السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى كل طالب ( ومع بداية الصيف )..
أخي القارئ الكريم :
في كل عام تمر علينا أيام الإجازة الصيفية ولياليها، والتي يجد فيها الكثير منا (خاصة فئة الطلاب) متسعاً من الوقت الذي يكثر فيه الفراغ .. وفي كل عام ومع نهاية تلك الإجازة الصيفية أكون أنا وإياك أخي المباركـ من إحدى الفئتين ..
إما من تلك الفئة التي عملت وخططت لنفسها من بداية الإجازة ووضعت الأهداف والخطط التي ترغب في تحقيقها في هذه الإجازة .. وحصدت نتائج مثمرة في نهاية الإجازة .. فتُهنأ …
أو من تلك الفئة التي لم تعمل ولم تخطط بل أخذت تسوف وتملي لنفسها حتى أتاها آخر يوم من الإجازة وكأن شيئا لم يكن .. فتُعزى..
أخي الحبيب :
بداية أعلم وفقك الله لكل خير أن الفراغ نعمة مغبون فيها كثير من الناس فعَن ْابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ) [رواه البخاري] .
*فكم من طريح لفراشه الأبيض يتمنى ان يُمنح قليلاً من الوقت في كامل صحته وقواه… ليقضيه في طاعة لله تبارك وتعالى …
فلتعلم يارعاك الله أنك في زمن الإمهال فإياك والإهمال..
فمن هنا أقول لك "أنا وإياك في نقطة الصفر… فلنبدأ على بركة الله"…
فخطط لنفسك وضع أهدافك فإن التخطيط للإجازة ووضع الأهداف التي تسعى إليها في الإحازة من أهم العوامل المساعدة على زيادة الاستفادة والإنتاجية في هذه الإجازة.
أخي المبارك : أستئذنك بأن أورد لك بعض المشاريع التي يمكن أن تستثمر بها فراغك في الإجازة:
أولاً : الدورات القرآنية المكثفة لحفظ القرآن الكريم :
عَنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ": خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ" أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ.
فلتحرص أخي على أن تنال تلك الخيرية في هذه الإجازة بالإلتحاق بهذه الدورات والتي هي خير معين لك في حفظ القرآن ومراجعته.
ثانيا : النوادي الصيفية :
أخي الحبيب : لتعلم أني وإياك لانعرف أنفسنا جيداً .. فأنا وإياك نملك مواهب وقدرات عالية لكن لانعرفها..فإذا لم نستغل المراكز والنوادي الصيفية في هذه الإجازة بتطوير أنفسنا والإرتقاء بها في شتى النواحي العلمية والثقافية والإجتماعية وغيرها وصقل مواهبنا فماذا نستغل ومتى؟؟
فالمراكز والنوادي الصيفية تسعى جاهدة إلى اكتشاف مواهب الطلاب وصقلها لهم ،ومن يقوم على هذه المراكز هم ثلة من المربين والتربويين ومن لهم خبرة في هذا المجال وهم من أهل الخير والصلاح نحسبهم والله حسيبهم ولا نزكي على الله أحدا ، فلا تحرم نفسك من هذه الفرصة.
ثالثا : صلة الرحم :
في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ((من أراد أن ينسأ له في أثره ويبسط له في رزقه فليصل رحمه)) متفق عليه.
وكلنا ذاك المقصر في صلة الرحم فإن لم نتخذ الإجازة وسيلة لصلة أرحامنا فمتى نصل؟؟
رابعا : طلب العلم :
أخي العزيز: يقول النبي صلى الله عليه وسلم "من سلك طريقا يلتمس به علما سهل الله له به طريقاً إلى الجنة" رواه البخاري.
إن من أجل وأعظم وأشرف مايُستغل به الوقت في هذه الإجازة الحرص على التحصيل العلمي من العلماء المتأصلين في العلم، ففبه تعبد ربك على بصيرة ، وبلادنا ولله الحمد والمنة في كل بقاع منها تجد علماء متأصلين في العلم، فانهل منهم فنعم المنهل,ورد إليهم فنعم المورد ، واجني فقد طاب جناها.
خامسا : القراءة :
يقول المتنبي :
وخير مكان في الدنا سرج سابح ** وخير جليس في الزمان كتاب
فليكن خير جليس لي ولك أخي المبارك كتاب "فهو الصديق الذي لايخون، والجليس الذي لايُمل ، يسليك إن خانك الأصحاب ويلهو معك إن تخلى عنك الأحباب" كيف لا؟؟
وقد جمع من فنون العلم أروعها ومن زهور المعرفة والفوائد أجملها ومن ينابيع الحكمة أعذبها" فهو بحق خير جليس"
سادسا : الدورات التطويرية في شتى المجالات الحياتية :
إن مما يُستثمر به أوقات الفراغ في هذه الإجازة الدورات التطويرية في شتى المجالات الحياتية كدورات التطوير الذاتي ودورات التطوير في مجال اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي وغيرها…
وأخيرا أخي الكريم : بدأت الإجازة وستنتهي كما بدأت وستذهب وتتصرم ايامها كغمضة جفن…فما هدفك في هذه الإجازة؟؟!!
هذه بعض المشاريع التي يمكن أن نستثمر بها أوقات الفراغ في الإجازة وغيرها كثير أسال الله لك التوقيق والسعادة وأن يجعلني وإياك مباركين أينما كنا وان يجعل أوقاتنا عامرة
بطاعته وذكره . وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
بقلم أخيك ومحبك : طلال الحربي .
المصدر : ياله من دين
الله ينفع بما قلت ونقلت الكثير ..
هذا الفراغ الذي سيحصل للشباب بعد انقطاع العام الدراسي الذي كانوا فيه مجتهدين ومستغلين لأوقاتهم؛ لا بد أن تنعكس آثاره على نفوسهم وتفكيرهم وسلوكهم، فإما أن يستغلوه في خير وصلاح، فيكون ربحاً وغنيمة للفرد والمجتمع، ويعود نفعه على الجميع، وإما أن يستغلوه في شر وفساد، فيكون خسارة وغبناً للفرد والمجتمع، يخسر فيه نفسه ووقته، ويستغل قواه فيما يشقى به وتشقى به الأمة.
أبو عبدالله..
جزاك الله الخير كله..
جزاك الله خير على هذا التذكير ولهذا النقل المميز
أسأل الله أن ينفع به كل من قرأه ولايحرمك أجر من عمل به
سلمت يمينك وبإنتظار جديدك
جَزاكْـ الله كُـل خَِير
وبَاركـ فِيكْـ
نَنتظَِـر جِـَديدَكْـ
::
