بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم
[ فضيلـة العلامـة الفـوزان ومــواقــف لا تنـســى ]
بقلم : عبد الكريم بن صالح المقرن
عندما يذكر فضيلة العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله ، فلا بد أن تحلق الذاكرة ، ويسترجع الذهن سير علماء الأمة الربانيين ، وتستعيد الذاكرة معاني الزهد والورع ، والتقوى ، وسمات العلم النافع .
ولعل من إكرام الله تعالى لعبده الضعيف – كاتب هذه السطور – أن يسَّر لي فرصة تسجيل البرامج الدينية مع نفر من هؤلاء العلماء الربانيين ، وقد مررت في أثناء رحلاتي الإذاعية معهم بمواقف مؤثرة لا تمحى من ذاكرتي ما حييت ، ومنها موقف مؤثر للغاية حدث أمامي قبل رمضان الحالي بأيام قلائل ، حيث كنت في مهمة عمل لتسجيل دروس رمضان مع سماحة العلامة الشيخ صالح الفوزان .
وبعد أن صليت معه العشاء ، وفرغنا من أداء السنّة الراتبة شدَّني مشهد رائع لمجموعة من الشباب الصغار الذين تتراوح أعمارهم ما بين ( 12 – 14 سنة ) ، وقد تسابقوا عند باب المسجد للسلام على الشيخ ، وتقبيل رأسه .
تسمَّرت في مكاني وأنا أراقب هذا المشهد الرائع عن كثب ، وما أن فرغوا من السلام على الشيخ إلا والتفوا عن جانبيه ومن خلفه أثناء رجوعه إلى بيته ، وكل منهم يوجه إليه سؤالاً ، أو يحمل له استفتاء ، وكنت خلفهم أراقب هذا المشهد وقلبي يرقص طرباً ، ولم أتمالك عيني حيث انهمرت منها دموع حرى ، دموع فرح من الابتهاج والسعادة ، وأنا أقول لنفسي :
هكذا تحب الأمة علماءها العاملين ، وهكذا تعرف لهم قدرهم ومكانتهم .
ولا شك أن الشيخ الفوزان – حفظه الله – مرجع في الفتوى ، وأحد حملة العلم في زماننا الذين ينبغي معرفة قدرهم ، وتقديم الاحترام الواجب لهم ، وهو من مصابيح الدجى ، وأعلام الدعوة – نحسبه كذلك والله حسيبه – وقد بارك الله في علمه ، وانتشر هنا وهناك ، ونال الكثير والكثير من دعوات الصالحين في هذه الأمة .
أقول إن الأمة يجب أن تنزل علماءها منازلهم اللائقة بهم ، وأن تعرف لهم قدرهم ، وتحفظ لهم مكانتهم ، وأن يتربى وينشأ أبناؤنا على محبة العلماء الربانيين ، والاقتداء بهم ، والسير على منهاجهم ، والأخذ بهديهم ، فإن ذلك من أعظم أسباب الخير لهذه الأمة .
وما من أمة تنزل علماءها الصالحين منازلهم إلا وسعدت بذلك ، وكان علماؤها تاجاً على رأسها يزينها ويرفع مكانتها بين الأمم . وهذا هو حق علمائنا علينا ، فلعلنا لا نقصر في القيام بهذا الحق ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
( صحيفة الجزيرة ) الأحد 30 رمضان 1445 هـ 22 أكتوبر 2024 م العدد 12442
وجعله في ميزان حسناتكـ
لكـ كل الود
..
جزاك الله خيرا بما نقلتِ ..
وجــــــــعل مأواكِ الجنــة ..
::
" دمتي بحفظ الرحمن "
وأنا هنا أضيف لكم ومن خلال متابعاتي لهذا الشيخ العلاّمة الفاضل وجدت الثقافة العالية ليس فقط في الأمور الدينية فحسب , بل في آفاق عدة وهذا جعله على إطلاع واسع على جميع المستجدات في هذا العصر وهذا يجعل الفتوى الصادرة من الشيخ لها وقع ثابت وواضح .
جزاك الله خير أخي الكريم .
:: وجنــات الخجــل ::