جهاد النفس
تعمل النفس الأمارة بالسوء ليلاً ونهاراً على تشويه سمعة الله في وجدان الإنسان ، فهي تقول للإنسان لا تعتمد على الله ، وتقول له إن ما يحدث لك ليس بأمر الله أو ليس بقضاء الله وإذا كان بقضاء الله فهو ليس من رحمته بك ، هكذا تدفع النفس الأمارة بالسوء الإنسان كل يوم ليفقد ثقته بالله وليفقد رضاه عن الله وليفقد يقينه بقوة الله سبحانه وبهيمنته على الواقع ، وهي أي النفس الأمارة بالسوء تضخم دائماً من الأسباب المادية ودورها وتقلل دائماً من دور التدخل الإلهي ومن أثر الله في الواقع ، وتعمل دائماً على أن تعطي الأسباب المادية إستقلالاً عن الله سبحانه ، كما تعمل دائماً على تصعيد أهمية الدنيا في نفس الإنسان مقابل التشكيك بثواب الله وبعظمة الآخرة .. لهذا فإن أول الدفاع عن الله سبحانه يكون في داخل الإنسان ، حيث يُسمى بجهاد النفس ، ويعتبر هذا الجهاد الأكبر ، لأنه المعركة الأصعب للإنسان والمعركة الأكثر دواماً لأنها تبقى معه طوال حياته .. فكل المعارك الأخرى مؤقتة مهما كانت ضخامتها ، والإنسان يستطيع أن يستحضر شجاعة أمام أعتى قوة مادية عسكرية عالمية ، لكنه لا يستطيع إستحصال الشجاعة التي يجابه بها تسويلات نفسه الأمارة بالسوء ، ويجاهد بها ظنونه المتدنية عن الله سبحانه .. لهذا علينا أن نعلم أن الإيمان الحقيقي لا يستقر في الإنسان إلا إذا إستقر في داخله التصور الصحيح عن الله والتصور الصحيح عن عظمته وعن رحمته سبحانه وعن كرمه سبحانه ، وعن تدخله سبحانه ، وهذا كله يكون مستقر في ذهن أي إنسان في العالم لكنه لا يستقر في وجدان الإنسان إلا إذا دخل معركة دائمة مع نفسه الأمارة بالسوء ، دافع فيها عن الله ، وأسقط فيها كل التصورات المتدنية التي تقدمها النفس الأمارة بالسوء .. فالدفاع عن الله سبحانه هو تكليف كل إنسان على الأرض ، فإذا قالت له نفسه لا تثق بكرم الله ، فعليه أن يدافع عن الله ، ويجدد يقينه بكرم الله ، وإذا قالت له نفسه لا تجعل أملك بالله وأجعل أملك بالأسباب المادية فعليه أن يجاهد نفسه ويدافع عن الله ويقول لا والله لن تنفعني الأسباب المادية مهما كانت ولن ينفعني إلا الله ولن أجعل أملي إلا به سبحانه .. وإذا قالت له نفسه لا تثق بحفظ الله وأحفظ نفسك فعليه أن يدافع عن الله سبحانه ويجاهد نفسه الأمارة بالسوء ويقول كلا أن الحفظ من الله وحده مهما فعلت فالحفظ من الله وحده سبحانه ، وإذا قالت له نفسه أن يد الله مغلولة وأن هذه الدولة الكبرى تفعل ما تشاء وتنجح فيما تخطط وتصل الى ما تريد ، فعليه أن يدافع عن الله في نفسه ويقول كلا, الله يفعل ما يشاء ، الله يصل الى ما يريد ، الله بالغ أمره ، ولن تصل هذه الدولة سوى الى الهاوية ، لأن الله لا ينجح كيد الظالمين أبداً .. وإذا قالت له نفسه إكنز الذهب والفضة والأموال للمستقبل وأمِّن نفسك في البنوك وفي شركات التأمين ، لأن المستقبل مجهول ولأن الله سبحانه قد يتخلى عنك في أي لحظة ، فعليه أن يجاهد نفسه الأمارة بالسوء وينصر نفسه المؤمنة ويدافع عن الله وعن صفات الله ويقول كلا إن ربي الذي أوجدني من عدم ، والذي رعاني وأنا صغير ، والذي حفظني ورزقني وأنا لم أكن عبداً شاكراً له ، كيف يتخلى عني وأنا عبده المستجير به .. هذه هي مسيرة الدفاع عن الله سبحانه داخل الإنسان ، إنها مسيرة جهاد كبير ، لا يعرف التوقف ولا يعرف حدود النهاية أبداً لأننا مهما فعلنا فما قدرنا الله حق قدره ..
