السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ابن الرومي
اولا دعوني اعرفكم عليه ولكن من منا لايعرفه هذه نبذه عنه :
* ابن الرومي
ـ هو أبو الحسن علي بن العباس بن جريج، المعروف بابن الرومي، ولد ببغداد سنة 221هـ ونشأ بها، حيث تلقى دروسه على يدي محمد بن حبيب.
نظم الشعر في فترة مبكرة من حياته.
كان حاد المزاج متطيراً واسع الثقافة وكان أشعر أهل زمانه بعد البحتري وأكثرهم شعراً وأحسنهم أوصافاً وأبلغهم هجاء وأوسعهم افتناناً في سائر أجناس الشعر وضروب قوافيه،
يركب منه ما يصعب على غيره، ويلزم نفسه ما لا يلزمه.
وشفف بالتوليد في معانيه فطالت قصائده وجاءت ـ لتأثره بالمنطق ـ مترابطة ذات وحدة موضوعية، وإن مالت إلى النثرية لولا براعته في التصوير واعتماده على التشخيص والحركة والتلوين وعنايته بموسيقاه وقوافيه التي جاء ببعضها من حروف مهجورة، فمهد للمعري في لزومياته.
وقد برع في الهجاء، وعمد فيه إلى التصوير الساخر.
ـ قال المرزباني: ((لا أعلم أنه مدح أحداً من رئيس أو مرؤوس إلا وعاد إليه فهجاه ولذلك قلت فائدته من قول الشعر وتحاماه الرؤساء))، وقال ابن خلكان في وصفه: ((الشاعر المشهور صاحب النظم العجيب والتوليد الغريب، يغوص على المعاني النادرة فيستخرجها من مكانها ويبرزها في أحسن صورة ولا يترك المعنى حتى يستوفيه إلى آخره ولا يبقي فيه بقية)).
ـ وقد امتاز في وصف الطبيعة والرثاء، وذكر الوطن في شعره مما جعله يتفوق على كل من قال شعراً في الوطن،
ومن أشهر أبياته في ذلك:
ولي وطن آليت ألا أبيعه
وألا أرى غيري له الدهر مالكا
ـ ويرجع الدارسون ظاهرة التشاؤم السائدة في شعره إلى طبيعة مزاجه وفقدان أولاده وزوجه وكرهه للناس.
وقد توفي عام 283 هجرية (896م) ويقال إن وزير المعتضد القاسم بن عبيد الله كان يخاف من هجائه فدس له طعاماً مسموماً فمات.
قال يرثي ابنه:
فجودا فقد أودى نظيرُكُما عندي
بُنيَّ الذي أهدَتهُ كفّاي للثرى
فيا عزة المُهدَى ويا حسرة المَهدي
ألا قاتل الله المنايا ورَميَها
من القوم حبّاتِ القلوب على عَمد
توخَّى حِمام الموت أوسط صبيتي
فللّه كيف اختار واسطة العِقد؟
على حينَ شِمتُ الخير من لمحاتِهِ
وآنستُ من أفعاله آية الرشد
طواه الردى عني فَأضحى مزاره
بعيداً على قربٍ قريباً على بعد
لقد أنجَزَت فيه المنايا وعيدَها
وأخلَفَتِ الآمال ما كان من وعد
لقد قلّ بين المهد والحد لُبثُهُ
فلم يَنسَ عهدَ المهد إذ ضُمّ في اللحد
تَنَغَّص قبل الرِّيُّ ماءُ حياتِهِ
وفُجِّع منه بالعذوبة والبرد
ألحَّ عليه النزف حتى أحالَهُ
إلى صفرة الجاديِّ عن حمرة الورد
وظلَّ على الأيدي تَساقَطُ نَفسُهُ
ويذوي كما يذوي القضيب من الرّند
فيالكِ من نفسٍ تَساقَطُ أنفساً
تَساقُطَ درٌّ من نظامٍِ بلا عِقدِ
