في شوارع كل البلاد تستشعر الفرحة في وجوه الناس ابتهاجا بقدوم الشهر الكريم، إذ وبمجرد اقترابهم من أول أيام شهر رمضان يبدأ الناس بالتسوق والتزود لهذا الشهر الكريم، لرمضان في بلاد الشام طعم مميز، ونكهة لها خواصها، مجلة أجيال، تابعت تحضيرات رمضان في كل من الدول…..
(الأردن، فلسطين، سوريا، لبنان، العراق)
° رمضان في فلسطين، فرحة من وسط الألم :
بالرغم من تردي الأوضاع الاقتصادية واضطراب الوضع الأمني الفلسطيني، إلا أن المجتمع هناك يحاول خلق نوع من التجديد والفرحة من خلال تحضيراته لاستقبال هذا الشهر الكريم، فارتفاع الأسعار طال كل شيء هناك، ويزداد الوضع سوءً أمام المواطن الغزي بسبب الحصار، حيث أن معظم ما دخل غزة من احتياجات رمضانية هرب عبر الأنفاق بين القطاع ومصر، وهو يعرض بأثمان باهظة الثمن، تحول بين المواطن وامتلاكه لمتطلبات رمضان.
وفي القدس يزداد الوضع ألما، فهاهو رمضان يخيم على المدينة والمئات من أهلها فقدوا منازلهم، على خلفية الحملة المسعورة لتهويد المدينة، إلى جانب المضايقات الشديدة والعراقيل المشرعة في وجه كل من يحاول زيارة المسجد الأقصى،والتي تحلو إن كانت في هذا الشهر المبارك.
أما في الضفة الغربية، فالكثيرون من أبناءها يحرمون من الإفطار على موائد أسرهم بسبب كثرة الحواجز التي تقطع أواصر الضفة، ويبدو أن هذا الموسم المبارك لن يختلف عن سابقيه، في ظل الوضع المزري والمضطرب هناك.
وليد من غزة: اعتدنا في غزة على أن نكون شهوداً على الاجتياحات وسقوط الشهداء، وهذا العام الثالث الذي يمر فيه رمضان على غزة وهي تحت الحصار، إلا أننا نحاول التلذذ بنكهته الإيمانية رغم الألم.
من أصعب اللحظات في رمضان،أن تتذكر أشخاصا كانوا معك في رمضان الماضي، هم الآن قد قضوا نحبهم، إذ أن هذا الشهر الكريم هو أول شهر رمضان يمر على أخويه اللذان قضيا نحبهما في معركة الفرقان.
وحول موائد الغزيين في رمضان، يقول وليد أن الأكلات المتعارف عليها كالصيادية والمقلوبة والمفتول والمسخن، هي الأكلات التي تتصدر قائمة المفضلات على موائد غزة، بالإضافة إلى الحلوى المشهورة في فلسطين والدول المحيطة، القطايف.
أم محمود من غزة تقول: رمضان بالنسبة لغزة تحت الحصار لا يتخلف، فشعب غزة شعب صام دون ان يفرض عليه الصوم بسبب الحصار، ولم تعد الحالة المادية لكثير من المواطنين تساعدهم لإدخال البهجة رمضان في بيوتهم، حتى من فرحتنا بالشهر الكريم نحن محرومون.
° الأردن … فرحة غامرة تبتلعها غصة ارتفاع الأسعار :
وإلى الضفة الشرقية للنهر تصل الفرحة، لكنها في هذه الأيام، ومع موجة ارتفاع الأسعار التي طالت كل شيء قبيل حلول الشهر الكريم، تحاول انتزاع الفرحة من قلوب المواطنين، حيث يضطر بعضهم لاقتراض المال من أجل توفير لوازم هذا الشهر الكريم التي قد تفرضها العادات والتقاليد، وتوفير مستلزمات الولائم الرمضانية التي اعتاد المواطن الأردني على دعوة الأقارب والأصدقاء للإفطار على مائدته في رمضان، حتى أصبحت باباً من المباهاة والتكلف والمجاملة، ما يزيد من عبئ المواطن وخصوصاً ذوي الدخل المحدود.
ومع هذا فإن الأسواق الأردنية تعج بالمشترين، وتزداد حركة البيع والشراء، والإقبال على التسوق رغم التذمر على الغلاء في شهر الخير.
وبمجرد إعلان ثبوت الهلال في رمضان، تمتلئ المساجد، ويقترب الناس من التعبد والتقرب لله تعالى، وتكثر زيارات الأرحام.
سحر: الفرحة في رمضان لا تضاهيها فرحة في أي شهر آخر، لذلك يقبل الناس للتسوق والتزود بالمواد الغذائية، رغم ارتفاع الأسعار الجنوني، إلا أن البعض يجهزون المئونة الرمضانية قبل رمضان بفترة لتجنب الغلاء الفاحش الذي يلذع ظهور المواطنين.
