هل حقاً رحلت 2024.

كنتــ أخاً لأميــ منــ أبيها
اخترتــ أنــ تعيشــ حياتكــ بعيداً عنا
لمــ نركــ سوى بمناسباتــ قليلهــ
كبرتــ بعيداً عنا
لا اعلمــ لما حرمتنا قربكــ
ابتعدتــ .. وكونتــ عائلتكــ
اجتهدتــ .. وبذلتــ الكثير
لتصلــ لما تاقتــ نفسكــ لهــ

ولكنـــ
لمــ يتركوكــ لتهنأ بما بيدكــ
وحوشــ بشريهــ
ملأ قلبها الحسد .. والحقد
وحبــ المالــ
طمعتــ بما بيدكــ
لمــ تراعيــ اللهــ فيكــ

أتعلمــ
يامنــ يقرأ كلماتيــ
ماذا فعلوا بهــ
لقد سحروهــ
إيــ .. وربيــ
أكبر الكبائر
ارتكبوها بحقكــ

تدهورتــ صحتكــ
وكادتــ حرارهــ جسمكــ تفتكــ بكــ
دخلتــ بغيبوبهــ ..
طالتــ مدتها
ولما كتبــ لكــ أن تفيقــ منها
اكتشفنا بأنكــ فقدتــ جزء منــ ذاكرتكــ
لا اعلمـ بالضبطــ ماحدثــ لكــ
ولكنــ .. ما أصابكــ جراء
الحرارهــ اللتيــ داهمتكــ أثر على عقلكــ
توالتــ عليكــ الأامراضــ
عجز الطبــ بكلــ حداثتهــ أنــ يحدد مابكــ
كلما اقتربوا منــ علاجــ ما أصابكــ
يداهمكــ شيء آخر يقفونــ عاجزينــ أمامهــ
فأعلنوا استسلامهمــ أمامــ مرضكــ
فمايصيبكــ .. ليســ بيدهمــ
سوى تسكينــ آلامهــ
أما شفائكــ التامــ
أصبحــ مستحيلاً

أقر بأننا لمــ نقمــ بكاملــ واجبنا تجاهكــ
فشفائكــ كانــ بكتابــ اللهــ
ولكنــ لمــ تجد منــ يواصلــ بكــ هذهــ الرحلهــ
فإبنكــ .. كانــ أولــ المتخلينــ عنكــ
يبلغــ منـــ العمر مايحملهــ المسئوليهــ
ولكنهــ أبى ذلكــ
ولحقتهــ أختهــ ..
قستــ قلوبهمــ عليكــ
ولمــ ينظروا لكــ بعينــ الرحمهــ
ولمــ يبقــ لكــ سوى زوجهــ وفيهــ
أبتــ إلا أن تقومــ هيــ برعايتكــ

أما نحنــ
وأقصد أخوتكــ الرجالــ
منــ همــ أخوالــ ليــ
شغلتهمــ الدنيا عنكــ
وبعد المسافهــ بيننا عنــ علاجكــ
لا أنكر بأنهمــ حاولوا نقلكــ إلى مدينتنا
فهمــ لديهمــ أسر يعيلونها
ولكنــ أبنائك .. وزوجتكــ
رفضوا تركــ حياتهمــ بتلكــ المدينهــ
المسافهــ بيننا لاتتعدى ثلاثــ ساعاتــ
ولكنــ لكلاً حياتهــ لا يستطيعــ تركها

ولا زالتــ صحتكــ في تدهور مستمر
ولازلتــ تفقد كلــ يومــ جزء منــ ماتبقى لكــ منــ ذكرياتــ

لا أحملــ لكــ بذاكرتيــ سوى صورتينــ
صورهــ أتذكر بها وجهكــ الشابــ
النابضــ بالحياهــ

وصورهــ
بوجهكــ الشاحبــ .. وعيناكــ الذابلتانــ

لا استطيعــ أن أنسى
اولــ مرهــ رأيتكــ فيها بعد مرضكــ
فواللهــ لحظهــ دخولكــ علينا
خيلــ إليــ بأني أرى وجهــ جديــ الراحلــ
أصبحتــ تملكــ ذاتــ الوجهــ الوقور
وذاتــ اللحيهــ البيضاء

