تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الألم حقيقة الحب / الكاتب : N.L Ali

الألم حقيقة الحب / الكاتب : N.L Ali 2024.

غرام

إهـــــداء
إلى كل واهم عاشق فالعالم..
إلى كل شاب في أسرتي خاصة..
إياك و الحب!
فالحب جريمة. فيها أنت المتهم و القاضي و الجلاد
N.L Ali

صفر..
الأعياد تختلف من دولة لأخرى, و لكن في السعودية تختلف من منطقة لأخرى, و من بيت لأخر. فهاهم الفتيات نائمات في الحجرة الأكبر في منزل عبد العزيز بمدينة الدمام. بالرغم من أنهن كن ليستيقظن قبل الفجر لو كن في الديرة"الثنية".
مكان آخر,و مدينة أخرى. مرام تتصفح الشبكة العنكبوتيه بملل. فهي وحيدة اليوم على الرغم من أنها قضت ليلة البارحة مع سامي على البحر يشاهدان احتفالات العيد, و ستخرج مع العائلة في المساء حتى فجر الغد, لكن هذا لم يكن ما يلائمها على الرغم من أنه كان ممتعا. إلا أنها أرادت شيئا آخر. شيء يحدث في بيشة في مثل هذا الوقت.
في بيشة, و في الثنية بالتحديد. هاهي نوف تعد القهوة, و الشاي, و أختها التي تصغرها بعامين تحمل صواني القهوة إلى مجلس الرجال استعدادا لاستقبال الضيوف.
اليوم الأول من العيد دائما متعب في القرى. عمل, و كد من الشروق إلى ما بعد الغروب. فهذا يدخل, و هذا يخرج, و الجميع على أهبة الاستعداد لاستقبال المعيدون طوال اليوم.
الرياض. سارة, و مها, و سهى للتو استيقظن. كان ذلك بعد حرب طاحنه شنتها أم حسين , و في الأسفل كان مشعل, و خالد يفطران مع أبنائهما. حسين, و صالح, و سعد. فقد عادوا للتو من صلاة العيد.
دولة أخرى و مكانا آخر يبدوا فيه اليوم طبيعيا وعاديا لشخص مثله. فهاهو يرتدي ملابسة استعدادا للذهاب إلى الجامعة, وكل ما فعلة في هذا اليوم العظيم هو إرسال رسالة لثلاثة أشخاص يهمونه في السعودية. والده, وأخوه الأكبر عبد الكريم, وأخته من الرضاع. لم يكن ليرسل لها لولم تكن هي الصلة الوحيدة بينه وبين حبيبته, وزوجته. ابتسم على هذه الذكرى. كم يفتقد تلك الفتاة. قريبا سأراها. هذا ما حاول أن يسلي نفسه به حتى ذلك اليوم.
أماكن مختلفة, و يوم واحد, و تاريخ واحد. أهداف مختلفة يسعى إليها الجميع. ابتسامات, و دمعات تنزل في مثل هذا اليوم. مرام و نوف اجتمعا في هذا. مرام تفتقد ما اعتادت عليه, و نوف تشعر بشرخ عميق في أنوثتها. تبا للرجال. جملة مشاعل المعتادة عندما تحاول التخفيف عنها. أين هي مشاعل الآن لتخفف عنها؟
ابتسامات حزينة. شيء آخر جمع بين سارة, و سلمان. هو يفتقدها, و غير قادر على رؤيتها, و هي تكرهه, و لا تريد الحديث عنه. فخلافهما دائم.
لا مبالاة بهذا اليوم العظيم. الشعور الذي يجمع بين حسين, و سعود, و مها. يبدو كيوم عادي جدا بالنسبة لهم.
كرة غير مبرر, وضيق بلا سبب هو شعور مشاعل التي تكره العيد منذ تحجبت. لم يعد العيد يعني لها شيء. بل أنه أصبح رعبا بالنسبة لها. ففي العام الماضي بكت عندما علمت أن رمضان ناقص. ليس حرصا على رمضان بل كرها للعيد. غريبة هذه الفتاة!
إن كان العيد ـ اليوم الأسعد ـ بهذا التضاد في بلد محافظ, و منغلق, و متماسك كالسعودية. فماذا عن الأيام العادية؟!

