عندما تَخترِق الظُلمة حياتك .. وتُكبلك الدنيا بقيودها الفُولاذية .. عندما تُسحق كل أحلام الطفولة ، وتُغتَالُ البرائة في ريعان شبابها .. عندما يفيض داخلك بأنهار دموعك المحبوسة .. وتمتَصُّ جدران جسدك غضبك العارم .. وتحتضنُ أحشَائُكَ أهاتك الملتوية على نفسها من شدة الألم .. عندما تُحرَمُ مِنَ النومِ عيونكَ .. ويُبترُ لسانك بكلمة أطلقها بعفوية .. وقتها السؤال الوحيد الذي نسألُه ” مَن أنتَ يا هذا؟! ” .
دفنوا أحلام الطفولة، وقتلوا أُمنيَات المُراهقة .. سلبوه حُريَته، وانتهكوا أبسَطَ حقوقه .. بقسوتهم صنعوا لقلبِه الهَش الباكي غلاف ضِدَّ الصدمات، وأشبعوا روحه المُثقلة بالهموم مِنْ نَهْرِ سُمومِ الكلمات .. أهدروا كرامته وجعلوها تحت الأقدام .. واستوطوا حَائِطهُ بحجة حاجَتِه .. رجموا رجولته وطعنوها، وجلدوها بسياط التصغير والتحقير .. ولَم يعدُّوهُ شيءً بَيْنَ مَخلُوقاتِ الله.
خيوط الطفولة البيضاء، شَابَكها مزيجٌ من ألوان المراهقة، لتنعقد بها خيوط الشباب السوداء، لتخنقها وتخفي جمال تلك الأيام تحت عتمة هيجاء .. لتطمِس كل معالمها، وتوسِم كل ذكرى وتشوهها بحاضر الأحزان.
عجباً يا دُنيا!!، كيفَ لَكِ أن تزرعي في قلبه عِشقُ الجمال، وتَعِديه بأوهامٍ وأضغاثُ أحلام، أوما كان أجدى بِكِ أن تُرضعيه من المأسي والأحزان؟!، ليعتاد قلبه على ظلامك الدامِسِ منذ نعومة أظفاره .. صدقيني، مؤلمٌ جداً هو اغتيال الأحلام شيئاً فشيئاً وهي ما زالت في المهاد، ومُميتٌ هو سحب الروح رويداً رويداً وصاحبها يعضّ على أرض جرداء صلباء.
ها هو يتوه بغربته، ويتلذذُ بألمه، ويختنقُ بعبرَتِه، ويَعْبُر جِسرَ موته، رجل إلى الأمام ورجل إلى الوراء .. هو الذي طالما ودَّ أن يحتضن وطنه الذي احتضنه بدورِه لأعوام .. عاشقٌ هو .. نَعَم عاشق، لا .. ليس للحب ولا للأهل والأخِلاء، هو عاشقُ الوطن، يهوى ثراه وقطرات نداه، وهوائه .. ضيمهُ وصيفهُ وشتائه، مجنون هو مُولعٌ بصحرائه .. كيف لا وهو كان لهُ ذلك المرهم السحري الذي طالما شافاهُ مِن كل داء، فقط يكفيه أن يستنشق عبيره ويَنعم بقربه، ويتمرمغ بنبع حنانه.
كمّ تمنّى أن يُبريءَ جرح واحد فقط مَزّقَ خلاياه، لكنه عاجز، ليس بيده حيلة، فالظروف أجبرته على الهجران، غادره لأخرى مُتبرئةٌ من أمثاله، تستعبدهم بالقرش، فهمّ بنظرهم ليسوا من بني إنسان .. أولم يفكّروا يوماً أنه جاء فقط ليقطات لُقمة عيشه بعرق جبينه، فهو لا يعترفُ بالصدقات … حالمٌ تخلّى عن كل رغباته ليحقق أحلام غيره بيده، فهو لا يريد لأحبائه أن تنزلق حياتهم من بين أيديهم وهم يقفون عاجزون من غير حولٍ ولا قوة، لا يريدهم أن يتذوقوا طعم الخذلان، ولا أن تُفتتَ عظامهم وهم يطرقون الأبواب المُغلقة في وجوههم بإحكام، لا يريد الذلّ لأهله، ولا يريد أن يرى عيون والدته الغارقة بدماء دموعها، ولا أن يرى ذلك الإنكسار على مُحيا والده، لا يقبل بأن يَمُدَّ يده لأي مخلوقٍ ولو وصل بهم الوضع لأن يموتوا عطشاً وجوعاً، فهو الذي ربَّاه على هذه الطباع، أن يكون شامخاً ذو عزة وكرامة، مَن يراهُ يظنُّ بأنه أغنى الخلق، وهو أحياناً لا يملكُ قوت يومه، فاللجوء لغير الله مذلة، وأي مذلة، يساعدوك لينهالوا عليكَ بكلمات طاعنات للرجولة والكرامة، وأي إنسان يقبلُ بهذا الحال؟!!.