لمــ تعرفنا
وأصبحنا نذكركــ بما نسيتــ
وماتلبثــ أنــ تلتفتــ لأحدانا لتسألها منــ أنتي؟
فذاكرتكــ أصبحتــ هشهــ
يوماً نراكــ تتذكر كلــ شيء
وتعرفــ بما حدثــ لكــ
ومنــ الغد نراكــ لاتعلمــ اين أنت

تنعمــ بأيامــ قلائلــ بصحتكــ
فماتلبثــ أن تتدهور أكثر

لا اعلمــ لما اشعر بأننا خذلناكــ
أشعر بأننا لمــ نقفـ إلى جانبكــ كما ينبغيــ لنا
ولا أعلمــ هلــ أنتــ تعاتنبا على تقصيرنا

أصبحتــ تملكــ قلباً
أبيضاًً .. نقياًً .. طاهراًً
أصبحتــ تملكــ قلبــ طفلــ بجسد رجلــ
أراكــ فلا أرى سوى
وجهاً وقوراً .. كساهــ الشيبــ
وأثقلهــ التعبــ
لمــ تتجاوز السابعهــ والأربعينــ منــ عمركــ
ولكنــ يخيلــ لمنــ يراكــ بأنكــ بغلتــ منــ العمر عتيا

رحلتـــ
أجلــ .. فقد رحلتــ
فجر هذا اليومــ
رحلتــ روحكــ إلى بارئها

لعليــ لا زلتــ أعيشــ تحتــ وطأهــ الصدمهــ
وإلا ماتفسير ما اكتبهــ الآن .. وبهذا الوقتــ بالذاتــ

رحلتــ لتتركــ فيــ قلبيــ
جرحاً ينزفــ لفراقكــ
لعلكــ لمــ تكنــ قريباً منيــ بيومــ
ولعلكــ لا تتذكرنيــ منــ الأساســ
ولكنيــ أحملــ لكــ بقلبيــ منــ الحبــ الشيء الكثير
أحملــ لكــ بداخليــ شعوراً بالأسى لحالكــ
تنكر لكــ أقربــ اقربائكــ
أبنائكــ
فما أقسى قلوبهمــ
ونحنــ لمــ نكنــ بأحسنــ حالــ منهمــ
أشغلتنا الدنيا عنكــ .. ولمــ نرحمــ ضعفكـ وعجزكــ
ولكنــ ما حيلتيــ أنا
فما أنا سوى فتاهــ لا تملكــ حولــ ولا قوهــ
فهلــ تعذرنيــ !.~

لعليــ قد أظلمــ منــ حوليــ بحكميــ عليهمــ
فهمــ حاولوا .. اجتهدوا .. بذلوا الكثير
ولكنيــ أراهمــ قصروا بحقكــ

اتعذرنا
او تسامحنا
هلــ رحلتــ وبقلبكــ ذرهــ غضبــ منا

لا اعتقد ذلكــ
فما عهدتــ منكــ سوى الطيبهــ
ولا أكاد أرى سوى وجهكــ
النقيــ .. الطاهر
أقسمــ بأني أتذكر نظراتكـــ
فيخيلــ ليــ بأني أرى طفلــ بداخلكــ
تلكــ النظراتــ .. تحملــ منــ برائهــ الأطفالــ الكثير

رحمكــ اللهــ
لمــ تدفنــ بعد
فلا زلتــ مسجى هناكــ
يريدونــ حملكــ إلى هنا
إلى مسقطــ رأسكــ
ومرتعــ شبابكـــ
لترقد بجوار أبيكــ

لمــ تكنــ قصهــ منــ نسجــ خياليــ
بلــ هيــ وربيــ
قصهــ
رجلــ عاشــ ليمتــ
ليتركــ لنا قصتهــ
تذكرنا بنفوســ
قستــ .. فزينتــ لها الدنيا
وبلغــ منها الجشعــ
لتقضيــ على مستقبلــ شخصــ
لمــ يأذها بشيء

فاللهــ حسيبها ونعمــ الوكيلــ

لمــ اكتبــ ماسبقــ
طمعاً بتعقيبــ منكمــ
بلــ املاً بأن
تلاقيــ قصتهــ صدى بنفوسكمــ
فتذكروهــ بدعوهــ .. بظهر الغيبــ
تأنســ وحدتهــ بذالكــ القبر الموحشــ
الذي ينتظرهــ