وبعد..
حيثُ رُفَاتاً من فتاتِ الورق
بِلا مُقدمات أو فاتِحَةَ نصٍّ مِنْ رُفات ..
هكذا كُنْتُ ولا أزال ..
أبْدو أحمَقَاً في الكِتَابة
وأشْنُقُ الدَّمْعَ على مقاصِلَ الفرحِ المؤقت
لأجْلِبَ بعْضاً من فاكِهةِ السرور ..
وأتوكأُ على جبينِ أُنْثى ..
وأتموْسَقُ مُداعِباً أكْتَافَ مُفْرَداتها ..
فـ إنسيابِ الشُّوْقِ
يُرْجِفُ القلب بِرَعْشَةٍ صاخِبة
تُفْتِكُ بقلمي الشاهِقْ
بين رُكَامٍ مِنْ وَرَقٍ ذاتُ أرَقْ ..
أشْعُرُ بجفافٍ صارِخْ
ورَغْبَةٌ في الكِتَابة
وأوراقي مُبعْثَرة
وافكاري مُشتَّتَه
أعودُ مُحْمَلاً برفوفٍ تُجْهِضُ الروح
وأوْرَاقٍ تُزْهِقُ البَوْح ..
وطُقوسي الكِتابية (إن صحت هذه التسمية)
هي عِبارةٌ عنْ قَلَمٍ مُنْهك وورقٌ قابِلٌ للتَّهَشُّمْ
ومِحْبَرةٌ مؤَكْسَدَةِ الزَّوايا ..
أكْتُب اللحْظَة وأغْتَنِمُ الدَّهْشَة
وإن أجَّلْتُهما .. رُكِلْتُ بأقْدامِ الوقتِ جانِبَاً ..
أحتاجُ كثيراً لِمَنْ يُسنِد قَلمي
ويُهْديني عُكَّازَ قوةٍ مِنْ بعدِ ضَعف
وينْتابُني كثيراً تُخْمَةٌ في الكِتابة
تنأى بكفوفِ القلم عن طريقِ الإتِّزانْ
هكذا أكون
أصرخُ بحروفٍ ممزوجةٍ بلُعابٍ مِنْ أرَقْ
إنتقاماً من البين والغياب بهكذا حرف !
و بقدر ما تُحْكِمُ قبضتها جيوشُ الأحزان والأشجان
بقدرِ ما تسعدِ الأرواح وتبْتَسِم القلوب
حينما تلْتقي على رصيف الودِّ هُنا ..
و رَحِم الرُّوح تَرْتَقِبُ الأنا
تستجْدي بشغافِ الود
ياجميلةَ الروح
إنَّ الروحَ والقلب في عِرَاكْ
والحنينُ بين هذا وذاك
والعقلُ مُتبسِّما أيُّهما يكونُ لهُ الإنْتِصَار
والعينانِ أجْهَدَهُما السُّهاد
حتى جفون الليل تفتحُ أفواهَ السَّهَرْ
أرْقُبُكِ بعد إغْفاءَةٍ أرجوا اللِّقَاءْ
وأهْذي بيني وبين بسملاتٍ لازِلْتُ مُتشبِّثَاً بها
أتمرَّدُ بمساحيقَ البؤْسِ
وألْعَقُ أطرافَ الحروف
بلسان قلمٍ مبْتُور ..
يتهادى بين كراكيب مُفرداتٍ
تسقطُ كرصاصةٍ طائشة
تُصيب أرواحهم وهُم لا يشعرون
أبْدو مؤدْلَجَ الفِكْرة
بـ لُعابِ الورَق
أقتَرِضُ شبَقَ الألق
لأُُرْكَلَ من أقدامِ الأرَق
أصرخُ وأُشْرِعُ فاهَ الودق
وأهيمُ [بـ] قُبْلةٍ ذاتُ غَسق
إنَّهُ ليسَ ثمَّةَ شيءٍ ّ إلا أنا وروحٌ تعْتَصِرْ ..
رَجُلٌ مُتَّكِأٌ على جبين أُنْثى
بفحيح عِشْقٍ يكادُ يُزَلْزِلُ الرُّوح .. ولات حين مناص ..
وشتاتُ أيّامٍ قاطِبة .. وُرُفَاتٌ من حنينٍ يتبعْثَرُ هُنا
ويتساقطُ هُناك .. حيثُ مرتع الدَّهْشة .. وسيوف الفتنة
لازِلْتُ أشعرُ بتَكْتَكَةٍ لَطِيفَة ^_"
وحرْفٌ يدُكُّ الغياب ثُلاثيِّ الأبْعاد
بوطْأَةِ الإنْهاك أتبلورُ بين أنْفاسها
وبإشتِعالٍ قَلَمٌ يُحْدِثُ ضجيجاً مِنْ ورَقْ ..
ولُعَابُ مِحْبَرةٍ يُرْجِفُ الأركان
وأُنْثَى تهْتَزُّ لها قبائلُ الأشجان
ورَائِحَةُ عِطْرِها تَتَسرْبَلُ إلى أنْفَاسِ روحٍ شاهِقة
لأتدثر بجلْبَابِ الشوقِ
وأُشاكِسُ أطرافَ الوسن
وعلى ضِفافِ الشَّوُْقِ
كُنْتُ من أجْلِكِ أرْسِمُ بَسمَتي
وأبْذُرُ غِوَايةً لاتستَكِين
إحدى ضُلوعي قَدْ خُلِقَتْ مِنْ طين
والإخر مُشْرَئِبٌ بوَهَمِ الرحيل
يطْرِقُ عتَبَةَ عِشْقٍ قديم قَدْ نُبِشَ ذاتَ فَجر ..