واما عن الجهاد والقتال في سبيل الله
إن الله سبحانه وتعالى فرض الجهاد على المسلمين، وجعله ذروة سنام الإسلام، وهو عز الإسلام والمسلمين، وما ترك قوم الجهاد في سبيل الله إلا ذلوا. ولذلك أمر الله سبحانه وتعالى بمقاتلة المشركين كافة، فقال في محكم كتابه:{ وَقَاتِلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَـٰتِلُونَكُمْ كَافَّةً }[التوبة:36].
ولفضل الجهاد في سبيل الله ومنزلته العظيمة عند الله، اشترى المولى سبحانه وتعالى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم في أعظم صفقة بيع وشراء مقابل أن يكون للمجاهدين الجنة دار النعيم قال الله تعالى:
{إِنَّ ٱللَّهَ ٱشْتَرَىٰ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوٰلَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ ٱلّجَنَّةَ يُقَـٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقّا فِي ٱلتَّوْرَاةِ وَٱلإِنجِيلِ وَٱلْقُرْءانِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ ٱللَّهِ فَٱسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ ٱلَّذِى بَايَعْتُمْ بِهِ وَذٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ }[التوبة:111].
وقد حث الإسلام على الغزو في سبيل الله حتى جعل أجر من جهز غازياً أو خلفه فية أهله كأجر الغازي في سبيل الله، فعن زيد بن خالد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازياً في أهله بخير فقد غزا} [متفق عليه].
والجهاد ماض في هذه الأمة فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة} [متفق عليه].
ولذا فإنه لايخفى على كل مسلم يعيش أحاسيس إخوانه في فلسطين مما تطالعكم أجهزة الإعلام المختلفة بما يجري على إخوانكم المسلمين من التقتيل والتعذيب والإبادة من إخوان القردة والخنازير اليهود أعداء الله كل ذلك يمر على الأسماع والأبصار بالأجهزة المسموعة والمرئية في الصحف والمجلات والرسائل والنشرات، مما يعانيه شعبنا المسلم المرابط في فلسطين المحتلة.
ولذا فإن نجدتهم حق واجب، و نصرهم فرض لازم لجميع المسلمين بمقتضى نصوص الكتاب والسنة قال تعالى: {إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ }[الحجرات:10]، وقال:{ وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ }[التوبة:71]، وقال:{ وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَـٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ ٱلرّجَالِ وَٱلنّسَاء وَٱلْوِلْدٰنِ }
[النساء:75]وقال عليه الصلاة والسلام : {المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه} وعموم الآيات والأحاديث في فضائل الجهاد والرباط والشهادة في سبيل الله تعالى هي معلومة ولله الحمد.
ومن ذلك فضل الجهاد بالمال فإنه من أعظم القربات، ومن أفضل أنواع الجهاد كل حين، فكيف وقد حيل بين المسلمين وبين الجهاد بأنفسهم في فلسطين؟ ولعظم مكانة الجهاد بالمال قدمه الله تعالى في أكثر المواضع من القرآن الكريم على الجهاد بالنفس كقوله تعالى: { ٱنْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَـٰهِدُواْ بِأَمْوٰلِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ} [التوبة:41]، وقوله:{ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَـٰهَدُواْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمْوٰلِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ ٱللَّهِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْفَائِزُونَ} [التوبة:20].
إن التعاون على نصرتهم بكل أنواع النصرة الممكنة ـ مع كونه واجباً على المسلمين كما تقدم وكونه من الجهاد في سبيل الله هو أيضا داخل دخولاً أوّلياً تحت قوله تعالى: { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلْبرِ وَٱلتَّقْوَىٰ وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ آلْعِقَابِ }[المائدة:2].
[/CENTER]
أسال الله أن يجعله في ميزان حسناتك
والله يعطيك العافية
تحياتي
الله يجزيكـ خير
و جعله الله في ميزان حسناتك..
جزاك الله كل خير
وجودكم شرف عظيم لى لا عدمناكي وبارك الله فيكي
عاشق الجنه
جزاك الله خير
وجعلها في موازين حسناتك
في نشر المواضيع الدينيه
تحياتي وشكري إليك