السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين … أما بعد
في ظلال السيوف
قُفُولُ رَسُولِ اللهِ مِنْ بدرٍ:
ثم أقبلَ رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-قَافِلاً إلى المدينةِ،ومعه الأسارى من المشركين، وفيهم عُقبة بن أبي مُعيط،والنضر بن الحارث.واحتمل رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-معه النَّفلَ الذي أُصيبَ من المشركين،وجعل على النَّفلِ عبدَ الله بنَ كعبِ بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النَّجَّار،فَقَالَ راجزٌ من المسلمينَ(قال ابن هشام: يُقال: إنه عدي بن أبي الزغباء):
أقــم لها صـدورها يا بسبـسُ
يـس بـذي الطلـح لها معـرسُ
ولا بصـحراء غمـير محبــسُ
إنَّ مطايـا القــوم لا تخيــسُ
فحمـلها علـى الطـريق أكـيسُ
قـد نصـر الله وفـر الأخنـسُ
ثم أقبل رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-حَتَّى إذا خرج من مضيق الصفراء،نزل على كثيب بين المضيق وبين النازية- يُقال له سَيَر-إلى سرحة به.فقسم هنالك النفلَ الذي أفاء اللهُ على المسلمين من المشركين على السواء،ثم ارتحلَ رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-حَتَّى إذا كان بالرَّوحاء،لقيه المسلمون يُهنئونه بما فتحَ اللهُ عَلَيْهِ ومَن معه من المسلمين،فقال لهم سَلَمَةُ بن سلامة(كما حدَّثني عاصم بن عمر بن قتادة، ويزيد بن رومان): ما الذي تهنئوننا به ؟ فو الله إنْ لقينا إلا عجائزَ صُلْعاً كالبُدن المعقلَّة، فنحرناها، فتبسم رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-,ثم قال: أي ابنَ أخي، أولئك الملأُ. قال ابنُ هشامٍ: الملأ: الأشرافُ والرُّؤساءُ.
مقتل النضر وعقبة:
قَالَ ابنُ إسْحَاقَ:حَتَّى إذا كان رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-بالصَّفراء،قُتِلَ النَّضرُ بنُ الحارثِ،قتله عليُّ بن أبي طالب،كما أخبرني بعضُ أهلِ العلم من أهل مكة. قَالَ ابنُ إسْحَاقَ: ثم خرج حَتَّى إذا كان بعرق الظبية، قُتِلَ عُقبة بن أبي معيط. قال ابن هشام: عرق الظبية عن غير ابن إسحاقَ. قَالَ ابنُ إسْحَاقَ: والذي أَسَر عُقبةَ عبدُ الله بن سلمة أحدُ بني العَجْلان. قَالَ ابنُ إسْحَاقَ: فقال عُقْبةُ حين أمر رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-بقتله،فمن للصبية يا محمدُ ؟ قال: النار.فقتله عاصمُ بن ثابت بن أبي الأقلح الأنصاري،أخو بني عمرو بن عوف،كما حدَّثني أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر. قال ابنُ هشامٍ: ويُقال قتله عليُّ بن أبي طالب,فيما ذكر لي ابنُ شهاب الزُّهريُّ وغيره من أهل العلم.قَالَ ابنُ إسْحَاقَ: ولقي رَسُولَ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-بذلك الموضعِ أبو هند-مولى فروة بن عمرو البياضي-بحميت مملوءٍ حيساً. قال ابنُ هشام: الحميت: الزق. وكان قد تخلَّف عن بدر،ثم شهد المشاهدَ كلَّها مع رَسُولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-،وهو كان حجَّامَ رَسُولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-، فقالَ رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-:"إنمَّا هو أبو هند امرئٌ من الأنصار،فأنكحوه وأنكحوا إليه,ففعلوا".