الشَّــفـق
تمهيـد
لم يسبق لي أن فكرت كثيراً في كيفية موتي رغم توفر ما يكفي من
أسباب لذلك في الآونة الأخيرة ؛ لكني ما كنت لأتوقع موتي على هذا
الشكل , حتى لو فكرت فيه .
حدقت في الغرفة الطويلة دون أن أتنفس . حدقت في عيني الصياد
القاتمتين فرّد بنظرة سرور .
يقيناً إنها طريقة جيدة للموت , أن أموت بدلاً من شخص أخر ,
بدلاً من شخص أحبه . بل هي طريقة نبيلة أيضاً . لابد أن لهذا قيمة !
كنت أعرف أني لو لم أذهب إلى فوركس لما واجهت الموت الآن .
لكني لم أكن لأستطيع الأسف على هذا القرار رغم شدة خوفي .
عندما تتيح لك الحياة حلمـاً يمضي بك أبعد من آمالك كلها لا يكون
منطقياً أن تجزع عندما يصل الحلم إلى نهايته .
ابتسم الصياد ابتسامة ودية وهو يتقدم وئيدا حتى يقتلني .
النظرة الأولى
أخذتني أمي بالسيارة إلى المطار. كانت نوافذ السيارة المفتوحة .
كانت درجة الحرارة 23 درجة في فينيكس . وكانت السماء زرقاء تماماً
خاليةً من الغيوم . وكنت أرتدي قميصي المفضل , قميص أبيض مخرّم
بلا أكمام . لقد ارتديت هذا القميص على سبيل الوداع فقط. أما ما كنت
سأرتديه بعد ذلك فهو سترة من الفرو لها قبعة .
في شبه جزيرة أولمبيك عند أقصى شمال غرب ولاية واشنطن,
وتحت غطاء دائم من الغيوم تقبع بلدة صغيرة تدعى فوركس. يهطل من
الأمطار في هذه البلة عديمة الأهمية أكثر مما يهطل في أي مكان آخر
من الولايات المتحدة الأمريكية . ومن هذه البلدة وظلالها الكالحة في
في كل مكان هربت أمي بي عندما كان عمي بضعة أشهر فقط. وفي هذه
البلدة كنت مجبرة على قضاء شهر كل صيف إلى أن بلغت الرابعة
عشرة.إنها السن التي صار لي فيها رأي؛ ففي الأصياف الثلاثة الماضية
جاء أبي, تشارلي, ليمضي معي عطلة تمتد لأسبوعين في كاليفورنيا بدلاً
من ذهابي إليه في فوركس .
والآن أنـفـي نفـسي إلى فوركـس ؛ وهذا ما أقدمت علـيـه بخـوف
شديد. . . أنا أكره فوركس .
لقد أحببت فينـيكـس . أحبـبت الشمـس والحـرارة المرتفعة . أحببت
هذه المدينة النشطة الممتدة في كل أتجاه .
قــالت أمـي لـي قبـل أن أصــعـــد إلـى الــطائـرة . . . كانـت تلـك الـمـرة
الألف : ((بيلا ! لستِ مضطرة إلى فعل هذا)).
أمي تشبهني في كل شيء إلا في شعرها القصير والخطين اللذين
يرتـسمان على وجـهـها عندما تضحك. شعرت بنوية من الرعب عندما
حدقت في عينيها الواسعتين الطفوليتين. كيف لي أن أترك أمي المحبة
الطائشة غريبة الأطوار حتى تتدبر أمرها بنفسها؟ إن فيل بصحبتها الأن ,
أي أن الفواتير ستسدد على الأرجح, وسيكون في البراد طعام, وسيكون
لديها وقود في سيارتها وشخص تتصل به إذا تاهت, لكن مع ذلك. . .
كذبت قائلة: ((أريد أن أذهب!)). . . لم أكن أحسن الكذب أبداً ,
لكني كررت هذه الكذبة كثيراً في الفترة الأخيرة إلى حدٍّ جعلها شبه
مقنعة الآن .
((بلغي سلامي إلى تشارلي)) .
((سأفعل)) .
أصرت أمي قائلة: ((أراك قريباً. يمكنك أن تأتي إلى البيت متى
أردت. سأحضر فوراً بمجرد أن تحتاجي إلي)).
قلت لها: ((لا تقلقي علي . سيكون الأمر رائعاً. أحبك أمي)).
احتضنتني بقوة مذة دقيقة كاملة ثم صعدت إلى الطائرة. . . وذهبت
أمي.
تستغرق رحلة الطائرة أربع ساعات من فينيكس إلى سياتل, تليها
ساعة أخرى بطائرة صغيرة حتى بورت آنجلس, ثم ساعة بالسيارة
حتى فوركس. الطيران لا يزعجني؛ أما الساعة التي سأمضيها في السيارة مع
تشارلي فكنت قلقة منها بعض الشيء .
كان تشارلي لطيفاً حقاً. وقد بدا عليه سرور حقيقي بمجيئي للعيش
معه مدة طويلة للمرة الأولى. لقد سجلني في المدرسة الثانوية. وسوف
يساعدني في الحصول على سيارة.