أه لو تعلمون مقدار شوقه وحنينه لعشقه ولأهله وأقاربه والأصدقاء .. أه لو تعلمون كم هو قاسي أن يعود بلهفته متطوّق للقائهم، ليشعر بالنهاية أنه أصبح غريب عنهم، وكأنه أصبح للغربة عنوان، ضاع منه وطنه، وفقد هويته، وباعته الدنيا بأرخص الأثمان .. بحفنة تراب.
هذا هو من تسائلتم عنه.. رجل اجتمعت كل أحلامه بوطنه، لتُباغته الدنيا بالضربات، وتجبره لـِ الرحيل بعيداً عن عشقه وأحلامه التي طالما تمناها .. أخذته لوطن أصبح إسمه فيه ” أجنبي ” .. مُغترب لقي سوء المعاملة من جميع الناس، ومرمغوا أنفه بالتراب وسلبوه أقلّ حقوقه في المساواة فقط لإنه لم يولد بجنسيتهم، ولم يُخلَق وبفمه ملعقة من ذهب، وإذا ما فكّر لحظة بالإعتراض، كان الجواب ” إحمل حقيبتك وعُد مِن حيث أتيت، فهناك ألف يسد مكانك، نحن الأسياد وما عليكَ إلا السمع والطاعة، وإلا فاحجز تذكرتك وغادر قبل غياب الشمس ” .. لم يفكروا بأن ورأه أب وأمٌ سلبتهم الحياة الصحة والعافية وباتوا مطروحين الفراش، ولا أن له أخٌ بالجامعة، وأختٌ على وجه زواج، وأخوة أخرين بالمدارس، هذا غير ذلك العم المحتاج، وذلك الصديق الذي لا يجد ثمَن الدواء، من أين له الصبر، أخبروه إذا كان عندكم الجواب.
إذا ما أرهقتك الدنيا، وخارت قواك، وتكالبت عليك الهموم والمشاكل والأحزان، فركعتان فقط كفيلتان بشفاء قلبٍ سقيم على فراش الموت ينزف دمائه، لا تُفكّر يوماً بطلب العون من أيّ إنسان .. سوف تستصغر نفسك قبل أن يستصغرك الناس، إلجاء لِمَن لا يردُّ عبداً محتاج .. إلجاء بعينان تتشققان بنبع دمعٍ يشرح لخالقه الحال، بدعاءٍ يخرج من قلبٍ متفطرٍ، أوهنته الكروب، ويكفيك ما تشعر به بعدها من إرتياح.
تمّت بحمد الله
المغترب المجهول .. صورتي معاناته لنسج جميل للجمل ..
وكأننا نراه حين تنظر اليه العيون تنتظر رحيله .. فقط لانه فكر باهله وبوطنه الذي اشتاق له ..
هناك مثل يصف الحال ها هنا .. " من طلع من داره قل مقداره "
وقدر الانسان مرفوع بين اهل جلدته .. وان جاروا عليه يوما ..
ابدعتي.. موفقة باذن الله |~
محاولة جيدة…
و قصة ذات فكرة جميلة
عندما يصبح الشخص مسؤول عن عائلة فإن كل خططه و أحلامه يغيرها تبعا لما يتوافق مع مسؤوليته
عشق الوطن من أجمل أنواع الحب
و لا يعرف قيمة هذا العشق إلا المغتربين
فكثير من الناس خرجوا عنوة من أوطانهم سعيا خلف طلب الرزق
يعطيك العافية
وفقك الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،
بالبدايَة – ماشاء الله تبارك الرحمن – أذهلتيني بتصويرك للمعاناة وأسلوبك وإستخداماتك اللغويَة وتشبيهاتِك البسيطة. أذهلتيني فعلاً بهالكم الهائل من الجمال.
رُغم إني أحب القصص القصيرة اللي تكون نشيطة وفيها حيوية من ناحيَة حدث بسيط أو حوار يبيَن فكرة القصَة أكثر من السرد اللي يميل لرتم واحد، لكن قصتِك كسرت العادَة وأستمتعت فيها وتشوَقت أوصل لنهايتها.
تصويرك للألم والذلَ والمعاناة جدًا جميل، إستخدامك للكلمات والمفردات – اللي خلنا نقول تمسَ القلب – جدًا جدًا جميل.