عجبتُ لقلبي كيف لم ينفطر له
ولو أنه أقسى من الحجر الصَّلد
بودِّي أني كنت قُدِّمتُ قبلَهُ
وأنّ المنايا دونه صَمدَت صَمدي
ولكنّ ربي شاء غير مشيئتي
وللرب إمضاءُ المشيئة لا العبد
وما سرَّني أن بعتُه بثوابِهِ
ولو أنه التخليد في جنة الخلد
ولا بعتُهُ طوعاً ولكن غُصِبتُهُ
وليس على ظلم الحوادث من مُعدي
وإني وإن مُتِّعتُ بابنيَّ بعده
لَذاكِرُهُ ما حنّتِ النِّيَبُ في نجد
وأولادنا مثل الجوارح أيها
فقدناه كان الفاجعَ البَيِّنَ الفَقد
لكلٌّ مكانٌ لا يَسُدُّ اختلالَهُ
مكانُ أخيه في جَزوعٍ ولا جَلد
هل العينُ بعد السمع تكفي مكانَهُ
أم السمعُ بعد العين يهدي كما تَهدي؟
لعمري: لقد حالت بيَ الحالُ بعده
فياليت شعري كيف حالت به بَعدي؟
ثكِلتُ سروري كلّه إذ ثَكلتٍه
وأصبحتُ في لذات عيشي أخا زهد
أريحانةَ العينين والأنف والحشا:
ألا ليت شعري هل تغيرتَ عن عهدي
سأسقيك ماء العين ما أسعَدَت به
وإن كانت السُّقيا من الدمع لا تُجدي
أعينيَّ جودا لي فقدا جُدتُ للثّرى
بأنفَسَ مما تُسألان من الرِّفد
أعينيَّ: إن لا تُسعداني أَلُمكُما
وإن تُسعداني اليوم تستوجبا حمدي
عذرتُكُما لو تُشغَلان عن البكا
بنومٍ، وما نوم الشجيّ أخي الجهد؟!
أقُرَّة عيني: قد أطلْتَ بُكاءها
وغادَرتَها أقذى من الأعين الرُّمد
أقرة عيني: لو فدى الحيُّ ميِّتاً
فديتُكَ بالحوباء أوّلَ من يَفدي
كأنيَ ما استمتعتُ منك بنظرةٍ
ولا قُبلةٌ أحلى مذاقاً من الشّهد
كأنيَ ما استمتعتُ منك بضمَّةٍ
ولا شمّةٍ في ملعبٍ لك أو مَهد
أُلام لما أُبدي عليك من الأسى
وإني لأُخفي منه أضعاف ما أُبدي
محمّدُ: ما شيء تُوُهِّمِ سَلوةً
لقلبيَ إلا زاد قلبي من الوَجد
أرى أخَوَيكَ الباقيينِ فإنما
يكونان للأحزان أورى من الزند
إذا لعبا في ملعبٍ لك لذّعا
فؤادي بمثل النار عن غير ما قصد
فما فيهما لي سَلوةٌ بل حزازةٌ
يَهيجانِها دوني وأشقى بها وحدي
وأنتَ وإن أُفردتَ في دار وحشةٍ
فإني بدار الأُنس في وحشة الفرد
أودُّ إذا ما الموتُ أوفَدَ معشراً
إلى عسكر الأموات أني من الوفد
ومَن كان يستهدي حبيباً هديةً
فطيفُ خيالٍ منك في النوم أستهدي
عليك سلام الله مني تحيةً
ومن كل غيثٍ صادق البرق والرعد
متهللٌ زجلٌ تحنّ رواعد | |
في حجزتيْه وتستطير بروقُ | |
سَدّت أوائلُه سبيلَ أواخرٍ | |
لم يدر سائقهنَّ كيف يسوقُ | |
فسجا وأسعد حالبَيْه بدرة ٍ | |
منه سواعُد ثرة ٌ وعروق | |
وتنفَّستْ فيه الصَّبا فتبجستْ | |
منه الكُلى ، فأديمُهُ معقوق | |
حتى إذا قُضيتْ لقيعانِ الملاَ | |
عنه حقوقٌ بعدهن حقوق | |
طفقتْ رَوَايَاهُ تجرّ مزادَها | |
فوق الربى ومزادُها مشقوق | |
وتضاحك الروض الكئيبُ لصوبه | |
حتى تفتَّق نَوْره الْمَرتُوق | |
وتنسمّت نفحاتُه فكأنه | |
مِسكٌ تضوَّع فأره مفْتوقُ | |
