تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الرحيل: قصة للعبرة

الرحيل: قصة للعبرة 2024.

  • بواسطة
سألت الدار تخبرنـــي——-عن الأحباب ما فعلوا
فقالت لي أناخ القوم ——-أيـــــاما و قد رحلوا
فقلت فأين أطلـــبهم——–و أي منازل نزلــــوا
فقالت بالقبور و قــد——–لقو و الله ما فعلـــوا
:::::::::::::::القصة::::::::::::::::
بدت أختي شاحبة الوجه نحيلة الجسم..و لكنها كعادتها تقرأ القرآن الكريم..
تبحث عنها تجدها في مصلاها.. راكعة ساجدة رافعة يديها إلى السماء..
هكذا في الصباح و في المساء و في جوف الليل لا تفتر و لا تمل..
كنت أحرص على قراءة المجلات الفنية و الكتب ذات الطابع القصصي.. أشاهد الفيديو بكثرة لدرجة أنني عرفت به..و من أكثر من شيءعرف به.. لا أؤدي واجباتي كاملة و لست منضبطة في صلواتي..
بعد أن أغلقت جهاز الفيديو و قد شاهدت أفلاما متنوعة لمدة ثلاث ساعات متواصلة.. هاهو الأذان يرتفع من المسجد المجاور..
عدت إلى فراشي..
تناديني من مصلاها.. نعم ماذا تريدين يا نورة؟
قالت لي بنبرة حادة: لا تنامي قبل أن تصلي الفجر..
أوه.. بقي ساعة على صلاة الفجر و ما سمعتيه كان الأذان الأول..
بنبرتها الحنونة- هكذا هي حتى قبل أن يصيبها المرض الخبيث و تسقط طريحة الفراش.. نادتني.. تعالي يا هناء بجانبي..
لا أستطيع إطلاقا رد طلبها.. تشعر بصفائها و صدقها..
لا شك طائعا ستلبي..
ماذا تريدين..
اجلسي..
ها قد جلست ماذا لديك..
بصوت عذب رخيم: < كل نفس ذائقة الموت و إنما توفون أجوركم يوم القيامة >..
سكتت برهة.. ثم سألتني..
ألم تؤمني بالموت؟
بلى مؤمنة..
ألم تؤمني بأنك ستحاسبين على كل صغيرة و كبيرة..
بلى.. و لكن الله غفور رحيم.. و العمر طويل..
يا أختي.. ألا تخافين من الموت و بغتته..
انظري هند أصغر منك و توفيت في حادث سيارة.. و فلانة.. و فلانة..
الموت لا يعرف العمر.. و ليس مقياسا له..
أجبتها بصوت الخائف حيث مصلاها المظلم..
إنني أخاف من الظلام و أخفتني من الموت.. كيف أنام الآن.. كنت أظن أنك وافقت للسفر معنا هذه الإجازة..
فجأة تحشرج صوتها و اهتز قلبي..
لعلي هذه السنة أسافر سفرا بعيدا.. إلى مكان آخر.. ربما يا هناء..الأعمار بيد الله.. و انفجرت بالبكاء.. تفكرت في مرضها الخبيث و أن الأطباء أخبروا أبي سرا أن المرض ربما لا يمهلها طويلا.. و لكن من أخبرها بذلك.. أم أنها تتوقع هذا الشيء..
ما لك تفكرين؟ جاءني صوتها القوي هذه المرة..؟
هل تعتقدين أنني أقول هذا لأني مريضة؟ كلا.. ربما أكون أطول عمرا من الأصحاء.. و أنت إلى متى ستعيشين.. ربما عشرون سنة.. ربما أربعون.. ثم ماذا .. لمعت يدها في الظلام و هزتها بقوة.. لا فرق بيننا كلنا سنرحل و سنغادر هذه الدنيا إما إلى جنة أو إلى نار.. ألم تسمعي قوله تعالى:< فمن زحزح عن النار و أدخل الجنة فقد فاز >؟
تصبحين على خير هرولت مسرعة و صوتها يطرق أذني.. هداك الله.. لا تنسي الصلاة..
الثامنة صباحا.. أسمع طرقا على الباب.. هذا ليس موعد استيقاظي.. بكاء.. و أصوات.. يا إلهي ماذا جرى..
لقد تردت حالة نورة.. و ذهب بها أبي إلى المستشفى.. إنا لله و إنا إليه راجعون..
لا سفر هذه السنة.. مكتوب علي البقاء هذه السنة في بيتنا..
بعد انتظار طويل.. عند الساعة الواحدة ظهرا.. هاتفنا أبي من المستشفى.. تستطيعون زيارتها الآن هيا بسرعة.. أخبرتني أمي ان حديث أبي غير مطمئن و أن صوته متغير.. عباءتي في يدي.. أين السائق.. ركبنا بسرعة.. أين الطريق الذي كنت أذهب لأتمشى مع السائق فيه يبدو قصيرا.. ماله اليوم طويل.. و طويل جدا.. أين ذلك الزحام المحبب إلى نفسي كي ألتفت يمنة و يسرة.. زحام أصبح قاتلا و مملا..