واحد.. **بداية مختلفة**

الساعة الخامسة عصرا لأول أيام العيد في مدينة الدمام. أكثر من خمس عائلات جنوبية تجتمع في أحد الشاليهات الراقية نوعا ما, و قد استأجروه لثلاثة أيام.
يمكنك أن تسمع صرخات الأطفال في كل مكان. واحد يبكي, و آخر يصرخ, و البقية يلعبون كرة قدم مع الشباب, و قد انقسموا فريقين. أطفال و شباب. كان اللعب ممتع بالنسبة للشباب الذين حولوهم لمسخرة ليمنعوهم من اللعب معهم مرة أخرى. في الجهة الأخرى, و في شبة الظلام كانت الفتيات تجلسن حول القهوة و الشاي مع النساء يتجاذبن أطراف الحديث. ما بين طبخات, و فساتين, و محلات, و ما إلى ذلك من أحاديث النساء المعتادة. لحظات لتدخل مشاعل القادمة بتمهل, و قد رمت طرحتها على شعرها بإهمال. سلمت و جلست بجانب أختها الصغرى عزة التي همست لها: العيال قدامنا وجع.
أجابتها مشاعل: ما فيه أحد أتغطى منه.
– و محمد بن نايف؟
– ورع. ما علي منه.
نقاش دائم بينهن. مشاعل غير مبالية, و عزة حريصة. ليس قلة أدب, و لا قلة دين, لكنها ترى أن من هم أصغر منها بعام – على الأقل – أولادها. في حين ترى عزة أن هذا أمر مرفوض ديتيا و أجتماعيا, و على أختها أن تسير مع التيار, و إلا غرقت.
ما أن جلست مشاعل حتى غيرت مسار الحديث من اهتمامات النساء إلى السياسة بقولها: يا ولي يا بنات تكفون. وحده من صديقاتي داقه علي تقول أن بيشة مليانه سيارات حربية….
لم تكد تكمل حتى سألت أميرة, و هي ابنة أحدى العوائل الثلاث, و لا تمت لهم بصلة سوى الصداقة: يمه! ليش؟
– الرماية؛ رايحين هناك يتدربون.
إحدى النساء الكبيرات السن تدخلت: الله يعينهم.
– تقول صديقتي شافتهم. نحاااااااااااااااف, و سمران.
– من الشموس.
امرأة أخرى قالت: يا ويحي عن أمهاتهم.
لتجيبها مشاعل بحالميه: ياااااااااااليتني معهم. متى يفتحون الكلية الأمنية لنا بس.
و كالعادة غمزتها عزة على خصرها أن اصمتي ففعلت. في حين بدأ نقاش آخر عن الكلية الأمنية, و من قال أنها ستفتح للنساء؟ و ماذا ترين بها؟ أنت فتاة, و ما إلى ذلك من حديث تستمتع به مشاعل أكثر بكثير من حديث الماكياج النسائي.
في جدة كانت مرام مع فيصل في البحر, و قد تعالت صرخاتها, و هي تتمسك بجذع فيصل جيدا, وهو يلف بمهارة في البحر. ضحكاتها بعثت السرور لقلب وفاء التي رأت الفقد في عينيها في الأيام الأخيرة. أهو العيد؟ بالتأكيد.
بعد ربع ساعة نزلت مرام من الدباب البحري بمساعدة من سامي الذي كان ينتظرهما على الجسر الخشبي. تمسكت فيه مرام بقوة فهي تشعر ببعض الدوار, و مع ذلك لا تزال ترتسم ابتسامة على محياها. سعيدة بهذا اليوم المختلف.
شد سامي من قبضته عليها عندما لاحظ قلة اتزانها و هو يقول: إذا خاصمت أمي يا ويلك.
– ما عليك فيها. أسنعها لك.
– أصغر عيالك؟ـ يقلدها ـ أسنعها.
ضحكت, و هي ترمي طرف طرحتها على وجهها أثناء اتجاهها للشاطئ حيث كان زياد, و بقية الشباب يشوون بالقرب من الفلة, و ضحكاتهم المتعالية. جلست مع الفتيات بالقرب من البحر, و لم يتركها سامي حتى سلمها فاطمة لتمسك بها جيدا. كان واثقا من أنها ستتعب قليلا, لكنه لم يستطع شيئا أمام إصرارها.
تركها لفاطمة بعد أن قال: حتتعب عليكم شويه. لا تخبروا أمي. عادي من البحر. إذا شفتيها زادت خبريني.
أجابته: أن شاء الله.
أمسكت فاطمة بمرام و قالت بعد أن غادر سامي: مجنونه أنت؟
بابتسامة متعبة أجابت: من زمـــــــــــــــــان.
– يا ربي منك. أش اللامبالاة ألي عندك؟
– ما شفتي شيء.
– أمشي داخل بس. أحسن تشوفنا أمك تعملنا حفلة على قولتك.
أخذتها إلى الداخل و هي تلاحظ نظرات زياد التي لم تفارق مرام منذ خرجت من البحر. لم يعجبها الأمر,لكنها آثرت الصمت.
أخذتها إلى الصالة لترمي مرام نفسها بقوة على أقرب أريكة و هي تتأوه تعبا قائله: من زمان ما استهبلت. قسم أن اشتقت للكلية.
– بلا من الهبل ألي عاملينوا أنت و صاحباتك.
– نستأنس يختي. نستأنس.
– إلا ع الطاري. أنت حتكملي هنا؟ و إلا أيش؟
– ما أدري. بوي قال بيصرفها, و أنا خليتها عليه.