وتقول سحر،يشهد رمضان عادات حسنة في المجتمع الأردني، كتعويد الأبناء منذ الصغر على الصيام،و التزاور بين الأرحام، ومن العادات التي أتمنى لو يتجنبها أفراد المجتمع، إضاعة الوقت في السهر ليلا بما لا يفيد والنوم نهاراً،إذ أن بهذا تضيع بركات الشهر الفضيل.
° العراق .. رمضان جديد … ودماء جديدة :
ست سنوات تحت الاحتلال،اعتاد فيها العراقيون على مرور الشهر المبارك وفي وجوههم بنادق الاحتلال مشرعة، والمعاناة على حواجز التفتيش أو عمليات الاستهداف والقتل، وما عرفوه من اضطرابات أمنية، واعتقالات واغتيالات، إلا أنهم يفرحون من وسط الألم بقدوم هذا الشهر الكريم، وتكتظ الأسواق بمرتاديها من المواطنين لشراء ما يلزم من حاجيات استعدادا لهذا الشهر،بالرغم من غلاء الأسعار وقلة الإمكانيات.
أم أوس..عراقية تحدثت لأجيال عن الأجواء الرمضانية العراقية، إذ تقول، رغم القتل والوضع الأمني الصعب، لكنا في العراق نستقبل رمضان بالفرحة، وسعادة، ويشعر المرء أنه قريب من الله يسمع دعاءه ويرى تضرعه بأن يفك بلاء أهل هذا البلد.
وحول المائدة العراقية في رمضان،تقول أم أوس، الطبق الرئيسي في الموائد الرمضانية العراقية، طبق التشريبة،
وفي السحور عادة ما يتناولون الأرز واللبن، أما عن طبق الحلوى فهو طبق حلوى الشعيرية بالسكر والقرفة.
° أجواء رمضانية مشتركة في بلاد الشام :
بمجرد أن يخيم رمضان على أجواء دول بلاد الشام، وفي الليلة الأولى من ليالي رمضان، اعتاد الناس ومنذ زمن بعيد أن يطوف عليهم المسحراتي، أو أبو طبلة، كما يسميه البعض، وهو من مهمته إيقاظ الناس للسحور، وذلك بطوافه في الشوارع والأزقة آخر الليل، ومناداته بأهازيج وعبارات خاصة، كـ يا نايم وحد الدايم، قوموا إلى سحوركم، ويحمل المسحراتي معه الطبل ليدق عليه بهدف إيقاظ النائمين، وهي عادة اختفت في الكثير من الأحياء الراقية ،واقتصرت على الحارات وبعض المناطق، إلا أن لها طعما خاصا في رمضان.
أما حلوى القطائف، فهي المفضلة إطلاقا على الموائد في بلاد الشام، وهي عبارة عن عجينة تخبز بطريقة خاصة على شكل دوائر صغيرة ثم يتم حشوها بعده أنواع من الحشوات، أبرزها القشطة، أو الجبنة، أو المكسرات،أو التمر،ثم تغطس بالقطر،وهي حلوى رمضانية شهيرة هناك.
مدافع رمضان: وقد استخدمت هذه المدافع قديما للإعلام بدخول وقت الإفطار، ولا تزال تستخدم إلى اليوم كطقس رمضاني متعارف عليه بين الناس.
كما اعتاد الناس أيضا على اقتناء الفوانيس، والتي استبدلت حديثا، بالأهلة الكهربائية التي يزين بها الناس بيوتهم ونوافذ غرفهم.
° رمضان بأحضان سوريا ولبنان :
قبيل حلول الشهر الفضيل تزدان الشوارع والبيوت بشرائط الزينة والقناديل المضيئة، وتخرج المواكب في بعض المناطق مع إعلان ثبوت الهلال للتعبير عن الفرحة بقدوم رمضان، ويزدحم الناس أمام محلات الحلويات، للتزود بأطايب المطبخ السوري أو اللبناني،كل حيث موقعه.
ومع انطلاق مدفع رمضان، يتحلق الأهل والأقارب حول الموائد التي قامت بإعدادها سيدات البيوت، والتي تحوي العديد من الأصناف، كالمحاشي والكبة والتبولة والمعجنات ومن الحلويات الكلاج والعوامة والكنافة. كما أن المائدة تكون مثراة بالمقبلات والمرطبات.
ومن أجمل المعالم في رمضان كما يقول أحمد ربحي بسوريا، الجامع الأموي الكبير،حيث يتجمع فيه الفقراء والمعوزون لتناول طعام الإفطار في ساحاته، والاستماع إلى الأناشيد والأمداح التي تؤديها في باحات المسجد فرق المنشدين، وبعد الإفطار يتجهز الناس لأداء صلاة التراويح في ذات المسجد .
منقووووووووول