أموراً تهم المرأة في رمضان 2024.

فما ثبت للرجال ثبت للنساء وهو مُطَّرد في جُل الأحكام إلا ما خصه الدليل , فيجب عليهن الصوم ويستحب لهن الإكثار من التلاوة والإنفاق في سبيل الله وقيام الليل والاجتهاد في الدعاء وغير ذلك من القربات والطاعات .
أموراً تهم المرأة في رمضان منها :
أولاً : أن الحائض والنفساء لا تصلي ولا تصوم في رمضان ولكنها تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة
كما ثبت في حديث عائشة رضي الله عنها قَالتْ : ( كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصّوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة ) رواه البخاري ومسلم .

ثانياً : بعض النساء يستعملن حبوب منع العادة في رمضان ؛ حرصاً منهن على الخير من صيام وصلاة مع المسلمين أو العمرة ونحن لا ننصح بأخذ هذه الحبوب لأنها تضر في كثير من الحالات وتضطرب العادة بسببها غالباً فتأتيها أياماً وتذهب أخرى .
(ولا يتم تناولها بدون أضرار بدنية ونفسية، وما تمر فترة إلا ويتبين ارتباطها ببعض من الظواهر المرضية وظهور أعراض جانبية عديدة. ولاشك أن ترك الأمر على طبيعة لأن الله سبحانه وتعالى ما جعل الدورة التي تمر بها المرأة إلا لمصلحة عظيمة والحمد الله الأمر فيه سعة فما فاتها من الصوم فهي تقضية )
ولكن إن أخذت المرأة هذه الحبوب فلتعلم أنه لا يجب عليها قضاء الأيام التي توقفت فيها العادة عنها وهذا يشكل على كثير من النساء .

ثالثاً : صلاة المرأة في بيتها أفضل وكثير من النساء يرتدن المساجد لصلاة التراويح وهذا لا بأس به فقد لا تجيد تلاوة القرآن أو تكون الجماعة أنشط لها ؛
لكن على المرأة إن خرجت أن تراعي عدة أمور :
أهمها :1-
1-أن تكون المرأة غير مخشية الفتنة , أما التي يخشى الافتتان بها فلا تخرج أصلاً .
2-أمن الطريق من توقع المفسدة , فإن تُوقع مفسدة حَرُم خروجها .
3-أن يكون خروجها زمن أمن الرجال , ولا يفضي إلى أختلاطها بهم ؛ لأن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصل كل بلية ؛ وهو من أعظم نزول العقوبات العامة , كما أنه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة,

وقد منع عمر بن الخطاب رضي الله عنه النساء قديماً من المشي في طريق الرجال , وكنًَّ يلزمن جوانب الطريق تحرياً للستر والحشمة .

4-أن يكون خروجها على تستر غير متبرجة بزينة ولا متطيبة فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أَيُّمَا امرأة أَصابت بخورًا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة ) رواه مسلم .

وفي الحديث عنْ أبي هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تمنعوا إما الله مساجد الله , ولكن ليخرجن وهنَّ تفِلاتٌ ) رواه أبو داود وأحمد .
تَفِلاَتٌ أي : غير متطيبات .

قال ابن حجر : ( ويلحق بالطيب ما في معناه ؛ لأنَّ سبب المنع منه ما فيه من تحريك الشهوة , وكحسن الملبس والحلي الذي يظهر والزينة الفاخرة , وكذا الاختلاط بالرجال ).

5-أن يكون الخروج بإذن الزوج حتى فيما لابد منه من زيارة والد مريض وغيره .
6-خفض الصوت وعدم الخضوع به فبعض النساء يرفعن أصواتهن في المسجد وهذا أمر مذموم وفيه إيذاء للمصلين .7-
7- بعض النساء إذا خرجت إلى المسجد انشغلت وغفلت عن أطفالها مما يعرضهم للخطر من:
-حوادث أو ضياع
– أو اختطاف
– وربما اختلطوا مع من هم أكبر منهم فيحصل من المفاسد ما لا يخفى ؛ فمن الخطأ انشغال الأم بنافلة وتركها واجباً من رعاية أبنائها والمحافظة على أخلاقهم وأرواحهم كما هو الحال مع أبيهم .

رابعاً : من الأخطاء التي ينبغي أن تحذر منها المرأة خاصة في رمضان الغيبة ؛ فإنها داء متفش ومرض عضال وهي ذنب عظيم وإثم كبير وقد حكي القرطبي الإجماع على أنها من الكبائر
قال الله تعالى ( ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتمُوهُ ) الحجرات 12
وقد حكي عن عائشة أن الغيبة تفطر الصائم وتوجب عليه قضاء ذلك اليوم وبه قال الأوزاعي والراجح خلاف ذلك ؛ إلا أن الغيبة تضر بالصيام ضرراً بالغاً .

خامساً : المحافظة على الوقت في رمضان فالوقت هو رأس مال العبد مع ربه إن استغله ولم يفرط فيه وهو كنز يملكه كل الناس غنيهم وفقيرهم شريفهم ووضيعهم ؛ لكن السعيد من تفطَّن له
وتأمل قوله تعالى ( أفحسبتم أنما خلقنكم عبثاً أنكم إلينا لا ترجعون ) المؤمنون 115
وقول النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه وعن علمه فيما فعل وعن ماله من أين اكتسبه وفيا أنفقه وعن جسمه فيا أبلاه ) رواه الترمذي (2417)
والمسلمة التقية هي التي تنتهز الفرص وتجعل من رمضان شهر عبادة وخير وبركة على نفسها ومن حولها فهي راعية في بيتها ومسئولة عن رعيتها .

ولعل المطبخ أكثر ما يلتهم وقت الصائمة ولو احتسبت المرأة ما تقوم به واستغلت وقتها في مطبخها لكان غنيمة باردة وذلك بأن تشغل لسانها بالذكر والتسبيح والاستغفار خاصة قبل المغرب أو تضع لها مسجلاً أو ( إذاعة القرآن الكريم ) فتستمع وتنصت بقلبها أثناء إعداد الطعام .

ولتحذر المسلمة من الإفراط في الطعام وكأن شهر رمضان أكل وشرب وليس شهراً للصيام ؛ بل وكثير من النساء والرجال من تصيبه التخمة في رمضان وتتفاقم الأمراض عندهم لكثرة الطعام والشراب .
وفي الحديث (عن المقدام بن معدي كرب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ) ماملأ ابن آدم وعاء شرًا من بطن بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه )
رواه الإمام أحمد والترمذى والنسائى وابن ماجه وقال الترمذي حديث حسن

سادساً : بعض النساء قد تصوم رمضان ولا تصلي أو لا تصلي إلا في رمضان ( وكذلك الرجال )
والله جل وعلا يقول عن تارك الصلاة ( فإن تابُوا وأقاموا الصلاة وءاتوُا الزكاة فإخوانكم في الدين ) التوبة 11
وقال عليه الصلاة والسلام ( إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ) رواه مسلم 82