قَالَ ابنُ إسْحَاقَ: ثم مضى رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- حَتَّى قدم المدينةَ قبل الأسارى بيومٍ. قَالَ ابنُ إسْحَاقَ:وحدَّثني عبدُ الله بن أبي بكر(1),أنَّ يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن ابن أسعد بن زُرارة(2) قال: قدم بالأسارى حين قدم بهم،وسَوْدةُ بنت زَمعة زوجُ النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- عند آل عفراء، في مناحتهم على عوف ومُعوِّذ ابني عفراء،وذلك قبل أن يُضرَبَ عليهنَّ الحِجَابُ.قال:تقول سَوْدةُ: والله إنِّي لعندهم إذْ أُتينا،فقيل:هؤلاء الأُسارى،قد أُتي بهم. قالتْ: فرجعتُ إلى بيتي،ورَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-فيه، وإذا أبو يزيد سُهيل بن عمرو في ناحيةِ الحُجرةِ مجموعةً يداهُ إلى عُنُقِهِ بحبلٍ،قالتْ: فلا والله ما ملكتُ نفسي حين رأيتُ أبا يزيد كذلكَ, أنْ قلتُ: أيْ أبا يزيد أعطيتُم بأيديكم،أو مُتُّمْ كِرَامَاً،فو الله ما أنبهني إلا قولُ رَسُولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-من البيتِ:"يا سَوْدةُ،أَعَلَى اللهِ ورسولِهِ تُحَرِّضينَ ؟ " قالتْ: قُلْتُ: يا رَسُولَ اللهِ،والذي بعثَكَ بالحقِّ،ما ملكتُ نفسي حين رأيتُ أبا يزيد مجموعةً يداهُ إلى عُنُقِهِ أنْ قُلْتُ مَا قُلْتُ(3). ابن هشام(3/195). قَالَ ابنُ إسْحَاقَ: وحدَّثني نبيه بن وهب-أخو بني عبد الدَّار-، أنَّ رَسُولَ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-حين أقبل بالأُسارى فرَّقهم بين أصحابِهِ،وقال: استوصُوا بالأُسارى خيراً.قال: وكان أبو عزيز بن عُمير بن هاشم-أخو مصعب بن عمير لأبيه وأمه-في الأسارى.قال: فقال أبو عزيز: مَرَّ بي أخي مصعبُ بن عمير ورجلٌ من الأنصار يأسرني،فقال: شُدَّ يديك به، فإنَّ أُمَّهُ ذاتُ متاعٍ؛لعلها تفديه منك، قال:وكنت في رهط من الأنصار حين أقبلوا بي من بدر،فكانوا إذا قدَّمُوا غداءَهُم وعشاءَهُم،خَصُّوني بالخبزِ,وأكلُوا التَّمرَ،لوصيةِ رَسُولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-إيَّاهم بنا،ما تقع في يدِ رجلٍ منهم كِسْرَةُ خبزٍ إلا نَفَحَني بها.قال:فأستحيي,فأردها على أحدِهم,فيردها عليَّ ما يمسُّها.
بلوغُ مُصَابِ قُرَيْشٍ إلى مَكَّةَ:
قَالَ ابْنُ هشامٍ:وكان أبو عزيز صاحبَ لواء المشركين ببدر بعد النضر بن الحارث، فلمَّا قال أخوه مصعب بن عمير لأبي اليُسر-وهو الذي أسره-ما قال: قال له أبو عزيز:يا أخي، هذه وصاتُكَ بي،فَقَالَ له مُصْعَبٌ:إنَّه أخي دُونك.فسألتْ أُمُّّهُ عن أغلى ما فُدِيَ به قُرَشيٌّ،فقيل لها: أربعة آلاف درهم,فبعثتْ بأربعة آلاف درهم ففدتْهُ بها.قَالَ ابنُ إسْحَاقَ:وكان أول مَن قدم مكَّةَ بمصاب قُرَيْش الحيسُمان بن عبد الله الخزاعي،فقالُوا:ما وراءك؟قَالَ:قُتِلَ عُتْبة بن ربيعة،وشَيبة بن ربيعة،وأبو الحكم بن هشام،وأُميةُ بن خَلَف،وزَمْعةُ بن الأسود،ونبيه ومُنبِّه ابنا الحجَّاج،وأبو البختري بن هشام,فلمَّا جعل يُعدِّد أشرافَ قُرَيْش، قال صفوان بن أمية-وهو قاعدٌ في الحجر-: والله إنْ يعقلْ هذا،فاسألوه عَنِّي،فقالُوا:و ما فعلَ صفوانُ بن أُمية ؟قال: ها هو ذاك جالساً في الحجر ،وقد والله رأيت أباه وأخاه حين قُتِلا.
