضيقها عليك , أنا كمان كانت لي صديقة كانت مثلك محجبة , و هو كان سبب في طردها من المؤسسة "
توسعت عيوني بصدمة " ليش " قالتلي " لأنو كان يسوي معها نفس الاسلوب معك , و في يوم هي ما استحملت الضغط لي كان يضغط عليها و قالت له كلام يعني المسكينة من حرتها , و هو سجل بها تقرير و كان سبب أنهم يطرودنها "
أنا بعصبية , " طيب ليش يا أحلام يسوي شذي مع المحجبات شنو يبي منهم ؟؟ "
أحلام " ولله علمي علمك , بس أنا لي بعرفه أنه درس في أمريكا , و يقولون أنه تطبع ب تقاليدهم و بعد عن الدين , البعض يقول أنه أشرك , و البعض يؤكد أنه ما يصوم رمضان "
أنا " أستغفر الله بس , شنو أسوي أنا ربي يحميني من كيده إن شاء الله و في الأخير اذا ما كان الخير لي في هذا المعهد ف هو راح يكون إلا سبب من الأسباب , بس تدرين ولله هذا تحدي لازم أجتازه , منو هو عشان يعرقل سير أحلام بنت مثل كل البنات , الله يعيني بس "
أحلام " أمين بس كان ودي أحذرك ما تتمادين معه , لأنو الصراحة تذكريني بصديقتي حيل "
أنا " الله يحفظك يا رب , صحيح شنو صار بعدين ف رفيقتك ؟؟"
أحلام " ولله الصراحة في الأول كان صعب جدا أنها تتقبل أنهم فصلوها , و هي الحين بتدرس علوم شرعية , و تزوجت و هي حامل الحمد الله "
أنا " ما شاء الله قلتلك الله عز و جل بيخبي لنا أشياء لو عرفناها بكينا من الفرح "
أبتسمت لي و مدت لي ايدها " متشرفين يا جوري "
أنا بفرح " و أنا أكثر فرصة سعيدة يا أحلام "
شفت يا دفتر في ناس ولله نظن أنهم بعيدين عن الله عز و جل بس ربي يفاجئنا بطيبتهم الزايدة , ربي أغفر لي في يوم نظرت لأحلام فيه بسوء ظن …
و اليوم رحت للجمعية يا دفتر و كان عندنا أول أجتماع لفريقنا , الصراحة حسيت أن عندهم استراتجية يشتغلون بها , و منهجية علمية , اجتماعهم كان له مستوى عالي , تعرفت على أخوات حيل حبوباااات فديتهم , حسيت أنهم بطيبتهم يغمرونك , و حسيتهم مثل الأسرة المتماسكة ..
و خلال الاجتماع لي كان معظم أعضاءه بنات , كانوا 3 إخوة و من بينهم ,"محمد" لي ذكرته لك يا دفتر , كان أسلوبه في النقاش رائع جدا , أشوفه متمكن حيل من أفكاره ..
لالا يا دفتر هذا إعجاب بالشخصية مب شي أخر … 🙂 خلاص بروح أنام أنا مرة تعبانة , بكملك بعدين , أحبك يا دفتر هههه …
طويت المذكرة و أنا أبتسم على شقاوة طفلتي الوحيدة , آآآآآآه هذاك اليوم في الاجتماع , رمقتها بعيوني بسرعة , كانت مثل الفراشة و لما تكلمت سمعت صوتها الرنان , و صرفت تفكيري عنها لأنه بصراحة مب لازم أفكر شذي في أي أخت معي في الجمعية , لي يجمعنا شي أكبر و مب لازم أستغل براءة عملنا و أدنس أفكاري .. بس في أشياء تتطور في لا وعينا حتى تصبح حقيقة تعايشنا يوم ورى يوم , جوري كانت حقيقة صعبة أني أتقبلها في الأول بس بعدين كانت أجمل من كل التوقعات , أول إنسان أحبه حب أحسه أبدي , خالد في قلبي , حتى لو رحلت عن الدنيا , حبيتها لأنها كانت ‘ هي ‘ لا تتصنع شي , كانت طبيعية و طفولية …
تسلم يدك ,سجليني من متابعينك :$
وبإنتظآرك ^^