تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » القـــلق مرض نفسي فتاك لكن القليل منه مفيد !!!

القـــلق مرض نفسي فتاك لكن القليل منه مفيد !!! 2024.

أساليب مكافحته تتراوح بين العلاج الدوائي والسلوكي والتحادث مع المريض والاسترخاء

غرام

في بعض الاحيان ان نقلق، لان ذلك يرغمنا على التخطيط واتخاذ اجراءات وقائية. والقلق قد يؤدي الى أمور جيدة، لانه اذا لم نقلق في ما يتعلق بصحتنا، فهل كنا سنأكل بشكل صحيح ونمارس الرياضة؟ ربما لا.
لكن القلق قد يتصاعد ليصبح زائدا عن الحد، مزمنا، او الاثنين معا، أو اي شيء ما عدا انه أمر صحي. انه عامل مشترك يدخل في العديد من الاضطرابات الصحية والعقلية. ولدى الاصابة بالكآبة، فان القلق قد يأخذ شكل الشعور بالذنب (اي القلق، او الخوف من ارتكاب ذنب ما)، او التأزم بسبب الشعور بعدم الاقتدار. والاضطراب الهوسي اللاإرادي معروف في تطفله والشعور بالخوف من العدوى وبالتالي فقدان السيطرة والتحكم بالذات. كما ان التوتر الصحي هو القلق المفرط من الوقوع ضحية الامراض. والشكل المتمادي منه هو الهوس الصحي الذي ينطوي غالبا على البحث والتنقيب عن العناية الصحية لمرض هو من صنع الخيال ليس الا.
* عذاب القلق والاضطراب التوتري العام هو حالة نفسية معترف بها رسميا يكون فيها القلق هو العامل المهيمن. والاشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب يعذبهم القلق حول جميع الامور، من الاحداث اليومية الى العلاقات الشخصية المتبادلة، مرورا بالكوارث المحتملة التي هي بعيدة تماما عن سيطرتهم. وبالنسبة اليهم، فان القلق بات عادة لا يمكن مقاومتها، كما يقول ستيفن شيرر اختصاصي علم النفس في مستشفى «فرانكلين سكوير هوسبيتال سينتر» في مدينة بالتيمور الاميركية الذي كتب عن القلق المفرط.
والقلق المفرط قد لاتظهر اعراضه دائما كمشلة صحية عقلية، بل تظهر للبعض كنوع من الارهاق والصداع والألم في المعدة او كألم غامض. وفي الماضي كان الاطباء سريعي الحكم، ربما لان هذه الاعراض الطبيعية في الجسم غير المعروفة نابعة كلها من الدماغ، لكنهم وجدوا ان عدم اخذهم بعين الاعتبار الصحة العقلية الضعيفة (الذي يلعب القلق غالبا دورا هنا) كمصدر محتمل للعلل الصحية، هو امر مضلل ايضا.
والادوية والعقاقير هنا قد تساعد، اذ يصف الاطباء «فلوكستين» (بروزاك) fluoxetine (Prozac) وغيره من مانعات «سيروتونين ريوبتايك» Serotonin reuptake (SSRI) لمقاومة الاكتئاب، والادوية الجديدة مثل «فينلافاكسين» (افيكسور) venlafaxine (Effexor) التي من شأنها ان تؤثر على مستويات المواد الكيميائية في العقل مثل «نوربنفيرين» norepinephrine و«سيروتونين». والعلاج بواسطة الكلام والتحادث له تأثيره ايضا على العديدين. واكثرها دراسة هو العلاج السلوكي التأملي الذي يرمي الى تصحيح النماذج والأنماط غير الصحية من التفكير، والسلوك والتصرف المصاحبين له.
ولدى الشعور بالتهديد او الخطر ينشط رد الفعل: «المجابهة، او الهرب»، وتتأهب اجسامنا وتستعد. ويبدأ القلب بالضرب بسرعة وضخ الدم الى العضلات الرئيسية. وتقوم الهرمونات الرئيسية مثل «ابينفرين» (أدرينالين) epinephrine (adrenaline) و«كرتيسول» cortisol باغراق مجرى الدم. وهذا رد فعل طبيعي قوي. واذا كان الخطر وشيكا، أو بدا كذلك، يمكن اتخاذ اجراء ما، كالوثوب خارج طريق الحافلة المسرعة، كما يلاحظ ثوماس بروكوفيك استاذ علم النفس في جامعة ولاية بنسلفانيا والخبير في قضايا القلق والخوف النفسي.
