رغما عن الذاكرة 2024.

ذاكرتي المنهالة علي حزنا
منذ صباح الطفولة
سدّدت لي
غربة قاصمة
أوسعتها ظنا،
ليست للبيع وتعرضني للنهار
انهلت عليها فرحا
مليئة بالتغاضي،
كأنها جميع الأراضي
كأني ذاكرة ذاكرتي
أضرها باليقين
وتصلح بالي بوطن بخس
وبوطن الشك
وأخرج عليها ،
وتدخل عليّ بالسحر وأعراس الحزن
ذاكرتي آه
ملخّصةً@كالشرقيين
ذاكرتي آه
وعول كالقطارات لا تقف
إلا
لالتقاط الحصى وعمري
ذاكرتي تسمّمت بالوطن
خذوها إلى وديان العنف
وأجروا الغياب عليها رغدا
بالهجران احموها
جرّوها إلى فخاخ النأي
وأسملوا عينيها لئلا
يراها المنفى
فيستولي عليّ غماما
ذاكرتي
خذوها
يحسبها الجاهل سرابا
من شدّة التغرّب السديد
كالفراشات تموت مرفرفة ذاكرتي
خذّلوها، كم بلدا يدخل في طاعتها
في كل طعنة
كلهم أردوها هانئة في قبورهم
يا لحدي
المكدّس أمامي
المغطّى بالفقد الخالد
يا وحدي
يا قلبي الواحد المثنّى بالجمعِ
المفرّق بالجميع
يا أنا
إني ذاكرة ذاكرتي
إني الخطوط الأمامية للنعي
والخلفية للبؤس
أنا (وللأمانة القصوى) آخر العالمين
آخر ثكنة تقع في يد أوروبا المسي……..مانية
…………أ
الحرف في السطر السابق لا تربطني
به أي حسرة
فاتقوا الله في قلبي
:::::::::::
ما هذا التناوب على عينيّ بين القارات
من يرى بعينيّ الآن ……
من يرى بهما
ما لا أرى …….!
……..
عصفوران عيناي
أجنحتهما رموشي
وجفناي قلباهما
إذ دخلا في غيبوبة هذه المخلوقة المعفّرة بالعواقب والخذلان
والناي: ذاكرتي
من دخل في غيبوبة ظلي
من بداخلها يشغّل أزرار اضطهادي !!!
من يضع بلادا
بأقلّ بلادي…………
خذوها ……..
ألقوا بجثتها المثمرة بي
إلى أعالي الذئاب
هناك حيث تلهث الرؤية كالكلاب
ممزقة الحدس
لا تترفقوا
يا أنا يا ذاكرتي

أنا المنفى بأسره
فأين أذهب الآن !؟
أنا المكان
فكيف لا أتسع لكل
هذه الغيوم
ظلاي
تغافلا
تشاغلا
تشاعلا
ثم هجر كلّ مني
صاحبه !!

أتذكر سطوة النحس
تنام بباب روحي كالبومة
أتذكر أن البحر
كان ينشف مني
ومن مطلعي
أتذكر سيف جدي الرحب الذي
غرزني
بآية كبرى
واستندت على غروب الشمس
لئلا يزل قلبي
في الظلام
فقط لا أتذكر في أي
وطن كنت
إبان كل هذه الذنوب

أنا لا أبيع صاحبي
إلا
للوفاء
….
…
أنا
يا
ذاكرتي
بحت
وأنا نحت
بأيدي الفقراء
أنا
وحدي
تحت جلدي
يا
لحدي
أنا لا أطيق
أن أكون وحيدا مثل وحدي