– الله يسهل.
و حيث كان الشباب كان هنالك شخص واحد بعيدا عنهم بفكره, و قد سره سؤال سعود لسامي, و إن كان همسا: أش بها؟
أجابه سامي بارتياح: نفس المرة ألي فاتت. دايخه من البحر. عادي.
– خبرت أمي؟
– لا. لا تقولها حاجه. فاطمة حتهتم فيها, و تطمنا بعدين.
– ماشي. لا تنسى تشيك عليها.
– لا تشيل هم.
كل هذا كان على مرأى و مسمع من زياد الذي لطالما تعجب من العلاقة القوية التي تربط أبناء خالته. لا يمكن لأحد أن ينكر اهتمامهم في بعضهم البعض, و مراعاتهم لبعضهم البعض. ليس لهم مثيل. ألأن أمهم طبيبة نفسية؟ أم لأن والدهم شخص متفاهم؟ الشيء الوحيد المؤكد هو أنهم عائلة مثالية.
على أفكار مشابهه انتبهت نوف التي اتجهت إلى سريرها بعد أن عادت من منزل عمها الأكبر. لم تكن تفكر في العائلة المثالية بل بالعائلة الأسوأ في العالم. أنها عائلة عمتها. تشتتوا مذ توفت. سلمان عاش معهم, و عبد الكريم غادرهم منذ أن أصبح في الثامنة عشر من العمر, و الأب مختف لا يعرفونه سوى من خلال الهاتف. هي لم تره إلا مرتين في طفولتها, و لم تره بعد ذلك قط, و سلمان كذلك. هل رآه في الأعوام الخمس الماضيات؟ لا تعلم. أي نوع من الآباء هو. لقد أخطأ في حق أبنه خطأ كبيرا. سلمان هو أكثر من تأثر بوفاة والدته ليفاجأ باختفاء والده للأبد لولا اتصالات متفرقة بينهما.
نفس عميق أخذته و هي ترمي بنفسها على سريرها بعد أن ارتدت قميصا فضفاضا يسمح لها بنومه عميقة استعدادا لعمل متعب في الغد. فالعيد لم ينته في الثنية بعد.
عودة إلى زياد. تمنى لو يطمئن عليها. مضى وقت منذ دخولها مع فاطمة, و ها هي فاطمة تخرج وحدها. ما الأمر؟ أيعقل أن تكون متعبة إلى هذا الحد؟! يتمنى لو أمكنه الاطمئنان عليها. لو كانت فتاة أخرى لما رأى في ذلك حرج, لكنها مرام. الفتاة الوحيدة في العائلة التي تتغطى من أبناء خالها و أعمامها. لو علمت بألو علمت بأنه فكر مجرد تفكير برؤيتها لمزقته إربا. فهي ذات لسان سليط. ابتسم على آخر فكرة. لا يزال يذكر كلمتها الغاضبة أمام باب منزلهم, و هو خارج.
ترك كل أفكاره و هو يتصل بأخته مها لتطمئنه عليها. لحظات لترسل له:"نايمة"
لا بأس. ستكون بخير غدا. حاول تسليت نفسه بذلك لكي لا يلح كثيرا على مها, و لا يقلق نفسه.
في صباح اليوم الثالث كانت نوف تستعد للذهاب لأخوالها لتعيد عليهم مع والدتها, و مرام تودع فاطمة, و بقيت أفراد العائلة بعد أن قضوا معا أسبوعا ممتعا.
وداعا آخر, و لكن بحميمية أكبر. فهاهم آل سعد يغادرون الشرقية بعد أن قضوا بها ما يقارب الشهرين. يودع الوالدين أبنيهما المستقران هنا, و تتوادع الفتاتان مع الفتيات في سنهما, و زوجتا أخويهما. سعد, و هيا سعيدان بالعودة. عزة و الوليد حزينان لفراق الصحبة. مشاعل في الحياد. شيء ما بداخلها ينبئها بخطر قريب. أهو شعورها المعتاد؟ أم أن هنالك حدث قريب؟ الشيء الوحيد الذي تعرفه هو أنها ودعت الفتيات بحماس و شوق مفارق أبدي, و ابتسامة صادقة, و متوترة على محياها.
لحظات قبل أن يركب جميع أفراد العائلة و تنطلق السيارة نحو الرياض. سيبيتون هناك الليلة قبل أن يتابعوا طريقهم إلى الثنية في اليوم التالي.
في تلك الأثناء هنالك شخص ثالث يشعر بالحماس, و الشوق. شخص خارجا عن الجميع أنه حسين. فاليوم سيغادر عمة الرياض. كم هو سعيد لهذا الخبر. ليس كرها لعمه بل رغبة في راحة البال إذ ستغادر سارة الشخص الوحيد الذي يتحين الفرص ليشتبك معه. حتى و إن كانت علاقتهما أكثر من رسمية إلا أن اختلافهما الدائم في وجهات النظر, و سعيهما الدائم لفرض رأيهما جعلهما بارزان بمشاكلهما في هذه الأسرة الصغيرة. غدا يوما سعيدا لهما الاثنان, و إن كانت سارة أقل فرحا بوداع سهى صديقتها المفضلة. بالإضافة إلى شيء في نفس يعقوب!
هو دعا الشباب على وليمة عشاء في أفخم فنادق الرياض, و هي أنهت اليوم بسهر حتى صباح اليوم التالي لأنهم سينطلقون عصرا. فعبد الإله هو من سيقود و يفضل المساء على شمس الصباح.