* دوامة القلق ويلاحظ بروكوفيك انه مع القلق يكون التركيز دائما على المستقبل (انا لن استطيع اجتياز ذلك الامتحان والنجاح فيه، وسيقومون بفصلي من عملي، الخ..). من هنا لا توجد طريقة فورية للتعامل مع الخطر. والاسلوب الوحيد هو محاولة التفكير وتخطيط الخروج من المشكلة. وفي فصل من كتاب «القلق والاضطرابات النفسية: النظرية، التقويم، العلاج» يصف بروكوفيك وزميل له هو نيكولاس سيبرافا القلق بأنه امر فعلي، «لانه عندما نقلق فاننا نأخذ الامور على انفسنا». وبنظرهما فان صرف القلق يتطلب توجيه الافكار بعيدا عن الخيال الذي يكون عادة اكثر عاطفية واكثر احتمالا لتوليد رد فعل «المجابهة او الهرب». وقد اظهرت دراسات تصوير الدماغ انه عندما يقلق الاشخاص، فان النصف الشمالي منه الذي يتحكم في التفكير الفعلي والتحليلي يكون ناشطا، في حين تكون المناطق الاخرى (اللوزة اليمنى وقرين أمون) التي لها علاقة بالعواطف والانفعالات هامدة. وأظهر بحث آخر ان القلق يبلد الاستجابة القلبية الوعائية ويحولها الى صور مرعبة.
وقد يتحول القلق الى دائرة مغلقة، لان القلقين يتوقعون القلق ويحاولون اخماد تلك الافكار، التي قد ينتج عنها رد فعل الذي يجعل القلق اكثر شدة وعنفا. اضافة الى ذلك، فان الاشخاص القلقين غالبا ما يفكرون في الاحداث المقبلة التي من غير المحتمل ان تحصل. وعندما لا تحصل أو تتجسد الاحداث ذات الاحتمال الضعيف، فقد يعزز الانفراج الميل الى القلق مرة اخرى لان الاشخاص يعتقدون الى حد ما ان قلقهم المضطرب هذا حال دون حصول أو تجسد هواجسهم التي كانوا يتوقعونها.
واستنادا الى علم الالفاظ فان الصورة قد تكون مشوشة ومضطربة، اذ يجري استخدام كلمتي القلق والاثارة الداخلية (الحصر النفسي) واحدة مكان الاخرى. لكن استنادا الى بعض الشروحات والتفسيرات، فان القلق ما هو سوى الوضع التفكيري (الادراكي) للاثارة والحصر النفسي الداخلي الذي يتضمن ايضا الاستجابات الجسدية (التنفس السريع والضحل والتعرق). وفي الحديث اليومي للناس عن الاثارة والحصر النفسي يكون القلق جزءا اساسيا من الشيء الذي يمرون به.
* طباع وأمزجة وبعض عقول الناس قد تكون معقدة بحيث يكونون معرضين للقلق اكثر من العاديين. وهناك الكثير من الدلائل التي تظهر ان طباعنا الاساسية وامزجتنا ومستويات نشاطاتنا وردود فعلنا الى المنبهات هي من صنع جيناتنا، وان مقاييس قلقنا وثيقة الصلة بطباعنا وأمزجتنا هذه.
كما ان للتربية دورا اساسيا، فاذا كان الوالدان يسرفان في الاهتمام بأولادهم وحمايتهم والحفاظ عليهم فان ذلك قد يعني للاطفال ان هناك خطرا ماثلا في مكان ما، مما قد يدفعهم الى القلق نتيجة شعورهم بعدم الامان. ولكن اذا تركوا الاولاد من الزاوية الاخرى، في الاهتمام والعناية بانفسهم من دون اي مساعدة، او توجب عليهم الاهتمام بآبائهم وأمهاتهم، او بالغين آخرين، فانهم سيتحولون ايضا الى اشخاص قلقين ايضا، نظرا الى شعورهم بعدم الحماية، وبعدم قدرتهم على التماشي مع الوضع.
وهكذا فان الحماية الزائدة عن الحد، والاهمال المقابل لها من الزاوية الاخرى، هما نهايتان لطيف واحد، فكلا المسعيين او الاسلوبين سيعطي الاطفال المساعدة المنشودة لكي يتعلما كيفية التسامح مع عدم اليقين والتحديات التي لايمكن تفاديها التي تنمو وتزداد.
وعلى الآباء والأمهات السير على خط رفيع لأنه من الصعب معرفة متى ينبغي ترك الاطفال على حالهم لكي يجاهدوا بمفردهم ومتى ينبغي تقديم المساعدة لهم. والأكثر من ذلك فان ما ينفع طفلا من الاطفال قد لا ينفع الآخر. كما ان الاختلافات المزاجية قد تكون واسعة ضمن البركة الوراثية الصغيرة للعائلة الواحدة. من هنا فان التصرف المثالي هو في حصول الاطفال على الحماية والدعم العاطفي متوازنا مع بعض الاستقلالية، بحيث يجري قطع الطريق على اي ميل الى القلق الزائد عن الحد. واخر ما توصلنا اليه انه يصعب العثور على الآباء الكاملين في هذا الصدد مع أطفالهم.

