حول الطريقة المُثلى لقراءة القرآن يوصى على عزت بيجوفيتش بالمداومة على التلاوة، مع فواصل زمنية لا زمة للتفكير والتأمل فيما تمت قراءته من قبل .. ويرى أن هذا أضمن طريقة لاكتشاف ما يسميه هو ( بإشعاع النور القرآني) .. إذ يكتشف القارئ المداوم على التلاوة أن هناك شيئا جديدا فى كل قراءة جديدة .. وهنا ينبّهنا بيجوفيتش إلى حقيقة أن القرآن نفسه لم يتغيّر ولكن شيئا آخر هو الذى تغير على حدّ قوله: " تغيّرنا نحن .. أو تغيرت الظروف المحيطة بنا .. أو تغير العالم الذى نعيش فيه " فهو يرى أن هذه التغيّرات هى التى مكّنتنا من الغوص فى أعماق جديدة كنّا قد غفلنا عنها أثناء قراءاتنا السابقة للقرآن الكريم .. ثم نشعرفجأة بأصداء تتردد فى قلوبنا لآيات لم نركز على معانيها فيما سبق .. يقول على عزت بهذا الصدد: " يمكن لكل واحد منا أن يتأكد بنفسه من هذا المعنى بمداومته على تلاوة القرآن" ثم يضرب أمثلة لتأكيد هذه الفكرة من تجربته الشخصية حيث يقول:
"منذ زمن بعيد وأنا ماأزال فى مقتبل عمرى كنت أتوقف أثناء قراءة القرآن الكريم عند آيات تتحدث عن العمل والجهاد والعدالة . وكنت أسجل هذه الآيات فى دفتر صغير ( شاءت إرادة الله له أن ينجو من عبث رجال الأمن) وهم يفتشون فى كتبى و دفاترى الأخرى … أذكر جيدا أن آيات وجوب ردّ العدوان والظلم والإستبداد كانت قد ملكت عليّ عقلى . عندما يتحدث القرآن الكريم عن سِمات شخصية المسلم السوية يذكر (من بينها ) {والذين إذا أصابهم البغى هم ينتصرون} الشورى 39. وكنت أنتهز كل فرصة للحديث عن هذه الآية . أما اليوم فتستحوذ علىّ الآيات التى تتحدث عن الله سبحانه وتعالى و عن زينة هذه الدنيا وسرعة زوالها .. أى الآيات التى تحثّ على التأمل وليس على الحركة .. و أذكر جيدا أن الآية التى تدل على زوال كل شىء ما عدا وجه الله عز وجل قد أثّرت فى تفكيرى تأثيرا بالغا لأنه وحده سبحانه هو الحقيقة التى لا تنقضى {كلُّ من عليها فانْ، ويبقى وجهُ ربَّك ذو الجلال والإكرامْ} الرحمن 26, 27 .. أى أن الله وحده كان قبل النجوم والكون كله وهو باق بعد زوال كل شيئ .. فهو الحق وحده والحقيقة الوحيدة الباقية إلى الأبد … وعندما إنتقلت أمى إلى رحمة الله وكان قلبى يعتصر ألما وحزنا كنت لا أفارق سورة الفجر .. وأقف دائما عند هذه الآية البديعة { يا أيّتها النفسُ المطمئِنَّة إرْجِعى إلى ربك راضيةً مرضيّة ، فادخلى فى عبادى وادخلى جنّتى} الفجر 27-30 وفى كل مرة كانت عينيّ تزرف دمعا ولكننى لم أجد من السلوى لنفسى خيرا من هذه الآية الكريمة ..وكنت أتساءل من يمكنه أن يقدّم للإنسان كلمة عزاء أبلغ من هذه الكلمات إذا قُدّر له أن يقبّل وجه ولده المتوفّى ؟
وهكذا يصل بيجوفيتش فى مجال تأمّلاته القرآنية وتأثير آيات القرآن على حياته النفسية والعملية إلى حقيقة أن القرآن الكريم كما هو شريعة وتكبيرة جهاد فى ظرف ما ، هو أيضا وفى ظروف أخرى سلوان لما لا مفر منه من نوائب الدهر .. والأمر يتوقف على حالتنا الشخصية والعقلية ففى موقفٍ معيّن يجذب القرآن انتباهنا إلى شىء ما .. وفى حالة أخرى أو موقف آخر يجذب إنتباهنا إلى حقيقة أخرى …
فإذا تركنا الجانب الفردى الشخصي من ناحية (زاوية الإهتمام) واتّجهنا إلى ما يتعلق بظروف تاريخية معينة على مستوى المجتمع .. حينئذ سوف تتركز أنظارنا على إبراز بعض الآيات القرآنية المتعلقة بهذا الظرف أو ذاك وفقا للحالة القائمة .. ففى المجتمع الذى تمزقه التفرقة العنصرية تبرز الأولوية للآيات الدالة على مساواة جميع الناس و على النشأة المشتركة للإنسانية كلآية الأولى فى سورة النساء : {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالا كثيرًا ونساءَ …}.