قَالَ ابنُ إسْحَاقَ: وحدثني حُسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس،عن عِكْرِمة-مولى ابن عباس-،قال: قال أبو رافع مولى رَسُولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-:كنتُ غلاماً للعبَّاس بن عبد المطلب،وكان الإسلامُ قد دخلنا- أهلَ البيت-،فأسلم العباسُ، وأسلمتْ أمُّ الفضلِ،وكان العبَّاسُ يهابُ قومَهُ،ويكره خِلافَهَم، وكان يكتمُ إسلامَهُ،وكان ذا مالٍ كثيرٍ مُتفرِّقٍ في قومِهِ،وكان أبو لهب قد تخلَّف عن بدرٍ،فبعث مكانه العاصَ بن هشام بن المغيرة،وكذلك كانُوا صنعُوا،لم يتخلَّفْ رَجُلٌ إلا بعث مكانه رجلاً، فلمَّا جاءه الخبرُ عن مُصابِ أصحابِ بَدْرٍ مِنْ قُرَيْشٍ،كبته اللهُ وأخزاهُ، ووجدنا في أنفسِنا قُوةً وعزاء.قال وكنت رجلاً ضعيفاً،وكنت أعملُ الأقداحَ؛أنحتُها في حجرة زمزم،فو الله إني لجالسٌ فيها أنحت أقداحي،وعندي أمُّ الفضل جالسة،وقد سرَّنا ما جاءنا من الخبرِ، إذ أقبل أبو لهب يجرُّ رجليه بشَرٍّ،حَتَّى جلس على طُنُبِ الحجرةِ،فكان ظهرُهُ إلى ظهري،فبينما هو جالِسٌ إذْ قالَ النَّاسُ:هذا أبُو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب (قال ابنُ هشام: واسمُ أبي سفيان المغيرة) قد قدم، قال: فقال أبو لهب: هلم إليَّ,فعندك لعمري الخبرُ، قال:فجلس (إليه)والنَّاس قيامٌ عليه،فقال: يا ابنَ أخي، أخبرني كيف كان أمرُ النَّاسِ؟ قال: والله ما هو إلا أنْ لقينا القومَ، فمنحناهم أكتافَنا يقودوننا كيف شاءوا، ويأسروننا كيفَ شاءوا، وايم الله مع ذلك ما لمتُ النَّاسَ،لقينا رجالاً بيضاً، على خَيْلٍ بُلْقٍ بين السَّماءِ والأرضِ،والله ما تليق شيئاً،ولا يقوم لها شيءٌ. قال أبو رافع:فرفعت طُنُبَ الحجرة بيدي،ثم قلتُ: تلك-والله-الملائكةُ،قال: فرفع أبو لهب يدَهُ فضربَ بها وجهي ضربةً شديدة.قالَ:وثاورتُهُ فاحتملني فضربَ بي الأرضَ،ثم برك عليَّ يضربني،وكنت رجلاً ضعيفاً،فقامت أمُّ الفضل إلى عمودٍ من عُمد الحجرةِ,فأخذتْهُ فضربتْهُ به ضربةً فعلت في رأسه شجةً منكرة،وقالت: استضعفته أنْ غاب عنه سيدُهُ،فقام مُولياً ذَلِيلاً،فو الله ما عاش إلا سبعَ ليالٍ حَتَّى رماه اللهُ بالعدسة فقتلتْهُ.