اهلا بالحامل والمحمول مره ثانيه
ساعود بعد القراءه

الرواية حلوة

بس الاسلوب مش ولا بد

مثلا لووو تعدلينه

.
.
.
.
قال أحد الفلاسفة:"يمكننا التنبؤ بالمستقبل إذا درسنا كل المؤثرات حوله. ابتداء بحركة الكواكب. مرورا بحياة الناس. انتهاء بحركة الالكترونات في الذرة"
اليوم حدثت كارثة لو أننا علمنا بها لبذلنا الأسباب لتجنبها. كارثة قد تودي بحياة أحدهم. فعند خروج آل سعد من الرياض اصطدموا بشاحنه كبيرة سببت حادثا شنيعا نقل على أثرة جميع أفراد العائلة للمستشفى. خمسة أشخاص. مشاعل, و عزة, و الوليد ذو الأحد عشرة عاما, و الوالدان.
الكل كان بخير عدا مشاعل التي أصيبت بجرح عميق أسفل بطنها, و لحسن حظها تواجد طبيب في مكان الحادث, و لاحظها مرمية بعيدا عن أفراد عائلتها. ساعدها حتى أتى الإسعاف, و صحبها إلى المستشفى بعد أن تأكد من أنها الوحيدة ذات الإصابة البالغة.
كم هو الانتظار صعبا, و هو أصعب على والدين قلقين. سعد, و هيا. والدان حنونان أعتادا على كبت مشاعرهما, و الاحتفاظ بها بعيدا عن أعين الجميع. أضعفتهما حالت مشاعل الفتاة الصامتة. المختبئة خلف صمتها الدائم معهما. خلف حزنها الذي لا يفهمان له سببا. فهي الآن في حجرة العمليات و الله وحدة يعلم ما إذا كانت ستخرج منها سالمة معافاة.
أثناء انتظارهما كانت سارة تحاول الاتصال بصديقاتها مبعدة الملل. فالكل نائم عداها, و لأنها كانت تعلم أنه لن يكون أحدا مستيقظ في مثل هذا الوقت سوى مشاعل, و مرام فكررت أن تتصل بإحداهن. مشاعل في مسافرة الآن. لا بد من أنها منشغلة عنها. اتصلت بمرام التي كانت على غير العادة نائمة. فهي متعبة من سهر البارحة. رن الهاتف مرتين, لكنها قطعت الاتصال عندما سمعت حديثا هامسا بين والديها ذكر أسمها فيه. أرهفت السمع و إذا بوالدها يقول: سارة رضية, و ما هيب معييتن من رجال كفو.
الأم التي بدا واضحا من نبرة صوتها اليأس من زوجها أجابته بتملل: أنت و بنتك ما ينعرف لكم. كيفك فيها.
-أزهليها علي, و أنت لا تشيلين هم.
-الله يعين. متى الممشى؟
ابتعدت سارة عن الباب بعد أن رأت أن مجرى الحديث تغير, و لو علمت بما قيل بعد ذلك لتمنت أنها لم تفعل. فوالدها أجاب: نخلص تحاليل العيال, و نمشي. بكرة و إلا بعده.
-علم سارة أول.
-البنت كل ما جاها حد عيت, و ما قلت شيء لأني داري أنها في خاطر حسين.
-وش في خاطرة الله يهداك؟! آيهم يتخانقون كل يوم.
-ما من محبة إلا بعد كرة.
هل هذه المقولة صحيحة؟! ربما, لكن ليس دائما.
أجابت زوجته بيأس: الله يصلحك بس.
هي امرأة حكيمة. تعلم ما لها, و ما عليها, و تعلم أن على سارة مواجهة واقعها لوحدها. فهي من رفضت من تقدمها من قبل, و زوجها يبدوا رافضا للمناقشة في الموضوع. الأمر الصعب هو أخبار سارة. من سيخبرها؟ و كيف سيفعل؟ و الأهم ماذا ستفعل هي؟!
لم تستطع نوضاء شيء سوى التمني. فسارة فتاة متهورة نوعا ما, و إن كانت تربيت والدها الشديدة معها نوعا ما في الطفولة قد ألغت قليلا من استقلاليتها.
غريبة شخصية سارة. فلا أحد يتوقع ردة فعلها. حسين! ياللنصيب!
نعود للمستشفى حيث كانت عزة هي الوحيدة المتماسكة بين الجميع. فلقد خرجت من الحادث سليمة تماما على عكس البقية. والدها في أحدى الحجر و الممرض يقطب له جرحه السطحي, لكن رغم ألمه فمشاعل هي الشيء الوحيد المسيطر على أفكارة فهو لم يستسلم للممرض قبل أن يطمئن على الجميع. الوليد ينام مغشيا علية, و كذا والدتها التي أرتفع عندها الضغط عندما رأت مشاعل و هي تنقل للمستشفى. أما هي الشخص الصامد كان عليها التشتت بينهم عاجزة عن التصرف. لينتهي بها الأمر جالسة بتعب المهموم قريبا من حجرة العمليات, و ما كادت أن تفعل حتى خرج الطبيب الذي ساعدهم في الحادث و هو يسأل بصوت جهوري حاملا القليل من التوتر: وين أهل البنت يا محمد؟ شفت أحد؟
لم تنتظر عزة أجابت محمد هذا بل ألتفتت له و سألت بلهفة: مشاعل؟
كان قد عرفها من توسلات والدتها في موقع الحادث فأجابها بعجله: أيه. أبوك فين؟
-أبوي تعبان. مشاعل فيها شيء؟
-فينه؟
قالت عزة بحده: جاوبني أنا. بتفجعه كأنه ناقص؟ وش فيها؟
أستشعر كلماتها المتألمة فرأى أنها الحل الأسلم الآن. على الأقل ستسهل عليه المهمة. أجاب برسمية تامة: أختك رحمها تمزق. نحتاج نشيله, لكن اكتشفنا…
