في ليلة ككل ليلة تمد يدها تغلق النور بهدوء وتغمض عينها وتذهب في نوم عميق.
لا يوقضها سوى صوت المنبه المزعج الذي تغلقه بضجر وهي تردد جملتها المعتاده : مدرسة مدرسة متى يُمحى هذا الاسم من قاموس الحياة ؟
تتوجه إلى دورة المياة بكسل وهي ترجع خصلات شعرها البندقي المتطايرة خلف اذنها التي يزينها قرط من الذهب الخالص ..
بعد ما استحمت ووضعت كريمات الترطيب على بشرتها توجهت إلى مرآتها الكبيره التي تتوسط جدار غرفتها تبدأ بوضع مساحيق التجميل التي تزيد من جمالها بعد انتهائها تلقي نظره على شكلها وتهز رأسها بالرضا وتبدأ بلبس ملابسها التي تظهر جميع مفاتن جسدها ..
خرجت من الغرفة وهي تحمل حقيبتها المدرسية متوجهه للدرج تنزل بخطوات هادئه وهي شارده بمخيلتها إلى كلام صديقتها المقربة روز وماذا كانت تقصد بقولها " من الغد سوف تتغير حياتك للأفضل وتبدأين بعيش قصه لا مثيل لها " كانت هذه الكلمات القليلة كفيلة بأخذ تفكير لارا
تصحو لارا من سرحانها على صوت أمها الهادئ الحنون وهي تلوح بيدها أمام وجهها وتنادي بأسمها
لارا ببتسامة هادئة : هااي مام
ام لارا : السلام عليكم هيا صغيرتي أجلسي على طاولة الإفطار وتناولي إفطاركِ ..
تبدأ لارا بتناول الافطار بهدوء وبعد ان اكتفت نهضت متوجهة لغسل يديها وحمل حقيبتها وهي تسير بتجاه سيارتها الخاصة لكي تذهب للمدرسة
في المدرسة ….
Hey roor : روز
hey How are you: لارا
روز : لا علينا الآن من الرسميات لقد اخبرتكِ بالامس ان حياتكِ من اليوم سوف تتغير أليس كذلك ؟
لارا بفضول واستغراب : نعم ولكن كيف ؟!
روز : اسمعي وطبقي ما أقول بالحرف الواحد ……..
لارا بحماس مع القليل من الخوف : ولكن ماذا لو لم يحدث ما اريد ؟ هنا قد اخسر كل شي
روز بمكر : لا لا انني أثقُ بأن كل شي سوف يكون على أحسن ما يكون ..
…….
مرت الأيام واحد تلو الآخر ولارا تمشي في طريق لا تعلم نهايته ولا تعلم نوايا صديقتها روز وإلى اين سوف تصل ؟!!
دعونا نلقي نظرة على الضياع الذي تعيشه لارا والظلام الذي يحوط بها
…… بصوت ماكر : حبيبتي متى سوف نلتقي لقد اشتقت لرأية عينيك الساحرتين اللتين لطالما حلمتُ برؤيتها
لارا بحب صادق : أحمد عزيزي إنني لا أستطيع ألا يكفيك صوري التي تملكها ؟!
أحمد بضجر من عنادها وخوفها : لارا ما بالكِ لماذا أنتي خائفة ؟ من المستحيل أن أفعل بكِ شيئاً فأنتي بمثابة أختي …
لارا بدون تفكير خوفا من أن تفقده : حسنا حبيبي لا تغضب سوف يحدثُ ما تريد أين تريدنا أن نلتقي ومتى ؟!
أحمد بفرح ممزوج بالخبث : في …. في اليوم …
لارا وهي خائفة من القرار الذي اتخذته : حسنا اتفقنا
وأكملا حديثهما ككل ليلة حتى الصباح
بعد أن أغلق أحمد المكالمة اتصل مباشرة بروز و شكرها على تعريفها لكل هذه الفتيات التي يستمتع بالكذب عليهن والاستمتاع معهن وأخذ أغلى ما يملكن وهو ( الشرف و السمعه )
ترد عليه روز بغرور و فخر بالإنجاز الذي تحققه و تأكد له إنها ف الخدمه دائما
أتى اليوم الموعود والذي اتفق فيه أحمد مع لارا على اللقاء حيث كان في أحد المجمعات التجارية .
