تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » سُنَّة قصر الخطبة

سُنَّة قصر الخطبة 2024.

  • بواسطة

غرام

يعتقد بعض الأئمة والدعاة أن قلة حضور المسلمين لدروس العلم تُعْطِي الخطباء العذرَ لكي يُطيلوا خطبة الجمعة؛ وذلك لاستغلال الفرصة لتعليم المسلمين، ولكن الواقع أن السُّنَّة النبوية الصحيحة تقضي بقصر الخطبة على الرغم من كل الأعذار التي يُقَدِّمها الخطباء! فقد روى مسلم عن أَبِي وَائِلٍ قَالَ: خَطَبَنَا عَمَّارٌ رضي الله عنه، فَأَوْجَزَ وَأَبْلَغَ، فَلَمَّا نَزَلَ قُلْنَا: يَا أَبَا الْيَقْظَانِ؛ لَقَدْ أَبْلَغْتَ وَأَوْجَزْتَ، فَلَوْ كُنْتَ تَنَفَّسْتَ -أي أَطَلْتَ قليلًا- فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: «إِنَّ طُولَ صَلَاةِ الرَّجُلِ، وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ، مَئِنَّةٌ -أي علامة- مِنْ فِقْهِهِ، فَأَطِيلُوا الصَّلَاةَ، وَاقْصُرُوا الْخُطْبَةَ، وَإِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا».

وروى النسائي -وقال الألباني: صحيح- عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنه، يَقُولُ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ الذِّكْرَ، وَيُقِلُّ اللَّغْوَ، وَيُطِيلُ الصَّلَاةَ، وَيُقَصِّرُ الْخُطْبَةَ، وَلَا يَأْنَفُ أَنْ يَمْشِيَ مَعَ الْأَرْمَلَةِ، وَالْمِسْكِينِ فَيَقْضِيَ لَهُ الْحَاجَةَ». فهذه هي السُّنَّة، ولقد قرأ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه الواقع المخالف للسُّنَّة، والذي ستُقْبِل الأمة عليه، من كون الخطباء يطيلون في الخطبة، غير مكترثين بتطبيق السُّنَّة؛ فقد روى روى مَالِكٌ -وقال ابن عبد البر: وَرُوِيَ مِنْ وُجُوهٍ مُتَّصِلَةٍ حِسَانٍ مُتَوَاتِرَةٍ- عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ لِإِنْسَانٍ: إنك في زمان كثيرٌ فقهاؤه، قليلٌ قرَّاؤه، تُحْفَظُ فِيهِ حُدُودُ الْقُرْآنِ، وَتُضَيَّعُ حُرُوفُهُ، قَلِيلٌ مَنْ يَسْأَلُ، كَثِيرٌ مَنْ يُعْطِي، يُطِيلُونَ فِيهِ الصَّلَاةَ، وَيُقَصِّرُونَ الْخُطْبَةَ، يُبَدُّونَ أَعْمَالَهُمْ قَبْلَ أَهْوَائِهِمْ، وَسَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ قَلِيلٌ فُقَهَاؤُهُ، كَثِيرٌ قُرَّاؤُهُ، يُحْفَظُ فِيهِ حُرُوفُ الْقُرْآنِ، وَتُضَيَّعُ حُدُودُهُ، كَثِيرٌ مَنْ يَسْأَلُ، قَلِيلٌ مَنْ يُعْطِي، يُطِيلُونَ فِيهِ الْخُطْبَةَ، وَيُقَصِّرُونَ الصَّلَاةَ، يُبَدُّونَ فِيهِ أَهْوَاءَهُمْ قَبْلَ أَعْمَالِهِمْ.

والواقع أن المسلمين في هذا الزمان الذي قَلَّت فيه الدروس والمواعظ يحتاجون إلى تشجيع لحضور خطبة الجمعة مبكِّرين ومُنْصِتِين، ولن يكون ذلك إلا إذا أيقنوا أن الخطيب يحرص على ما قلَّ ودلَّ، وأنهم لن يُصابوا بالملل والضيق إذا حضروا الخطبة من أولى لحظاتها، فليحرص الأئمة على هذه السُّنَّة، وليجتهد المصلُّون الغيورون على سُنَّة نبيِّهم صلى الله عليه وسلم في إيصال هذه المعاني لخطباء مساجدهم.

ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].

المصدر : كتاب " إحياء354 " للدكتور راغب السرجاني

جزاك الله كل خير
ويعطيك الف عافيه

– تنويه بسيط …

هناك مدة زمنيه بين طرح واخر
ارجو مراعاتها
تجنبا لـ ارسال الطرح لـ قسم المواضيع المخالفه للفتره الزمنيه

’،

صلى الله عليه وسلم

بارك الله فيك

_

جزآك الله خير ()*.

جزاك الله خير
وبارك الله فيك
وجعلها في موازين حسناتك
وأثابك الله الجنة أن شاء الله
دمت في حفظ الله

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.