صعقت عزة. رحمها؟ أنوثتها؟ كيف لفتاة أن تعيش دون أهم أسباب الأنوثة. هل ستخسر حياتها قبل أن تحصل عليها؟ هل سترى نظرات الشفقة من الجميع؟ هل…؟
كان يتحدث, و يتحدث, و هي تفكر في المصيبة التي حلت بهم. كيف ستخبر والدتها التي أرتفع عليها الضغط أثناء الانتظار و ها هي الآن نائمة على أحد الأسرة؟ بل كيف ستخبر والدها الذي يسيطر عليه التعب, و قد مزق نفسه بين زوجته, و طفلة الصغير, و أبنته الممددة على طاولة العمليات؟ كيف ستتحمل هذا وحدها؟
الشيء الوحيد الذي كانت تعرفه هو أنه عليها اتخاذ القرار بدلا من والدها. ليس في حاجة للتفكير. تخشى أن يصاب بمكروه إن هو علم. إذا ما هو القرار السليم؟! لا تعرف.
أنجدتها ذاكرتها لرأي اتخذته مشاعل. ربما كانت تقوله بحالمية, لكنه رأيها, و هو في رأي عزة الآن أحلى المرين.
ابتسمت أخيرا ابتسامة باهته تحمل الكثير من الغباء, و هي تقول: سو لها العملية.
قال, و قد بدا كشخص مظلوم أنهى محكومتيه من شدة سعادته بالقرار السريع الذي أعلته: شوفي ولي أمرها خليه يوقع الأوراق.
أوقف إحدى الممرضات و أمرها بالانجليزية أن تذهب مع هذه الفتاة لتوقع أوراق أجراء العملية. في حين عاد هو إلى حجرة العمليات حيث كانت مشاعل متمددة بعجز.
عزة اتجهت لوالدها في أحدى حجر الطوارئ فرأت أن الإعياء قد بلغ منه كل مبلغ و هو ليس بقادر على الاحتمال أكثر. كان شبة نائم و الممرض يخيط له جراح ساقه. إلا أنه كان الرجل الوحيد, و هو الشخص الوحيد القادر على توقيع الموافقة على العملية. لقد قامت هي بالجزء الأصعب. قررت مصير أختها. أخذت الأوراق من الممرضة بعد أن سألتها أين يجب علية التوقيع. أعطتها لوالدها وهي تقول: هذي أوراق الدخول. أزعجوني فيها. وقعها و ريحنا من حنتهم.
سأل سعد و هو يوقع حيث أشارت له عزة دون أن يقرأ أي كلمة منها: مشاعل يا بوتس؟
أجابته و الدمعة تعانق رمشيها: باقي. بس الدكتور خرج قبل شوي و طمني.
-الله يشفيها. الله يشفيها. الوليد وين؟!
-راقد. ما جاه شيء. بس شكله أرتاع.
-الله يعين.
-أمي بعد راقدة لا تخاف عليها.
-و أنتِ يا بوتس. طيبة؟!
-ما علي بخير. ما فيني شيء.
-فحصوتس؟ شافوتس؟ يمكن فيتس نزيف داخلي و إلا شيء؟
-ما فيني إلا العافية. هذاني أمشي قدامك.
تدخل الطبيب الذي أنهى فحص سعد للتو: أمشي معي خلينا نتأكد.
لم يتح لها فرصة الاعتذار إذ خرج بعد ذلك ذاهبا بها لحجرة الأشعة ليتأكد من سلامتها.
في بريطانيا حيث كان الوقت مبكرا بساعتين. أستيقظ سلمان بتململ وقد جافاه النوم. غسل وجهه, و ارتدى معطفه و خرج ضاربا الباب خلفه بقوة. كان غاضبا من نفسه و لأجلها, و قد أعياه الشوق. أشتاق لها كثيرا, و زاد الأمر سوءا علمه بموعد عودته الذي لن يتأجل أبدا. لقد أنهى مناقشته و حصل على شهادته. ماذا ينتظر أكثر من ذلك. سينهي كل أوراقه ليغادر بريطانيا بلا عودة. لن يعود إلى هذه البلاد التي تسببت في هجرة لمحبوبته. لن يعود إليها أبدا. ستكون مغادرته الأبدية.
تمشى في كل مكان من لندن, و صلى الفجر في أحد مساجدها, و هو يفكر في شيء واحد. تلك الفتاة التي أحبها و هي تنتظره منذ أعوام. ألا زالت تحبه؟!
سؤال تصعب الإجابة عليه, و يخيفه التفكير فيه. حاول تجاهل أفكاره المشتتة و الاتجاه إلى الجامعة عله ينهي أموره هنا, و يعود للديار ليصلح ما يمكنه إصلاحه.
قادته خطواته إلى المنزل الذي سكنه أول مرة. لازال يتردد على تلك السيدة العجوز التي احتوت آلامه في سنته الأولى هنا. ساعدته على إنهاء شهادته بأسرع ما يمكن ليعود لحبيبته. لم تكن تعلم أنه يحب, لكنها تعلم أن قلبه مجروح, و مثقل بالآلام. أخذ نفسا عميقا:" و الله أني أحبتس – بابتسامه باهته مؤلمه- يا جدتي. إذا بأرجع هنا مرة ثانية بيكون عشانتس"
طرق الباب ليسمع صوتها من الداخل تقول بانجليزية عريقة, و صوت مبحوح جراء الكبر, و التعب من البرد: أدخل عادل! الباب مفتوح.
كان طلب منها ذلك بعد أن عجزت عن نطق أسمة بالشكل الصحيح. لتسمه باسم والده بدلا من العائلة التي كانت أصعب عليها من أسمة.
فتح الباب, و دخل ليجدها تجلس على أريكتها المنفردة المعتادة, و قد مددت قدميها على طاولة صغيرة أمامها مخصصة لذلك, و تغطي جسدها ببطانية ثقيلة نوعا ما, و قد ارتدت جاكيتا ثقيلا و لفت رأسها بإيشارب من الصوف. قال و قد ارتسمت علامات التعجب على وجهه من شكلها المزري: مرحبا.
