يسعد ايامكم اعزائي
هذا الموضوع قرأته وحبيت الفائدة تعم الجميع
وهو منقول من موقع
شرح رياض الصالحين
::منتقى الحديث النبوى::
ويحاكي حالنا مع الصبر
وياليت كل واحد يشوف هو من اي صنف
من انواع الصبر ويحاول يغير من ردة فعله
ان كان من الاصناف السيئة
والان اترككم مع الموضوع
قال الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )
آل عمران الاية 200
الشرح
الصبر لغة الحبس وشرعاً حبس النفس على ثلاثة أمور
الأول طاعة الله
الثاني عن محارم الله
الثالث على أقدار الله المؤلمة
هذه هي أنواع الصبر التي ذكرها أهل العلم
الأمر الأول أن يصبر الإنسان على طاعة الله
لأن الطاعة ثقيلة على النفس تصعب على الإنسان
وكذلك ربما ثقيلة على البدن
بحيث يكون مع الإنسان شيء من العجز والتعب
وكذلك أيضاً يكون فيها مشقة من الناحية المالية كمسألة الزكاة ومسألة الحج
المهم أن الطاعات فيها شيء من المشقة على النفس والبدن
فتحتاج إلى صبر وإلى معاناة
قال الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا )
الأمر الثاني الصبر عن محارم الله
بحيث يكف الإنسان نفسه عما حرم الله عليه
لأن النفس الأمارة بالسوء تدعو إلى السوء فيصبر الإنسان نفسه
مثل الكذب والغش في المعاملات وأكل المال بالباطل بالربا أو غيره
والزنى وشرب الخمر والسرقه وما أشبه ذلك من المعاصي الكثيرة
فيحبس الإنسان نفسه عنها حتى لا يفعلها
وهذا يحتاج أيضاً إلى معاناة ويحتاج إلى كف النفس والهوى
أما الأمر الثالث فهو الصبر على أقدار الله المؤلمة
لأن أقدار الله عز وجل على الإنسان ملائمة ومؤلمة
فالملائمة تحتاج إلى الشكر والشكر من الطاعات
فالصبر عليه من النوع الأول
ومؤلمة بحيث لا تلائم الإنسان فيبتلى الإنسان في بدنه
ويبتلى في ماله – يفقده – ويبتلى في أهله ويبتلى في مجتمعه
المهم أن أنواع البلايا كثيرة تحتاج إلى صبر ومعاناة
فيصبر الإنسان نفسه عما يحرم عليه
من إظهار الجزع باللسان أو بالقلب أو بالجوارح
لأن الإنسان عند حلول المصيبة له أربع حالات
الحال الأولى أن يتسخط
والحال الثانية أن يصبر
والحال الثالثة أن يرضى
والحال الرابعة أن يشكر
فهذه أربع حالات تكون للإنسان عندما يصاب بالمصيبة
أما الحال الأولى أن يسخط إما بقلبه أو بلسانه أو بجوارحه
فلتسخط بالقلب أن يكون في قلبه شيء على ربه
من السخط والشره على الله والعياذ بالله وما أشبهه
ويشعر وكأن الله قد ظلمه بهذه المصيبة
وأما باللسان فأن يدعو بالويل والثبور
يا ويلاه يا ثبوراه وأن يسب الدهر فيؤذي الله عز وجل
وما أشبهه التسخط بالجوارح
مثل أن يلطم خده أو يصفع رأسه أو ينتف شعره
أو يشق ثوبه وما أشبه هذا
هذا حال السخط حال الهلعين
الذين حرموا من الثواب ولم ينجوا من المصيبة
بل الذين اكتسبوا الإثم فصار عندهم مصيبتان
مصيبة في الدين بالسخط ومصيبة في الدنيا لما أتاهم مما يؤلمهم
أما الحال الثانية فالصبر على المصيبة
بأن يحبس نفسه هو يكره المصيبة
ولا يحبها ولا يحب أن وقعت لكن يصبر نفسه
لا يتحدث باللسان بما يسخط الله ولا يفعل بجوارحه ما يغضب الله
ولا يكون في قلبه على الله شيء أبداً صابر لكنه كاره لها
والحال الثالثة الرضى
بأن يكون الإنسان منشرحاً صدره بهذه المصيبة
ويرضى بها رضاءاً تاماً وكأنه لم يصب بها
والحال الرابعة الشكر فيشكر الله عليها
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا رأى ما يكره
قال الحمد لله على كل حال
فيشكر الله من أجل أن الله يرتب له من الثواب
على هذه المصيبة أكثر مما أصابه
ولهذا يذكر عن بعض العابدات
أنها أصيبت في أصبعها فحمدت الله على ذلك
فقالوا لها كيف تحمدين الله والأصبع قد أصابه ما أصابه
قالت إن حلاوة أجرها أنستني مرارة صبرها والله الموفق
قال الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )
فأمر الله المؤمنين بمقتضى إيمانهم وبشرف إيمانهم
بهذه الأوامر الثلاثة بل أربعة
اصبروا ، وصابروا ، ورابطوا ، واتقوا الله
فالصبر عن المعصية
و
المصابرة على الطاعة
و
المرابطة كثرة الخير وتتابع الخير
و
التقوى تعم ذلك كله
فاصبروا عن محارم الله لا تفعلوها تجنبوها ولا تقربوها
ومن المعلوم أن الصبر عن المعصية
لا يكون إلا حيث دعت إليه النفس
أما الإنسان الذي لم تطرأ على باله المعصية
فلا يقال إنه صبر عنها
ولكن إذا دعتك نفسك إلى المعصية فاصبر واحبس النفس
وأما المصابرة فهي على الطاعة
لأن الطاعة فيها أمران
الأمر الأول فعل يتكلف به الإنسان ويلزم نفسه به
والأمر الثاني ثقل على النفس
لأن فعل الطاعة كترك المعصية ثقيلة على النفوس الأمارة بالسوء
فلهذا كان الصبر على الطاعة أفضل من الصبر على المعصية
ولهذا قال الله تعالى ( صابروا )
كأن أحداً يصابرك كما يصابر الإنسان عدوه في القتال والجهاد
وأما المرابطة فهي كثرة الخير والاستمرار عليه
ولهذا جاء في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال
إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد
وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط
لأن فيه استمرارا في الطاعة وكثرة لفعلها
وأما التقوى فإنها تشمل ذلك كله
لأن التقوى اتخاذ ما يقي من عقاب الله
وهذا يكون بفعل الأوامر واجتناب النواهي
وعلى هذا فعطفها على ما سبق من باب عطف العام على الخاص
ثم بين الله تعالى أن القيام بهذه الأوامر
سبب للفلاح فقال ( لعلكم تفلحون )
والفلاح كلمة جامعة تدور على شيئين
على حصول المطلوب وعلى النجاة من المرهوب
فمن اتقى الله عز وجل حصل له مطلوبه ونجا من مرهوبه
منقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــول
و
جزاك الله خير
يع ــــــــــطيك الع ــــــــااافيه يآرب:) mutlu ol yeter
اللهم ارزقنا الصبرعلى طعتك
والصبر على ترك المنكرات
والصبرعلى اقدارك
بارك الله فيك
وجعله بموازين حسناتك
؛