تتكاثر الذنوب -ولو كانت صغيرة- على العبد حتى تهلكه! فقد روى أحمد -بإسناد صحيح- عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ؛ فَإِنَّمَا مَثَلُ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ كَقَوْمٍ نَزَلُوا فِي بَطْنِ وَادٍ، فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ، وَجَاءَ ذَا بِعُودٍ حَتَّى أَنْضَجُوا خُبْزَتَهُمْ، وَإِنَّ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ مَتَى يُؤْخَذْ بِهَا صَاحِبُهَا تُهْلِكْهُ".
وحيث إن العبد لا يستطيع أن يمتنع من الذنوب تمامًا لضعفه وغلبة نفسه الأمارة بالسوء عليه كان العلاج في الاستغفار والتوبة؛ ولأن الذنوب كثيرة لزم أن يكون الاستغفار كثيرًا أيضًا، وقد جاء في السُّنَّة بعض الأعداد التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم لمرات الاستغفار في اليوم، كسبعين أو مائة؛ ومع ذلك فقد جاءت السُّنَّة كذلك بفتح المجال للمسلم بالاستغفار الكثير الذي يخرج عن الإحصاء والعدد، وذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك ثوابًا جزيلاً في الدنيا والآخرة؛ أما في الدنيا فتفريج الكروب والهموم وسعة الرزق، وأما في الآخرة فالبشرى من الله عز وجل؛ فقد روى أبو داود -وقال المنذري وابن حجر: حسن- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ لَزِمَ الاِسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ".
وروى ابن ماجه -وقال الألباني: صحيح- عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ رضي الله عنه أنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ فِي صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارًا كَثِيرًا".
فلنملأ أوقاتنا في حركاتنا وسكناتنا بالاستغفار، فإنه حقًّا خير الدنيا والآخرة.
ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].
د.راغب السرجاني
–
جزاك الله خير
استغفر الله العظيم
جزاگ الله خير ونفع بگ
استغفر الله العظيم واتوب اليه