-أهلا بك. لقد تأخرت على زيارتي. هل أنت بخير؟
-أنت المتعبة و ليس أنا. منذ متى؟
-البارحة فقط. ـ بابتسامة تنهي بها الحديث عن المرض ـ أجلس. أجلس. لقد اشتقت لك كثيرا. لم يزرني أحدا منذ أسبوعين.
-و آن؟ اتصلت بها قبل يومين و قالت إنها ذاهبة إليك.
-أجل. أصيب أبنها أثناء التزلج فألغت الزيارة. كم هو شقي ذلك الفتى. تتعب في تربيته كثيرا و هو لا يبالي. ألا يكفي أنها تتحمل مسؤوليته كاملة؟ ذلك الرجل اللعين. كيف….
بدأت الجدة ماري الحديث عن معاناة أبنتها مع والد أبنتها الوحيدة الذي هجرها منذ ما يقارب الـ7 سنوات تاركا ابنهما الوحيد لتربية وحدها.
كان سلمان يعلم أن حديث الجدة عن أبنتها يعني أن التعب قد بلغ منها كل مبلغ, و هي تخشى أن تموت قبل أن تطمئن على حالة أبنتها. أعتاد ذلك منها في السنوات الماضية. أحبها كجدة له, و اهتمت به كحفيد مدلل. بريطانية متسلطة, و سعودي متحجر وجدا عند بعضهما ما حرمتهما إياه الحياة.
تركها لتتحدث ما يقارب الساعة, و تشرح حالة أبنتها المحزنة. التي يعرف عنها سلمان أكثر مما تعرف هي عنها. كان يخفف عنها تارة, و يعدها بالمساعدة تارة, و يطمئنها تارة أخرى.
الأم واحدة في كل مكان في العالم. هي قلقة على أبنائها. حريصة عليهم. هم كل حاضرها و مستقبلها و لأجلهم كان ماضيها. تلك الأفكار ما زادت سلمان إلا ألما على آلامه التي قاطعتها العجوز لتسأل أخيرا و هي تمسح دمعتان نزلتا من عينيها, و لم تكونا الوحيدتان: أشكرك يا بني. لا تعلم كم يعني لي وجودك في حياتي. أشكر الرب الذي أرسلك إلي لتخفف عني.
-الشكر له الذي عرفني عليك. أنت أيضا تعنيني لي الكثير.
قالت و قد أصبحت أكثر تماسكا, و بإصرار كبير: أن كنت تهتم لأمري فلما لا تخبرني بما يحزنك. أنت تصبح أكثر حزنا, و يأسا يوما بعد يوم. لا يعجبني حالك في الأيام الأخيرة. ـ بنبرة باكيه ـ أرجوك! دعني أخفف عنك قليلا مما تحمل.
-لا شيء يا جدتي. متعب قليلا فقط.
-بل أنه قلبك المتعب. ألأنك ستعود لبلادك؟ هل هذا ما يزعجك يا بني؟
تنهيدة متألمة خرجت من صدره و هو يقول بعربية عاميه:آآآآه. ليتس تدرين تكفين.
غضبت الآن, و اختفت الرحمة من ملامحها لتظهر صرامتها الغير معتادة: حسنا. لن تخرج من هنا قبل أن تخبرني بما تعني هذه الجملة التي تكررها علي كلما سألت ما بك.
ابتسم على قوتها التي ظهرت فجأة, و بدلت حالها الحين, و قال: لاشيء يا جدتي. كنت متعبا قليلا البارحة. هذا كل ما في الأمر.
-كنت متعبا البارحة؟! و المرة التي قبلها, و التي قبلها.
-جدتي. أرجوك. لا تجبريني على شيء. أنها العودة للبلاد لا شيء آخر.
صمتت لفترة, ثم ألتفتت إلية, و قالت: أهي فتاة؟
ألتفت لها متفاجئاَ و هو يقول: ماذا؟
بابتسامة ماكرة رصدت جميع الانفعالات التي ظهرت على وجهه. المفاجئة, و الخوف, و السعادة, و الكثير من الشوق ظهرت على محياة في أجزاء من الثانية, لكنها التقطتها بعينها الثاقبة لتقول: أنها فتاة. أيها الماكر! أتحبها؟ لا بد من أنك تحبها.
ابتسم بإحراج, و قد بدا كطفل صغير مدلل. تابعت هي الحديث: من تكون هذه الفتاة التي سلبت قلبك, و أحيتك في جحيم لا يطاق. أخبرني كل شيء.
وقف متهربا و هو يقول: سأعد بعض القوة أتريدين القليل.
-دعك من القهوة الآن, و أخبرني بهذه الفتاة.
-لا يوجد فتاة. أنت تتوهمين.
أتجه للمطبخ, و هو يفكر في السبب الذي منعه من الحديث عنها. أهو الخوف من الشوق الذي فطر قلبه المتيم؟ أم هو يقينه بأنه لن يصمت قبل شروق الشمس إن تحدث عنها.
إلا أن الجدة ماري كانت مصرة: تعال إلى هنا أيها الفتى! لن تخرج من هنا قبل أن تخبرني عنها. أهي من بلادك؟ لا بد أنها من بلادك فأنت مهموم منذ أول مرة رأيتك فيها.
أقبل عليها تاركا أبريق الماء على النار: حسنا. أنها من بلدي.
ابتسامة سرور, و فضول ارتسمت على شفتيها و هي تسأل: أتحبك؟! أعني هل أنتم أحباب؟
الشطر الأول من السؤال آلمه كثيرا. إجابته صعبة جدا. صعبة لأقصى الحدود. سرح للحظات, ثم أعاد النظر إليها وهو يقول: كلا. لسنا حبيبين.
بحزن أجابت الجدة ماري: أوه. لماذا؟ ألم تخبرها بأنك تحبها. ـ وتحولت ملامحها لشخص أكتشف شيء محزن ـ أتحب أحدا آخر؟