* البدائل لايمكننا بتاتا ازالة القلق من حياتنا، ولانرغب في ذلك في الوقت ذاته، وسنة التطور قد اعطتنا عقولا معقدة تتيح لنا اختبار الوعي الشخصي الخاص والعزم والتخطيط. الا ان قليلا من القلق قد يكون الثمن الذي نسدده لمثل هذا التفكير العالي. وفي الواقع فان بعض القلقين قد يعيشون اطول من غيرهم وتكون لهم حياة مجدية ناجحة طالما لا تجتاحهم مثل هذه الهواجس المزعجة.
والبقاء باردا هادئا متماسك الاعصاب ليس البديل الوحيد للقلق، لان الاشخاص الذين لا يقلقون يشملون اشخاصا فاتري الشعور لا مبالين ابدا. بيد ان القلق قد يفيد ايضا لوضع حد في التصرفات والسلوك التي قد تنتهي بكوارث.
وكالعديد من المشاكل الاخرى فان افضل وسيلة لمعالجة القلق اليومي هو في التحدث الى الاصدقاء او الاقارب زملاء العمل والحصول على قسط كبير من الراحة وابقاء الجسد نشيطا، فالتمارين الرياضية تبقي ادمغتنا بعيدة عن الافكار السوداء.
ومع ذلك هناك اشخاص يقلقون حتى المرض عقليا وجسديا. وثمة دلائل على علاقة ذلك مع الامراض القلبية والشريانية. وينبغي علينا عدم صرف حالات القلق الشديد كمشكلة الا في حالات استثنائية قليلة. واذا كنت لاتستطيع التحكم بالقلق الذي ينتابك وشرع يتدخل في حياتك العادية فينبغي عندئذ طلب المساعدة.
ويقوم الاطباء بشكل منتظم باستخدام دواء «بينزودايازبينس» benzodiazepines مثل «ديازبام» (فاليوم) لتهدئة الاشخاص. لكن تأثيراته الجانبية واحتمالات سوء استخدامه تعتبر مشكلة (بعض الخبراء يعتقدون ان مثل هذه الشكوك مبالغ بها). اضافة الى كل ذلك فانه ليس بذلك الدواء الفعال في التعامل مع الاثارة الداخلية والقلق الادراكي. وقد برزت مضادات الكآبة كأدوية وعقاقير الخط الاول من العلاج خاصة بالنسبة الى الاضطراب التوتري والحصر النفسي العام. اما بالنسبة الى التوتر والاثارة الداخلية القريبين من حد الهلع فان استخدام «بينزودايازبينس»، حتى تبدأ مضادات الكآبة تعطي مفعولها، هو امر ما زال شائعا.
واظهرت فنون الاسترخاء والراحة كتمارين التنفس فائدتها في مساعدة الاشخاص الذين يعانون من الاضطراب التوتري العام. ولكن هذه قد لا تكفي لذلك يجري اللجوء الى العلاج المسلكي الادراكي الذي يجمع بين الثقافة والاطلاع على خفايا القلق والتحديات التي تشوه التفكير بالتغيرات السلوكية. ومع الممارسة بمقدور مثل هذا النوع من العلاج إبطال الافكار السوداء المليئة بعوامل القلق من دون القضاء و«خنقها» كلية. والجزء الصعب هنا هو الالتزام بالبرنامج. ويضع بعض الاطباء آمالهم في التأمل العقلي الذي يحول الانتباه الى اللحظات الحالية الآنية التي نعيشها بعيدا عن المستقبل غير المضمون. ويجري تشجيع الناس على مراقبة افكارهم القلقة بدلا من المشاركة فيها.

