وبه نستعين
المؤازرة بالمعروف والجاه
قـد يكون الإحسان بالأعمال ربما فيها من مشقه وجهد وتضحية , لا يقــل سخـاء ونبلا عن الأمـوال في مجـال الإحسان والمؤازرة ببذل الجـاه , أو الإسعاف في النوائب أو الإصلاح ين الناس أو إسداء أي معروف بقصد جلب النفع والخير .
فقـد جـاء في الحـديث الشريف ( كل معروف صدقة ) فعلى صاحب الجـاه الرفيع أن يسدي العون للمحتاجين وأن يسهل أمورهم بما يمتع به من وجـاهـة ونفـوذ وإمكانات , والتواصل بين الناس , سواء أكان بين الأهـل , أم الجيران , أم الأصحــاب أم غيرهم يعـد من الإحسان في المعاملة وصلـة الرحم بين الأهـل تعد من أهم أنواع هذا التواصل . لمـا فيهـا من تحــابب وتآزر وتعــاون , ولمـا قـد ينجم عن ذلك من انسجـام وسـعادة في الأسرة , فصلة الرحم تدخل السرور على قلوب الأحبـة وتـورث الســعادة في الأسـرة الـواحـدة . وتبعـد الهم والحزن وتزيد في بهجة الحياة.
وتعتبر صلــة الجــوار من عمـل المعـروف تنطـوي على التضحــية والصبر والإحسـان. ولابد للمحسـن العـاقـل أن يتلمس العذر للناس , لاسيما إن كان خطؤهم ضعيفا أو غير مقصوداً وان يذكر أن الإنسان ليس معصوماً عن الخطأ , وان العصمة والكمال لله وحده .
ففي ذلك قـال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( أعقل الناس أعذرهم للناس ) والأصل في الإحسـان أن يحـافــظ المحسن على نبل غرضه المقصـود . وهــو نية التبرع لغــاية عمـل الـخـير الـمجــردة عن أي مصلحة أخرى .
ولا بأس بظهور عمل الخير إذا كـان خالياً من الريا , لما في ذلك من الفـائدة للعمل الصالـح لترغيب الناس في إتباعه والاقتداء به . أما إذا كان لا يقصد من إظهار الإحسان سوى حب المباهاة والتفاخر وطلب الجاه والشهرة فهذا هو الرياء بعينه الذي ينبغي للمحسن تجنبه وتنقية صدقته منه .
ربي مايحرمنا من جديدك
تحياتي
الله يجزاك الخير