وصغيرتي مُشرَّدةِ الأفْكَار
أتْلوا ما تيسرَ برؤيتها آياتَ خَطِيئَةِ الآهـ
أقْضِمُ فاكِهَتي المُحرَّمة على الغير ..
ورئةٌ مثْقُوبة تخشى من جحيم الغرام
حتى باتَتْ تفاصيلُ مِعْراجَ الشوقِ الأنيق مُلْتَهِفة
أجْمَعُ ثقوباً رُكِلَتْ بأقْدامِ الغيابْ
ينْبَثِقُ مِنْ صَخَبِها من رَحِمِ أرْكَانِ الفناءْ
وأُخْفي في راحتيَّ نِطْفَةً من عبقْ
ربَّاهْ … ربَّاه ..
أحتاجُ إلى أنْ أُماَرِسَ البُّكَاء على عتباتِ تِلْكَ الفاتِنة
قد كُنْتُ أجوبَ أزِقَّةِ العاشِقين
وأُحاوِلُ أن أهرُبَ من أضْرِحَةِ النِّساءْ
والقلبُ ليسَ مشغولاً بهذا أو ذاك
ولازِلْتُ أُيَمِّمُ قِبْلَةَ الرُّوحِ شَطْرَ رياحكِ الصارِخة
لنقْتَِسِمَ فُتَاتَ عشقٍ يتبعْثَرُ على مرافيءِ الشوق
هكذا أكونُ يافاتِنَةَ الخِصرْ
فقد أعودُ لكِلا الإحتمالات
فالقلبُ يقَطنُ في وطنِ الإحتمالات
حبيبتي " أصيلةَ الطُهْر "
ها أنا عُدْتُ مُسرِعاً مِنْ أجلك ياصغيرتي
وأرْسلْتُ خيوطَ قلبي تُرفرِفُ فَرَحاً برؤيتك
يا صاحِبَةَ الكفَّ الأنيق
جئْتُ مِنْ حيثُ لا أدري
وتشابهَت عليَّ الطُّرُقَات
وأنْفاسي تلْهَث وتجْتَثُّ الأرْض أنفاساً
لم أستطع أن أتحكم بها …
حينما قيل لي أن هذه البرونزية
لها ضجيجٌ يُجلْجِلُ الأذْهان
وأنا حافيَّ القدمين
بعد أن أرْشيتُ الوقت
ليمنحَ الرّوح لقاءً على رصيفِ النَّقَاءْ …
لـ يلتقي القلبانِ على أمرٍ قَدْ قُدِرْ …
كلاَّ وَ أُقْسِمُ بمن زَرَع هيامُكِ في داخلي
لم يتبقَ في أضلعي إلا آثارَ شبح الغياب
وبين الهجيرِ والظلّ أستتسقى كؤوساً من حنين
بمعصمٍ أَشْوَل يُمارسَ الكُفْرَ بِكُلِّ الأبجديات على مطايا الحروفِ
دائماً أقولُ في نفسي بأنَّ حرارةَ الشمسِ خيرٌ من بردِ الظلامِ
وحروفها تبقى باسِمةً عَتيقة
هي وربِّ الكعبة مصبَاحاً عتيقاً يكادُ يُضيءُ ولو لم تمسسهُ نار ..
بقبسٍ مِنْ وَهَجٍ وضاءْ … ونورٌ يخترِقُ الأرجاء ..
يافاتِنَةَ الرّوح أنتِ ..
على رصيف الأمل
يتغلْغَلُ في أحشائي صهيلٌ يختنق
على شُرفاتِ شُباط وأروقةِ الحنين
أتلمْسُ حُمر شفاهِكِ بأطرافِ أنفاسي صارِخاً
وأتذوقُ لُعاب أظافِر أنوثتك بين مسامات الورق
أطْبِقُ بمعصمِ الروح على فراشتكِ حريرية الملمس
قد كُنْتُ ولا أزال أعتصرُ بروحٍ تعشقُ الأمل
وأشْنِقُ ساعات الإنتظار على مشاهد إلتقامِ الشفاه
حتى بدأت أطرافَ الآيادي ينتقِمُ منها الجَفَاف
وأتبلورُ بين قنينة عطرك خاشعاً مُلتزِماً الصمت
هي أَصَابِعُ الورق ياغاليتي
تلعقُ لُعاب الأرق وتستنْشِقُ فتاتاً من ورق
تنبُّشُ في حويصلات الحروف
مزيجاً من ضجيجٍ صارِخ
وحروفي البائِسة
قد تكونُ صامته
ولكنها بين فحيح الإنهاك شاهِقة
لأتشرد بين لُعابِ الورق
وأختَمِرُ بوميضَ فِتْنَتَكِ الذي يهزُّ الأركان توْقَاً ..
أُقْسِمُ بمنْ زرعَ لكِ في القلبِ مملكةً
أنه لايكفينِ منكِ غاية الإرتواءِ فحسب .
ولازِلْتُ أنتشي سَكْرَةَ العشق الأنيق ..
مُخْتَمِرَاً بذكرى من حنينٍ لايزول
حتى لو وُسِّدَتِ الرُّوح في قبورِ الراحلين
يكفيني منك يا أنيقةَ الأطراف أن تكوني في ديمومةِ سعادةٍ لا تغيب
حتى لو وجَبَ الرحيلُ ذاتَ قَدَرْ …
برفقةِ وُدٍّ لا ينْتَهِي وأكْثَر ..