تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » قصيدة قصّة الأميرة و الفتى الذي يكلّم الماء

قصيدة قصّة الأميرة و الفتى الذي يكلّم الماء 2024.

  • بواسطة
القصيدة للشاعر:-احمد عبد المعطي حجازي

أعرفها ، و أعرفه
تلك التي مضت ، و لم تقل له الوداع ، لم تشأ
و ذلك الذي على إبائه اتّكأ
يجاهد الحنين يوقفه
كان الحنين يحرفه
فهو أنا و أنت ، و الذين يحفرون تحت حائط سميك
لتصبح الحياه عشّ حبّ
به رغيف واحد ، و طفلة ضحوك !
***
أعرفها ، و أعرفه
أميرة شرقيّة تهوى الغناء
تهواه لا تحترفه
و تعشق اللّيالي الماسيّة الضياء
– صاحبة السمو أقبلت !
… و يصبح البهو المليء ضفتين
و تهمس الشفاه كلمتين .. كلمتين
– عشقتها هذا المساء شاعر أنيق
– نعم … فإنّها تضيق بالعشيق
إذا أتى الصباح و هو في ذراعها
و تهمس امرأة
– دولابها يضمّ ألف ثوب
و تهمس امرأه
– و قلبها يضمّ ألف حبّ
– نعم نعم … فانهات أميره لا تكتفي بحب
و يخفت الحديث ثمّ يهتف المضيف
– يا أصدقاء
صاحبة السمو تبدأ الغناء !
… و يخفت الضياء غير كوّة تنير وجهها
و تبدأ الغناء … " أوف ! "
" قلبي على طفل بجانب الجدار
لا يملك الرغيف ! "
.. و تلهث الأكفّ .. فلتحيا نصيرة الجياع
ثمّ تدور عينها لتلمح الذي أصابه الكلام
و عندما يرفّ نور الشمس تهمس " الوداع "
و في ذراعها عشيقها الجديد !
***
أعرفها ، و أعرفه
لأنّني كنت كثيرا ما اصادفه
على شجيرة المساء ، قابعا بنصف ثوب
يقول للمساء
" يا أيّها الحزن الأثيري الرحيب !
يا صاحب الغريب
أنا كلام الأرض .. هل أنصت لي ؟ !
أنا ملايين العيون … هل نظرت لي ؟ !
لي مطلب صغير
أن تصبح الحياة عش حب
به رغيف واحد و طفلة ضحوك ! "
… و في ليالي الخوف طالما رأيته يجول في الطريق
يستقبل الفارّين من وجه الظلام
و يوقد الشموع من كلامه الوديع
ففي كلامه ضياء شمعة لا تنطفيء
و يترك اليدين تمشيان بالدعاء ،
على الرؤوس و الوجوه
و تمسحان ما يسيل من دموع
" الصبح في الطريق
يا أصدقائي ! انّني أراه
فلا تخافوا … بعد عام يقبل الضياء ! "
و عندما يمشون تمشي فوق خدّيه الدموع
و يفلت الكلام منه ، يفلت الكلام
" هل يقبل الضياء حقّا بعد عام ؟ "
***
ذات مساء كان صاحبي يكلّم المساء
فانساب مقطع مع الرياح ثمّ وشوش الأميره
فقرّبت مرآتها و صفّقت
" يا أيّها الغلام !
بجانب القصر فتى يخاطب الظلام
اذهب اليه ، قل له سيّدتي تريد أن تكلّمك
و لا تقل _ أميرتي "
… ثمّ تهادت نحو شرفة جدرانها زهور
ورددت في الصمت " أوف ! "
قلبي على طفل بجانب الجدار
لا يملك الرغيف ! "
و أقبل الغلام يسبق الفتى
– أميرتي .. سيّدتي … أتيت به !
– " أهلا و سهلا …. ليلتنا سعيده
ادخل … تفضّل ".. و انقضى المساء !
.. و في الصباح ساءلته … " ما الذي رأيت ؟ "
_ " سيّدتي .. إنّي رأيت كلّ خير "
" سيّدتي … أنا سعيده ! "
قالت له ، و عينها في عينه المسهّده
– " أراك قد عشقتنا ! "
فلم يردّ صاحبي
قالت له : " فما الذي تعطيه لي لو أنّنا عشنا معا ! ؟
فدمّعا
ثمّ أجابها و صوته منغّم حزين
سيّدتي … أنا فتى فقير
لا أملك الماس و لا الحرير
و أنت في غنى عمّا تضمّ أشهر البحار من لآل
فقلبك الكبير جوهرة
جوهرة نادرة في تاج عصرنا
و لو قضيت عمري الطويل أقطع البحار ،
و أنشر القلاع ،
و أبسط الشباك ، أقبض الشباك
لما وجدت مثلها
لكنّني و جدتها هنا
وجدتها لمّا سمعت لحنك المنساب كالخرير
يبكي لطفل نام جائعا ! "
.. فابتسمت قائلة : " لا أنت شاعر كبير !
يا سيّدي أنا بحاجة إلى أمير
إلى أمير ! "
و انسدّ في السكون باب !!
***
أعرفها ، أعرفه
تلك التي مضت و لم تقل له الوداع .. لم تشأ
و ذلك الذي على إبائه اتّكأ
يجاهد الحنين يوقفه
كان الحنين يجرفه !!

نقل رائع

يعطيك العافية

بإنتظار جديدك

مشكور على الطلة
نورت متصفحي

بارك الله فيك

جميله جداً القصه
تسلمى أختى ويسلم ذوقكـِ
دمتِ بكل خير

شكرا على الطلة
لا حرمنا منها


يعطيكِ ألف عافيه

كلمات جميله

كلك ذوق

//

يسلمو على الطلة
انت الذوق كله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.