خالد بن الوليد 2024.

سيف مسلول ووجه مقبول، رمى الروم فطاش راميها، وافترس الفرس ، وأدخل الذل مراميها، واسع البطان تزول بسيفه وساوس الشيطان .

الإقدام ساعة الفرار، الثبات في سكرات الممات، الشجاعة يوم يخاف الشجعان،الإقتحام يوم يلتقي الجمعان .

خالد بن الوليد
مهجة بيعت من الله عز وجل ، طارت إلى كل ثغر، وسافرت إلى كل معركة، مهجة بيعت في مجلس البيعة الكبرى بين رسول الله وسيف الله .

إرادة ايمانية، همها إرغام أنوف الجبناء ، وكسر خشوم الأعداء .

تصدق بجسمه على أطراف السيوف، وتبرع ببدنه على رؤوس الرماح .

هجر الفراش الوثير إلى الغبار المثير ، وجافى النوم الهني إلى السفر الوبي ، وترك الراحة الوارفة إلى المنية الخاطفة .

سيف الله ، وسيف الله لا تثلم مضاربه ، ولا تسلم معاطبه ، سيف الله منصور ، وخصمه مدحور ، سيف الله يفلق الهامات ، فكم عنيد بسلته قد مات .

الاستبسال يوم الشح بالأرواح ، وارخاص النفس يوم غلاء المبادىء، والتخلي عن الحياة ، إذا كان في ذلك حياة العز .

النهج أحمدي ، والهتاف مكانك تحمدي ، والشعار عند الداعي ،ويحك لن تراعي .

أروع وقفاته يوم يطاعن لبات الخيول ، وحين يجول بين الكتائب ويصول ،ولحظة ينحر الخصوم .

جرح في كل بقعة من جسمه، فلو أنكرته لعرفته بوسمه، وموته في فراشه تصديق للقضاء ، وفرح للجبناء وهلاكه عيد للباطل ، وعرس للكفر ، ومهرجان للمهزومين .

لا يشق له غبار ، وقله مثله في الديار ،لأنه لا يرى الفرار،يدوس الأفاعي برجليه ،ويلوي الأعناق بيديه، ويتطاير شرار الشجاعة من عينيه .

نقلت لكم هذه المقتطفات من مكتبتي الخاصة من كتاب الشيخ عائض القرني
حدائق ذات بهجة .