كالمعتاد وصلت هي أولاً وكان عليها أن تنتظره
كل مرة يحدث هذا.. كل مرة يكون عليها هي أن تنتظر
زفرت في حنق وتطلعت إلى ساعتها ثم عادت تتطلع إلى الطريق إنه لا يحترم أية مواعيد حتى في عمله يصل متأخراً
وهي على عكسه تماماً.. تصل دوماً في موعدها وتنتظر
ولأول مرة منذ بدأت بدأت علاقتهما شعرت نحوه بالسخط
لماذا تحتمله هي دوماً؟
لماذا تحتم قواعد التعامل أن تدلل النساء الرجال قبل الزواج؟
وفي أعماقها انفجرت ثورة
لا.. لن تنتظره هذه المرة لقد وصلت في موعدها.. ومادام هو لم يصل فليتحمل النتائج
وفي حزم اندفعت تغادر مكانها في غضب.. وعبرت الطريق في عصبية مفاجئة.. وارتفع صرير إطارات سيارة تحتك في الطريق بقوة مع محاولة صاحبها إيقافها في استماتة.. وأعقبه صوت ارتطام السيارة بجسم لدن
وشعرت هي بالصدمة ثم تلاشى شعورها بالألم بغتة
وراحت روحها تفارق جسدها في نعومة وهدوء محلقة نحو الأبدية
والعجيب أنها لم تشعر برهبة الموت حينئذ.. بل كل ما شعرت به هو السخط
لأنه حتى في هذا ستذهب هي أولاً
وسيكون عليها أن تنتظره
*******
::
الله يعطيك العافيه