فصل في ( منزلة الخشـوع)
في تعريف الخشوع ودرجاته :
قال صاحب ( المنازل ) رحمه الله : ( الخشوع: خمود
النفس و همود الطباع ِلمُتَعاظم أو مُفْزِع )
يعني : انقباض النفس و الطبع وهو خمود قوى النفس
عن الانبساط لمن له في القلوب عظمة و مهابة أو لما
يفزع منه القلب .
و الحق أن الخشوع معنى يلتئم مع التعظيم و المحبة و
الذل و الانكسار.
قال : ( وهو على ثلاث درجات و الدرجة الاولى :
التذلل للأمر و الاستسلام للحكم و الاتضاع لنظر الحق)
التذلل للأمر : تلقيه بذلة القبول و الانقياد و الامتثال و
مواطأة الظاهر الباطن مع إظهار العنف و الافتقار إلى
الهداية للأمر قبل الفعل و الإعانة عليه حال الفعل و
قبوله بعد الفعل .
وأما الاستسلام للحكم : فيجوز أن يريد به : الاستسلام
للحكم القدري و هو عدم تلقيه بالسخط و الكراهة و
الاعتراض .
و الحق أن الخشوع هو الاستسلام للحكمين و هو الانقياد
بالمسكنة و الذل لأمر الله و قضائه .
وأما الاتضاع لنظر الحق :فهو اتضاع القلب و الجوارح
و انكسارها لنظر الرب إليها و اطلاعه على تفاصيل ما
في القلب و الجوارح و هذا أحد التأويلين في قوله
تعالى ( َولِمَن خَافَ مَقَامَ َربِهِ جَنتانِ )-46-الرحمن-
و قوله : ( َو أما مَن خَافَ مَقَامَ َربهِ َو نَهَى النفسَ عَنِِ الهَوَى ) 40-النازعات-
و هو مقام الرب على عبده بالاطلاع و القدرة و الربوبية
فخوفه من هذا المقام يوجب له خشوع القلب لا محاله
وكلما كان أشد استحضاراً له كان أشد خشوعاً و إنما
يفارق القلب الخشوع إذا غَفَل عن اطلاع الله تعالى
عليه و نظره إليه .
:
جزاك الله خير
للخشوع لذة وهي لله وحدة ..
جزاك الله خير أختي ..
ونفع بك ..
::
دمتي برعاية الله ..
واثقل به ميزان اعمالك
ننتظر جديدك