تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » على ضفاف نهر السين

على ضفاف نهر السين 2024.

  • بواسطة
"

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

’,

||

خرجت من ( شقتي ) التي أقطن بها ، وعلى ضفاف نهر " السين " أعانق ضباب باريس ..
منذ أن خرجتُ قبل عقرب الثانية وأنا أهيم إلى اللاشئ !!
الآن أتممت شهرين من ( وجع الغربة ) منذ بداية مرحلتي الدراسية في " باريس "
طرتُ إليها وأنا ممتلئٌ بالطموح العالي ، ممتلئٌ بالتفائل .. وتعلوا شفتاي إبتسامة مرضية ..
ولكن ما إن تصدت في وجهي آلام الغربة .. حتى بدت علامات الحزن والإكتئاب على مُحيّاي !!
والأفكار تطرق رأسي .. وأنا متلحفٌ بـ ( كوت شتوي ) ويداي داخل جيبي ، وأتأمل جيّداً خطوط الشارع المؤدي إلى نهر " السين "
***

الأشياء من حولي ترغمني على متابعة أدق تفاصيلها ، الضحكة العالية أسمعها حولي .. بكاء طفل ، يد الأم التي تداري ولدها عن السيارة ، الرجل العجوز على طرف الكرسي المهزوز .. !
أرى طفلين يلعبان معاً فأبتسم .. أرى في الناحية الأخرى أب يصفع إبنه فتختفي الإبتسامه ..
يا الله .. حتى الإبتسامه التي إرتسمت على شفتي يجبرها الواقع بـ التلاشي !!
ما أسهل أن نضحك ونبتسم مع الناس .. ولكن داخل قلوبنا هموماً لاتقوى على حملها جبال ، أهذا ما يسمى بالنفاق الاجتماعي ، أم أن هناك مصطلح جديد له لم أعرفه ؟
وقفت عند ( كشك ) لبيع البطاطس .. سمعت شخصاً يصرخ بأعلى صوته وكأن البائع يفهم مايقول ( إخلص علينا يادب ) !!
متيقنٌ أن البائع لم يفهم مايقوله صاحبنا ولكن دلالية الملامح عرف أنها بمعنى الشتم !
مشكلة أن يكون سوء الأخلاق في الداخل والخارج .. ماذا تعني الحرية لديهم ؟ ، مفهوم أن أكون ( القيمة ) هل يعرفونه ؟
أم أنها تبخرت على مدرج الطائرة ؟
بعد أن فرغ من ذلك الشخص الطائش .. إلتفت إلي وقال ( فاهاد ) ..
هكذا ينطق إسمي بالفرنسيه دائماً .. إشتريت منه القليل من البطاطس الجاهزة والتي تعلوها قليلاً من الـ ( كاتشب )
وقلت له وأنا مبستم ( Merci ) نطقتها باللهجه الفرنسيه ( ميغسي )
جلست على مقعد قريب ؛ أتناول البطاطس وأمامي ( نهر السين ) ومن خلفي ( برج إيفل )

هه ..!
آه يارفيق دربي " محمد " لن أنسى ما قلته :-
( ودي أعيش بباريس وأروح لبرج إيفل وأسوي كل اللي بخاطري ) ..
أنا هنا نيابةً عنك يامحمد .. أمامي نهر السين وبرجك الحالم خلفي وآكل الـ ( PATATE ) عفواً نطقتها بالفرنسي !! وآكل البطاطس ياسيدي ..
صدقني لم أشعر بهذا الشئ الذي كنت تصفه لي !!
***

أفكر في الإنسحاب نهائياً من الدراسه !!
ولكن ما إن أتذكر كلمات أبي وهو يودعني عند الطائرة :-
( فهد إرجع لنا دكتور .. وإرفع راسي قدام الناس .. خلني أفتخر فيك ياوليدي )
أعاود أدراجي ، وأكتم هذا الأنين الناضح في صدري ، وأستمسك بعروة الصبر و الثبات
أُغمِضُ عيناي وأرفع رأسي إلى السماء .. وأبتسم
أتذكر شقاوة إخوتي .. شجارهم أمامي وهم يلعبون الـ ( بلاي ستيشن )
أتذكر إخواني فرداً فرداً كل شخص ومواقفه الرائعة والحزينة !!
محمد .. عبدالله .. ليان .. ثم أختي الصغيرة ( نورة ) ..
آآآآهـ يانورة .. فتحت عيناي حينما تذكرتها ونزلت دمعة فارّة
ليتها الآن تجلس بـ جانبي .. تلعب بـ نظارتي .. تضربني وتهرب لتختفي عني .. تدور حولي لأحملها بين يدي لتصبح ( كبيرة ) أكبر مني !!
وتضحك ضحكة عالية جداً ثم تخرج لسانها وتقول ( صرت أكبر منك فهودي )
وقفت على قدمي وعدت على آثاري ذاهباً إلى ( الشقه ) وأنا أحدث نفسي
" إلى متى وهذهـ حالتي منذ شهرين ! الوقوف على نفس عتبة الشقة والتسكع في الشارع ، وندب الحظ الذي يخنقني ، والغربة المحلّقة حولي كـ مشنقة
ألم يأِن الأوان إلى أن أنسى همها !!
ألم يحين الوقت لأن أشد همتي في دراستي لـ يتباهى بي ( أبا فهد ) أمام الناس !! "
صوت صفير الضمير الأبيض يأز في نفسي :
" نعم يافهد .. حان الوقت لأن تخرج من عزلتك .. حان الوقت لأن تكون صداقاتك .. أثبت جدارتك بدراستك عد إلى ماكنت عليه سابقاً .. وعلى عهد النور وسبيل الخير سائر "

***

وصلت إلى باب مسكني ..
رميت المفاتيح على تلك الطاولة .. وإرتميت على سريري ودخلت في نومٍ عميق
على أمل أن يكون الغد يومٌ آخر من تفاصيل رحلتي الدراسيه
||

ا . هـ

طبعاً القصة هذي تأليف عبدالرحمن الدهام ..

تحياتي لكمـ

………………………………… (مَعآنْدَه رُوحَهآ..

"

"

وَلَآ تِنسوآ ردودُكم الحُلوَه +)

………………………………… (مَعآنْدَه رُوحَهآ..

"

قصه اكثر من رائعه
تقبلي مروري

"

نَورتْ يآ "القدر السيء" =)

………………………………… (مَعآنْدَه رُوحَهآ..

"

رووووووووووووووعه
يعافيك ربي على روووووووووووووعه الطرح،،،غرام

يعطيك ربي العافيه..

قصة رائعة………وكاتبتها أروع
تقبلي مروري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.