وتغرَّد المُكَّاء فيه كأنه | |
طَرِبٌ تعلّل بالغناء مشوق |
بريق الماس
طراح راقي لشاعر جميل
تقبلي مروري وشكري الجزيل
الاصيل
اسعدنى حضورك
وهنا ب ابيات اخرى لة
يـامــن قـســا لــمّــا iiشــكــو
تُ إلــــى تـطـوّلــه iiزمــانـــي
واعتدّنى – لما رخصتُ عليه من سَقط المعاني
ضَـمــن الـتـنـزُّه كـــفَّ iiغــــر
وأرى مَــكــانـــي إذ iiتـــعــــا
وأصــون عـرضَـك عـــن iiلـسـانـي
وعـلــيــك ألـــــفُ تـحــيــة ٍ
أَوْلَــــى لـجـهـلــي iiبـعــدَمــا
لا بــــل ســأطَّـــرحُ iiالـهــجــا
ءَ وإن رمـانــي مــــن iiرمــانــي
أمـــــنَ الـخــلائــقُ iiكـلــهــم
فـلـيـأخـذوا مــنّـــي iiأمــانـــي
حـلـمـي أعـــزّ عـلــى ّ iiمــــن
غـضـبـي إذا غـضـبــي iiعــرانــي
فــلأصــبـــرنّ iiوأكــظـــمـــنَّ
نَ وإن لـظــى غـيـظــي iiكــوانــي
حــتـــى تـبــيــن iiأنـــنـــي
ســـي إذ قـلانــي مـــن iiقـلانــي
وأريـــدهــــا كُــــــــلَّ iiالإرا
دة َ إذ أبــانــي مــــن ابــانـــي
ii
مــه مَــنْ تعـامـه عــن iiمـكـانـي
حــتــى يــرانـــي الله iiكـــــي
ف صيـانـتـي قَــــدْري iiوشــانــي
ويـعــولُــنــي iiفـعِـيــالــتــي
حـــقٌ عـلـيـه كـمــا iiبــرانــي
ولــتــغْــذُوَنّــي iiبــالـــكـــرا
مـــة ِ إنـــه قــدْمــاً iiغَــذانــي
وسأسـتـعـيـن عــلــى iiالــفـــراق
والـصـبـرَ إن شـــوقٌ iiدعــانــي
كفـى بالشيـب من نـاهٍ مطـاعِ
علـى كَـرهٍ ومن داع مـجـاب
حططت إلى النهى رحلـي وكلَّـت
مطيَّـة باطلــي بعـد الهبــاب
وقلـتُ مسلِّمـاً للسيـب : أهـلاً
بـهادي المخطئيـن إلى الصـواب
ألسـت مبشِّـري فـي كل يـوم
بوشـك ترحّلـي إثـر الشّبـاب
لقـد بشَّرتنـي بلحـاق مـاض
أحـبَّ إليَّ مـن بـرد الشَّـراب
فلسـت مسمِّيـاً بشـراك نعْيـاً
وإن أوعدت نفسـي بالذهــاب
لك البشرى وما بشـراك عنـدي
سـوى ترقيع وهيـك بالخطـاب
وأنت وإن فتكت بـحبِّ نفسـي
وصاحب لذَّتـي دون الصِّحـاب
فقد أعتبتنـي ، وأمـتَّ حقـدي
بِحَثِّـك خلفـهُ عَجِـلاً رِكابـي
إذا الـحقتنـي بشقيـق عيشتـي
فقـد وفَّيتنـي فيـه ثـوابــي
وحسبـي من ثوابـي فيـه أنـي
وإيَّـاه نـثـوب إلـى مــآب
لعمـرك ما الحيـاة لكـل حـيٍّ
إذا فقدت الشبـاب سوى عـذاب
فقـل لبنـات دهـري فلتُصِبنـي
إذا ولَّـى ، بـأسهمـها الصُّيَّـاب
سقـى عهـدَ الشبيبـة كلَّ غيـثٍ
أغـرَّ مُجَلجَـلٍ دانـي الـرَّبـاب
ليالـي لـم أقـل : سقـياً لعهـد
ولـم أرغـب إلى سُقـيا سحـاب
عـدوّك مـن صديقـك مستفــاد
فـلا تستكثـرن مـن الصحــابِ
فـإن الـداء أكـثـر مـا تــراهُ
يكـون مـن الطعـام أو الشـرابِ
إذا انقلـب الصـديق غـدا عـدوّاً
مُبينـاً ، والامـور إلـى إنـقـلابِ
ولو كان الكثيـر يَطيـب ، كانـت