مُبدعة يا ساره. ()
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المغترب المجهول .. صورتي معاناته لنسج جميل للجمل .. ابدعتي.. موفقة باذن الله |~ |
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلين بأنآت الجميلة وبطلتها البهيّة
تسلميلي يا رب على روعة حضورك
فعلاً مافي أصعب من شعور الغربة
حتى لو انحفظت حقوقك وعشت كملك
بضلّه شيء مفقود جواتك بضله لمحة حزن وحسرة بقلبك
ربنا يجزيك الخير ويسعدك أنآت يا أروع كاتبة
شرف كبير إلي تواجدك بصفحتي
أسعدتني جداً حروفك
الإبداع منكم وفيكم يا قلبي
وانتِ كمان موفقة يا غالية
دمتي بخير
صباح الخير … قصة تحمل معناة كبيرة لحال المغتربين من اجل لقمة العيش …. سوء الظروف والاحوال المعيشية سبب تخلي البعض عن اوطانهم للسفر والاغتراب سنوات طويلة حتى يقدرو يسدو شوي من حاجاتهم وحاجات اهاليهم لكن اذا زادت الظروف وزادت احتياجات الاهل بعد كل سنين التعب والغربة ببساطة يتخلى عنه من خدمه لسنوات طويلة بكل جهد واخلاص …. بالتوفيق
|
مساء النور غاليتي
المغترب شخص خسران بكل حالاته
فهو دائماً بينقصه شي
حتى لو جمّع ثروة كبيرة
لكنه بعده عن أهله والوحدة الي بعيشها بتسرق لذة الأيام
أشكرك أختي على تعليقك الجميل
تسلمي يا رب
السلام عليكم
محاولة جيدة… عندما يصبح الشخص مسؤول عن عائلة فإن كل خططه و أحلامه يغيرها تبعا لما يتوافق مع مسؤوليته عشق الوطن من أجمل أنواع الحب يعطيك العافية |
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مشكورة عزيزتي على حضورك الجميل
صدقتي أختي ,, وأنا أكبر عاشقة لوطني العزيز
وأعرف جيداً نكهة الغربة ,, مهما بلغت حلاوته ,, يبقى يشوبه ذلك الطعم المرّ الذي ينتزع منه لذته
الله يعافيكِ ,, شرفتيني
–
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، بالبدايَة – ماشاء الله تبارك الرحمن – أذهلتيني بتصويرك للمعاناة وأسلوبك وإستخداماتك اللغويَة وتشبيهاتِك البسيطة. أذهلتيني فعلاً بهالكم الهائل من الجمال. رُغم إني أحب القصص القصيرة اللي تكون نشيطة وفيها حيوية من ناحيَة حدث بسيط أو حوار يبيَن فكرة القصَة أكثر من السرد اللي يميل لرتم واحد، لكن قصتِك كسرت العادَة وأستمتعت فيها وتشوَقت أوصل لنهايتها. تصويرك للألم والذلَ والمعاناة جدًا جميل، إستخدامك للكلمات والمفردات – اللي خلنا نقول تمسَ القلب – جدًا جدًا جميل. مُبدعة يا ساره. ()
|
مية أهلا وسهلا بكاتبتنا الجميلة
شرف والله إلي رأيك يا عمري .. وبجد أسعدتيني بهالرد القوي .. حسستيني إني فعلاًُ قدرت أوصّل الي بدي اياه
وكمان .. إنه يعجبك أسلوبي بجد بجد شي بيعنيلي الكتير
بسم الله عليكِ رغم إنك أصغر مني بكتير .. بس روايتك وأسلوبك بروايتك كانوا شي خيالي .. وكلنا استفدنا من روايتك .. الله يحميكِ يا رب
وهاي أول مرة بكتب بدون ما يكون موجود عنصر الحوار موجود بقصتي .. حبيت تكون مميزة رغم إنها ما احتوت كل عناصر القصة .. حبيتها تكون شاذة عن القاعدة ومع هيك متميّزة
ورغم إنه ما كونت من الفائزين بالمسابقة بس الحمد لله يمكن أول قصة بكتبها وبكون راضية عنها 100 %
الجميل هو حضورك يا قلبي .. والإبداع منك وفيكِ يا روحي
نورتيني بجد .. ربنا ما يحرمنا منك يا غالية
دمتي بخير وصحة وسعادة يا رب
.
.
.
اولا عن شو ارمس ؟ اسلوبج العجيب ؟ ولا الكلماتت الرائعهه؟ ولا عن الفكرره المميزه !
.
.
.
.
كل الود و التوفيق و بانتظار الانامل المببدعه
ودي