كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
وعن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال: أخذ رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بمنكبي فقال:
كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
وكان ابن عمر يقول -رضي الله عنه-: "إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء،
وخذ من صحتك لسقمك، ومن حياتك لموتك" أخرجه البخاري.
——————————————–
حديث ابن عمر فيه وصية من النبي -عليه الصلاة والسلام- لابن عمر، وكان إذ ذاك شابا قال: أخذ بمنكبي أو قال: بمنكبيّ كن في الدنيا كأنك غريب،
أو أو هنا ليست للشك بل للتأخير أو للإضراب وهو الترقي من درجة إلى درجة أعلى.
كن في الدنيا كأنك غريب الغريب في البلد لا يتعلق بها
ولا يتشبث بل هو مستوحش من أهلها يجلس ويمكث بقدر حاجته
لا يعمر الديار ولا يبني القصور، ولا يحرث ولا يزرع، ولا يتعلق بشيء من أمر هذا البلد، لا؛
لأنه غريب مستوحش من الناس.
ثم درجة أعلى أو عابر سبيل عابر السبيل أشد في باب الوحشة من الغريب،
وذلك أنه يمر وهو عابر سبيل ويسير في طريقه كمن سار ونزل تحت شجرة ثم سار،
كما قال النبي -عليه الصلاة والسلام- فيما رواه الترمذي وغيره:
ما أنا والدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها وهذا هو معنى أو عابر سبيل.
ولهذا كان ابن عمر – رضي الله عنهما – يبتدل هذه الوصية ويقول:
"إذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح".
هذا هو العامل الحقيقي، الذي استعد حينما يمسي وينام وتقبض روحه بالنوم
يظن أنها لا ترجع مرة أخرى، حينما تتوفى نفسه وتقبض قبضا قد يكون قبضا تاما،
وقد يكون قبضا مقيدا ترجع إليه، فهذا هو الذي استعد واجتهد، "وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح".
في اللفظ الآخر من حديث ابن عباس عند الحاكم قال:
اغتنم خمسا قبل خمس، شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل مرضك، وحياتك قبل موتك،
وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك يستغل هذه الخمس؛
لأنه إذا عرضت له هذه الأمور ندم ولات ساعة مندم، انتهى،
ليس له لو أراد أن يقول: أريد كذا وكذا، نقول: هيهات انتهى الأمر ليس لك إلا ما عملت،
لكن السعيد الموفق من كان عاملا في حال الرخاء، عاملا في حال الصحة مجتهدا،
فإنه إذا حصل له بعد فراغه شغل من الأمور التي هي مطلوبة منه أو حصل له مرض بعد صحته،
أو هرم بعد شبابه، أو شغل ببعض الأمور التي هو يسعى فيها، وقصده الله والدار الآخرة
فيكتب له ما عمل في حال صحته، كما قال النبي -عليه الصلاة والسلام-:
ما من أحد من الناس يصاب ببلاء في جسده إلا أمر الله عز وجل الملائكة الذين يحفظونه قال : اكتبوا لعبدي في كل يوم وليلة ما كان يعمل من خير ما كان في وثاقي
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: المنذري – المصدر: الترغيب والترهيب – الصفحة أو الرقم: 4/228
خلاصة حكم المحدث: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]
وربما وفقه ربه – سبحانه وتعالى- لعمل صالح
إذا أحب الله عبدا عسله . قالوا : ما عسله يا رسول الله ؟ قال : يوفق له عملا صالحا بين يدي أجله حتى يرضى عنه جيرانه – أو قال : من حوله .
الراوي: عمرو بن الحمق الخزاعي المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الترغيب – الصفحة أو الرقم: 3358
خلاصة حكم المحدث: صحيح
لكن هذا الخبر فيمن كان مفرطا وأراد أن يعمل بعد ذلك،
ففي هذه الحال ليس له إلا ما عمل؛ لأن الأعمال بالنيات،
والذي كان يعمل ثم بعد ذلك شغل عنه بأمر لا يمكن أن يعمل أو ضعف عن العمل
يكتب له صالح عمله كما تقدم في الحديث عن النبي -عليه الصلاة والسلام- نعم.
أو موطن استقرار ، ولئن كان ظاهرها يوحي بنضارتها وجمالها ،
إلا أن حقيقتها فانية ، ونعيمها زائل ، كالزهرة النضرة التي لا تلبث أن تذبل ويذهب بريقها .
لقد أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بمنكبيّ عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ؛
ليسترعي بذلك انتباهه ، ويجمع إليه فكره ، ويشعره بأهمية ما سيقوله له ،
فانسابت تلك الكلمات إلى روحه مباشرة : ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ) .
لقد بيّن الحديث غربة المؤمن في هذه الدنيا ، والتي تقتضي منه التمسّك بالدين ،
ولزوم الاستقامة على منهج الله ، حتى وإن فسد الناس ، أو حادوا عن الطريق ؛
فصاحب الاستقامة له هدف يصبو إليه ، وسالك الطريق لا يوهنه عن مواصلة المسير تخاذل الناس ،
أو إيثارهم للدعة والراحة ،
وهذه هي حقيقة الغربة التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله :
( بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء ) رواه مسلم .
بارك الله فيك وزادك من فضله ومنه
وجعل لك من كل ضيق مخرجاا
وجعلك بمنزلةالصدقين والابرار
وفقك الله لماايحب ويرضى
استمتعت برقرات ماهومفيد..
~أحترامي
راعيـــةالفزعــاات
جــزاك الله خيراً ..
..
( إن الدنيا ليست بدار قراركم، كتب الله عليها الفناء، وكتب على أهلها الظعن. فأحسنوا ما بحضرتكم من النقلة، وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ).
سبيلك في الدنيا سبيل مسافر *** ولابد من زاد لكل مسافر
ولابد للإنسان من حمل عدة *** ولا سيما إن خاف صولة قاهر
\
جزاك الله خير ولاحرمك الأجر
وجعله في موازين حسناتك
جزاك الله خير ولا حرمك الأجر
ونفع الله بك