تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » سلسة شرح الأربعين النووية الدرس السابع

سلسة شرح الأربعين النووية الدرس السابع 2024.

  • بواسطة
الحمد لله رب العالمين،وأصلي وأسلم على نبيه المصطفى الأمين،سيدنا محمد وآله الطيبين،وصحابته الغر

الميامين،ومن سار على نهجهم،واقتفى أثرهم إلى يوم الدين ،أما بعد،

أحبتي في الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،وما زلنا معكم بمن الله وكرمه،ولا زلنا في مواصلة سلسلتنا

الطيبة،شرح الأربعين النووية،ولقد شرحنا بمن الله وتوفيقه الحديث السادس ،وهو حديث الحلال والحرام

،،ونواصل اليوم بحمد الله تعالى شرح هذه السلسلة،مع حديثنا اليوم،وهو الحديث السابع بعنوان الدين

النصيحة،

سلسلة شرح الأربعين النووية الدرس السادس

غرام

الحديث السابع:الدين النصيحة

عن أبي رُقَيَّةَ تَمِيمِ بنِ أوْسٍ الدَّارِيِّ رضي اللهُ عنه: أَنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قالَ:"الدِّينُ النَّصِيحَةُ". قُلْنَا:

لِمَنْ ؟ قالَ: "للهِ، ولِكِتَابِهِ، ولِرَسُولِهِ، ولِلأَئِمةِ المُسْلِمِينَ، وعامَّتِهِمْ" رواه مسلم.
غرام
غرام

هذا الحديث من جوامع الكَلِم التي اختص الله بها رسولنا صلى الله عليه وسلم، فهو عبارة عن كلمات موجزة اشتملت على معانٍ كثيرة وفوائد جليلة، حتى إننا نجد سائر السنن
وأحكام الشريعة أصولاً وفروعاً داخلةً تحته، ولذا ولذلك يعتبر من الاحاديث التي عليها مدار الإسلام،في أقوال أهل العلم.

قوله صلى الله عليه وسلم:" الدِّينُ النَّصِيحَةُ " المراد بالدين هنا: الإسلام والإيمان والإحسان .

"النصيحة":كلمة جامعة معناها إرادة الخير وحيازة الحظ للمنصوح له،وقيل النصيحة مأخوذة من نصح الرجل ثوبه،أي خاطه،فشبهوا فعل الناصح فيما يتحراه من صلاح للمنصوح له
بما يُسد من خلل الثوب،،وقيل أنها مأخوذة من نصحت العسل أي صفيته من الشمع فشبهوا تخليص القول من الغش بتخليص العسل من الخلط،
وهي من وجيز الأسماء ومختصر الكلام،فليس في كلام العرب كلمة يستوفى بها العبارة عن معنى هذه الكلمة،كما قيل في كلمة "الفلاح"ليس في كلام العرب كلمة أجمع لخيري الدنيا
والآخرة منها.والمراد بقوله صلى الله عليه وسلم "الدين النصيحة"أي عماد الدين وقوامه النصيحة،كقوله صلى الله عليه وسلم:"الحج عرفة"أي عماده ومعظمه،وإلا فللحج أركان أخرى لا يتم إلا بها،
فيدل هذا على الأهمية البالغة للنصيحة في ديننا الحنيف،

قوله صلى الله عليه وسلم:" للهِ، ولِكِتَابِهِ، ولِرَسُولِهِ، ولِلأَئِمةِ المُسْلِمِينَ، وعامَّتِهِمْ"

أما النصيحة لله تعالى : فتكون بالإيمان بالله تعالى، ونفي الشريك عنه، وترك الإلحاد في صفاته، ووصفه بصفات الكمال والجلال كلها، وتنزيهه سبحانه وتعالى عن جميع النقائص،
والإخلاص في عبادته، والقيام بطاعته وتَجَنُّب معصيته، والحب والبغض فيه، وموالاة من أطاعه، ومعاداة من عصاه. والتزام المسلم لهذا في أقواله وأفعاله يعود بالنفع عليه في الدنيا والآخرة،
لأنه سبحانه وتعالى غني عن نصح الناصحين.