نُوَاحُ قُرَيْشٍ عَلَى قَتْلاهُم:
قَالَ ابنُ إسْحَاقَ:وحدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير،عن أبيه عباد,قال:ناحت قُرَيْشٌ على قتلاهم، ثم قالوا:لا تفعلُوا فيبلغ محمداً وأصحابه فيشمتوا بكم،ولا تبعثوا في أسراكم حَتَّى تستأنوا بهم لايأرب (4) عليكم محمدٌ وأصحابُهُ في الفِدَاءِ.قال:وكان الأسودُ بن المطلب قد أُصيب له ثلاثةٌ من ولدِهِ:زمعة بن الأسود،وعقيل بن الأسود،والحارث بن زَمْعة،وكان يُحِبُّ أنْ يبكيَ على بنيهِ،فبينما هو كذلك إذْ سمع نائحةً من اللَّيل،فقال لغُلامٍ له-وقد ذهب بصرُهُ-:انظر,هل أُحِلَّ النَّحْبُ؟ هل بكتْ قُرَيْشٌ على قتلاها ؟ لعلي أبكي على أبي حَكيمة- يعني زمعة-؛فإن جوفي قد احترق.قال: فلمَّا رجعَ إليه الغلامُ،قال: إنَّما هي امرأةٌ تبكي على بعيرٍ لها أضلتْهُ.قال: فذاكَ حين يقولُ الأسودُ.
أتبـكي أنْ يضـــلَّ لهـا بعيـرٌ
ويمــنعها من النَّومِ السُّهـودُ
فـلا تبكــي عَلَى بَكْـرٍ ولَكـِنْ
عَلَـى بَدْرٍ تقاصرتِ الجـدودُ
على بـدرٍ سـراة بـني هصيص
ومخزومٍ ورهـط أبي الوليـدِ
وبكّـِي إنْ بكيـتِ على عقــيلٍ
وبكّـــِي حارثاً أسدَ الأسـودِ
وبكِّــيهـم ولا تسمـي جميـعاً
ومـا لأبـي حـكيمة من نديـدِ
ألا قــد ســـادَ بعدهم رجالٌ
ولولا يــومُ بـدرٍ لم يسُـودُوا
قال ابنُ هشامٍ: هذا إقواء،وهي مشهورةٌ من أشعارهم،وهي عندنا إكفاء. قَالَ ابنُ إسْحَاقَ: وكان في الأسارى أبو وداعة بن ضبرة السَّهمي،فقال رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-:"إنَّ له بمكة ابناً كيساً تاجراً ذا مالٍ،وكأنكم به قد جاءكم في طلبِ فداء أبيه"،فلمَّا قالتْ قُرَيْش: لا تعجلوا بفداء أُسْرائكم،لا يأرب عليكم محمدٌ وأصحابُهُ,قال المطلب بن أبي وداعة-وهو الذي كان رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- عَنِيَ:"صدقتم لا تعجلوا "،وانسلَّ من الليلِ فقدم المدينة،فأخذ أباه بأربعة آلاف درهم فانطلق به.
أمر سهيل بن عمرو وفداؤه:
قال:ثم بعثت قُرَيْشٌ في فداء الأسارى،فقدم مكرز بن حفص بن الأخيف في فداء سهيل بن عمرو، وكان الذي أسره مالك بن الدخشم-أخو بني سالم بن عوف-,فقال:
أســرت سُهيـلاً فــلا أبتغــي
أسيراً بــه مـن جميــع الأُمـمْ
وخِنْــدفُ تعلــمُ أنَّ الفتـــى
فتــاهــا سهيـلٌ إذا يظلـــمْ
ضـربتُ بذي الشَّفْر حَتَّى انـثنى
وأكـرهتُ نفسي على ذي العـَلَمْ
وكان سهيلٌ رجلاً أعلم من شفتِهِ السُّفلى.
قَالَ ابنُ هشامٍ:وبعضُ أهلِ العلمِ بالشِّعرِ يُنْكِرُ هذا الشِّعرَ لمالك بن الدُّخشم.