وفى مجتمع تُنتهك فيه الحقوق الدينية .. أو تمزّقه أى نوع من التفرقة لا بد أن تبرز هذه القاعدة الصارمة المكونة من ثلاث كلمات فقط : { لا إكراه فى الدين …} البقرة 256.. وفى ذلك يقول على عزت: " لا نفاضل نحن المسلمين بين الآيات القرآنية .. ولكن غير المسلمين يكادون يجمعون على أن هذه الآلآيه القصيرة عن التسامح الدينى هى أرفع وأبدع آية قرآنية، وهكذا يمكننا مواصلة التأمل فى هذا الاتجاه …" #
"منذ زمن بعيد وأنا ماأزال فى مقتبل عمرى كنت أتوقف أثناء قراءة القرآن الكريم عند آيات تتحدث عن العمل والجهاد والعدالة . وكنت أسجل هذه الآيات فى دفتر صغير ( شاءت إرادة الله له أن ينجو من عبث رجال الأمن) وهم يفتشون فى كتبى و دفاترى الأخرى … أذكر جيدا أن آيات وجوب ردّ العدوان والظلم والإستبداد كانت قد ملكت عليّ عقلى . عندما يتحدث القرآن الكريم عن سِمات شخصية المسلم السوية يذكر (من بينها ) {والذين إذا أصابهم البغى هم ينتصرون} الشورى 39. وكنت أنتهز كل فرصة للحديث عن هذه الآية . أما اليوم فتستحوذ علىّ الآيات التى تتحدث عن الله سبحانه وتعالى و عن زينة هذه الدنيا وسرعة زوالها .. أى الآيات التى تحثّ على التأمل وليس على الحركة .. و أذكر جيدا أن الآية التى تدل على زوال كل شىء ما عدا وجه الله عز وجل قد أثّرت فى تفكيرى تأثيرا بالغا لأنه وحده سبحانه هو الحقيقة التى لا تنقضى {كلُّ من عليها فانْ، ويبقى وجهُ ربَّك ذو الجلال والإكرامْ} الرحمن 26, 27 .. أى أن الله وحده كان قبل النجوم والكون كله وهو باق بعد زوال كل شيئ .. فهو الحق وحده والحقيقة الوحيدة الباقية إلى الأبد … وعندما إنتقلت أمى إلى رحمة الله وكان قلبى يعتصر ألما وحزنا كنت لا أفارق سورة الفجر .. وأقف دائما عند هذه الآية البديعة { يا أيّتها النفسُ المطمئِنَّة إرْجِعى إلى ربك راضيةً مرضيّة ، فادخلى فى عبادى وادخلى جنّتى} الفجر 27-30 وفى كل مرة كانت عينيّ تزرف دمعا ولكننى لم أجد من السلوى لنفسى خيرا من هذه الآية الكريمة ..وكنت أتساءل من يمكنه أن يقدّم للإنسان كلمة عزاء أبلغ من هذه الكلمات إذا قُدّر له أن يقبّل وجه ولده المتوفّى ؟
وهكذا يصل بيجوفيتش فى مجال تأمّلاته القرآنية وتأثير آيات القرآن على حياته النفسية والعملية إلى حقيقة أن القرآن الكريم كما هو شريعة وتكبيرة جهاد فى ظرف ما ، هو أيضا وفى ظروف أخرى سلوان لما لا مفر منه من نوائب الدهر .. والأمر يتوقف على حالتنا الشخصية والعقلية ففى موقفٍ معيّن يجذب القرآن انتباهنا إلى شىء ما .. وفى حالة أخرى أو موقف آخر يجذب إنتباهنا إلى حقيقة أخرى …
فإذا تركنا الجانب الفردى الشخصي من ناحية (زاوية الإهتمام) واتّجهنا إلى ما يتعلق بظروف تاريخية معينة على مستوى المجتمع .. حينئذ سوف تتركز أنظارنا على إبراز بعض الآيات القرآنية المتعلقة بهذا الظرف أو ذاك وفقا للحالة القائمة .. ففى المجتمع الذى تمزقه التفرقة العنصرية تبرز الأولوية للآيات الدالة على مساواة جميع الناس و على النشأة المشتركة للإنسانية كلآية الأولى فى سورة النساء : {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالا كثيرًا ونساءَ …}.
وفى مجتمع تُنتهك فيه الحقوق الدينية .. أو تمزّقه أى نوع من التفرقة لا بد أن تبرز هذه القاعدة الصارمة المكونة من ثلاث كلمات فقط : { لا إكراه فى الدين …} البقرة 256.. وفى ذلك يقول على عزت: " لا نفاضل نحن المسلمين بين الآيات القرآنية .. ولكن غير المسلمين يكادون يجمعون على أن هذه الآلآيه القصيرة عن التسامح الدينى هى أرفع وأبدع آية قرآنية، وهكذا يمكننا مواصلة التأمل فى هذا الاتجاه …" #
د.محمد عدس
الله يثيبك الجنه على الطرح القيم والمفيد
جعلها الله في ميزان حسناتك
تحياتي
جعلها الله في ميزان حسناتك
تحياتي
فيه ايآيات تلامس جروح قلبك
فتتمعن فيها
فتتمعن فيها
جعلها الله في ميزان حسناتك ♡
طرح في قمة الروعه
يعطيك العافيه وما قصرت
أشكرك
جزاك الله خيراً
تقبل مروري / محمود
شاكر لكم مروكم العطر