وأما النصيحة لكتاب الله عز وجل: فتكون بالإيمان بأنه كلام الله عز وجل تكلم به حقيقة،المنزه عن الخطأ،المعجز في ألفاظه وكلماته،أنزله الله تعالى وحيا على نبيه محمد بن عبد الله
صلوات ربي وسلامه عليه،بواسطة ملك الوحي جبريل عليه السلام،والإيمان بأنه مشتمل على الأخبار الصادقة والأحكام العادلة والقصص النافعة،وأنه يجب التحاكم إليه في جميع
أمورنا الدينية والدنيوية،قال تعالى:" فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ"
والإيمان بالكتب السماوية المنزَّلة كلها من عند الله تعالى، وأن هذا القرآن خاتم لها وشاهد عليها.

وتكون نصيحة المسلم لكتاب ربه عز وجل:

أ- بقراءته وحفظه، لأن في قراءته طهارةً للنفس وزيادة للتقوى. روى مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقرؤوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه".
وأما حفظ كتاب الله تعالى في الصدور، ففيه إعمار القلوب بنور خاص من عند الله.

روى أبو داود والترمذي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "يقال لصاحب القرآن: "اقرأ وارْتَقِ، ورتِّل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها".

ب- بترتيله وتحسين الصوت بقراءته.

ج- بتدبر معانيه، وتفهُّم آياته.

د- بتعليمه للأجيال المسلمة، روى البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "خيرُكم من تعلم القرآن وعلّمه".

هـ- بالتفقه والعمل، فلا خير في قراءة لا فقه فيها، ولا خير في فقه لا عمل به.

د- بإقامة حروفه وحدوده،

أما النصيحة لرسوله صلى الله عليه وسلم :فتكون بتصديق رسالته والإيمان بجميع ما جاء به من قرآن وسنة، كما تكون بمحبته وطاعته ،
قال تعالى:"قلْ إنْ كُنتم تُحِبُّونَ الله فاتَّبعُوني يُحببْكُم اللهُ"[آل عمران: 31] وقال:" مَنْ يُطعِ الرسولَ فقد أطاعَ اللهَ"[ النساء:80]. والنصح لرسول الله بعد موته، يقتضي من المسلمين
التأسي به،وبسيرته العطرة،وتعليمها ودراستها،واتباع سنته الإلتزام بها قولا وعملا،شبرا بشبر وذراعا بذراع،على قدر المستطاع قال عز من قائل:"فاتقوا الله ما استطعتم"
ونفي تهم الأعداء والمغرضين عنها والدفاع عن الدين الذي جاء به،والتخلق بأخلاقه صلى الله عليه وسلم والتأدب بآدابه.

أما النصيحة لأئمة المسلمين،وأئمة المسلمين إما أن يكونوا الحكام أو من ينوب عنهم، وإما أن يكونوا العلماء والمصلحين.

فأما حكام المسلمين فالنصيحة لهم تكون بمعاونتهم على الحق وطاعتهم فيه، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ " [النساء: 59]،
وتذكيرهم برفق ،وإعلامهم بما غفلوا عنه ولم يبلغوا من حقوق المسلمين ،وعدم التشويش عليعه والصبر على ما يحصل منهم من الأذى وترك الخروج عليهم بالسيف وتأليف
قلوب المسلمين لطاعتهم قال الخطابي رحمه الله تعالى:[ومن النصيحة لهم الصلاة خلفهم والجهاد معهم وأداء الصدقات لهم،وترك الخروج بالسيف عليهم إذا ظهر منهم حيف أو
سوء عشرةوأن لا يغروا بثناء الكاذب عليهم ،وأن يدعى لهم بالصلاح ]اهـ كلامه رحمه الله

وأما العلماء المصلحون، فإن مسؤوليتهم في النصح لكتاب الله وسنة رسوله كبيرة، وتقتضي رد الأهواء المضلة،والنصيحة لهم تكون بطاعتهم وترك الطعن فيهم،فلحوم العلماء مسمومة،
من شمها مرض،ومن أكلها مات،وإعانتهم على دحر أباطيل علماء السوء،الذين يضلون المسلمين،ولا يراعون فيهم إلا ولا ذمة.