قَالَ ابنُ إسْحَاقَ: وحدثني محمد بن عمرو بن عطاء-أخو بني عامر بن لُؤي-:أنَّ عمرَ بن الخطَّاب,قال لرَسُولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-: يا رَسُول اللهِ،دعني أنزع ثنيتي سهيلِ بن عمروٍ،ويدلع لسانه،فلا يقوم عليك خطيباً في موطنٍ أبداً،قال:فقال رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-:"لا أُمثِّل به،فيُمثِّل اللهُ بي,وإنْ كنتُ نبيَّاً ". قَالَ ابنُ إسْحَاقَ:وقد بلغني أنَّ رَسُولَ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-,قال لعمرَ في هذا الحديثِ: "إنَّه عسى أنْ يقومَ مقاماً لا تذمُّه". ابن هشام(3/200)، وتاريخ الطبري(2/41).
قَالَ ابنُ إسْحَاقَ: فلمَّا قاولهم فيه مكرز,وانتهى إلى رضاهم,قالوا: هاتِ الذي لنا،قال: اجعلوا رجلي مكانَ رجله،وخلُّوا سبيلَهُ حَتَّى يُبعثَ إليكم بفدائه.فخلوا سبيلَ سهيلٍ,وحبسُوا مِكْرزاً مكانه عندهم، فقال مكرز:
فـديـتُ بأذوادٍ ثمـانٍ سَبَـا فتـى
ينـالُ الصَّميمَ غرمُها لا المَوَاليا
رهنتُ يدي والمال أيسرُ من يـدي
عـلــيَّ ولكني خشيتُ المَخَازيا
وقلتُ سهيلٌ خيــرُنا فاذهبوا بـه
لأبنائنـا حَتَّـى نديــرَ الأَمَانيـا
قال ابنُ هشامٍ: وبعض أهل العلم بالشعر ينكر هذا لمكرز.
أسر عمرو بن أبي سفيان,وإطلاقه:
قَالَ ابنُ إسْحَاقَ:وحدَّثني عبدُ الله بن أبي بكر،قال:كان عمرو بن أبي سفيان بن حرب،وكان لبنت عُقبة بن أبي معيط(قال ابنُ هشام: أم عمرو بن أبي سفيان بنت أبي عمرو، وأخت أبي معيط بن أبي عمرو) أسيراً في يدي رَسُولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-من أسرى بدرٍ.قال ابنُ هشامٍ: أسره عليُّ بن أبي طالب. قَالَ ابنُ إسْحَاقَ:حدَّثني عبدُ الله بن أبي بكر،قال: فقيل لأبي سفيان أقد عمراً ابنك،قال أيُجمع عليَّ دمي ومالي،قتلوا حنظلة وأفدي عمراً،دعوه في أيديهم يمسكوه ما بدا لهم.
قال: فبينما هو كذلك محبوسٌ بالمدينة عند رَسُولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-إذْ خرج سعد بن النعمان بن أكَّال -أخو بني عمرو بن عوف ثم أحد بني معاوية-معتمراً ومعه مرية له وكان شيخاً مسلماً، في غنم له بالنقيع فخرج من هناك معتمراً،ولا يخشى الذي صُنع به،لم يظنَّ أنَّه يُحبس بمكةَ، إنَّما جاء معتمراً.وقد كان عهد قُرَيْشاً لا يعرضون لأحدٍ جاء حاجَّاً،أو معتمراً إلا بخيرٍ،فَعَدَا عليه أبو سفيان بن حرب بمكةَ,فحبسه بابنه عمرو،ثم قَالَ أبو سفيان:
أرهطَ ابنِ أكَّال أجيبوا دعاءَهُ
تعاقدتم لا تسلموا السيدَ الكَهلا
فـإنَّ بني عمرو لئـامٌ أذلـةٌ
لئن لم يفكُّوا عن أسيرهم الكَبْلا
فأجابه حسَّانُ بنُ ثابتٍ فقال:
لـو كان سعـدٌ يومَ مكةَ مطلقاً
لأكثر فيكم قبل أنْ يُؤسر القتلا
بعضبِ حُسامٍ أو بصفراءِ نبعةٍ
تحن إذا ما أُنبِضَتْ تَحْفِزُ النَّبْلا
ومشى بنو عمرو بن عوف إلى رَسُول اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فأخبروه خبره، وسألوه أنْ يُعطيهم عمرو بن أبي سفيان فيفكُّوا به صاحبَهم، ففعل رَسُول اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-. فبعثوا به إلى أبي سفيان فخلَّى سبيلَ سعدٍ.