وصلت لارا إلى هناك و بدأت تتجه بخطوات واثقه على عكس ما في داخلها من خوف وتوتر مما قد يحدث ولكن كانت تحبه حقا ولا تريد أن تخسره بسبب خوفها الذي تقول عنه روز لا داعي له .
وبدأت تبحث بعينيها عنه واذا به يقف خلفها ويغمض عينيها بيديه الخشنتين
تلتف ناحيته بخوف وتوتر ودقات قلبها تتسارع كأنه سوف يخرج من بين أحشائها في أي لحظه .
بكل جرأه و قلة ذوق يقوم أحمد بضم لارا أمام الملأ ينخطف لونها من الدهشة والإحراج الذي تعرضت له وهنا تأكدت إن هذا اليوم لن يعدي على خير .
جرت لارا بسرعة متجهة إلى سيارتها التي كان أخوها يتنظرها فيها
واذا بأحمد يهب كالثور الهائج الذي تحول لونه إلى الأحمر من شدة الغضب
وصار يتبع السيارة حتى وصلت إلى منطقه شبه مهجورة حيث كانت الشرطه تنتظره
لكن أحمد لم يلاحظ وجود أي أحد غير لارا التي اغضبته بهروبها منه
توجه إلى سيارتها بغضب كي يقوم بأخذها بالقوه وتعذيبها
وقبل أي حركة منه سمع صوت الضابط ينادي باسمه بغضب ويأمر الشرطي بأخذه إلى السيارة كي يحققوا معه
في هذه اللحظات كانت لارا خائفه جدا وقلبها يملأه الحزن على ما خسرته وفكرها ضائع في ما حدث
إلتفت لها أخوها وهو يؤنبها على ما فعلته : لارا ما حدث اليوم كان عبره لكِ كي تتعلمي ما هو الصحيح من الخاطئ وأمي وأبي عندما ربيانا لم يعلمانا ان نفعل مثل هذه الأمور ومن الآن يجب ان تختاري صديقاتكِ بحرص وتأخذي العبرة من هذا الموقف , ولكن كيف علمتِ أنه كان يكذب عليكِ ؟!
لارا بحزن وندم : إنني آسفه حقا يا أخي ولو لا رحمة الله لكنت الآن في ضياع لا يعلمه سوى الله
وأنا علمت بهذا الأمر في نفس اليوم الذي قال لي أحمد انه يريد أن يقابلني حيث اغلقت المكالمه منه بعد إن وصلت إلى المدرسة وانا في الطريق إلى داخلها سمعت صوت روز واتجهت لها كي أخبرها بما حدث بيني وبين أحمد وتفاجات انها كانت تتحدث معه وتعلم بشأن هذا الأمر قبلي وإن كل ما يحدث كان مدبرا ومخطط غضبتُ كثيراً ولكن حاولت تمالك نفسي وتعاملت معها بشكل طبيعي
وبعد إن عدت إلى المنزل أخبرتك بكل ما حدث و الحمدلله انك تفهمتني وساعدتني
أخو لارا : لا عليكِ صغيرتي والآن أريد منكِ أن تفتحي صفحة جديدة تكونين فيها ذات علاقة قوية بربكِ ..
لارا : إن شاء الله
…………..
كانت تلك أحد القصص التي حكتها لارا في إحدى محاضراتها الدينية التي قامت بتوجيه مجموعة كبيرة من الطالبات والأمهات وحثهن على التمسك بدينهن والإبتعاد عن جميع شهوات الدنيا التي قد تلقيهن في عذابٍ عظيم في يوم الحساب.
شكر الجميع لارا على تلك القصه واستأذنوها بعدها
عادت لارا إلى منزلها وهي سعيدة بما حققته من إنجاز وبتغيرها الذي قادها لسعادة والذي غير حياتها للأفضل ..
فيها الكثير من العبرة..
قصة مليئة بالعظه والعبره
شكراّ جزيلاّ
الله يسلمك غلاي
اسعدني مرورك
الله يستر علينا وعلى جميع بنات المسلمين
قصة مليئة بالعظه والعبره شكراّ جزيلاّ |
امين يا رب العالمين
العفو ولو
اسعدني مرورك غلاي
وفي عملكم الموزون
دمتم بطيب النسيم
وعبق الرحيق المختوم
شكرا لكم
اهنيك من كل قلبي
ي جمممال القصصصه
ننتظر جديدك ي قمر
يعافيك ربي على الاختيار