وأما النصيحة لعامة المسلمين، فتكون بالدعوة إلى الله تعالى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإرشاد المسلمين لمصالحهم في أمر آخرتهم ودنياهم،وتعليمهم الخير والإخلاص.
والذب عنهم في غيبتهم،،والنصيحة في هذا الباب واجبة،قال صلى الله عليه وسلم:"من رأى منكم منكرا فليغيره" فأمره صلى الله عليه وسلم دال على فرضيتها،إلا انها فرض كفاية،
إذا قام بها البعض سقطت عن الآخرين،إلا أن المسارعة فيها أولى وأحب إلى الله تعالى،قال الفُضَيْل بن عِيَاض رحمه الله تعالى:[ ما أدرك عندنا من أدرك بكثرة الصلاة والصيام، وإنما أدرك
عندنا بسخاء الأنفس وسلامة الصدور والنُّصْح للأمة]
ولها شروط وآداب وأحكام لا تقوم إلا بها ولا تكون صحيحة إلا بها،
منها العلم بحال المنصوح،ومنها الستر فنصحك أخاك أمام الملأ يعتبر فضحا له،قال الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى:[ المؤمن يستر وينصح، والفاجر يَهْتِك ويُعَيِّر.]
ومنها العلم بالأمر المراد نصحه فيه،ومنها العمل فلا تنصح اخاك في أمر لا تعمل به وغير ذلك من الشروط الواردة في الكتاب والسنة المطهرة،

~ يــتــبــع ~

غرام

١أن النصيحة دِينٌ وإسلام، وأن الدِّين يقع على العمل كما يقع على القول.

٢النصيحة فرض كفاية، يجزى فيه مَن قام به ويسقط عن الباقين.

٣مواطن النصيحة خمسة:لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم

٤النصيحة لازمة على قدر الطاقة إذا علم الناصح أنه يُقْبَلُ نُصْحُه، ويُطاع أمره، وأَمِنَ على نفسه المكروه، فإن خشي على نفسه أذىً فهو في سَعَة.

٥تحريم الغش لأن النصيحة ضد الغش فالأمر بها أمر بعدم مخالفتها، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"من غشنا فليس منا" رواه مسلم.

نكتفي بهذا القدر،..ونسأل الله تعالى أن ينفعنا بما فيه ،وأسأله تعالى ان يوفقنا وجميع المسلمين إلى ما فيه كل الخير والصلاح،،وأن يهدينا سبيل الرشاد،وأسأله تعالى أن يرزقنا حسن النصيحة،

وكالعادة،مع واجبنا وهو حفظ الحديث السابق،مع مراجعة باقي الأحاديث،.
اجتهدوا في ذلك بارك الله فيكم،
.

~~~

وفي الأخير تقبلوا من أخيكم خالص المحبة والسلام

,, ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب الناروآخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين ،,
غرام

جزاك الله خير الجزاء

اخوك ميشو

جزاك الله كل خير ..

اكثر من رائع
بارك الله فيك ولا حرمك الفردوس الأعلى من الجنه
بوركت

×:×

وعليكم السلآم ورحمة الله وبركآته
سلسله مبآركه وتوآصل بالطرح أكثر من رآئع
نسأل الله ان ينفع بك وبمآ تطرحه ويجعلك من ورثة جنة النعيم

×:×

اقتباس:
المشاركة الأساسية كتبها misho0o0 غرام
جزاك الله خير الجزاء

اخوك ميشو

اللهم اّمــين ,,,

أشكركـ ع الــمرور

لاتحرمنا من تواجدكـ

اقتباس:
المشاركة الأساسية كتبها بنت الزهراني غرام
جزاك الله كل خير ..

أشكركـ ع الـمرور

الله يعطيكـ الع ــافية

جزاك الله كل خير ..

اقتباس:
المشاركة الأساسية كتبها دروب العـشق غرام
اكثر من رائع
بارك الله فيك ولا حرمك الفردوس الأعلى من الجنه
بوركت

اللهم اّمــين ,,

ولكـ بالمثل ,, يارب
أشكركـ ع الــمرور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.