2 – قال ابن حجر في " تقريب التهذيب"(2/307):" يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن ابن سعد أو أسعد بن زُرارة الأنصاري المدني, ثقة من الرابعة "", وراجع المزيد في ترجمته في " تهذيب الكمال"(31/413), و" تهذيب التهذيب"(11/241).
3 – قال الأستاذ عادل أبو المعاطي:" الأمر بين الزوجين أحياناً يحتاج إلى الحزم والحسم والشدة من جانب الرجل،لإقامة المرأة على الصراط المستقيم،إذا هي شردت بفعلها أو بلسانها..وسيرة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- تعطينا مثالاً على هذا في موقف حدث بين رسول الله وبين زوجته" سودة بنت زمعة"،التى تزوجها بعد وفاة خديجة-رضي الله عنها- وهاجرت معه إلى المدينة زوجة له.وكانت غزوة بدر،وقدم المسلمون بالأسرى إلى المدينة،وكانت سودة بنت زمعة عند آل عفراء تواسيهم في استشهاد عوف ومعوذ ابني عفراء..وتقول سودة: فو الله، إني لعندهم إذ أتينا،فقيل:هؤلاء الأسرى قد أتي بهم،فرجعت إلى بيتي ورسول الله- صلى الله عليه وسلم- فيه دخلت سودة بيتها فإذا بأسير من الأسرى مقيداً ومكبلاً ومجموعة يداه إلى عنقه، ويقبع في ركن من أركان الحجرة هو" أبو يزيد سهيل بن عمرو"،فإذا بسودة تقول قولة يبدو أنها- رضي الله عنها- لم تلق لها بالاً أو لم تدرك مغزاها،فقالت مخاطبة سهيلاً:أبا يزيد أعطيتم بأيديكم،ألا متم كراما.قولة عظيمة وكأنها تُشجعهم على قتال المسلمين وتعيب على سهيل أنَّه سلم نفسه وأسر،فإذا بها تنتبه على قول رسول الله لها يقول: يا سودة.. أعلى الله وعلى رسوله تُحرضين؟ ولكنها لم تقصد الإساءة لرسول الله, أو التحريض على الله ورسوله،فقالت: يا رسول الله،والذى بعثك بالحق ما ملكتُ حين رأيت أبا يزيد مجموعة يداه إلى عنقه بالحبل أن قلت ما قلت.وقد وقف رد فعل رسول الله الزوج الودود الرءوف بأمته المقيل لعثراتهم على قولته هذه لسودة, فعرف العرب عامة أن الأكرم والأشرف للمقاتل العربى أنْ يموت مقاتلاً عما يعتقده عن أن يستسلم لخصمه." نقلاً من موقع صحيفة " اللواء الإسلامي "
4 – أي تأخروا في فداء أسراكم حتى لايشتد عليكم في الفداء.
المصدر // موقع نبي الاسلام صلى الله عليه واله وسلم
طرح طيب وتواصل رااائع يا غاليه
جزاك الله خير ووفقك لما يحب ويرضى
طرح راقي وقيم…
بارك الله فيك وغفر لك
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
طرح طيب وتواصل رااائع يا غاليه |
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
وياك والجميع يا غاليه / اللهم امين
بارك الله فيك على تواجدك الطيب
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
طرح راقي وقيم… بارك الله فيك وغفر لك |
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
وياك والجميع / اللهم امين
بارك الله فيك على تواجدك الطيب
بارك الله فيكم اختي و جعل هذا العمل
في ميزان حسناتكم
ويجعلهـــآ في موازين حسناتكك ..$
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم اختي و جعل هذا العمل في ميزان حسناتكم |
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
وياك والجميع / اللهم امين
بارك الله فيك على تواجدك الطيب