تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » صناعة الفتن.

صناعة الفتن. 2024.

ورد في الحديث النبوي الشريف قوله -صلى الله عليه وآله وسلم-: (بادروا بالأعمال الصالحة، فستكون فتن كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا، ويصبح كافرًا يبيع دينه بعرض من الدنيا)، وفي الصحيحين من حديث أبي حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- قال: (كان الناس يسألون رسول الله – صلى الله عليه وسلم- عن الخير، وأسأله عن الشر، مخافة أن يدركني. فقلت: يا رسول الله: إنا كنّا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم. قلت:يا رسول الله: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم.. وفيه دخن. قلت يا رسول الله: وما دخنه؟ قال: قوم يهتدون بغير هدى، تعرف منهم وتنكر. قلت: يارسول الله: وهل بعد ذلك من شر؟ قال: نعم.. دعاة على أبواب جهنم مَن أجابهم إليها قذفوه. قلت: صفهم يا رسول الله، وهل بعد هذا خير؟ فقال: هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا. قلت: يا رسول الله: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: أن تلزم جماعة المسلمين وإمامهم. قلت يا رسول الله فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك.
وهذا التحذير النبوي رأينا أن عدم الاعتبار به، قد أدّى إلى ظهور صناعة فتن لها حذّاق من الخلق، يلبسونها في الغالب لبوس الدِّين، ويدعون إليها من الناس بسطاءهم، ومَن يسهل قيادهم، حتى إذا اختلط على الأمة الأمر مع شدة حلكة ظلام الفتن ارتقوا إلى مقامات ليست لهم، وليسوا من أهلها، وما كانوا ليبلغوها لولا ما أثاروه من تلك الفتن، ففئة الخوارج التي ظهرت في صدر الإسلام، واعتدت على الخليفة الثالث من الخلفاء الراشدين سيدنا عثمان بن عفان -رضي الله عنه- ثم بعده على الخليفة الرابع سيدنا علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه، ورضي الله عنه- إنما أتوا الناس من هذا الباب، ألبسوا فتنتهم لباس الدنيا، وزعموا نصرة حق، وقمع باطل، والباطل هم أتوه، والحق هم جانبوه، وهم كما وصفهم سيد الخلق وخاتم النبيين وإمام المرسلين سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يمرقون من الدّين كما يمرق السهم من الرمية، فإنما اتخذوا الدّين وسيلة لأغراضهم الدنيئة، فاستحلوا بذلك دماء الأبرياء وأعراضهم وأموالهم، وتسمّى زعماؤهم بالأمراء، ولو لم يقاتلهم المسلمون حتى كسروا شوكتهم، لآل الأمر إلى ما هو أعظم وأنكى ممّّا جرى على أيديهم من الفتن، بدأوا فعلهم القبيح مستفتحين بأمر ظاهره أنه من الدّين وباطنه شر كله، جاءوا إلى المدينة من الأمصار المفتوحة بدعوى إنكار منكر، ومطالبة بإحقاق حق، وما أرادوا ذلك، فآل أمرهم بقتل إمام ارتضاه الناس لتولّي أمر أمتهم، ونشروا الرعب في مهاجر سيد الخلق المصطفى- صلى الله عليه وسلم- حيث جرب المسلمون لأول مرة كيف تصنع الفتن، ثم لمّا تدارك المسلمون أمرهم، وبايعوا خليفة ليقيموا لهم دولة تدرأ عنهم الفتن، لم يلبث صنّاع الفتن أن ظهروا مرة أخرى، فخرجوا على الإمام أيضًا باسم الدّين وتركه كما زعموا تحكيم كتاب الله، وحكّم كما ادّعوا الرجال، وهكذا في كل عصر وحين يظهر في مجتمع المسلمين صنّاع فتن محترفون يصنعون منها ألوانًا، ويروّجون لها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، وها هم في عصرنا منهم تيارات لا حصر لها، مرة يروّجون لها باسم الجهاد، وأخرى باسم قمع البدع، ومرة باسم مجاهدة التغريب، تجد لهم في كل محفل أصواتًا نشازًا تتردد، يبحثون عن ما يهيّجون به العامة، منهم اليوم محترفون يصنعون هذه الفتن عبر وسائل حديثة في الإعلام مرئيًّا ومكتوبًا وأدوات اتصال، وعبر مدونة ومواقع على شبكة الإنترنت أصبحت اليوم مشهورة، ثم شرائط تسجيل ومنشورات توزّع، يبحثون عن كل خطأ فيعظمونه، ويعمدون إلى كل خير فيطمسونه، لا تسلم منهم رموز في المجتمع لها مكانتها العلمية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، بل ولا يتركون أديبًا أو مفكرًا إلاَّ وادّعوا أنهم يعرفون عنه ما لا يعرفه عن نفسه، ولا يجدون منشطًا من مناشط الناس إلاَّ واتهموه بمخالفة الدِّين، يشيعون الافتراءات ويروّجون الإشاعات، بل ويشوّهون كل إصلاح يتم بتأويلاتهم المسمومة، وافتراءاتهم المكشوفة، وتجد لهم عند كل إصلاح يتم عبر دراسة متأنية صراخًَا مرتفعًا، واحتجاجًا عارضًا، يكشف للناس زيف مواقفهم، ويبلغ بهم الألم مداه فيزدادون صراخًا عند كل إصلاح يعلن عن خطواته، بل إنهم لا يتورّعون عن صناعة دعاية قذرة ضد كل من يناوئ لهم مسعى إلى إشاعة فتن جديدة، وهم صنّاع الإشاعات السيئة التي يروّج لها بين الحين والآخر، والتي تهدف إلى الإساءة لكل صاحب مقام رفيع في مجتمعه، وقد يلقون من الإشاعات ما يكشف لما يخططون له من فتن قادمة، لو أننا أحسنا البحث وراء كل إشاعة يروّجون لها، والتي قد يقودون بها من السذج من الخلق الكثيرين، الذين يصبحون في ما بعد وسائل بأيديهم يهددون بهم المجتمع، من هؤلاء الذين أوقعوهم في الفتن، فاجترحوا السيئات ووقعت منهم الجنايات، فآل أمرهم إلى القبض عليهم، وأودعوا السجون، وأصبحنا اليوم نعالج مشكلاتهم، ونحاول إعادتهم للحياة أسوياء، وكثير منهم قد استمرأ ما قام به، ولم يعد يحسن غيره، وكلّما حاولنا إخراجه من النفق الذي دخله، عاد بعد مناصحتنا له إلى سيرته الأولى، وحربنا يجب أن توجّه لصنّاع الفتن لا لأدواتها، فالقضاء على الأدوات أمر سهل، إذا قضي على هؤلاء الصنّاع، الذين هم مَن ضلّلوا هذه الأدوات وأغروهم بما هم فيه من المحن، وإلاَّ فإن الفتن ستتزايد، ولن نستطيع القضاء عليها، فلنسعَ جاهدين لإفشال خطط هؤلاء الصنّاع، ومَن يموّلون أنشطتهم، فبهذا وحده نحمي الوطن من هذه الفتن التي تشتت جهودنا للرقي بحياتنا. فهل نفعل؟ هو ما أرجو، والله ولي التوفيق.