مصاحبـة الكثيـر مـن الصــوابِ
ولـكـن قلَّمـا اسـتكثــرت إلاَّ
سقطـت على ذئـاب فـي ثيـابِ
فـدع عنـك الكثيـر فكـم كثيـرٍ
يُعـاف وكـم قليـلٌ مستطــابِ
ومـا اللحـج المِـلاح بـمُرويـاتٍ
وتلقـى الـريّ في النُّطَـف العـذابِ
أبا الصقر : حسبُ المادحيك إذا غلوا
أشدّ غلوٍ أن يقولـوا : أبا الصقـر
ملأْت يدي جدوى وقلبـي مـودة
تدفقتا فِي المَحتدِيـن وفِي الصـدر
أنلـت نـوالاً لو سـواك أنـالـهُ
لآيَسنـي مـن عـودةٍ آخرالدهـر
لأنك أعطيـت الجزيـل ، وإنـما
يُرجِّي المرجِّي عودةَ النائِـل النـزر
ولكنك المرء الذي لـم تـزل لـهُ
عوائد بالمعـروف والنائـل الغمـر
تُنيل الـذي لـولاك أعيـا منالُـهُ
وتُعطي التي تُعطي الأمان من الفقـر
فـلا يحسـد الحسّـادُ أنّ سحابـةً
أظلَّتْ بـها كفاك مقلعـةُ القَطـر
ولو أنّ يومـاً منك يمنـع من غـدٍ
وإن كان ما أعطيت فِي اليوم ذا قدر
نـوالُك كالسيـل المُسهّـل بعضُـهُ
لبعض طريق الجري فِي السهل والوعر
إذا حلّ قطـعٌ منـه بالأرض برْكـهُ
تديَّـث مـجـراه لآخَـرَ كالبحـر
عينــــي إلـــى مــــن أحـــب ُّ تختــَلِج ُ
والصبـــر عـــــن حُسـنِ وجههِ سَــمِجُ
طالَ اشــــــــــــتياقي إلـــــى مُـنعَّــمةٍ
يســــــتعبد القلــــبَ طــــرفها الغنِـــجُ
لــــو طلعـــتْ فـــي الظـــلام غــُرَّتها
ظلــت ســـــُــــــتورُ الظـــلام تنفــرجُ
متـــــى أرى خلـــــــوة ً يظــــــلُّ بها
ريقِـــــــي بــــريق الخــــــليل يمتزجُ
يا حُــــــورُ ما للـــــحبيب يفعـــل بي
أشــــــــياء لا يســـــــتحلـّها الحَــرَجُ
يا حبّذا النرجسُ ريحانة ً | |
لأنفِ مغبوقٍ ومصبوحِ | |
كأنه مِنْ طِيبِ أرْوَاحِهِ | |
رُكّب من رَوْحٍ ومن روح | |
يا حسنهُ العين يا حسنه! | |
من لامحٍ للشَّرْب ملموح | |
كأنَّمَا الطَّلُّ عَلى نَوْرِهِ | |
ماءُ عُيُونٍ غيْرُ مَطْرُوحِ |
بريق الماس
يعطيك ألف عافيه
إختيار في قمة الذوق
سلمت يمينك وسلم نقلك
//
وهاجرة بيضاءَ يُعدي بياضُها![]() |
![]() |
أظلّ اذا كافحتُها وكأنني![]() |
![]() |
يظلّ إذا أبدى لنا منه صفحة ً![]() |
![]() |
ترى الآل فيها يلطمُ الآل مائجاً![]() |
![]() |
وليلٍ غشا ليلٌ من الدجن فوقَه![]() |
![]() |
عفا جِلْبُهُ آيَ الهدى من سمائه![]() |
![]() |
لبستُ دجاه الجونَ ثم هتكتُه![]() |
![]() |
عُذافرة ُ تنقضّ عن كلّ زَجْرة ٍ![]() |
![]() |
يخوضُ عليها لجة َ الهوْلِ راكبٌ![]() |
![]() |
نجيبٌ من الفتيان فوق نجيبة![]() |
![]() |
تريها الهُدى حدْساً وتنجو برحلهِ![]() |
![]() |
له راحة ٌ فيها الحطيمُ وزمزمُ![]() |
![]() |
ينوح به بومٌ وتعزف جِنّة ٌ![]() |
![]() |
يُخال بها من رزّ هذا وهذه![]() |
![]() |
تعسّفتُه إما لخفضٍ أنالُه![]() |
![]() |