المصدر:
* خدمة هارفارد الطبية ـ الحقوق: 2024 بريزيدانت آند فيلوز ـ كلية هارفارد

محـــبكم / رفيــــــــ الشأن ــــــــــع:120103_emTE65_prv:

بالفعل هو مرض نفسي لكنه ان زاد عن حده يسبب امراض عضوية ،‘ مثل مرض القولون العصبي ،‘

رفيع الشـــــــان

يعطيك الف عافيه اخوي ،‘

لك تقديري و احترامي ،‘

:
:

،‘

رفيع الشأن
يعطيك العافيه على
الطرح الرائع والمفيد
دمت بود
,
,
,

رفيع الشان ..

يسلمووو على المعلومات يعطيك ألف عافيه …

تحياتي لك ..

مع هالحياة والمشاكل والتعب النفسي القلق شي لا بد منه
الله يبعدنا عنه
الله يعطيك العافيه اخوي

رفيع الشان

موضوع في غاية الاهميه واختيارك جدا مناسب

الف شكر لك

رفيع الشـــــــان

اخي الغالي

موضوع متكامل

ومنسق ورائع

دائما ما تبهرنا بمواضيعك

المتميزززة..

دائما اتشوق لجديدك

فلا تحرمنا منهاا

رفيع الشـــــــان

يعطيك الف عافيه


انا اعجبت بالفوائد منه
يعني هناك امور تتعلق بالدراسه مثلا او الصحه اكثر شيئين مايقلقوني دائما
وانا دائما قلقهــ : )
ويمكن اذا قلقنا نقدم اكثر ونقدم شي افضل لدراستنا وصحتنا يعني كمثال شخصي انا ضربت هالامرين
لكن قلق عن قلق يفرق هناك قلق لدرجه المرض الله يبعدنا عنه

اقتباس:
وقد يتحول القلق الى دائرة مغلقة، لان القلقين يتوقعون القلق ويحاولون اخماد تلك الافكار، التي قد ينتج عنها رد فعل الذي يجعل القلق اكثر شدة وعنفا. اضافة الى ذلك، فان الاشخاص القلقين غالبا ما يفكرون في الاحداث المقبلة التي من غير المحتمل ان تحصل. وعندما لا تحصل أو تتجسد الاحداث ذات الاحتمال الضعيف، فقد يعزز الانفراج الميل الى القلق مرة اخرى لان الاشخاص يعتقدون الى حد ما ان قلقهم المضطرب هذا حال دون حصول أو تجسد هواجسهم التي كانوا يتوقعونها.

كلام معقول هنا
: )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.