أمي بجواري تدعو لها.. إنها بنت صالحة و مطيعة.. لم أرها تضيع وقتها أبدا..
دخلنا من الباب الخارجي للمستشفى.. هذا مريض يتأوه.. و هذا مصاب بحادث.. و ثالث عيناه غائرتان.. لا تدري هل هو من أهل الدنيا أم من أهل الآخرة.. منظر عجيب لم أره من قبل..
صعدنا درجات السلم بسرعة..
إنها في غرفة العناية المركزة.. و سآخذكم إليها.. ثم واصلت الممرضة إنها بنت طيبة و طمأنت أمي أنها في تحسن بعد الغيبوبة التي حصلت لها..
ممنوع الدخول لأكثر من شخص واحد..
هذه هي غرفة العناية المركزة.. وسط زحام الأطباء و عبر النافذة الصغيرة التي في باب الغرفة أرى نورة تنظر إلي و أمي واقفة بجوارها.. بعد دقيقتين خرجت أمي التي لم تستطع إخفاء دموعها.. سمحوا لي بالدخول و السلام عليها بشرط أن لا أتحدث معها كثيرا.. دقيقتين كافية لك.. كيف حالك يا نورة.. لقد كنت بخير مساء البارحة.. ماذا جرى لك..
أجابتني بعد أن ضغطت على يدي: و أنا الآن و لله الحمد بخير..
الحمد لله و لكن يدك باردة..
كنت جالسة على حافة السرير و لامست ساقها.. أبعدته عني.. آسفة إذا ضايقتك.. كلا و لكني تفكرت في قوله تعالى: < و التفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق > عليك يا هناء بالدعاء لي فربما استقبل عن قريب أول أيام الآخرة..
سفري بعيد و زادي قليل..
سقطت دمعة من عيني بعد أن سمعت ما قالت و بكيت..
لم أع أين أنا.. استمرت عيناي في البكاء.. أصبح أبي خائفا علي أكثر من نورة.. لم يتعودوا هذا البكاء و الانطواء في غرفتي..
مع غروب شمس ذلك اليوم الحزين.. ساد صمت طويل في بيتنا.. دخلت علي ابنة خالتي.. ابنة عمتي.. أحداث سريعة.. كثر القادمون.. اختلطت الأصوات.. شيء واحد عرفته..
نورة ماتت.
لم أعد أميز من جاء.. و لا أعرف ماذا قالوا..
يا الله.. أين أنا و ماذا يجري.. عجزت حتى عن البكاء..
فيما بعد أخبروني أن أبي أخذ بيدي لوداع أختي الوداع الأخير.. و أني قبلتها.. لم أعد اتذكر إلا شيئا واحدا.. حين نظرت إليها مسجاة.. على فراش الموت.. تذكرت قولها (و التفت الساق بالساق ) عرفت حقيقة أن ( إلى ربك المساق)
لم أعرف أنني عدت إلى مصلاها إلا تلك الليلة..
و حينها تذكرت من قاسمتني رحم أمي فنحن توأمين.. تذكرت من شاركتني همومي.. تذكرت من نفست عني كربتي.. من دعت لي بالهداية.. من ذرفت دموعها ليالي طويلة و هي تحدثني عن الموت و الحساب.. الله المستعان..
هذه أول ليلة لها في قبرها.. اللهم ارحمها و نور قبرها.. هذا هو مصحفها.. و هذه سجادتها..
و هذا .. و هذا.. بل هذا هو فستانها الوردي الذي قالت لي سأخبئه لزواجي..
تذكرتها و بكيت على ايامي الضائعة.. بكيت بكاء متواصلا و دعوت الله أن يرحمني و يتوب علي و يعفو عني.. دعوت الله أن يثبتها في قبرها كما كانت تحب أن تدعو..
فجأة سألت نفسي ماذا لو كانت الميتة أنا؟ ما مصيري؟
لم أبحث عن الإجابة من الخوف الذي أصابني.. بكيت بحرقة..
الله أكبر الله أكبر هاهو أذان الفجر قد ارتفع.. و لكن ما أعذبه هذه المرة..
أحسست بطمأنينة و راحة و أنا أردد ما يقوله المؤذن.. لفلفت ردائي و قمت واقفة أصلي صلاة الفجر… صليت صلاة مودع.. كما صلتها أختي من قبل و كانت أخر صلاة لها..
إذا أصبحت لاأنتظر المساء..
و إذا أمسيت لا أنتظر الصباح..
غرامغرامغرامغرامغرامغرامغرامغرام

الله الله الله
قصه رووووووووووعه
تقبلي مروري

كل حياتي غرام

يسلمو خيو على المرور الحلو

تقبل تحياتي بكل ود

مرررررررررررررهـ حلووووووووووووهـ
يسلموووووووووووووووووووووو

ربي يعطييييييك الف عاااافيهــ

وننــتــظــر جــديــدكــ

عالي المقام
الله يعافيك

يسلمو على مرورك الطيب

دوووومت بود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.