ابتسم براحه: كلا يا جدتي. هي لا تحب شخصا آخر.
-لماذا لم تخبرها بأنك تحبها إذا؟
-لقد أخبرتها.
-أرفضتك؟
ضحك و هو يتذكر المرة الأولى التي تقدم لها فيها, و كيف أخبرها.

"كانا أمام المطبخ وهي تعد القهوة. لم تكن قد تغطت منه على الرغم من أنهما قد بلغا. هي في الثاني ثانوي(17عاما), و هو في المرحلة الأخيرة من الجامعة(21عاما). سألها بعد صمت دام لدقيقة. صمت لم تعتاده منه, لكنها صمتت ظننا منها أن لنواف يدا في ذلك: لي متى؟
رفعت نظرها إليه بعد أن كانت تنظر إلى الدلة التي كانت في يدها بانتظار أن تغلي لتضعها في الصحن: رح أنا بأجيبها.
كانت تقصد القهوة. إلا أنه كان يقصد شيئا آخر فقال بنفاذ صبر: لا تستهبلين علي. ما نيب ميد القهوة. أنت تدرين وش أقصد؟
نظرة إليه باستخفاف: وش تقصد؟
-بنت؟
-ولد؟
تحول غضبة لابتسامة و قال: قصدي الخطبة. متى بتردين. يعني عاجبتس وضعي كذا؟ تدرين أني أحبتس. ليش تعقدينها.
انتفضت من رأسها لأخمص قدميها بعنف حتى أن القهوة انتثرت على يدها. فرفعتها وهي تتألم لتضعها على أقرب دولاب, و تتجه للصنبور و تفتح الماء على يدها. وجهها أحمر فدمها مجتمع فيه, و جسدها خال تماما منه. يداها تنتفضان ألما, و كلها تنتفض إحراجا. تمنت أن يخرج من هنا رحمة بها, لكنه كان مستمتع بانفعالاتها وقد علم أنها علمت للتو.
أغلقت صنبور الماء, و ألتفتت له و هي تقول: وجع. وجع. وجع. وش قاعد تسوي هنا؟ ما كفاك ألي جاني منك؟
ضحك و أتجه إلى صينية القهوة بعد أن حمل الدله إليها: بأخذ القهوة.
أخذها, و أتجه لباب المطبخ خارجا, لكنه توقف أمام الباب: أبي أسمع ردتس قريب.
خرج بابتسامة, و وقفت بتيه."