ما كان أحد ليستطيع وصف أي منا بأنه كثير الكلام مع أني لم أكن
أعرف ما الذي يمكنني الحديث عنه . أعرف أنه ارتبك بعض الشيء
بسبب قراري فأنا لم أكن أحتفظ بكرهي لفوركس سراً. . . مثلما فعلت
أمي من قبلي .
كان المطر يهطل عندما حطت الطائرة في بورت آنجلس. لم أر في
هذا فأل شؤم بل مجرد أمر لا سبيل لتجنبه. لقد ودعت الشمس
وداعاً أبدياً قبل سفري .
كان تشارلي ينتظرني في سيارته الكبيرة. وهذا ماكنت أتوقعه
أيضاً. يعمل تشارلي رثيس شرطة في خدمة أهل فوركس الطيبين. وقد
كان دافعي الأول إلى شراء سيارة رغم قلة نقودي هو رفضي التجول في
البلدة في سيارة عليها أضواء حمراء وزرقاء. لاشيء يبطئ ركة المرور
كما يبطئها وجود شرطي.
احتضنني تشارلي على نحو غريب بذراع واحدة عندما نزلت متعثرة
من الطائرة.
قال لي مبتسماً وهو يمد يده تلقائياً حتى يمسكني ليجنّبني السقوط :
((لطيف أن أراك يا بيلا! لم تتغيري كثيراً. كيف هو حال رينيه؟)).
قلت: ((أمي بخير. لطيفٌ أيضاً أن أراك يا أبي)). لم يكن مسموحاً
لي أن أدعوه تشارلي في حضوره .
كانت حقائبي قليلة فمعظم ملابس أريزونا خفيفة لا تصلح لولاية
واشنطن. لقد جمعنا ما لدينا من مال, أنا وأمي, حتى أستكمل ملابسي
الشتوية. ولكنها ظلت قليلة رغم ذلك. . . اتسع صندوق السيارة لجميع
حقائبي بكل سهولة.
عندما جلسنا في السيارة وربطنا الأحزمة قال أبي: ((وجدت سيارة
جيدة من أجلك. إنها رخيصة حقاً)).
شعرت بالريبة من طريقة قوله ((سيارة جيدة من أجلك)) بدلاً من
الإكتفاء بعبارة ((سيارة جيدة)) , فقلت: ((وما نوعها؟))
((حسنٌ, إنها شاحنة صغيرة في الواقع من نوع تشيفي!))
((وأين وجدتها؟))
((هل تتذكرين بيلي بلاك الذي كان في لابوش؟)) (لابوش هي
المحمية الهندية الصغيرة على الساحل).
((لا!))
قال تشارلي محاولاً تذكيري: ((كان يذهب إلى صيد السمك معنا
في الصيف)).
هذا يوضح سبب عدم تذكري هذا الرجل فأنا ماهرة في حجب
الأشياء المزعجة غير الضرورية عن ذاكرتي. تابع تشارلي عندما لم
أجبه: ((إنه يستخدم كرسياً متحركاً الآن ولم يعد يستطيع قيادة السيارة
فعرضها عليَّ بسعر بخس)).
((وما سنة صنعها))
كان واضحاً من تغير تعبير وجهه أن هذا السؤال الذي كان
يرجو أن لا أطرحه .
((حسنٌ, لقد اشتغل بيلي كثيراً على المحرك. . .عمرها سنوات
قليلة في الحقيقة)).
هل يستهين بي إلى درجة تجعله يظن أنني سوف أتوقف عن
السؤال إلى هذا الحد؟ قلت: ((متى اشتراها؟))
((أظن أنه اشتراها في عام 1984)).
((وهل اشتراها جديدة؟))
أجابني مذعناً: ((لا! أعتقد أنها كانت جديدة أوائل الستينات أو
أواخر الخمسينات على أبعد التقدير)).
رواية الشفق / twilight ستيفاني ماير ، كاملة
رواية الشفق / twilight ستيفاني ماير ، كاملة
إذا كنتي تريدين إثراء المنتدى حقاً فالرواية لها عدة أجزاء بعد الجزء الاول بإمكانك نقلها إلى المنتدى إذا كانت متوفرة لديك
ومشكورة يا قلبي على تعاونك
دمتي بود
أختي لا أريد إحباطك بس الرواية موجودة كاملة في قسم الروايات المكتملة وهذا رابطها
رواية الشفق / twilight ستيفاني ماير ، كاملة رواية الشفق / twilight ستيفاني ماير ، كاملة إذا كنتي تريدين إثراء المنتدى حقاً فالرواية لها عدة أجزاء بعد الجزء الاول بإمكانك نقلها إلى المنتدى إذا كانت متوفرة لديك ومشكورة يا قلبي على تعاونك دمتي بود |
مشككورة أنك قلتيلي قبل لا أكملها لأني بكتبها بنفسي
وبكتب الجزء الثاني ..