تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » مدينة العجب

مدينة العجب 2024.

  • بواسطة
في طريق سفري مررت بمدينة, لكنها ليست بالكبيرة ,وصلتها فجرا. هالني ما رأيت فيها من امور أذهلتني وأشعلت الشيب برأسي. في الفجر رأيت شابين يلبسان ثياب بيضاء جميلة ,وجوه نضرة ,و يطوفان بيوت المدينة بيتا بيتا. معظم الأبواب مغلقة, وإن فتحت لا يخرج منها إلا كبار السن ,ونادرا جدا ما يخرج ويفتح لهم شاب ,وإن فتح قابلهم بعصبية وأحيانا بازدراء . أخذت أفكر بهذين الشابين .ماذا يحدث في هذه المدينة؟ وزاد من دهشتي وأنا ذاهب لصلاة الظهر رأيت ستة شباب لابسين نفس الثياب .يمشون بخطى ثابتة نحو البيوت ويطرقونها كما فعل الشابان السابقان ويجدون نفس المعاملة .أنظر إليهم من قريب لعلي أجد الجواب .أنظر إلى من يفتح الأبواب الغالبية من كبار السن, ونادرا ما يخرج شباب .هل هذه المدينة ليس بها شباب ؟سكانها كبار السن فقط ؟قلت في نفسي: سأقضي هذا اليوم في هذه المدينة, وغدا أرحل, فطباع أهلها غريبة تدعو للريبة .صليت بها العصر وقضيت أعمالي حتى وقت المغرب, وإذا بشابين آخرين يشبهان الذين رأيتهما في صلاة الفجر, وبنفس الطريقة يمرون على البيوت بيت بيت لا يكادون يتركون بيتا دون طرق بابه, والذين يفتحون الأبواب هم نفسهم .قلت في نفسي: لماذا لا أسأل هؤلاء الشباب عن طبيعة عملهم؟ ولماذا سكان مدينتهم غالبيتهم من كبار السن؟ ولماذا شباب هذه المدينة لا يفتحون الأبواب إلا نادرا؟ لكنني قلت في نفسي يجب أن أنتظر اليوم بأكمله ,فلعل الأمور يستجد بها جديد .صليت العشاء في المدينة ,وإذا بشابين آخرين يطوفان بيوت المدينة, ويفعلان نفس العمل الذي يقوم به السابقون .هنا كان لابد لي من أن أتوجه بسؤالي لأي شخص في هذه المدينة العجيبة. رأيت الأثني عشر شابا جالسين في المسجد. اقتربت منهم ,وألقيت عليهم التحية وسألتهم :من أنتم؟ وماهي طبيعة عملكم في هذه المدينة ؟قام أحدهم وقال: نحن السنن الرواتب نمر على جميع المسلمين وللأسف الشديد غالبية المأتمين بنا من كبار السن ,والشباب قد ضيعوا أوقاتهم باللهو, والمرح والسهر, والنوم .لا يعلمون أن ملك الموت لا يعرف صغيرا أو كبيرا,أ وأن ينتظر توبة أحدهم ,أو رجوعه عن هواه, ولم يستغلوا شبابهم في طاعة الله قبل أن يهرموا فقد سوفوا كثيرا ,وكما رأيت كبار السن هم الذين يقدروننا يعرفون قيمتنا. أما الشباب فقد أغتروا بشبابهم الزائل ولكن أحيانا يفتح لكم شباب ثم يغلقون الأبواب. قال منهم الفراغ الذي أغلق الباب بقوة ,والآخر الذي ضحك مستهزءا كان السهر, والذي فتح نصف الباب كان اللهو بكل معانيه ,ومن الذي فتح الباب وصرخ بكم ابتعدوا عني؟ قال :أميرهم النوم. ومن الذي فتح النافذة وقال ليس لدي وقت؟ قال :هذا عبد هواه المغتر بدنياه جامع المال ترك حتى الفرائض .قلت: استأذنكم سأذهب إلى مدينتي. صليت ركعتين ,ثم ذهبت إلى الفندق الذي أقيم فيه, أخذت أجمع أغراضي, وصلت إلى مدينتي فجرا ,فإذا بي أرى جميع أهلها في المسجد يصلون سنة الفجر صغيرهم, وكبيرهم الشاب ,والعجوز المساجد ملأ بالمصلين. أسير بسيارتي بين المارة .الجميع ذاهب للمسجد قبل الإقامة بوقت .استوقفت أحدهم :إلى أين أنتم ذاهبون؟قال: لصلاة الفجر. قلت: الوقت مبكرا جدا. قال الجميع يذهبون مبكرين ليصلوا سنة الفجر, ويقرأوا ما تيسر من القرآن .وقفت بسرعة, وإذا أنا قد قمت من نومي, وإذا أنا بنفس الفندق لم أسافرمن مدينتهم بعد. (بقلمي )

ناااايس يسلمو ع الطرح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.