عاد إلى واقعة المر و هو يقول: لم ترفضني. في الواقع….هي زوجتي.
المفاجئة ارتسمت على كافة حواس الجدة ماري, و هي تقول: متزوج؟!
بهم كبير: نعم.
-ألا تزالان متزوجين؟!
-لم تزف إلي بعد. نحن خطيبين.
سألت بنفاذ صبر: زوجتك أم خطيبتك؟
أجاب موضحا: زوجتي على الأوراق. خطيبتي أمام الناس.
-و لم ترها منذ أتيت إلى هنا. أليس كذلك؟
-بلى.
-لما؟
-لقد طلبت مني أن لا أعود قبل شهادتي.
-و نفذت طلبها؟ كيف احتملت ذلك؟!
بابتسامة حزينة: لم أستطع الرفض.
-لا تحزن يا بني ستعود إليها قريبا. لا بد و أنها أكثر اشتياقا. أليس كذلك؟
-لا أعلم.
سألت بتعجب: كيف لا تعلم؟! ألا تحادثها؟
-ليس منذ وطئت قدماي أرض المطار لأول مرة.
-ماذا؟ هل جننت يا فتى؟ منذ ستة سنوات؟! لم تتحدثا معا منذ ست سنوات؟!
كانت منفعلة, و منذهله. كيف لشخص أن يترك خطيبته لست سنوات بهذا الشكل. لا يراها و لا يحدثها. بقي شيء آخر. وسيلة اتصال أخيرة. سألت بنبرة رجاء: هل كنت تراسلها؟
-لا. لم نتواصل أبدا.
بغضب لم تستطع كبحه: أي نوع من الرجال أنت؟! كيف يمكنك تركها لست سنوات متتالية دون أدنى وسيلة اتصال؟ لست محتاجا, و لست في حرب حتى تعذرك. لا بد و أنها قلقة عليك.
أجابها ببرود يحمل الكثير من الألم: بل أنها غاضبه.
-هل يمكنك لومها؟
سرح للحظات, ثم قال: أتعلمين أننا مختلفان منذ آخر لقاء لنا؟
-لما؟
-لا أعلم. كانت غاضبه, و كنت مهموما, و متحمسا. اختلفنا, و لم نتصالح. أي منا لم يحاول.
-أظنها حاولت, لكن لم تستطع الوصول إليك.
قال و هو يقف: لا أعلم. أعذريني. لدي عمل علي إنهاؤه.
علمت أنه سأم الحديث في الأمر, و ربما جرحته الذكرى. فأذنت له.
خرج مع الباب الخلفي بعد أن إطفاء أبريق الماء دون أن يعد القهوة. كان الجو غائما, و لحظات ليتساقط المطر. أكثر شيء يتعبه هو تساقط الأمطار. الكثير من الذكريات تربطه بالمطر. أنه متعتها في الحياة. يحبه لحبها له. يتمنى لو أمكنه رؤيتها مرة أخرى تحت المطر, و والدها يصرخ بها لتدخل. كم هي عنيده. فهي الفتاة المدللة في تلك العائلة الصغيرة. ضم جيبه ممسكا بمحفظته و على محياة ابتسامة ألم. لم يكن ليخرج صورتها في المطر.
في الرياض, و في مستشفى الحرس الوطني. كانت عزة متعبه, و مهمومة, و الوقت مبكرا جدا لتتصل بخالها. أخوا أمها غير الشقيق. كما أنها لا تملك الشجاعة لتفعل ذلك, و بينما هي غارقة في همها رأت والدها قادما من بعيد. اتجهت إليه فبادرها السؤال: مشاعل خرجت؟
-بعد.
-الله يستر. و الله يا قلبي أنه ناغزني.
-آمين. تعال أنت أرتاح. ليش خرجت؟
-جيت أبي أتطمن عليها, و ما دامها ما خرجت أمشي نروح نشوف خوتس, و أمتس.
-يا الله.
لكنهما لم يكدا يستديران حتى لمحت عزة باب حجرة العمليات يفتح. ألتفتت لتجد الدكتور سعود يخرج, وبصحبته طبيبة أخرى بدا التعب على محياها. قالت لوالدها: خرجوا الدكاترة.
نظر إلى حيث تنظر أبنته, و هو يقول: بأروح أسألهم.
أتجه إليهم سعد في حين بقيت عزة على مقربة منهم, و هي قادرة على سماع حوارهم.
سلم سعد, و عرف بنفسه, ثم سأل: كيفها ألحين؟
تمنت عزة لو ينتبه أحدهما لها قبل الحديث, و هذا ما حدث إذ رفع سعود نظرة لها و هو يمسح شعرة قبل الإجابة فإشارة له برأسها "لا". سارع هو بالإجابة قبل الطبيبة التي معه على الرغم من أنه هو الطبيب المساعد: بخير. دقايق و يخرجونها. تقدرون تشوفونها.
أشار للطبيبة أن أذهبي. فهمت أن هنالك أمر ما, لكنها ذهبت على الرغم من أنه لم يرقها عدم تصريحه بالحالة الصحية لها. أستاذنا و ابتعدا خطوتين و هي تسأل: شكلك ما علمته؟
-ما أدري. أنا كلمت أختها, و هي ألي قالت أوكي. و قبل شوي أشرت لي أسكت. يمكن ما باقي علمته.
-إذا ما علمته يعني من وافق على العملية؟
-علمي علمتس. حنا سوينا ألي علينا و همه كيفهم.
-لا موب كيفهم. أحنا المسؤلين. أفرض قاضانا على العملية؟
-بنته وافقت و الممرضة كانت معي. يمكن خوها, و إلا أي أحد.
-أنا بأروح أشوف.
-عطيني خبر.
-أوك.
في الجهة الأخرى كان سعد يجلس على أحد الكراسي, و أبنته عزة بجانبه و قد سيطر عليهما الصمت. كانت عاجزة عن أخباره. تمنت لو أنها تركت تلك المهمة للطبيب, لكنها تعلم أن والدها غير قادر على الاحتمال الآن ففكرت أن تؤجل الأمر قليلا.

الروايه حلوه بس ياليت تكتبين لنا الشخصيات وتكثرين من الحوارات لانها صايره شرح احداث اكثر من الحوارات

اقتباس:
اهلا بالحامل والمحمول مره ثانيه
ساعود بعد القراءه


أهلين أمول
خذي راحتس و لا تحرمينا ردودتس

اقتباس:
الرواية حلوة

بس الاسلوب مش ولا بد

مثلا لووو تعدلينه


<<أوتش
تعورت من الكلمه

أهلين أختي مفحطه
البارت هذا عندي له حول السته أشهر
أعتقد أن الكاتب ماب يرجع له, و آخر تعديلات تمت كانت البارحه
بمعنى آخر..
آسفه ما بأيدي شيء أقدر أسوية للأسلوب أكثر من ألي سويته
بس إذا عندتس نقد على شيء معين من الأسلوب لا تبخلين علينا
و مشكورة ع المرور

آسفة عشان ما كملت البارت بس تعقدت من الصبح و أنا عندة و هو رافض
لي عودة بالتكملة في وقت لاحق..

اقتباس:
الروايه حلوه بس ياليت تكتبين لنا الشخصيات وتكثرين من الحوارات لانها صايره شرح احداث اكثر من الحوارات

أحس أن الشخصيات أمتع لما تكتشفينها أثناء القراءة
بس إذا تبين و ملزمه أرسلتها لتس على الخاص لأني ما أبي أخرب الرواية ع البقية
و الحوارات جاية أن شاء الله مع البارتات

أشكر مرورتس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.