جزاك الله خير

اقتباس:
باسم قمع البدع، ومرة باسم مجاهدة التغريب،

لابد من اماتة البدع وتوعية الناس من الغزو الفكري!!!

اقتباس:
يبحثون عن كل خطأ فيعظمونه

الخطأ ان كان فيما يغضب الله فهو تعظيم لشعائر..
قال تعالى :"وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ"

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خير

وحقيقة هناك كثر من جعلوا تعاليم هذا الدين درعاً لهم ولأعمالهم ونواياهم الخبيثة ولكن الله يحفظ هذا الدين ويسخر له من يحميه ويدافع عنه …

والله ولينا ومولنا نعم المولى ونعم النصير

جــــــــزاكـ الله خير

غرام

يسلمووووو لمروووووكم جميعا الذي نور الموضوع

الخطأ ان كان فيما يغضب الله فهو تعظيم لشعائر..
قال تعالى :"وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ اليقين انا لم أقصد الخطاء الذي يخص شعائر الدين..

اقتباس:
المشاركة الأساسية كتبها بنوتة توب غرام
يسلمووووو لمروووووكم جميعا الذي نور الموضوع

الخطأ ان كان فيما يغضب الله فهو تعظيم لشعائر..
قال تعالى :"وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ اليقين انا لم أقصد الخطاء الذي يخص شعائر الدين..

اعتذر منك حبيبتي /ادري انك نقلتي بحسن نية
بس لازم نتاكد من خلو الطرح مما يغضب الله او الاخطاء

واترقب جديدك

يسلمووو لمروووركـ يالغلا

جزاك الله خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.